شبكة ذي قار
عـاجـل










جرائم الصهاينة بين الموروث والمكتسب

 د- فالح حسن شمخي


 صدر عن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في يوم ٢١/١٠/٢٠٢٣ بيان تأريخي يتناول ما حدث في يوم ٧ أكتوبر /٢٠٢٣ من نصر عظيم حققته المقاومة العربية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب ابادة جماعية لإجبارهم على ترك ديارهم كما حدث سنة ١٩٤٨ يوم النكبة، النصر الذي جاء بعد ٧٥ عاما من عمر الاحتلال الاستيطاني للقطر العربي الفلسطيني.

  لقد مارس الاحتلال ويمارس ابشع الجرائم ، والتي اشار  اليها بيان القيادة القومية ، و في فقرة من فقرات البيان استوقفني إشارة البيان  الى تاريخ هذا العدو وتاريخ جرائمه   ، فاقتبست هذه الفقرة التي نصها :(ان المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني واخرها استهداف المستشفى المعمداني ، ومستشفيات اخرى ومدارس   ودور عبادة  واماكن سكنية  ماهي الا استحضار لمجازر كفر قاسم ودير ياسين ومدرسة بحر البقر في مصر وصبرا وشاتيلا في بيروت  وقانا وغيرها وغيرها مع فارق وحيد هو نوعية السلاح التدميري الذي يدخل ضمن تصنيف الاسلحة المحرمة دولياً).

 توقفت عند هذه الفقرة طويلا بعد ان تبادر لذهني سؤال، هل الاجرام الصهيوني في الاراضي الفلسطينية المحتلة هو اجرام وراثي او اجرام مكتسب؟

 والسؤال الثاني ماهي علاقة هذه الجرائم التي ترتكب الان في فلسطين المحتلة بالجرائم التي ارتكبها المهاجرين الاوربيين في قتل وتهجير الهنود اصحاب الارض الشرعيين في امريكا، وهل لهذا الاجرام علاقة بما فعلته امريكا في نكزاكي وهوروشيما اليابانية، وهل لهذه الجرائم علاقة بالجرائم التي مارسها الغرب الاستعماري مع الشعوب في افريقيا واسيا، وعلى الخصوص في الجزائر وجنوب افريقيا حيث الفصل العنصري؟

 الاجابة على السؤال الاول توصلت فيها الى (ان العلماء أكدوا في الماضي عدم وجود أي صلة ما بين الميول الإجرامية والموروثات، وأكدوا كذلك أن السلوك الإجرامي أو الميول العدوانية تتشكل بالاكتساب من البيئة المحيطة وتتحدد بعوامل مختلفة، ولا تعتبر الجينات الوراثية أحد هذه العوامل.

لكن هذه النتائج القديمة لم تعُد صالحة في وقتنا هذا، فقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة بالأدلة أن العوامل الوراثية لا تقل أهمية عن البيئة والمحيط في تشكيل السلوك الإجرامي لدى الأشخاص.

وفقاً للدراسات الحديثة يعتقد العلماء أن هناك بعض الجينات المسؤولة على نقل “السلوك العدائي” من الآباء إلى الأبناء، وهذه الجينات قد تجعل شخصاً ما عدائياً تجاه المجتمع منذ الطفولة، وقد ينتج عن ذلك شخص مجرم يميل نحو أعمال العنف.

 ما ورد آنفاً يؤكد ان الصهاينة الذي احتلوا فلسطين ومارسوا القتل والتهجير يحملون في جيناتهم الوراثية الاجرام، وكذلك الامريكان، والغرب الاستعماري، وبالتالي فأن الحروب الدينية والحروب العالمية وما سمي (الهولوكوست)، والتي ذهب ضحيتها الملايين من البشر، حدثت لان الغرب المستعمر هو السبب ولا علاقة للعرب والمسلمين بذلك، فالصهاينة الذين جاءوا من الغرب وحملتهم السفن استنادا الى وعد من مجرم اسمة بلفور لاحتلال فلسطين العربية يحملون الجينات الوراثية بالإجرام نفسها.

 اما الاجابة على السؤال الثاني فهو بسيط جدا فجرائم امريكا والغرب معرفة تاريخاً، فالمستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس، مكتشف القارة الأمريكية، ارتكبت جرائم ضد الإنسانية صنفه الباحثون بسببها بأنه أحد رموز العنصرية في التاريخ، حيث أنه دخل أمريكا حرفياً على أشلاء ودماء أهلها، وسجلت كتب التاريخ فضائع ارتكبها كولومبوس ومولوا رحلته الاستكشافية (الإسبان).

 وفي السياق نفسه يقول الباحث السوري أحمد دعدوش: (بعد اكتشاف الأوروبيين للقارة الأميركية وبدء حركة الهجرة والاستيطان، اقترنت إبادة الهنود الحمر برؤية توراتية وعلمانية مزدوجة، فسمى المتدينون البيوريتان ((إحدى طوائف البروتستانت)) أنفسهم عبرانيين، وظنوا أنهم في مهمة مقدسة لتطهير أرض الميعاد من الكنعانيين.. ولم يختلف الأمر كثيرا لدى العلمانيين الذين قدموا لإزاحة "الهمج" عن طريق العقلانية والتنوير).

  لقد استمد الغربيون وجلهم من الإنجليز كل أخلاق إبادة الهنود (وغير الهنود أيضا) من هذا التقمص التاريخي لاجتياح العبرانيين لأرض كنعان. كانوا يقتلون الهنود وهم على قناعة بأنهم عبرانيون فضّلهم الله على العالمين وأعطاهم تفويضا بقتل الكنعانيين، وكانت تلك الإبادة للهنود، وهي الإبادة الأكبر والأطول في التاريخ الإنساني، وكانت حرب الابادة التي حدثت بعد ابادة الهنود هي هيروشيما وناكازاكي، وخرقهم المدمرة في فيتنام وفي الكوريتين وامريكا اللاتينية.

 اما في افريقيا فتجارة الرقيق القذرة معروفة وتحدث عنها الامريكان أنفسهم. لقد قال المؤرخ الأميركي "جوشوا روثمان" (Joshua Rothman) إن دراسته لأكثر من 30 أرشيفا عن تجارة العبيد في الولايات المتحدة كشفت كمّاً هائلاً من المواد التي توثق فساد الرجال الذين أداروا أكبر عملية تجارة رقيق محلية في التاريخ الأميركي، كما تكشف شجاعة وإصرار العبيد الذين تم الاتجار بهم ومعاملتهم كبضائع لا كبشر.

 وأكد أستاذ التاريخ بجامعة "ألاباما" (Alabama) الذي ألف مؤخرا كتابا عن الموضوع تحت عنوان "السجل والقيد" (The Ledger and the Chain) -في مقال له بموقع "ذا كونفرسيشن" (The Conversation) - أن بحثه الذي غاص من خلاله في أرشيف عشرات الولايات الأميركية من لويزيانا إلى كونيتيكت مكنه أيضا من إدراك أن العديد من الأميركيين لا يدركون أصلا أن تجارة رقيق محلية وجدت وتطورت في بلادهم.

 أخيراً فإن الذين تركوا أوروبا وامريكا واجتاحوا فلسطين هم من حثالات الاوربيين والكل يعرف ان انشتاين على سبيل المثال قد رفض ان يكون رئيس للكيان المغتصب لأنه عالم او لسبب اخر  ، يبدو ان الصهاينة في فلسطين هم من احفاد كولومبس ، والامريكان والاوربيون الذين صورتهم افلام الويسترن وافلام الكاوبوي ، او قد اكتسبوا هذه الصفات  فهم حقيقة ليس فيها تجني يتصفون   بالصفات نفسها في ارتكابهم المجازر  وعقليتهم كعقلية من سبقوهم متحجرة واسطورية ، وهم في حقيقة نازيون ، فعصابات الصهاينة التي قتلت وهجرت الشعب الفلسطيني ، هي التي شكلت الجيش الصهيوني وكان عددها ١٢ عصابة تدربوا في الغرب ، ومن هذه العصابات التي تحاكي عصابة الكابوني هي عصابة الهاغاناه ، وارجون،و بيتار ، وشيترن ،وبلماح، يعتقد شلة الأغبياء الارهابيون والذي هربوا مذعورين امام الف مقاتل عربي في يوم ٧ اكتوبر الخالد بأن ذاكرة العرب وابناء فلسطين الجبارين قد اصابها الزهايمر ، ان اولادنا يتوارثون الثأر كما يتوارثون مفاتيح بيوتهم في الارض المحتلة منذ العام ١٩٤٨ ، وان الارهاب والسلوك غير الاخلاقي والمنافي لحقوق الانسان وممارسة القتل والاغتصاب هو ديدنهم ، عليه خلع رداء الزيف التي يطلقون عليه الديمقراطية ، والعالم الحر ، والدول المتحضرة ، انهم همج رعاع والتاريخ يشهد بذلك ، وكل الدلائل تشير الى ان سلوكهم الاجرامي هو وراثي.






الاربعاء ١٠ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / تشرين الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د- فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة