شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

 

القمة العربية الإسلامية

-

الأسباب والضرورات

 

من يطفا النار التي شبت بأركاني

أم من يزيل الهم عن قلبي ووجداني

يتجه العالم كله اليوم في هذه الساعات العصيبة من حياة العرب والمسلمين الى الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية حيث الاجتماع الطارئ للدول العربية والاسلامية والذي ينعقد اليوم في ظروف لم يشهدها العالم العربي والإسلامي من قبل حيث يواجه الشعب الفلسطيني أعتى وأقسى قوى الغرب وأعنف أسلحة الدمار وأكثرها تأثيرا تعبويا وانسانيا ومن واجب المجتمعين وليس منة منهم البحث في كل الوسائل والإمكانيات اللازمة التي توقف المجازر على الشعب الفلسطيني والوقوف بقوة وإيمان وواقعية وفعل ضد الصهاينة والغرب المتحالف معهم من خلال اتخاذ موقف موحد لما يجري على الارض وهم اليوم في امتحان عسير إن لم يحسنوا التصرف فيه فسوف يعرض أنظمتهم الى مخاض خطير لم يألفوه من قبل ولا يمكن تجاوزه في الحاضر والمستقبل ويقع على كاهل هذه القمة عدة أمور ملحة يجب مناقشتها واتخاذ الاجراءات السياسية العملية والواقعية التي تدفع باتخاذ موقف عربي واسلامي يضع حدا للضيم والقتل والتدمير ويستوجب موقفا عربيا اسلاميا ووطنيا مصيريا وحضورا مؤثرا في العلاقات الدولية قبل فوات الاوان فلم تعد تكفي قرارات الادانة والشجب التي عهدناها في مؤتمرات القمم بل الفعل الجهادي الذي تفتضيه سنن الشريعة وأحكامها الكيان العنصري المتعصب والناكر لمقتضيات العدالة وإحقاق الحقوق التي يقتديها القانون والأعراف الدولية وحق كل الشعوب في الحرية والرفاه ونحن على يقين أن هذا العدو لا يرعوي لحملات الاستنكار الدولية وأصوات المناصرين للحق من شعوب العالم أجمع ولكنه شاهد الفعل البطولي للمقاومة الفلسطينية الباسلة والصبر على الشدائد لشعب غزة العظيم الذي أسمع كل من به صمم صوت الحق وأثبتوا حرصهم على تقديم الدماء الزكية بأعلى درجات التضحية صغارا وكبارا فكانت دروسا مفتوحة بالوطنية وتحمل المسؤولية التاريخية والشرعية للعدو الصهيوني وللعالم أجمع حتى ممن كانوا حتى طوفان الأقصى المبارك مناوئين لقضايا العرب عامة وللقضية الفلسطينية بشكل خاص .

يتطلب الوضع الدولي الحالي أن يفهم المجتمعين حتى وإن لم تكن القضية الفلسطينية ضمن أولوياتهم فأن مصالح دولهم وشعوبهم ومقدساتهم تستوجب التحزم بالقوة والإرادة والإعداد والتحشد اللازم لمعارك المستقبل (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) الا يكفينا ذل وإهانة وتجاوز على مصالحنا ومقدرات شعوبنا ألا يدفعكم ذلك إلى أن يتخذوا القرارات الشجاعة التي تردع الأعداء وتجبرهم على اتخاذ خطوات جادة وسريعة قبل فوات الأمان ومن هذه الخطوات على سبيل المثال؛

١.نسيان جميع الخلافات بين القيادات العربية والاسلامية وهذه الخلافات هي خلافات ممكن تجاوزها أمام المخاطر الحالية.

٢.إنشاء قوة عربية واسلامية موحدة تشارك فيها جميع الدول وفق برامج مالية وتسليحية وتعبوية وقيادية يجري الإعداد لها من قبل هيئة أركان عربية واسلامية مشتركة.

٣.قطع أي تواصل بين الكيان الصهيوني والدول العربية والاسلامية وإعادة النظر في جميع التفاهمات القائمة مع الصهاينة.

٤.انشاء صندوق مالي لإعادة أعمار ما دمره الأشرار على أرض فلسطين.

٤.القيام بحملات اعلامية لفضح الدول التي تساند الكيان الصهيوني والتهديد بمراجعة العلاقات الاقتصادية معها واستخدام الموارد العربية المصدرة لهم كوسيلة سياسية وأوراق ضغط لاتخاذ مواقف دولية تحقق للعرب والمسلمين طموحاتهم وآمال شعوبهم.

٥.الأيمان بأن ما قامت به المقاومة الفلسطينية هو رد كفاحي باسل على تجاهل المجتمع الدولي للحقوق العربية التي تقبع تحت نير الاحتلال الصهيوني.

٦.يجب أن يعرف الجميع أن نتيجة هذا العدوان الصهيوني الغربي نتيجتين لا ثالث لهما:

أ. انتصار المقاومة الشجاعة وإعادة الحقوق العربية والإرادة العربية والحضور العربي الاسلامي كقوة دولية يحسب لها ألف حساب.

ب. إن تحقيق الأغراض الصهيونية من خلال هذه الحرب يكسر أرادة الاسلام والمسلمين جميعا وفقدانهم مقدساتهم وأراضيهم ليس في فلسطين فحسب بل سينتقل ذلك من غزة والقدس الى عمان ودمشق وبغداد والقاهرة وصنعاء وفي اسطنبول وطهران وغيرهم من عواصم العالم الاسلامي وسيؤثر ذلك سلبيا على جميع الشعوب المكافحة من أجل حقوقهم وقضاياهم المصيرية.

نتمنى ويأمل معنا كل شريف ومخلص أن تكون قرارات هذه القمة تختلف عن مثيلاتها حتى تعود الحقوق لأهلها في كل بقاع العالم.

 

الدكتور شاكر عبد القهار الكبيسي

أوسلو

١١-١١-٢٠٢٣م

 






الاحد ٢٨ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة