شبكة ذي قار
عـاجـل










عملية طوفان الأقصى

أرعبت جيش الاحتلال الصهيوني وكسرت شوكته

أبو عمر العزي

 

1.  بلا شك ان عملية طوفان الاقصى في السابع من تشرين الاول 3023 التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في غزه تعد انتصارا كبيرا لها وللأمه العربية باسرها من المحيط الى الخليج وقد سطرت بأحرف من نور في صحائف التاريخ واذهل اعداء الوطن العربي وصعقوا من هذا الانتصار المذهل وحتى العدو على الفور اعترف بانه تفاجأ وصعق من هول الكارثة التي وقعت ع رأسه وسرعان ما وصفها باليوم الأسود في تاريخه.

استغربت أكثر دول العالم كيف لمقاومة لا تملك من العدة والقدرات العسكرية ولا تقنية الأسلحة المتطورة ولا منظومة معلومات مهنيه متخصصة ان تقوم بهذا العمل الجريء وتخترق الجدار الحصين والمنيع المراقب بأحدث الوسائل المتطورة وتحقق كامل اهدافها ولربما ما تحقق أكثر ما كان مخطط له لاستسلام القوات وانهيارها السريع امام ضربات قوات العملية.

2.  النجاح الكبير للمقاومة لم يكن مفاجئا ابدا لأنه ارتكز على عقيده قتاليه صحيحه ، الايمان بالله وقضية وطن محتل وشعب مقهور معتدى على ارضه وشعبه وتم احتلاله دون وجه حق وعدالة الا وفق شريعة الغاب يريد ان يتحرر من عدو جاثم على صدره وعلى النقيض من الطرف الاخر ، عقيده باطله فاسده مبنيه ع احتلال ارض الغير وان كان يملك القدرات والمعدات وبتقنيات عالية الا انه غير مستعد لان يضحي  ولا يقاتل الا وهو متحصن بناقلة جند  او دبابه وقد صرح احد  قادة العدو اننا نستخدم القصف الكثيف في المعركة  لنؤمن الحماية لجنودنا.

في أغلب الظن إن المقاومة الفلسطينية قد استفادت من معارك المدن بعد احتلال العراق وخاصة بالذكر معركة الفلوجة الاخير وكذلك معركة الموصل لأوجه التشابه بين المقاومة العراقية الباسلة والمقاومة الفلسطينية من حيث القدرات ومواجهة عدو يملك الارض والجو وبأسلحة فتاكة وكذلك بيده أسلحة محرمة.

 

قتال المقاومة

3 .اتضح من خلال مراقبة سير المعركة بهجوم العدو الذي ابتدأه بقصف شديد بكل آلة الدمار التي يملكها  من صواريخ مختلفة الاحجام والاوزان عبر طيرانه الحربي او قواعد اطلاق وكذلك نيران المدفعية ونيران الدبابات ولا فرق عند جيش الكيان بالاستهداف  اهداف عسكريه للمقاومة او مدنيه كمنازل المواطنين او  المؤسسات الحكومية والمستشفيات والمدارس والجامعات وغيرها الكثير التي استخدمها لغرض التأثير على دفع المقاومة الى الانهيار والانتقام منها ومن شعب غزه ولغرض فصل تماسك المقاومة عن الشعب في غزه ليحمله على كرهها والحقد عليها.

ورغم كل التدمير الممنهج والمخطط له والمعد مسبقا على ما يبدو لم يتحقق ما كان يعتقد ويفكر بل على العكس كان تحدي المقاومة يزداد وتتوعد العدو بتكبيده الخسائر الكبيرة ففشل جيش العدو ما كن يمني نفسه به.

 قلنا اتضح في تفكير المقاومة انها ستقاتل العدو من خلال شبكة إنفاق واسعه قد اعدتها بشكل محكم وتغطي اغلب مدن غزه والاكثر كثافه سكانية هي مركز غزه، وهذا جدا مفيد لها ليحميها من القصف المركز والكثيف وكذلك يحميها من رصد العدو الجوي وخاصه الطائرات المسيرة

 

4. فكرة قتال المقاومة عبر الانفاق ستكون وفق الآتي:

أ. الدفاع عبر الانفاق

تغطي شبكة الانفاق حسب ما سربت بعض القنوات الفضائية اغلب قطاع غزه ومدنها وهذه الانفاق ترتبط بخنادق نار قتاليه حيث لوحظ قيام مفارز قتاليه مسلحة بأسلحة مقاومات الدبابات الياسين 105 وكذلك RBG7 وعدد من القناصين فتعرضت لأهداف معاديه بين المنازل المبنية كناقلات الجند والدبابات والجرافات وتم تدميرها دون ان يتعرض لها جيش الكيان حيث اختارت على ما يبدو الوقت والمكان الملائمين ونجحت نجاح كبير في هذا الاسلوب القتالي.

 ولما بدأ جيش الكيان بالهجوم البري تم التعرض عليه بهذا الاسلوب ورغم توغله تحت ستار القصف الكثيف بالطائرات والمدفعية ونيران الدبابات المباشرة ووصوله الى اعماق واحد كم او أكثر الا انه سرعان ما تم انسحابه الى قواعده الأمينة التي انطلق منها لتكبده الخسائر الكبيرة حيث باغتته مفارز المقاومة ومن اتجاهات مختلفة فكبدته خسائر كبيره، فكان القتال في اوله اشبه ما يكون بعمليات الكر والفر وأخدت منه أياماً.

لهذا صرح رئيس وزراء الكيان الصهيوني ان المعركة قد طالت أكثر مما كان يتوقع، من خلال يومين بدأ العدو بالضغط على المقاومة وقد تمكن من التقدم قليلا من شمال غزة وهي مناطق شبه مفتوحة كما تقدم العدو من جهة الشرق ليصل تحت غطاء من القصف بالطيران الحربي والمدفعي الى الطريق الساحلي ويقطع كل طرق شمال غزه بجنوبها لكن يواجه ويخوض معارك شرسة وشديده وهو يدفع بكل جهده ليصل الى قلب غزة لكن المقاومة تتصدى له بكل قوة.

 

حرب العصابات من تحت الأنفاق

ب. إن تمكن جيش الكيان من السيطرة على غزه والذي من المتوقع ان يأخذ وقتا طويلا نتيجة شراسة القتال والخسائر الكبيرة التي سيدفعها قد يفشل هجوم العدو , لكن ان نجح جيش الكيان الصهيوني فالمعركة لم تنتهي وانما تبدأ معركه اشرس واخطر على العدو هي معركة حرب العصابات من تحت الانفاق وقد نوهه العدو الى هذه المرحلة لكن لم يبدي بتفاصيل عنها او ذكرها هكذا بالاسم لكن هذا ما اتوقعه واستنتجه  ان يكون , لان طبيعة المقاومة وتصميمها على القتال ليس من النوع الذي يستسلم او ان يهادن لان عكس ذلك هو انهاء وجودها وتعرضها الى الفناء.

إن العدو لحد الآن وبعد قصف وحشي همجي شارف على الشهر ونيف وهجوم بري وبكل ما يملك من أحدث دروعه وبإسناد بأحدث الطائرات والمدفعية واستخدامه للأسلحة المحرمة دوليا كالكيماوي والفسفوري فانه لم ينجز من مهمته الا الضئيل جدا ولن يتمكن بالنهاية إن شاء الله.

 






الاربعاء ٢ جمادي الاولى ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو عمر العزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة