شبكة ذي قار
عـاجـل










طوفان الاقصى

عملية نوعية في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني

أبو يعرب


لا يخفى على أحد أن تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني ليس حديثاً بل هو منذُ بداية الاحتلال الصهيوني لفلسطين  سنة   ١٩٤٨م ، بدعم من الصهيونية العالمية، ووعد بلفور المشؤم .غير أن عملية طوفان الاقصى انفردت بخصوصية تميزت بالآتي:

 ١_ عنصر المباغتة : استطاعت عناصر المقاومة الفلسطينية من تحقيق هجوم مذهل  بتكتيك قتالي عالي وعسكري منضبط على عدة جبهات، لم تقتصر على إطلاق قذائف هاون وصواريخ على الأراضي المحتلة داخل الكيان الصهيوني بل أيضاً شن غارات جوية بالطائرات الشراعية كما فاجؤا جنود الاحتلال باختراق عدد كبير من المواقع العسكرية في مستوطنات غلاف غزة، وعليه كانت القدرة القتالية الميدانية والتنظيم العسكري والخطط الناجحة التي أظهرتها  المقاومة قد أربكت قوات الاحتلال الصهيوني حيث كان لها  تـأثير صادم  رغم التحوطات والإجراءات الأمنية والرقابة المشددة للعدو التي يعيشها الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية بما فيها  من التحكم بنقاط التفتيش لدخول الأراضي الفلسطينية والخروج منها، وامكانية جهاز الموساد، الشين بت، الاستخبارات العسكرية والسبرانية التي تحظى بقدراتها على جمع المعلومات الاستخبارية وتنفيذ العمليات الخاصة إلا إنها لم تستطع من كشف العملية حيث أثبتت المقاومة الفلسطينية كفاءتها ودقتها والسرية العالية على تنفيذ عملية بهذا المستوى من التعقيد وتمكنها من التسلل إلى  داخل مواقع العدو الصهيوني على حدود غزة معه، وقامت بحفر أنفاق تحت الجدار الحدودي وشن غارات عبر الحدود رغم استخدام العدو المُحتل لنظام الحماية (القبه الحديدية) فطالت الصواريخ الفلسطينية  تل أبيب والمدن الأخرى في الكيان الصهيوني بالتدمير.

 ٢_  قوة الاقتحام: هي المرة الأولى التي قامت أحداثها داخل الأراضي التي احتلها العدو وهي الحرب التي وقع فيها أكبر عدد من القتلى والجرحى في تاريخ العدو المُحتل، وأنها الحرب الأولى التي يعلنها العدو بشكل رسمي، حيث أطلقت المقاومة عدداً كبيراً من الصواريخ من قطاع غزة ، واخترقت عشرات  من نقاط العبور في السياج الأمني المزود بالتكنولوجيا المتطورة، ومن ثم قصف العدو غزة، وخلال الأيام الثلاث الأولى استشهد فيها (٦٨٠) ستمائة وثمانون شهيداً، وحالياً تجاوز عدد الشهداء أكثر من 11000 شهيد ، ثم قامت بالسيطرة على معظم واردات السلع الأساسية في غزة ، وفرضت حصاراً كاملاً وقطعت الكهرباء، الغذاء، الماء والوقود ورغم ذلك فإن صلابة المقاومة الفلسطينية واستبسالها وإيمانها بحقها في استرجاع أراضيها المغتصبة أسقطت سمعة الاحتلال العسكرية والاستخبارية.

٣_ احتجاز الأسرى:

أعلنت المقاومة الفلسطينية بأن هناك عدداً كبيراً من الأسرى الصهاينة منهم ضباطاً كبار وأعداد من المدنيين وهم موزعون في أماكن سرية تابعة للمقاومة   الفلسطينية، لقد أضاف احتجاز الأسرى ثقلاً إيجابياً يعتبر أحد الأوراق التي يمكن استخدامها للتفاوض حول ملف الأسرى الفلسطينيين لدى الكيان الصهيوني الذين يصل عددهم إلى أكثر من (٦٠٠٠) ستة آلاف أسير، تتفاوت مدة اعتقالهم من شخص إلى آخر، وإن ملف الأسرى في تقدير المقاومة هو أمن قومي.


الاستنتاج:

في ضوء مجريات الأحداث والوقائع فهناك رسالة مهمة من المقاومة الفلسطينية   بأنها قد أعدت وجهزت الامكانيات العسكرية والخطط الحربية في استراتيجية طويلة الأمد، حيث لا يقوى الاحتلال على المطاولة في الحرب، مع الخسائر المادية والبشرية التي تكبدها خلال هذه الحرب، فلجأ إلى ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية للمدنيين كتبرير لفشله وكعامل للضغط النفسي على المقاومة، مما انعكس استهدافه للمدنيين وللأطفال والمنشآت المدنية والمستشفيات سلباً لدى الرأي العام العالمي، لوحشيته الإجرامية.

 






الجمعة ٤ جمادي الاولى ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو يعرب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة