غزة أسطورة الجهاد

خنساء الفارس

لقد قابل أهل غزة الغيارى الأباة فظاعة مشاهد القتل والتدمير والتشريد بالتفافهم حول المقاومة وتلاحمهم معها والذود عن مدينتهم بكل ما أوتوا من امكانات متاحة انطلاقاً من إيمانهم بقضيتهم العادلة وقناعتهم بأن النصر قريب لا محال، فلم يعد أمامهم إلا الجهاد والكفاح من أجل تحرير بلدهم المغتصب من براثن الصهاينة المجرمين.

لقد وقف أبناء غزة الأصلاء مواقف نبيلة ومشرفة بإيمانهم الراسخ بالنصر المؤزر رغم إدراكهم أن ما بحوزة المقاتلين من امكانيات متواضعة لا يمكن مقارنتها بما يملكه جيش الاحتلال من أسلحة حديثة متطورة، وضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء والشجاعة والتضحية والصمود، فالمعارك التي يخوضها أبناء غزة الأبطال متمثلة بالمقاومة الباسلة جاءت انطلاقاً من شعورهم بأن لا أحد يستطيع أن يخلصهم من نير الاحتلال وظلمه وجرائمه إلا بكفاحهم وجهادهم. 

إن صواريخ العدو الغادرة وطائراته لن تنال من عزيمة أهل غزة الأبطال وصمودهم وثباتهم، ولن تمنعهم عن مواصلة جهادهم وكفاحهم ومقارعة المحتل الغاصب، ولن يثنيهم تفوق العدو العسكري والتكنولوجي، فهم أصحاب قضية عادلة، وإيمانهم بقضيتهم يزيدهم اصراراً على مواصلة النضال والجهاد.

إن أهل غزة الصامدة الأبية ماضون بما لديهم من عزيمة وإيمان مطلق بقضيتهم التي تغاضى عنها عرب الجنسية وتلاعبت بها كل القوانين والأعراف الدولية والتي قامت بتأبين الجلاد ونسيان الضحية، فهم ماضون على مبدأ الصمود والمقاومة من أجل تحرير أرضهم، فالاحتلال سلبهم أرضهم ومساكنهم، ولكن لن يسلب إرادتهم الصلبة ولن يزحزح من ثقتهم العالية وإيمانهم المطلق بالنصر المؤزر والتحرير.

إن المعنويات العالية والصمود الأسطوري الذي يتمتع به أطفال ونساء وشباب ورجال غزة وشيوخها أذهلت العالم بأسره، فلم يعد أمامهم سوى الثبات على أرضهم مهما بلغت التضحيات، فقد أثبتوا للعالم أجمع أنهم شعب أسطوري لا مثيل له، فهم يخرجون من تحت الأنقاض ويصرخون بأن كل ما يقدمونه فداء لفلسطين الحبيبة، فقد قدموا دروساً بليغة في البطولة والشجاعة والإقدام.

ألف تحية معطرة برائحة البارود ودم الشهادة ومعفرة بذرى المجد الفلسطيني اليعربي لأهلنا النشامى الأحرار في غزة الصمود والبطولة والفداء، والرحمة وعليين للشهداء الأبرار، والخزي والعار للخونة المتطبعين والعملاء الأقزام، والعز والرفعة والظفر لأمة العرب.