شبكة ذي قار
عـاجـل










حرب الأنفاق في غزة.. التحدي الأكبر للاحتلال

 

الفريق الركن صباح نوري العجيلي

 

  تخوض المقاومة الفلسطينية الباسلة حرباً غير متناظرة/ متكافئة مع جيش الاحتلال الاسرائيلي، تلك القوة الغاشمة المتفوقة تكنولوجياً والمسندة بدعم امريكي وغربي لا محدود، لذلك لجات المقاومة الى أتباع أساليب مبتكرة للتقليل من تفوق الاحتلال وتأمين الحماية من القصف الجوي والصاروخي والمدفعي، وسلاح الأنفاق في اعماق الارض أحد هذه الاساليب المعتمدة من المقاومة والذي أكتسب اهمية استراتيجية في صراعها مع الاحتلال، وتستخدم الانفاق لأغراض قتالية ولوجستية بعيداً عن رصد وتأثير العدو.

  والأنفاق جزء من متطلبات وترتيبات عملية أعداد مسارح العمليات في الحروب وتشكل أهمية للقوات سواء كانت بالعمليات التعرضية والدفاعية او لأغراض لوجستية، وبرزت كتحدي جديد للقوات في حرب المدن والمناطق الحضرية واستخدمت بالسابق في حرب فيتنام وأنشأت حركة حماس الفلسطينية شبكة واسعة تحت قطاع غزة، وحفر الحرس الايراني الأنفاق تحت الجبال لحماية واخفاء المنشئات النووية وقواعد الصواريخ والطائرات المسّيرة. وفي الجنوب اللبناني أنشأ حزب الله شبكة من الأنفاق للتنقل وخزن الصواريخ والاسلحة والذخائر والطائرات المسّيرة.

لم تنجح حركة حماس فقط في انشاء الشبكة العنكبوتية في غزة بهذا الحجم الكبير الذي تطلب عملاً وجهداً ووقتا كبيراّ، بل انها نجحت في اخفاء وسرية هذه الشبكة وكتمانها عن وكلاء ومصادر الاحتلال وباتت الانفاق لغزاً محيراً امام أجهزة الامن والمخابرات وتحدياً كبيراً لجيش الاحتلال في الحرب الدائرة في غزة منذ شهرين، وبقي اغلب هيكل الأنفاق قائماً بالرغم من تدمير غزة وتحويلها الى ارض محروقة ومازالت رشقات الصواريخ تنطلق من قواعدها في الاتفاق لتدك عاصمة الاحتلال تل أبيب والمستعمرات الصهيونية في غلاف غزة.

   تدور التحليلات والمناقشات على نطاق واسع بالأيام الاخيرة حول أنفاق غزة واساليب معالجتها كونها تشكل تحدياً وعائقاً لقوات الاحتلال التي عجزت عن الوصول اليها وحرمان المقاومة من مزاياها. كما تعد الأنفاق مبرراً للاحتلال لاستخدام قنابل ذات أوزان عالية وقدرات تدميرية هائلة والأهم أن الاحتلال أستعان بالخبرات الأمريكية لمجابهة شبكة الانفاق أو مترو غزة كما تسميه وسائل الإعلام الغربية. وقدمت الولايات المتحدة معونة تقدر ب 320 مليون دولار منذ 2016 لأجل تطوير أنظمة كشف ووسائل معالجة أنفاق حركة حماس   

 ماهي الأنفاق

    هي خنادق وممرات محصنة تنشأ في اعماق الأرض يدوياً او ميكانيكياً بواسطة مكائن حفر ضخمة وتبطن جدرانها بالخرسانة وشبكات الحديد وهي مشابهة لأنفاق ومحطات شبكات قطار المترو العالمية التي استخدمت إبان الحرب العالمية الثانية كمراكز قيادة وسيطرة وملاجئ للمدنيين. والأنفاق من الناحية العسكرية جزء من عملية اعداد مسرح العمليات لتأمين متطلبات الدفاع عن المدن والقصبات.

 الغاية الرئيسية من شبكة الأنفاق هو لتأمين حماية المقاتلين من القصف الجوي والصاروخي والمدفعي المعادي ولإخفاء التنقلات ولغرض المناورة والظهور خلف خطوط العدو ومهاجمته من الاجنحة ونصب الكمائن وشن الغارات انطلاقا منها ومهاجمة طرق الأمداد والتموين، كما تستخدم الانفاق لغاية التفجير والتلغيم.

  والأنفاق هي المكان المناسب لمراكز القيادة والسيطرة والمستودعات لخزن مواد تموين القتال (العتاد والمياه والارزاق) والمراكز الصحية لمعالجة الجرحى ومصانع للأسلحة والذخائر وقاعات للنوم والراحة. وللأنفاق مداخل ومخارج وهي من نقاط الضعف وينبغي ان تكون سرية ومظللة عن الرصد المعادي وبمرور الزمن تتطور الانفاق وحسب المتطلبات العملياتية الى مدن تحت الارض كما هو الحال في غزة.  

 من التجارب العالمية - أنفاق فيتنام

 في سبيل محاربة القوات الأمريكية والفيتنامية الجنوبية قامت قوات المقاومة الفيتنامية، الفيت كونغ، بحفر كيلومترات عديدة من الأنفاق. ليعيش الأمريكيون شهورًا من الرعب قبل اكتشاف شبكة الأنفاق هذه. إذ كانوا يسمعون طلقات رصاص في معسكراتهم المحاطة بتأمين شديد، ثم يفاجؤون صباحًا بجثث العديد من ضباطهم تم قتلهم ليلًا. كانت القوات الأمريكية ترى النار تخرج من فوّهات البنادق دون أن تدري من أين أتت حاملات هذه البنادق. حتى خدمتهم الصدفة بعد شهور من تجريف الغابات وحرقها، باكتشاف أول فتحة لنفق.

امتدت شبكة الأنفاق تحت منطقة كو تشاي، في شمال غرب سايجون الحدودية مع جنوب فيتنام، وبدأت الأنفاق فعليًا تحت غابات فيتنام الجنوبية، في أواخر الأربعينيّات. كانت تلك حقبة حرب الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي. نظرًا لشُح الإمكانات، وتجنب الرصد المعادي، كان الحفر يتم بأبسط الطرق البدائية، الحفر اليدوي. ولذلك أيضًا كانت تقدم الحفر بطيئًا، ولمسافات قصيرة.

 حين دخلت الستينيّات، وجاءت معها الولايات المتحدة برغبتها في كبح الشيوعية في شمال فيتنام، عادت قوات الفيت كونغ للأنفاق وبدأت في توسيعها، وإضافة أمتار إضافية تباعًا، تلك الأمتار البسيطة تراكمت حتى صارت قرابة 250 كيلو مترًا من الأنفاق المتشابكة وأصبح بمقدور المقاتل أن يمشي من قلب سايجون إلى أقصى نقطة على الحدود الكمبودية.

  تطورت تلك الأنفاق بمرور الوقت حتى صارت الوسيلة الرئيسية لنقل القوات، والإمدادات اللوجستية. كما كانت نقطة انطلاق المقاومين، الذين يباغتون قوات العدو المتقدمة، ثم يختفون في لمح البصر. كما كان الجنود يخرجون منها لتفخيخ مناطق وجود القوات الأمريكية، أو مناطق يحتمل وصول القوات إليها.

 ولضمان عدم تداخل الأنشطة داخل الأنفاق، أو أن تعيق إحداها الأخرى، تم تقسيم الأنفاق إلى ثلاثة مستويات. المستوى الأول مخصص للمعيشة، والثاني مخصص للاختباء، والثالث لاستهداف العدو والاشتباك معه. وبالمقارنة مع تقنيّات وقدرات القنابل في تلك الحقبة كانت الأنفاق مكانًا آمنًا وحصينًا من القصف الجوي الأمريكي، الذي اعتمدت عليه الولايات المتحدة بشكل أساسي في حرب فيتنام.

ومع طول الإقامة في تلك الأنفاق بدأ الفيتناميون في زيادة مرافق الأنفاق تدريجيًا. فمع عودة الجند مصابين وحاجتهم للإسعافات، تراكمت داخل الأنفاق مناطق مخصصة لعلاج الجرحى صارت مع الوقت أشبه بالمستشفيات. كذلك حين قامت القوات الأمريكية بتسميم آبار المياه الموجودة على سطح الأرض، وجد الفيتناميون أنفسهم مضطرين لحفر عدد من الآبار في شبكة أنفاقهم.

 أنفاق غزة

وصفتها حماس بـ "السلاح الاستراتيجي"، وحاول الاحتلال تحويلها إلى مقبرة جماعية لمقاتلي " كتائب القسّام" خلال معركة "سيف القدس" في مايو/أيار 2021، وشكّلت عملية حفرها وتوسيعها داخل القطاع المحاصر والمراقب، نموذجًا أسطوريًا على "صراع الأدمغة والارادات" بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.

 تعود بدايات حفر الأنفاق في قطاع غزة إلى تسعينيات القرن الماضي، إذ اعتمدت بعض العائلات المقيمة على طرفي السياج الفاصل لمدينة رفح في جانبيها الفلسطيني والمصري، على حفر أنفاق بدائية لا تزيد أقطارها عن 50 سنتيمترا، لأغراض تهريب السلاح الخفيف والبضائع، سميت بالأنفاق التجارية.

بدأت حركة حماس ببناءِ شبكةٍ متطورةٍ من الأنفاق العسكرية منذُ سيطرتها على القطاع في عام 2007. يتفرَّعُ نظام الأنفاق أسفل العديد من المدن الفلسطينيّة بما في ذلك خان يونس و‌جباليا و‌مخيم الشاطئ. ونجحت حماس في صُنعِ نوعينِ من الأنفاق: داخلية وخارجيّة؛ أما الأولى فهي تلك التي تمتدُّ على طولِ عشرات الكيلومترات داخل قطاع غزة، وتُستخدم لأغراض عدّة بما في ذلك إخفاء ترسانةِ حماس من الصواريخ تحت الأرض، تسهيل الاتصالات، السماح بإخفاء مخزونات الذخيرة وإخفاء النشطاء مما يُصعِّبُ على الاحتلال الإسرائيلي كشفهم عبر طائراته المُسيّرة.

 ومع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، سعت الفصائل الفلسطينية إلى استغلال هذه الأنفاق لتهريب السلاح إلى القطاع، وتطوير ترسانتها المحلية عبر جلب بنادق الكلاشنكوف وقاذفات الـ "آر بي جي" والرشاشات المتوسطة، من خلال طرق التهريب المتشعبة التي تبدأ من رفح وتمتد إلى دول الإقليم من مصر والسودان إلى اليمن وإيران.

ومع دخول انتفاضة الأقصى عامها الثاني، وبتاريخ 26 سبتمبر/أيلول عام 2001، نفذت "كتائب القسام" عملية تفجير موقع "ترميد" العسكري الإسرائيلي في رفح جنوبي قطاع غزة، عبر نفق طوله 150 مترًا، استخدم لزرع عبوات ناسفة أسفل الموقع، مما أوقع 5 قتلى من جنود الاحتلال، وعددًا من الإصابات، ليكون هذا التاريخ، تدشينًا لما سيعرف لاحقًا بـ "سلاح الأنفاق".

ورغم الحصار الإسرائيلي المطبق على قطاع غزة، ومنع دخول مواد الإنشاءات والخرسانة والحديد، والرقابة المتواصلة على مدار الساعة التي يفرضها الاحتلال عبر طائراته المسيرة فإن عمليات حفر الأنفاق وتوسيعها وتطويرها تواصلت، وشكلت عمليات إخراج نواتج الحفر وتصريفها، لغزًا لم يستطع الاحتلال حلّه حتى الآن، مع وصولها إلى آلاف الأمتار المكعبة من الرمل في كل نفق يتم حفره وتجهيز

  وخلال عملية (طوفان الأقصى) في السابع من تشرين/ أكتوبر 2023 باتت الأنفاق التي أعدتها حركة حماس أسفل قطاع غزة، والتي توصف بـ "مدينة كاملة تحت الأرض"، كابوسا أمام الاجتياح البري الذي ينفذه جيش الاحتلال بالقطاع.

  بالخلاصة إن نظام الأنفاقِ الخاص بحماس هو هيكلٌ دفاعي يهدفُ إلى وضعِ عقباتٍ أمام ترسانة إسرائيل العسكرية القويّة ومن أجلِ حماية الشعب الفلسطيني والمشاركة في ضربات مُضادة ضدَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي عندما تتعرَّضُ غزة لعمليات عسكرية، فالشبكة الضخمة أصابت جنود الاحتلال بالهوس والارتباك في معاركهم، حين يفاجئهم الأشباح من تحت الأرض ثم يختفون في لمح البصر بعد استهداف ما يريدون من آليات أو قوات. كما تقلل الأنفاق من جدوى التكنولوجيا العسكرية المتطورة، فالمدفعية والهاون والقنابل الهائلة التي لا يبدو أنها وصلت بعد إلى حد تدمير شبكة الأنفاق وإعاقة حركة المقاومة من خلالها.

 تصنيف أنفاق غزة

  تزامنًا مع "الأنفاق التجارية" بين غزة ورفح المصرية، كانت "كتائب القسام" تخوض معركة صامتة تحت الأرض في قطاع غزة، كان عنوانها تدشين "السلاح الاستراتيجي" عبر تشكيل وحدات متخصصة في حفر الأنفاق، وتدشين عشرات الكيلومترات من هذه الأنفاق التي انقسمت إلى ثلاث أنواع وهي:

 -     الأنفاق الهجومية: وهي مخصصة لاختراق الحدود مع الأرض المحتلة، وشن هجمات خلف خطوط قوات الاحتلال، إضافة للأنفاق المخصصة كمرابض لراجمات الصواريخ ومدافع الهاون، التي توفر الحماية لوحدات المدفعية من غارات الطائرات، وتسمح لهم بإطلاق الرشقات الصاروخية من تحت الأرض نحو المدن والمستعمرات الصهيونية.

 -     الأنفاق الدفاعية: وتستخدم داخل الأراضي الفلسطينية لنصب الكمائن وتنقل المقاتلين بعيدًا عن أعين الطائرات الإسرائيلية وغاراتها. كما تستخدم كمراكز قيادة وسيطرة واتصالات لإدارة المعارك وتوجيه المقاتلين.

 -     الأنفاق اللوجستية: وتستخدم كغرف لإقامة القادة الميدانيين وقاعات لمنام وراحة المقاتلين، وتخزين الذخائر والعتاد العسكري والمواد التموينية والمياه والوقود

 ولم تكن أعين الاحتلال بعيدة تمامًا عن المعركة التي يشهدها باطن الأرض، والتي شكلت هاجسًا له، حيث شنت طائرات الاحتلال عام 2011 غارات على غزة، زعمت أنها استهدفت أنفاقًا مخصصة للتسلسل إلى داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

 وسائل المعالجة

  عجزت قوات الاحتلال عن تحديد مواقع شبكة أنفاق غزة ومعالجتها ولم تحقق محاولاتها أي تقدم في خرق شبكة الانفاق واستمكانها عن طريق الاستطلاع البصري والجوي وبالمسّيرات واجهزة الاستشعار وانظمة الرؤية الحرارية والبرامج الصوتية او الزلزالية او بواسطة الوكلاء والمصادر المحلية او كشفها عن طريق القوات البرية المعادية.

 أما وسائل وسبل المعالجة المتيسرة للأنفاق بشكل عام هي:

-     تخصيص قوات برية متخصصة في معالجة الانفاق تتألف من المشاة وسلاح المهندسين تزود بالمعدات الهندسية والمتفجرات تستخدم لتجريف مداخل وفتحات الانفاق، وهذه الطريقة استخدمتها القوات الامريكية في فيتنام وتكررها قوات الاحتلال في شمال غزة

-     القنابل الجوية الثقيلة وبالفعل يستخدم جيش الاحتلال قنابل جوية عيار 2000 رطل موجهة بالأقمار الصناعية

-     استهداف فتحات ومداخل الانفاق بالمدفعية الثقيل

-     القنابل الاسفنجية: قنبلة تنتج مادة كيمياوية على شكل رغوة سريعة التصلب والتمدد لتغلق فتحات ومداخل الانفاق وخنق الموجودين بالداخل، والمادة الرغوية مقاومة للماء والمواد الكيميائية وغير قابلة للاشتعال    

-     الاغراق بالمياه وقد قام الجيش المصري بإغراق أنفاق التهريب بين غزة ورفح، ونقلت وسائل الاعلام الاجنبية عن اعداد خطة لإغراق أنفاق غزة بالمياه من البحر عبر ضخ المياه بمضخات كبيرة وتستغرق العملية لعدة أسابيع، الا ان هذا المشروع فيه محاذير كبيرة أبرزها تهديد حياة الرهائن والاسرى الذين قد يحجزون داخل الانفاق، فضلا عن تسبب ذلك في رخاوة الارض وانهيارها مما يعرقل حركة ومناورة قوات الاحتلال.

 

الخاتمة: 

   تكتسب أنفاق غزة اهمية استراتيجية كأحد متطلبات الدفاع عن قطاع غزة والتقليل من التفوق التكنولوجي والقوة النارية المتاحة لقوات الاحتلال من البر والجو والبحر. وبعد قتال ضاري ومستمر لأكثر من شهرين مازالت الانفاق تشكل تحديا كبيرا لقوات الاحتلال التي عجزت عن فك شفرتها وبسط سيطرتها عليها وحرمان المقاومة من أحد نقاط قوتها في صراعها مع الاحتلال.

ساعدت الانفاق على احتفاظ المقاومة بتشكيلاتها القتالية على الرغم من ضراوة المعارك وشدة القصف الجوي على غزة وبقي هيكل الانفاق قائماً.

باءت محاولات قوات الاحتلال بالفشل باستمكان وكشف مواقع الأنفاق وامتداداتها على الرغم من توفر الاستطلاع الجوي والمسّير الامريكي والبريطاني تحت غطاء البحث عن الرهائن. ويسجل للمقاومة نجاحها في اجراءات السرية والكتمان في انشاء واستخدام الأنفاق وأفشال وكلاء ومصادر وجواسيس العدو من الوصول اليها.

 





الخميس ٢٤ جمادي الاولى ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / كانون الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الفريق الركن صباح نوري العجيلي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة