شبكة ذي قار
عـاجـل










الجنوح إلى السلام من أجل فلسطين 
مهند أبو فلاح  

شكلت قضية فلسطين على الدوام المحور المركزي لدى حزب البعث العربي الإشتراكي و المحرك الأساس لمواقفه السياسية في مختلف مراحله النضالية و ظهر ذلك واضحا جليا في القطر العراقي في أعقاب ثورة 17 - 30 تموز المجيدة من العام 1968 ، و كان للرفيق المناضل صدام حسين دوره المتميز في هذا المجال من موقعه كنائبٍ لمجلس قيادة الثورة .

كان الرفيق المناضل صدام حسين رحمه الله و غفر له رجلا مؤمنا بأن ما يتعرض له العراق من مؤامرات داخلية كحركة التمرد الانفصالية الكردية في شمالي بلاد الرافدين أو التحرشات الإيرانية جنوبا عند شط العرب و التي يقوم بها نظام الشاه الحاكم في طهران حينها لم تكن لتتصاعد وتيرتها على نحو خطير غير مسبوق بعيد اشهر من قيام ثورة السابع عشر من تموز المجيدة لولا ذلك الدعم و الإسناد العسكري السخي الذي قدمه نظام البعث الشرعي الاصيل في بغداد للثورة الفلسطينية المعاصرة انطلاقا من الجبهة الأردنية حيث كانت تتواجد بكثافة القطعات العسكرية العراقية الباسلة منذ عدوان الخامس من حزيران / يونيو 1967 الذي شنه الصهاينة على أمتنا العربية المجيدة .

لقد سعى الرفيق القائد صدام حسين جاهدا لنزع فتيل الأزمة في شمالنا الحبيب واثقا بأن هذا الأمر كفيل بالسماح للعراق العظيم أن يحشد مزيدا من قواته المسلحة على الجبهة الأردنية لمواجهة الاعتداءات الصهيونية المتكررة على هذا القطر العربي و تمكين اسود الجيش العراقي البواسل من تسخير جل طاقاتهم و امكاناتهم من أجل تحقيق هدف الأمة العربية الأسمى في عصرنا الحاضر و هو تحرير فلسطين العروبة من نهرها إلى بحرها من براثن الصهاينة الغاصبين ، فكان اعلان الحادي عشر من آذار/ مارس من العام 1970 ثمرةً لعقلية الشهيد القائد صدام حسين الفذة و رؤيته الاستراتيجية بضرورة الجنوح نحو السلام الداخلي مهما عظمت التضحيات من أجل فلسطين قضية أمتنا المركزية ، و لسحب البساط من تحت اقدام اعدائنا الذين أرادوا استنزاف مقدرات العراق و جيشه البطل في معارك جانبية بعيدا عن ثرى فلسطين الطهور .

و اذا كان اعلان الحادي عشر من آذار ضرورة لا مناص منها لدعم الجبهة الشرقية في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين السليبة الحبيبة فإن اتفاقية الجزائر التي أبرمها الرفيق المناضل صدام حسين مع شاه ايران في السادس من آذار/ مارس من العام 1975 جاءت في نفس السياق ضمن رؤية الشهيد القائد رحمه الله تعالى لوجوب إزالة العوائق و العقبات التي تحول دون تقديم العراق الدعم العسكري المباشر للثورة الفلسطينية في لبنان في مواجهة الأخطار المحدقة بها بعد إنهاء التمرد الانفصالي في شمالي بلاد الرافدين ، حيث قدم العراق الدعم للثورة الفلسطينية في بلاد الارز في ثلاث محطات رئيسة ، أما الاولى فكانت في مواجهة القوى اليمينية الانعزالية في العام 1975  و الثانية في العام التالي 1976 في مواجهة التدخل العسكري للنظام الأسدي الحاكم في دمشق الفيحاء و الثالثة و هي الأهم في مواجهة الغزو و الاجتياح الصهيوني الاول لجنوب لبنان في آذار/ مارس من العام 1978 .

إن حقائق التاريخ و معطياته الصادقة الأمينة تبرهن بكل وضوحٍ و جلاء أن جنوح العراق نحو السلام في تعاطيه مع الملفين الإيراني و الكردي لم يكن ليبصر النور لولا ايمان الرفيق المناضل صدام حسين العميق النابع من أعماق قلبه بأن معركة العراق المصيرية الوجودية كما هي أمتنا العربية حاملة لواء الرسالة الخالدة المتجددة يجب أن تكون فوق تراب فلسطين و ليس في أي بقعة أخرى مهما كانت أهميتها ، فالرحمة و الغفران لشهيد الاضحى الذي قضى نحبه و هو يهتف بأعلى صوته عاشت فلسطين حرة عربية .




السبت ١٧ جمادي الثانية ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مهند أبو فلاح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة