شبكة ذي قار
عـاجـل










 

بيان بمناسبة الذكرى (77) لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي.

 

يا جماهير شعبنا اليمني العظيم

يا أبناء أمتنا العربية المجيدة

أيتها الرفيقات أيها الرفاق المناضلون

تحل علينا اليوم ذكرى غالية على قلوبنا جميعا، إنها الذكرى السابعة والسبعون لميلاد حزبنا حزب البعث العربي الإشتراكي في السابع من نيسان عام 1947م، فقد شكل السابع من نيسان فجرا جديدا للأمة العربية المجيدة، أمة الأمجاد والماضى العريق، ومناضليها الأفذاذ الذين نذروا حياتهم في سبيل انعتاق الأمة، أولئك الذين استلهموا من الماضي العربي التليد مُستقبلا مُشرقا، بعد قرون من ظلام الاستبداد والاستعمار والتخلف، فأعاد ميلاد البعث للأمة مجدها ودورها الرسالي من فكر وحدوي تحرري وعدالة اجتماعية.

يا جماهير أمتنا العربية المجيدة.

إن ميلاد حزب البعث العربي الإشتراكي كان يوم تاريخي فريد وحدثا فارق في تاريخ أمتنا العربية المجيدة، ونقطة تحول حاسمة في التاريخ السياسي للأمة العربية، نقطة بداية جديدة للحياة السياسية، وإيذانا بحقبة جديدة في تاريخ وطنا العربي الكبير.

فالسابع من نيسان من عام 1947 له أهمية تاريخية كبرى لوضعه الأسس لحزب عربي جماهيري وحدوي، يدعو إلى تحرير الأمة العربية، ونقلها من الضعف إلى القوة، ومن التجزئة إلى الوحدة، ومن الاستبداد والاستعمار إلى الحرية، ومن الظلم والاضطهاد إلى العدالة والمساواة، وليجعل الأمة قادرة على مواجهة التحديات ومشاريع أعدائها وهو اليوم الذي رسم لأمتنا أسس الحركة والتغيير وصاغها في دستور حمل أهداف الثورة العربية التقدمية ورسم طريق الخلاص للأمة العربية في هذا العصر.

أيتها الرفيقات أيها الرفاق المناضلون

أيها الأحرار في كل مكان.

إن ميلاد حزب البعث العربي الإشتراكي قد جاء استجابة لحركة الجماهير العربية على امتداد ساحة الوطن العربي ، وأثبت من خلال مبادئه وأهدافه نضوجا ووعيا لتلبية قضايا الجماهير العربية الشاملة، فلم يكن البعث مجرد حزب ومنهج قومي وإنما هو بعث ورسالة، أو انه بعث رسالة هذه الأمة ووضعها في مكانها الصحيح لتأدية دورها الحضاري من جديد، بالاستناد إلى كل المعاني العظيمة في تراثها، وفي مقدمة المرجع من هذا التراث، هو تراثها الروحي الموحد، لذلك فإن حزبنا ليس حزبا  تقليديا كنتاج للتطور العالمي، في المنطقة مما تمخضت عنه الحرب العالمية الثانية، شأن الآخرين ، إنما هو حزب رسالة ودعوة عظيمتين وهو حركة ثورية تقدمية شعاراتها الأساسية الوحدة والحرية والإشتراكية، وهي أهداف شعبنا العربي، ولم يكن حزبا مرحليا ولا حركة إصلاحية  تنتهي بانتهاء مسبباتها ، بل هو يمثل ماضي الأمة وحاضرها ومستقبلها المشرق ، بتبنية التوجه القومي العربي والفكر الإشتراكي، وأعلن شعاره في مؤتمره التأسيسي ( أمة عربية واحدة  ذات رسالة خالدة ) واعتمد ثلاثة أهداف  ( الوحدة والحرية والإشتراكية )،  ووضع لنفسه ثلاثة مبادئ ، النضال ضد الاستعمار من أجل تحرير الوطن العربي، العمل على توحيد العرب في دولة واحدة، وبعث الواقع العربي من جديد عن طريق الانقلاب على ما يسوده من فساد.

 

أيها البعثيون المناضلون.

نحتفل اليوم بالذكرى السابعة والسبعين لتأسيس حزبنا العظيم والأمة تواجه هجمات متعددة من أعدائها التاريخيين، لاستهداف وحدتها الوطنية والقومية، في محاولة لتطبيق مشروعها الشرق أوسطي الجديد، الذي يهدف إلى تقسيم الوطن العربي وأقطاره إلى كيانات ترتبط مصالحها بقوى الشر المتمثلة في العدو الصهيوأمريكي، والعدو الفارسي الصفوي؛ للسيطرة عليها ونهب ثرواتها، عن طريق إثارة الفتن والحروب الأهلية بالاستعانة ببعض الحكام والمشيخات والمأجورين؛ لتنفيذ مخططات الأعداء بهدف إطفاء شعلة البعث العظيم.

يا أبناء شعبنا الصابر

لقد كان لحزب البعث دورا طليعي ومحوري مشهود في قيادة النضال الوطني الى جانب القوى الوطنية الحرة ضد الأئمة والاحتلال على صعيد قطرنا اليمني تكلل بثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة والرابع عشر من أكتوبر العظيمة كما قاد الحزب نضالا وطنيا الى جانب كل القوى الوطنية التي تنشد دولة المؤسسات والعدالة والتنمية وناضل لتحقيق الوحدة الوطنية في إطار الوحدة العربية على أسس وطنية وقومية صادقة يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات والمشاركة الفعلية في الثروة والسلطة بما يحقق العدالة الاجتماعية بعيدا عن المحاصصة كأساس وهدف لاستقرار الدولة ونمائها، وتطورها وحريتها

إن حزبنا حزب البعث العربي الإشتراكي القومي قد أكد مرارا خروج تحالف دعم الشرعية عن الهدف الرئيس والمعلن الذي تشكل من أجله في 25 مارس 2015؛ استجابة لدعوة الرئيس عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكريا لحماية اليمن وشعبه من الإنقلاب الحوثي على الشرعية وفقا لميثاق الجامعة العربية ، وميثاق الأمم المتحدة ، وبدلا من المضي قدما لتحقيق ذلك الهدف النبيل، الذي يعطي بريق أمل في تعزيز الامن القومي العربي، ويؤكد وحدة الأمة ويقظتها ، خضعت بعض أطراف التحالف للضغوط الأمريكية والبريطانية للتفاوض مع المليشيات الإنقلابية والقبول بها خنجرا آخرا في خاصرة اليمن والأمة ، كما سعت بعض أطراف التحالف إلى البحث عن مصالح خاصة، وتنفيذ أجندات أخرى تتعارض مع السيادة الوطنية، واستكمال التحرير واستعادة مؤسسة الدولة وبنائها على أسس وطنية عصرية حديثة تتسع لكل اليمنيين وتُلبي طموحات الشعب اليمني في السلام والأمن والاستقرار والازدهار والحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره وسيادته الوطنية.

يا جماهير امتنا العربية المجيدة.

تأتي الذكرى السابعة والسبعون لتأسيس حزب البعث العربي الإشتراكي  في ظل تصاعد حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الصهيوني بدعم ومساندة أمريكية بريطانية غربية بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، التي راح ضحيتها أكثر من 120 ألف مواطن بين شهيد وجريح، وتدمير أكثر من 70% من المنازل والمنشآت بما فيها المنشآت الصحية والتعليمية والدينية على مرأى ومسمع العالم بأسره ، وعلى مرأى ومسمع الحكام العرب الذين تأمروا على القضية الفلسطينية ، كما تأمروا على حزب البعث وقادته الأبطال؛ الذين جعلوا قضية فلسطين قضيتهم المركزية منذ الوهلة الاولى لتأسيس الحزب، حيث تصدر قادة الحزب منذ التأسيس الصفوف الأولى في حرب 1948، ووضع الشهيد القائد صدام حسين ورفاقه  نصب اعينهم هدف تحرير فلسطين، وجعله من أولويات نظام البعث، ودعم كل فصائل المقاومة في فلسطين،  ما جعل العدو الصهيوأمريكي وحلفائهم الصفويين وادواتهم ومعهم كل شذاذ الافاق يقدمون على غزو العراق قاعدة البعث واحتلاله، وتسليمه للفرس، ففقدت فصائل المقاومة الداعم والنصير ممثلا بالشهيد القائد صدام حسين، رحمة الله عليه .

يا أبناء شعبنا العظيم

يا أبناء أمتنا العربية المجيدة

إننا في حزب البعث العربي الاشتراكي القومي وفي هذا المنعطف الخطير والحرج وبهذه المناسبة العظيمة والعزيزة ومع إدراكنا للظروف المحيطة وحرصا على توحيد الجبهة الداخلية ضد الغزو الفارسي ومخالبة في اليمن المليشيات الإنقلابية وفي سياق أن نكرر التأكيد على الاتي:

أولاً: في الوقت الذي نرحب بكل جهود السلام المبني على أسس إنهاء الانقلاب وكل ما ترتب عليه واستعادة مؤسسات الدولة فإننا نؤكد للجميع حقيقة استحالة تحقيق السلام في اليمن عبر مفاوضات مع ميليشيات نشأت وترعرعت على نزعة عنصرية سلالية تدعي حق الولاية وأكذوبة الاصطفاء وتدعي زورا الحق الإلهي في السلطة والثروة وتتخذ من ولاية الفقيه منهجا في تكريس سلطتها عبر الاستبداد السياسي في تكميم الأفواه وقمع حرية التعبير وقتل وتغيب المعارضين ، وأدلجة الوظيفة العامة من خلال ما يسمي مدونة السلوك الوظيفي التي فرضت قسرا على الموظفين وممارسة الاستبداد الديني من خلال التأويل الفاسد لتعاليم الدين لبسط سيطرتهم وتثبيت شرعية قهرية لحكمها ، وأدلجة العقول التي يتم تأطيرها  للأطفال والشباب من خلال المؤسسة التعليمية وعبر تغيير المناهج المدرسية والدورات الخاصة الأمر الذي يتنافى كلياً مع قيم ومبادئ الحرية وحرية الرأي والمواطنة المتساوية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وحقوق الإنسان ومقومات المجتمع المدني ووفقا لذلك فان المفاوضات تصبح مضيعة للوقت وإطالة أمد الحرب وزيادة لمعاناة اليمنيين.

ثانيا: نؤكد الحاجة الملحة لرص الصفوف وضرورة الوقوف صفآ واحدآ مع وخلف الجيش الوطني والمقاومة الوطنية الشعبية وتوحيد كل التشكيلات المسلحة تحت إطار المؤسسة العسكرية للجيش والامن متمثلة بوزارة الدفاع ووزارة الداخلية لتحرير ما تبقي من الوطن بما يمكن من القضاء على الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة ومن ثم الاتفاق على أسس بناء اليمن الجمهوري الاتحادي الجديد وفق مخرجات الحوار الوطني.

ثالثا: نجدد التأكيد على ضرورة تطوير وتعزيز أداء الشرعية وإصلاح آلياتها، وتفعيل دور الحكومة بما يؤدي إلى رفع المعاناة عن كاهل المواطنين وسرعة اتخاذ إجراءات حازمة وملموسة لمواجهة تدهور قيمة العملة ولجم الأسعار وإيجاد معالجات حقيقية لأسباب التضخم وارتفاع الأسعار ونجدد التأكيد أن تتخذ الخطوات الجادة لمعالجة الغلاء ورفع هذا الكابوس عن كاهل الفقراء ومحدودي الدخل اللذين يتعرضون أكثر من غيرهم لهذه العاصفة، والانعكاس الايجابي في حياة المواطن من خلال خلق نموذج في المناطق المحررة من الناحيتين الأمنية والتنموية وإيجاد الحلول العاجلة والضاغطة لصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة المليشيات.

رابعا: وضع خطة وطنية حقيقة وملموسة النتائج لمحاربة الفساد، والضرب على أيدي الفاسدين والمفسدين والنأي عن استخدام الوظيفة العامة والمال العام لأغراض حزبية أو جهوية أو مشاريع تفكيكية وتكريس مبدأ الشفافية، وسرعة تطبيق آلية حقيقية لتحصيل وضبط وتوحيد جميع الأوعية الإيرادية وتنميتها، والتوريد إلى البنك المركزي في عدن والاهتمام بتطوير القوات المسلحة على أسس علمية ووطنية بما يعزز قدراتها ويوحد عقيدتها القتالية وتحويلها إلى جيش مهني وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة والجمهورية ومكاسبهما وفي هذا السياق نقدر ونثمن التضحيات الجسيمة والسخية للجيش الوطني والمقاومة الوطنية والشعبية.

خامسا: ندعو وزارات الاوقاف والاعلام والثقافة وكل الإعلاميين والمثقفين والوجاهات الاجتماعية والأحزاب السياسية وقادة الفكر ومنظمات المجتمع المدني للقيام بدورهم التوعوي الذي يعري ويفضح مشروع السلالة الغريب على الشعب اليمني والمعادي لأهداف ﺛﺭﺓ 26 ﺳﺒﺘﻤﺒ وثورة 14 أكتوبر المجيدتين.

سادسا: نحذر المجتمع الدولي والتحالف العربي من الخضوع لإبتزاز المليشيات الحوثية كما نحذر من الحلول الترقيعية التي يجري الاعداد لها بعيدا عن إرادة الشعب اليمني وقواه الحيه والتي من خلالها يتم شرعنة الحكم السلالي والاعتراف بالانقلاب وهو ما يؤسس لصراع طويل اكثر كلفه على الشعب اليمني وعلى الاقليم، عوضا عن ذلك ندعو التحالف العربي لدعم الجيش الوطني بالسلاح والعتاد اللازمين والملائمين لتعزيز صموده، وتمكينه من هزيمة ودحر الانقلاب واستعادة مؤسسة الدولة وهو الحل القابل للتحقيق والذي من خلاله يتحقق الأمن والاستقرار والازدهار لليمن ولمحيطها الاقليمي.

وعلى صعيد قضية العرب المركزية فلسطين نحيي صمود الشعب الفلسطيني البطل في نضاله من أجل الدفاع عن أرضه وقضيته العادلة حتى قيام دولته وعاصمتها القدس ونجل التضحيات الجسيمة التي تقدم على طريق التحرير كما إننا لنحيّي المقاومة الفلسطينية الباسلة، ونهنئها بنجاحها في تطوير قدراتها الدفاعية وفي هذا الإطار ترحب قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الإشتراكي القومي بقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2728) الصادر بتاريخ 25/3/2024، المتضمن وقفا فوريا لإطلاق النار في غزة، وتؤكد على ما يلي:

1-   دعوة المجتمع الدولي الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية -الداعم الأساسي للكيان الصهيوني في عدوانه على أهلنا في قطاع غزة بالوقف الفوري لإطلاق النار والإبادة الجماعية، تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 2728.

2-   المطالبة بسحب كافة قوات الاحتلال الصهيونية من كل قطاع غزة، وعودة النازحين الذين هجرتهم إلى بيوتهم.

3-   إيصال كافة المساعدات إلى قطاع غزة من كافة المعابر.

4-   ضرورة العمل على إنهاء الانقسام في صفوف الاشقاء الفلسطينيين.

5-   الدعوة إلى المقاطعة التامة للكيان الصهيوني، ومواجهة مشاريع التطبيع المشبوهة، واعتبار التطبيع خيانة لكل القيم ومبادئ العمل العربي المشترك، مؤكدين بأن قضية فلسطين هي القضية المركزية للامة العربية ولحزب البعث العربي الإشتراكي.

6-   مطالبة كل الدول العربية والإسلامية بمساندة شعب فلسطين بكل الوسائل؛ لنيل حقوقه كاملة غير منقوصة، وإدانة المواقف الرسمية العربية المتواطئة مع الكيان الصهيوني الغاصب في الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق أهلنا في غزة وملاحقة مجرمي الحرب عبر المحكمة الجنائية الدولية.

 

 عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر

والله أكبر، وليخسأ الخاسئون.

 

قيادة قطر اليمن المؤقتة لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي

صادر في السابع والعشرين من رمضان 1445هـ الموافق 7/نيسان/ 2024م.






السبت ٢٧ رمضــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / نيســان / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب قيادة قطر اليمن المؤقتة لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة