شبكة ذي قار
عـاجـل










في الذكرى 77 لمولد البعث الأمة العربية اليوم تحتاج البعثَ الخالد لموجهة هيمنة حلف الشر والأشرار الامبريا صهيوني صفوي

 

زامل عبد

 

الأمة العربية عاشت مخاض صعب بفعل اتفاقية سايكس بيكو وما خطط لها من قوى الاستعمار الغربي للاستيلاء على ثرواتها والموقع الاستراتيجي للوطن العربي فكانت هناك جملة من المحاولات الفكرية  ووسائل لم تؤدي الى ما يحتاجه الانسان العربي لأنها نتاج الغرف المظلمة او المستوردة من الخارج لتكون موطئ قدم لإرادات جديدة هي الاخرى ستشكل عبءً ثقيل جديد في الحياة الامة ، وعليه لابد من مخاض نابع من عمق المعاناة والحاجة وفق تاريخها  وتأثيرها  فكان منتصف الثلاثينات من  القرن المنصرم - 1936 – ليشع ضياء الامل  والانقاذ بحركة الاحياء العربي وما صدر من بيانات ومقالات وخطب ومواقف تعبر عن الواقع العربي المرير وما تتعرض له الامة العربية من عدوان ظالم  وتجني وانتهاك لكل حقوقها في الحياة الحرة الكريمة  ووحدة ترابها الوطني القومي  وكان من أبرزها محاضرته في ذكرى مولد الرسول العربي محمد بن عبد الله صل الله عليه واله خير البرية  من قبل القائد المؤسس المرحوم احمد ميشيل عفلق من على مدرجات جامعة دمشق  في 5 نيسان 1943  والتي جاء فيها  ((  في مثل هذه الحفلات يخطر لي دوماً سؤال  ما هي قيمة الكلام  ؟  لم نعرف في تاريخنا زمناً كثر فيه الكلام وطغى على كل شيء مثل هذا الزمن الذي نعيش فيه، ومع ذلك فهو أقل العهود حيوية وإنتاجاً، فهل يكون الكلام إذا مساعداً على الشلل والعقم، بدلا من أن يكون دافعاً إلى العمل وخصب النفس؟ هناك فرق جوهري بين الكلام المرتبط بقائله الذي يعبر عن حاصل شخصية حية وعن موقفها الكلي من الحياة ، وبين الكلام المنفصل عن الشخصية الذي لا يعني غير ذهن يلهو ولسان  يهذر ، كان العرب شديدي التأثر باللفظ ، لأن الألفاظ كانت عندهم حقائق نابضة مترعة بالحياة ، فكان يسمعها القلب لا الأذن ، و تجيب عليها الشخصية كلها لا اللسان وحده ، لذلك كان للفظة قدسية وكانت بمثابة تعهد ، تربط الحياة وتتصرف بها ، سواء حياة الفرد أم حياة الجماعة  ، فاللفظة التي كانت كالورقة النقدية تمثل قيمة معينة من الذهب ، غدت اليوم مجرد قصاصة من الورق ليس وراءها ما يضمنها  فنحن نرى نفسا فقيرة إلى حد العدم تستطيع أن تغرق ما حولها ببحر من الكلام ، وليس من يطالب بأن يكون وراء الكلام عمل يضمنه ، فلا غرابة في أن تفقد الثقة وتلتبس الأمور ويكثر الغش والتلاعب وبالنتيجة الإفلاس والفضيحة  ))  ويضيف رحمه الله  ((  نحن أمام حقيقة راهنة هي الانقطاع بل التناقض بين ماضينا المجيد وحاضرنا المعيب ،  كانت الشخصية العربية كلاً موحداً  ، لا فرق بين روحها وفكرها ، بين عملها وقولها ، أخلاقها الخاصة وأخلاقها العامة ، وكانت الحياة العربية تامة ريانة مترعة يتضافر  فيها الفكر والروح والعمل وكل الغرائز القوية  ، أما نحن فلا نعرف غير الشخصية المنقسمة المجزأة ، ولا نعرف إلا حياة فقيرة جزئية ، إذا أهلها العقل فإن الروح تجفوها ، وان داخلتها العاطفة فالفكر ينبو عنها : إنها فكرية جديبة أو عملية هوجاء ، فهي أبداً محرومة من بعض القوى الجوهرية ، وقد آن لنا أن نزيل هذا التناقض فنعيد للشخصية العربية وحدتها ، وللحياة العربية تمامها ،  يجب أن تتحد الصلاة مع العقل النير مع الساعد المفتول  لتؤدي كلها إلى العمل العفوي الطلق الغني القوي المحكم الصائب ، كان انتسابنا لأجدادنا الأبطال انتسابا رسمياً لا أكثر، واتصال تاريخنا الحديث بتاريخنا المجيد اتصالاً طفيلياً  لا عضوياً ، اليوم يجب أن نبعث فينا الخصال ونقوم بالأعمال التي تبرر نسبنا الرسمي وتجعله حقيقياً مشروعا ،  يجب أن نزيل ما استطعنا من حواجز الجمود والانحطاط حتى يعود الدم الأصيل المجيد فيتسرب إلينا ، يجب أن ننقي أرضنا وسماءنا حتى تستأنس أرواح الجدود الأبطال فتهبط إلينا وتستطيب الهيمنة  فوقنا  ))  بهذه الرؤية  العلمية الواقعية الملتحمة مع الزمن  والحاجة  طرحت ايديولوجية البعث الخالد التي ترجمة في اهدافه  { وحدة  ، حرية ، اشتراكية }  وشعاره واسع الافق المتطلع إلى البعد الرسالي { امة عربية واحدة ...  ذات رسالة خالدة   } فكان الحل من خلال الوليد الشرعي الذي انجبه رحم الامة العربية المجدية المتغذي من الاسلام المحمدي روح الاباء والجهاد والوفاء  ، وفي ضل المخاض الجديد الذي فرض على الامة  وخاصة ما بعد سنة 2003 عندما استهدف العراق موطن المشروع العربي النهضوي  يطرح سؤال مهم وهام هل ما زال حزب البعث  يصلح لقيادة الامة ؟  ،  ولماذا تراجع الفكر القومي الثوري النهضوي امام هيمنة المال العربي ؟  ،  وهل مؤامرة التفتيت ودروس غزو واحتلال العراق المرة تساعد في انقاذه وبعث الحياة في عروقه المجمدة ؟ ، والجواب يأتي بصوت عال من المؤمنين الصادقين بإيمانهم وقدر امتهم نعم الامة العربية في حاجة ماسة واكثر من اي وقت مضى للملمة صفوفها ، وتوحيد كلمتها ، والتصدي لمشاريع دموية ممولة من الخارج تحالف الشر والاشرار الامبريا صهيوني صفوي  ومن الداخل نظام العهر والرذيلة  المدعي الانتساب الى العروبة  والذيول التي افسدت اخلاقهم وروحهم وصدق انتمائهم ، التي تهدف الى تدمير هوية الامة وكل ما يجمع بين اطرافها وقلبها ، لمصلحة مشاريع طائفية ، تفرق وتبذر بذور العداء والمواجهة ، وتقسيم الدولة القطرية على اسس مذهبية وعرقية  ، الفكر القومي بشكل عام وحزب البعث الخالد بشكل خاص تعرض لحملات تشويه وتشهير غير مسبوقة ، لعبت جهات اعلامية عربية ممولة بأموال النفط دورا كبيرا فيها  خاصة بعد ما يسمى حرب تحرير الكويت ، وبلغت ذروتها في الحرب الجارية في غزة الصابرة المحتسبة لله  ، والامة العربية تواجه مؤامرة خطيرة اسمها الطائفية ، والتصدي لها لا يتم بالكلام والشعارات وانما بالعمل الجدي ، وضخ افكار جديدة ، وتصعيد قيادات شابة تبتعد عن التنظير العقيم ، وتتبنى العمل الميداني والنزاهة الشخصية والفكرية ، وتؤمن بالمشاركة والحوار ، وتنبذ الاقصاء والتهميش وتحترم الآخر مهما كانت الخلافات معه  وهناك من يطرح تساؤل ما كان يصلح عام 1947 تاريخ اعلان نشوء البعث لا يمكن ان يصلح اليوم ، فالعالم تطور والاخطار تطورت ، والامة تقسمت ، والمراكز تفتتت ، في ظل سيطرة المال على القرار العربي وانبطاح نظام العهر والرذيلة بالكامل امام الارادة الامبريالية الصهيونية  والارتداد بالكامل عن مقررات مؤتمر الخرطوم لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني الى  مهزلة التباهي بالتطبيع  والامعان في التنكيل بثوابت الامة  من قبل من هم لا نقاوة في اصولهم  وصدق انتمائهم الى الامة العربية بقبائلها وعشائرها  ونقاوة النسيج المجتمعي العربي  وقد تناول هذا القائد الشهيد الحي المجدد صدام حسين رحمه الله  والرفيق الامين المرحوم شيخ المجاهدين عزت ابراهيم خليل الذي تبنى بعنفوان الجهاد استراتيجية المقاومة والتحرير ليس للعراق منفردا بل اينما تكون الحاجة  ، ونحن نعيش لحظة العنفوان المتجدد بالذكرى 77 لميلاد البعث يشدنا الامل الى الخلاص وتحقيق امنياتنا وغايتنا  وقد انهزم الاعداء المحليين  والخارجين  وانطفئ شر نيرانهم الموجة لقتل الامة

 

المجد والخلود لشهداء البعث الاكرم منا جميعا يتقدمهم رعيل الصفوة والوفاء قائدا مؤسسا وقائدا مجددا وقائدا امينا على المبادئ ووفيا للأمانة

 






السبت ٢٧ رمضــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / نيســان / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة