شبكة ذي قار
عـاجـل












بيان قيادة قطر العراق

في الذكرى الحادية والعشرين لغزو واحتلال العراق  

 

 

 

يا أبناء الشعب العراقي العظيم

يا أبناء الأمة العربية المجيدة

 

 في مثل هذا اليوم تعرض العراق لأكبر مؤامرة دولية وغزو عرفتهما البشرية منذ مئات السنين. لقد اجتمعت قوى الشر والعدوان بتواطؤ من قوى إقليمية ومحلية لقتل الشعب العراقي وتدمير ما بناه العراقيون في تجربة نظام البعث الوطني في خمسة وثلاثون عاما بجهدهم وعرقهم وأموالهم وتضحياتهم فكان العدوان  الأمريكي الاطلسي الغادر الذي ألقى على العراق من المتفجرات والقنابل والصواريخ أكثر مما ألقي في الحرب العالمية الثانية.

 

 لم تكن خطط احتلال العراق خططاً عابرة، أملاها دخول العراق إلى الكويت في 2 أب 1990، ولم تكن بسبب غنى قطرنا بالثروات الطبيعية،على نحو يفوق ما لدى أي بلد أخر بمساحته وعدد سكانه، كما لم يكن هذا العدوان من افرازات الحرب العالمية الثانية وبروز نظام دولي جديد، أو مما رسمه دافيد بن غوريون أول رئيس لوزراء الكيان الصهيوني في مشروعه لتقسيم العراق إلى ثلاث كيانات، كمدخل للمضي بمخطط التجزئة القُطرية لتشمل معظم الاقطار العربية التي عانى منها الوطن العربي بفعل اتفاقية سايكس بيكو.

 

 لقد كانت خطة التخلص من العراق على رأس الأولويات المؤشرة في برامج القوى الدولية الكبرى، التي لا يروقها أبداً أن ترى بلداً كبيراً  أو صغيراً قد حقق استقلاله وقراره السياسي، أو امتلك تصوراً متكاملاً عن حاجات المجتمع  من خطط لتطوير البنى الاقتصادية التحتية والركائز الاساسية التي تمكنه من بناء تجربته الوطنية وإرادته السياسية، وهذا هو الذي حصل في العراق بعد ثورة 17 تموز 1968 المجيدة، عندما عاد حزبكم  حزب البعث العربي الاشتراكي إلى السلطة. فقد طفق الحزب منذ الأيام الأولى للثورة، في وضع البرامج التطويرية لكل أوجه الحياة، وبعد أن استكمل خطط التنمية المستندة على دراسات علمية انتقل إلى الخطوة الأهم وهي نقل ملفاتها من التخطيط ووضعها على الأرض ، وتم رصد مليارات الدنانير لنقل العراق من حالة التردي والتخلف التي عانى منها طويلاً إلى عالم جديد بكل تفاصيله، وقبل انقضاء خمس سنوات من عمر الثورة، كان العراق قد التفت الى المتراكم من الأزمات السياسية والاقتصادية الأكثر إلحاحاً، اذ خطط لوضع الحلول الناجحة لقضية النفط الوطني، حينما وضع العالم يده على قلبه بسبب التقرب من أسوار أخطر كارتل دولي عرفه العالم في القرن العشرين، ألا وهو الكارتل النفطي المتحكم بالسياسات النفطية إنتاجاً وتسعيراً وتسويقاً، فأعلن قرار التأميم الخالد في 1 حزيران عام 1972، ومنذ تلك اللحظة وجدت الإمبريالية الدولية أن العراق قد تجاوز كل الخطوط الحمر المرسومة للبلدان الصغيرة، فكيف لا وبإمكان العراق ان يقدم تجربة ناجحة في تعامل كل الدول المالكة للثروة النفطية  مع الشركات العاملة داخل أراضيها،  أي أن عدوى تقليد العراق في خطواته التشريعية من طرف واحد ستتحول إلى حركة شعب في تلك البلدان وهذا ماحصل فعلاً.

 

 كما ان الموقف المبدئي للعراق من القضية الفلسطينية كان مثار قلق في إسرائيل وفي عواصم القرار السياسي الدولية، فقد كان العراق قوة الصد الأساسية بوجه الحلول التي تفرط بحقوق الشعب الفلسطيني من جهة، وبوجه نظم الحكم العربية التي كانت تستعجل الوصول للتطبيع مع الكيان الصهيوني،  لكنها كانت تخشى رد الفعل العراقي ومن ورائه الشعب العربي،  لقد حذرنا ومنذ وقت مبكر من أية تنازلات عربية للعدو، لكن تحذيراتنا ذهبت أدراج الرياح، وقلنا إن خروج العراق من معادلة الأمن القومي العربي سيجر إلى تداعيات خطيرة على المستويين القومي والاقليمي، وهذا ما نلمسه اليوم.

 

 وبعد عجز أعداء العراق الدوليون والإقليميون عن التحكم بقراره السياسي بسبب امتلاكه الإرادة السياسية الوطنية واستعداده لتحمل نتائج مواقفه المبدئية، بدأ الأمريكيون والبريطانيون خططهم المستندة على سلسلة كبيرة من الأكاذيب والافتراءات، فجندوا حفنة من العملاء الذين باعوا شرفهم الوطني واصطفوا مع أعداء الوطن من الجهات الأربع، فجاء أولئك بجيوشهم لمباشرة عدوانهم الوحشي، ولكن بسالة القوات المسلحة العراقية، ومن بعدها  حركة المقاومة الوطنية، قد وضع المشروع الأمريكي الأطلسي على مفترق طرق، ولهذا سلموا العراق لإيران وأدواتها المحلية من العملاء هدية بالمجان لتكمل مشروع الاجهاز العراق، ومع أن بعض هؤلاء العملاء يحمل الجنسية العراقية، إلا أنهم لم يحملوا للبلد الذي آواهم وانفق عليهم أي ولاء أخلاقي أو قانوني بل باعوا أنفسهم خدماً بثمن رخيص وتحركهم أياد أمريكية إيرانية.

 

لقد أكدت إخفاقات 21 سنة من عمر الاحتلال والتدهور القيمي في البلاد جراء سيطرة زمرة من الاميين واللصوص وسارقي المال العام،غاطس فساد المتآمرين على العراق بالتعاون مع أمريكا تارة ومع ايران تارة أخرى او مع كليهما معاً، ان العراق عصي على الغرباء أياً كانت لغاتهم وسحناتهم ومذاهبهم فالعراق لا يحكمه الا أبناؤه المضحون المخلصون.

 

 

ان العراق وشعبه العريق ومناضلي البعث فيه قد خاضوا أقدس معاركهم منذ التأسيس، بفعل قيادتهم الحكيمة ومناضليه الاشداء وجيشه الباسل ودوره المعروف في حرب تشرين عام 1973 حيث حما دمشق العزيزة من السقوط والاحتلال من قبل الصهاينة،ودوره الفاعل في الدفاع عن الامة وكرامتها، فضلاً عن دفاعه عن العراق ضد العدو الفارسي في قادسية صدام المجيدة التي استمرت ثمان سنوات محققاً نصراً ناجزاً أذهل العالم، وفي هذا اليوم ونحن نتحدث عن ذكرى الاحتلال الأليمة لايسع قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي الا ان تعاهد شعب العراق الأبي بأنها تجدد العهد على انها ستواصل طريقها النضالي هذا على طريق التحرير والنصر وهو قريب بأذن الله تعالى.

 

تحية لشهداء العراق والأمة العربية المجيدة.

تحية لشهداء البعث وفي مقدمتهم شهيد الحج الأكبر الرفيق القائد صدام حسين وتحية لرفيقه عزة إبراهيم الدوري، قائد المقاومة.

تحية لشهداء فلسطين الذين يقارعون العدوان الصهيوني بشراسة وبطولة أدهشت العالم اجمع.

 

 

 

 

قيادة قطر العراق

لحزب البعث العربي الاشتراكي

بغداد التاسع من نيسان 2024






الاثنين ٢٩ رمضــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / نيســان / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة