شبكة ذي قار
عـاجـل










افتتاحية العدد 404

تحرير الفاو وبعض ما تأسس عليه من تداعيات

 

بوسعنا الآن وبعد مضي ٢٠ سنة على غزو العراق، وقرابة ٣٦ عاماً على تحرير شبه جزيرة الفاو من الاحتلال الإيراني الذي تواصل قرابة سنتين (١٩٨٦-١٩٨٨) أن نرسم ملامح التداعيات الخطيرة التي ترتبت على معارك تحرير الفاو الخالدة، والتي يمكن أن نضعها في مسارين:

 الأول: مسار ارغام نظام خميني على وضع نهاية لحربه الإجرامية ضد العراق والتي تواصلت لثمان سنوات (١٩٨٠-١٩٨٨) وتأكيد الانتصار العراقي الحاسم في تلك الحرب.

الثاني: صناعة القناعات النهائية لدى العقل الأمريكي الصهيوني بحتمية التدخل المباشر لإنهاك العراق وصولاً لاحتلاله ومحاولة إلغاء الآثار الإيجابية العظيمة التي ترتبت على النصر في معركة الفاو وما تلاها من معارك كسرت ظهر العدوان الفارسي وامتدت هذه الآثار والتداعيات بوضوح لا جدال فيه محلياً وقومياً ودولياً.

إن غزو العراق واحتلاله سنة ٢٠٠٣ م قد ظل هدفاً أمريكياً صهيونياً يتأرجح بين حالات من الدراسة والبحث وبين الخطط العملية منذ قرار العراق بتأميم النفط عام ١٩٧٢ وطرد شركات الاحتكار الغربية، وكان التغيير في إيران سنة ١٩٧٩ في أحد أهدافه هو  اسقاط التجربة الوطنية القومية البعثية في العراق، وكان احتلال الفاو في التقديرات المرسومة للحرب هو نقطة تحول باتجاه نجاح إيران في اسقاط النظام العراقي نيابة عن أميركا والغرب الصهيوني، غير أن نجاح العراق في دحر الاحتلال أجبر دول العدوان على إعادة رسم استراتيجيتها وتكتيكها فاصطنعت مشكلة الكويت والحصار الجائر الذين كانا هما خط سير المنهج الجديد الذي انتهى بالغزو والاحتلال سنة ٢٠٠٣م.

لسنا نرجم بالغيب ولا نحلل تحليلاً سفسطائياً بل نحن نحاول هنا جمع الوقائع لربطها بخاتمتها الكارثية الإجرامية وهي وقائع استحضرت العداء والاستهداف النظري والعملي للنظام الوطني العراق، ثم عبرت بوقائع صارخة لهذا الاستهداف بعد الاحتلال وما رافقه ونتج عنه من:

١- تدمير القوة العراقية العملاقة التي بناها النظام الوطني.

٢- حل الجيش العراقي.

 ٣- حظر حزب البعث واجتثاثه واغتيال الآلاف من قادته وكوادره وأنصاره ومؤيديه.

٤- تدمير الصناعة العراقية التي بناها نظام البعث.

٥-  تدمير الزراعة العراقية وتحويل العراق من بلد يصدر منتجات زراعية إلى بلد يستورد من إيران وتركيا والأردن والسعودية وغيرها.

لقد أدخل الاحتلال العراق في دوامات من الصراعات المذهبية والعرقية والإرهاب والفساد الذي لم يشهده بلد في العالم من قبل لغرض واحد هو شيطنة التجربة العراقية القومية البعثية وتغييب منجزاتها وقتل رجالها وتمزيق شعبها لكي يعمم درس واحد مفاده: ليس بوسع العرب النهوض.

إلا أن شعبنا وقواه الوطنية لا زالت تقاوم وتقاتل كيلا ينجح الغزاة وعبيدهم في تحقيق أهدافهم الإجرامية القذرة، والنصر عادة حليف الشعوب مهما طال زمن المواجهة.






الخميس ٩ شــوال ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / نيســان / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صدى نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة