اليمن .. المناطق المحررة والأيدي العابثة




شبكة ذي قار

رغم عودة مناطق عدة في اليمن إلى الشرعية، وتطهيرها تماما من المتمردين الحوثيين وأنصارهم، إلا أن تلك المناطق لا تزال إلى اليوم تُستهدف بهجمات إرهابية، تتنوع بتنوع منفذيها، ويفرض ذلك الواقع معه تساؤل بشأن الأطراف الأخرى، التي تعبث بالمناطق المحررة، عدا الحوثيين، ومدى تطابق مصالح تلك الأطراف.

فمن عدن، عاصمة اليمن المؤقتة، تحاول الدولة المنهكة، لملمة شتاتها، والإشراف على استعادة اليمن كله، لكن عدن المحررة منذ يوليو الماضي، لا تعرف إلى اليوم استقرارا أمنيا، بل استهدفت بعمليات إرهابية عدة، تنوعت بتنوع منفذيها.

ويتكرر السيناريو، في مناطق أخرى في البلاد، يفترض أنها هي الأخرى محررة تماما، من قبضة الحوثيين، كأبين والجوف وشبوة والضالع، وهنا يفرض السؤال نفسه: "من يعبث بالأرض المحررة، عدا الحوثيين وأنصارهم من أتباع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح؟".

ففي أجوبة كشفتها تقارير استخباراتية، ثمة أطراف عدة، تماهت المصالح بينها وبين الحوثيين، على الرغم مما يبدو بينها، من تناقضات مذهبية وسياسية، فلا تألو تلك الأطراف، جهدا في زعزعة أمن المناطق المحررة.

وأصابع الاتهام موجهة هنا، لداعش، والقاعدة، إلى جانب حزب الإصلاح، واجهة جماعة الإخوان في اليمن، وهي أطراف، لا يناسبها البتة عودة الدولة، لأن ذلك يعني في المقابل، ضياع فرصتها، في فرض عقيدتها ومخططاتها المتطرفة، وانتهاء دور بعضها، في المسرح السياسي.

ويقول رئيس تحرير صحيفة عدن الغد فتحي بلزرق لسكاي نيوز عربية إنه منذ تحرير عدن، سعى حزب المؤتمر والحوثيون وحزب الإصلاح إلى زعزعة الأمن في المدينة عبر تحريك ورقة الجماعات المتطرفة وعلى رأسها داعش والقاعدة وجماعات أخرى.

وكشفت تقارير عن ضلوع الإخوان في تغذية تنظيمات إرهابية مثل القاعدة وداعش وتنظيم ما يسمى جيش عدن أبين، الإسلامي المتفرع من القاعدة، وهي التنظيمات ذاتها التي ظهرت بشكل واضح في مدينة عدن بعد تطهيرها من الحوثيين، ونفذت تفجيرات انتحارية عدة، اسفرت عن مقتل العشرات.

وفي المناطق غير المحررة، ثمة ما يشي بأن هناك أطرافا أخرى، عدا الحوثيين وحلفائهم، يهمها تأخير حسم المعارك، إلى حين التأكد من حصولها على مقعد هام في صيغة الحكم المقبلة.

ويقول بلزرق إن حزب الإصلاح الذي استخدم الثورة عام 2011 كحصان طروادة وأنتج نظاما أسوأ من نظام صالح، يريد أن يكرر التجربة، وهو ما يعطل حتى الآن الجهود لاستعادة صنعاء.

ويعتبر المحلل السياسي اليمني أن عدم انتفاضة سكان صنعاء ضد الانقلاب يرجع إلى "إدراكهم أنهم أمام خيارين سيئين، فإما أن يحكمهم صالح أو يحكمهم حزب الإصلاح عبر علي محسن الأحمر الذي عينه الرئيس عبدربه منصور هادي نائبا له".

ويقول الخبير الاستراتيجي السعودي زايد العمري إن حزبا الإصلاح والمؤتمر الوطني العام هما وجهان لعملة واحدة، وإن خروجهما من العملية السياسية برمتها، هو الضمان من أجل عودة الاستقرار للبلاد.



الجمعة ٨ رجــب ١٤٣٧هـ - الموافق ١٥ / نيســان / ٢٠١٦ م


اكثر المواضع مشاهدة

الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق - بيان صادر من الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق لمناسبة الأول من أيار عيد العمال
علي الأمين - في ذكرى الميلاد الميمون
أم صدام العراقي - كلمة حب ووفاء .. للقائد في ذكرى ميلاده الميمون
فاطمة حسين - الأخلاق سمة العظماء ( صدام حسين نموذجا )
صدى نبض العروبة - في ذكرى الميلاد: صدام حسين كان حاجة أمة وسيبقى
علي العبيدي - استهداف صدام حسين كان استهدافاً للأمة
صدى نبض العروبة - صدور العد ٤٠٥ من مجلة صدى نبض العروبة- خاص بذكرى ميلاد الرئيس الشهيد القائد صدام حسين
علي العتيبي - ميلاد القائد صدام حسين استذكار للرجولة والمبادئ
محمود بشاري الكعبي - لعبة القط والفأر بين نظام الملالي والدول الخمس زائد واحد
عذرا باسكال لا تغضب -
د. أبا الحكم - بلنكن: الردwithout provoking the Iranians
زامل عبد - إيران واستغلال القضية الفلسطينية - الحلقة الرابعة
د. أبا الحكم - الزمن وعناصر القوة ونتائج الحرب على غزة..
الرابطة الوطنية لأبناء وعوائل الشهداء الأبرار - قـــائمـــة شهــــداء الانتفـــاضــــة المبـــاركـــــة
ميلاد عمر المزوغي - غزة ...تفضح ديمقراطية الغرب
أحدث الاخبار المنشورة
٢٧ / كانون الثاني / ٢٠٢٤