بدت ملامح رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مجهدة في الساعة الاولى من خضوعة للتحقيق في لجنة جون تشيلكوت الخاصة بمشاركة بريطانيا في حرب العراق.
وركزت الاسئلة في الساعة الاولى من التحقيق على الاحداث التي سبقت اعتداءات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة وما بعدها، والعلاقة المفترضة لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بتلك الاحداث.
وشرح بلير بلهجة قلقة كيفية تغير موقفه تجاه الرئيس العراقي صدام حسين وسياسة الاحتواء من خلال العقوبات التي كانت مفروضة على العراق وذلك بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول على الولايات المتحدة الاميركية.
وقال بلير ان وجهة النظر الاميركية والبريطانية تغيرت بشكل جذري عقب تلك الهجمات التي نفذها تنظيم القاعدة.
وخصصت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" وشبكة "سكاي نيوز" بثها لنقل جلسة التحقيق فيما تظاهر الآلاف من الناقمين على سياسة بلير خارج قاعة اللجنة وسط العاصمة البريطانية لندن.
وقامت بعض عائلات الجنود البريطانيين الذين قتلوا في العراق وعددهم 179 جنديا، بالتظاهر خارج مبنى التحقيق في وسط لندن.
وحاول بلير تبرير مواقفه بالدخول في جدل مع اللجنة، الا ان اعضائها أبدو كياسة عالية ورباطة جأش فوتت على بلير الدخول في جدل، واكتفوا باطلاق الاسئلة.
وظهر التعب على وجه بلير الامر الذي يؤكد الجهد الذي بذله خلال الايام الماضية في مراجعة الوثائق كي لا يدخل في تناقض مع اقواله السابقة.
وكانت صحيفة "ميل أون صندي" التي وصفت بلير بـ"المضطرب" قالت أنه أمضى الأسابيع الماضية منكباً على مراجعة ملفاته بشأن العراق في محاولة للتأكد من عدم تعثره أمام لجنة التحقيق لدى الإدلاء بافادته، وقام بقراءة واعادة مراجعة مئات المذكرات والتقارير وكذلك الرسائل السرية التي كتبها إلى الرئيس الأميركي السابق جورج بوش قبل سنة من الحرب، وتعهد فيها بالوقوف إلى جانب الولايات المتحدة إذا ما قررت غزو العراق.
وتوقعت صحيفة التايمز الجمعة ان يعترف بلير في شهادته بإرتكاب "اخطاء تنفيذية" سواء في مرحلة الاعداد للحرب او بعدها، مع اصراره على ان السياسة التي اتبعها كانت صائبة في مجملها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر على دراية باسلوب تفكير رئيس الوزراء السابق بانه قد يذهب ابعد مما ذهب في السابق عبر الاعتراف انه وقع في "اخطاء تنفيذية". مع تأكيده في الوقت نفسه ثانية على ان العالم "افضل واكثر امنا" بدون صدام حسين.
وركزت صحيفة "الديلي تلجراف" في مقال كتبته محررة الشؤون السياسية روزا برنس، على ان رسائل بلير ستظل سرية. اذ ترى ان بلير سوف لن يسأل عن الرسائل التي ارسلها الى الرئيس الاميركي جورج بوش قبل غزو العراق عندما يقدم شهادته امام لجنة التحقيق.
وان رئيس الوزراء السابق سيتجنب الاستجواب حول المذكرات التي يعتقد انها تشير الى انه قد وافق على المطالب الاميركية بـ"تغيير النظام" في العراق قبل عام من غزو العراق في عام 2003 .
وتقول الصحيفة ان الحكومة قاومت ضغوطا كبيرة يوم امس لرفع السرية عن هذه الوثائق وتقديمها في هذه الجلسة التي طال انتظارها.
ونقلت عن المتحدث باسم رئيس الوزراء جوردن براون قوله ان لا دور لرئيس الوزراء في عملية رفع تصنيف سرية هذه الوثائق، وان القرار النهائي في ذلك يرجع الى الوزير جوس اودونيل امين عام مجلس الوزراء.
وترى صحيفة "الغارديان" في مقال لمحررها السياسي باتريك وينتر، ان بلير سيقدم دفاعا صلبا عن موقفه ازاء الحرب في العراق، وانه سيقول للجنة التحقيق "ان الحرب اوقفت بناء صدام لاسلحة الدمار الشامل".
وانه سيدافع بالقول ان صدام حسين كان من الممكن ان يحصل على اسلحة دمار شامل ويستخدمها لو لم تقم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بغزو العراق.
ويقول الكاتب ان بلير قد قام بعمل شاق في تحضير نفسه للشهادة في جلسة لجنة التحقيق التي ستمتد على مدى ست ساعات، مراجعا للوثائق وقارئا لمختارات من الادلة التي قدمها الشهود الاخرون.
وفيما يلي بعض الحقائق عن بلير
- ولد في ادنبره في السادس من مايو ايار عام 1953 وقضى معظم السنوات الأولى من عمره في دورهام بشمال انجلترا. تلقى بلير تعليمه في مدرسة داخلية باسكتلندا لكنه لم يكن سعيدا فيها على الاطلاق وحاول الفرار منها حين كان عمره 14 عاما.
- درس القانون بجامعة أوكسفورد وتدرب كمحام في محاكم لندن. في الجامعة كان بلير يعزف الجيتار ويغني في فريق لموسيقى الروك يدعى (اجلي رومرز) او شائعات قبيحة.
- كان عضوا بالبرلمان عن سيدجفيلد في انجلترا منذ عام 1983 الى عام 2007 وأصبح زعيما لحزب العمال عام 1994 بعد وفاة جون سميث فجأة.
- خدم بلير (56 عاما) لأطول مدة شغل فيها رئيس وزراء عمالي هذا المنصب وهو الوحيد الذي قاد حزب العمال الى الفوز ثلاث مرات متتالية في الانتخابات العامة.
- سيتذكر الجميع بلير لمساهمته في تحقيق السلام لأيرلندا الشمالية. غير أن الأمر بإرسال 45 الف جندي بريطاني للمشاركة في غزو عام 2003 للعراق كان دوما مثيرا للجدل وأدى الى احتجاجات حاشدة مناهضة للحرب في العاصمة البريطانية لندن.
- اختير بلير مبعوثا جديدا للشرق الأوسط للمجموعة الرباعية الدولية في يونيو حزيران 2007 بعد ساعات من تركه رئاسة الوزراء.
- تعرض لهجوم لفظي اثناء زيارة مسجد في الخليل بالضفة الغربية المحتلة في اكتوبر تشرين الأول 2009 وهو لا يحظى بشعبية بين بعض العرب لدعمه غزو العراق عام 2003 ولما يعتبرونه انحيازا لصالح اسرائيل حين كان رئيسا للوزراء.
- تأكدت قدرة بلير على التواصل مع الناخبين ووسائل الإعلام عام 1997 بعد وفاة الأميرة ديانا حين وصفها بأنها "أميرة الشعب" وقال هذا التعبير بإخلاص مقنع.
- بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة أعلن بلير أنه يقف "كتفا الى كتف" مع اميركا وربط مستقبله برئيسها الجديد جورج بوش. ونشأ بين الزعيمين رابطة حتى إنهما في أحد الاجتماعات أعلنا انهما يستعملان نفس النوعية من معجون الأسنان.
- وبلير له أربعة ابناء من زوجته شيري بوث وهي محامية ناجحة بالمحاكم العليا.
الجمعة١٤ صـفــر١٤٣٠هـ - الموافق ٢٩ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م
