المخا بيد الشرعية .. سقوط ورقة التفاوض الحوثية




شبكة ذي قار

توجت القوات الحكومية اليمنية ثلاثة أسابيع من العمليات العسكرية المكثفة في الساحل الغربي لمدينة تعز، بتحرير مدينة المخا وتأمين مضيق باب المندب -ممر التجارة العالمي- من هجمات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وتجريدهم من أبرز أوراقهم التفاوضية، وهو إنجاز يدفع نحو تحرير مزيد من المناطق.
 
 وأطلقت القوات الحكومية مسنودة بالتحالف العربي في السابع من الشهر الجاري عملية عسكرية تحت مسمى "الرمح الذهبي"، وخلال فترة وجيزة، تمكنت القوات القادمة من عدن جنوبي البلاد من تحرير مديرية "ذوباب" المشرفة على مضيق باب المندب، والتوغل نحو المخا.
 
 وخلافا لبقية المناطق التي تشهدها العمليات العسكرية من عمليات كر وفر، كانت هذه هي المرة الأولى التي تطأ فيها القوات الحكومية المدينة منذ سيطرة الحوثيين عليها قبل حوالي عامين، وعبرها تمكنوا من خنق محافظة تعز، وتهديد ممر التجارة العالمي في باب المندب.
 
 حصار
 
ورغم تأكيدات مصادر عسكرية لوكالة الأناضول أن مدينة المخا لا يزال فيها جيوب للحوثيين، فإن المصادر أوضحت أن ما تبقى من قوات الحوثي والرئيس المخلوع أضحت محاصرة داخل المدينة، وأن استسلامهم أو مقتلهم مسألة وقت.
 
 وقال مصدر عسكري موال للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي للأناضول إن تحرير المخا سيعمل على تأمين خط الملاحة الدولية في مضيق باب المندب، كما سيساهم في تقديم الدعم اللوجيستي لتحرير محافظتي تعز والحديدة، عبر تمكن التحالف من إنزال عتاد بحري في سواحل المخا وذوباب.
 
 وأضاف المصدر-الذي فضل عدم الكشف عن هويته- أن "ممر الملاحة كان تحت رحمة المليشيا خلال الفترة الماضية، وشاهدنا كيف جرى استهداف وتدمير السفينة الإماراتية (سويفت)، وكذلك محاولة استهداف المدمرة الأميركية بعدد من الصواريخ... وحاليا لن يكون هناك ما يقلقنا".
 
 وكان الحوثيون يستخدمون مضيق باب المندب ورقة سياسية للمناورة مع المجتمع الدولي.
 
 ووفقا للمركز الإعلامي للجيش اليمني، يتحكم مضيق باب المندب يوميا في عبور 3.8 مليون برميل من النفط، ما يوازي 6% من تجارة النفط العالمية، بينما يشكل النفط 16% فقط من إجمالي البضائع التي تمر من المضيق.
 
 وتبعد مدينة "المخا" عن مضيق "باب المندب" حوالي سبعين كيلومترا، وكان بمقدور الصواريخ التي يمتلكها الحوثيون استهداف أي من السفن المارة في الممر الدولي.
 وحسب الجيش اليمني، فقد كانت المخا تشكل أيضا "المنفذ البحري الرئيسي وخط تهريب الأسلحة والمخدرات إلى مليشيا الحوثي وصالح".
 
 ورقة ضغط
 
وطيلة المشاورات الماضية، كان الحوثيون يقدّمون أنفسهم للمجتمع الدولي بأنهم من يحمون ممر التجارة الدولية في مضيق باب المندب، وبسبب ذلك، كان المضيق يشكل ورقة ضغط غير عادية في أيديهم، وبمقدورهم التحكم في مرور السفن الدولية، وكان هذا يضعف من قوة الحكومة الشرعية، بحسب مراقبين.
 
 وفي هذا الصدد اعتبر المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية ماجد المذحجي أن "وجود الحوثيين وصالح في الشريط الساحلي وباب المندب كان يمنحهم ورقة مهمة على طاولة المفاوضات مع الطرف المحلي والمجتمع الدولي".
 
 وتوقع المذحجي في حديث للأناضول انتزاع تلك الورقة إذا استمرت عمليات الشرعية والتحالف بهذه الوتيرة.
 
 وأوضح المذحجي أن الحوثيين في موقف ضعيف حاليا، ومن المتوقع خنقهم بشكل أكبر بالتوجه نحو بقية السواحل في محافظة الحديدة.
 
 من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبد الناصر المودع إن السيطرة على منطقة باب المندب والمخا تمثل أهم إنجاز عسكري حققته حكومة هادي وقوات التحالف، التي استغرقت فترة طويلة من الإعداد والتدريب، إلا أن تلك السيطرة يكتنفها كثير من التعقيدات.
 
 وأشار المودع في حديث للأناضول إلى أن أبرز تلك التعقيدات هو صعوبة الاحتفاظ بالأراضي دون تأمينها من جهة المناطق الداخلية التي ما زالت بيد الحوثيين وقوات صالح، وهذا يعني -برأي المودع- أن هذه القوات ستكون معرضة لهجمات وكمائن وربما خسارة بعض المناطق.
 
 وأضاف أن المناطق التي تمت السيطرة عليها هي المناطق السهلية والقريبة من الساحل التي لعب الطيران والقوات البحرية والأسلحة الحديثة دورا كبيرا في تحقيق الإنجازات بشأنها، إضافة إلى أن معظم القوات تنتمي للمحافظات الجنوبية، وهذا الأمر يعني أنها تفتقد للحاضن الشعبي الداعم، وفق تعبيره.


الخميس ٢٨ ربيع الثاني ١٤٣٨هـ - الموافق ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠١٧ م


اكثر المواضع مشاهدة

علي الأمين - في ذكرى الميلاد الميمون
حزب البعث العربي الاشتراكي-الجزائر - أصدر حزب البعث العربي الاشتراكي في الجزائر العدد ١٥٩ ( شهر ماي ) ٢٠٢٤ من جريدة صوت الأمة العربية..
نسر العراق - صور / كنــــــــوز النمــــرود التي نهبهــا الاحتلال الامريكي بمساعدة الخونة والعملاء
أ.د. مؤيد المحمودي - القمع التعسفي لعملية التعبير عن الرأي يفضح حقيقة الديمقراطية المزيفة في أمريكا
خالد مصطفى رستم - موقف البعث من التعدديات العرقية والطائفية
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء الرابع ) مشروع الشرق الأوسط ( الأمريكي ) الكبير
د. أبا الحكم - لماذا ستغادر قيادة حماس السياسية دولة قطر؟
علي العبيدي - استهداف صدام حسين كان استهدافاً للأمة
صدى نبض العروبة - في ذكرى الميلاد: صدام حسين كان حاجة أمة وسيبقى
فاطمة حسين - الأخلاق سمة العظماء ( صدام حسين نموذجا )
علي العتيبي - ميلاد القائد صدام حسين استذكار للرجولة والمبادئ
المهندس صهيب الصرايره - رجال الحق ،، بناة الأوطان .. في ذكرى استشهاد القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله
زامل عبد - إيران واستغلال القضية الفلسطينية - الحلقة الأخيرة
فؤاد الحاج - ستتوقف الحرب مهما طال الزمن
رياض النجم - '' ثورة الياسمين وجمعة الغضب ''
أحدث الاخبار المنشورة
٢٧ / كانون الثاني / ٢٠٢٤