أبدى المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي - في تعليق
لافت خلال المؤتمر الصحافي الذي كشف فيه عن فكيك 4 خلايا لتنظيم "داعش" في المملكة
- قلقه من أن الدول التي آوت عناصر وقيادات القاعدة بعد استهدافهم لا يُستبعد أن
تأوي عناصر "داعش" الفارين من العراق وسوريا، نتيجة الضربات المكثفة التي تستهدفهم
من قبل قوات التحالف.
واعتبر التركي أن توجيه الضربات على "داعش" في كل من العراق وسوريا لن يمنع
قدرته على تجنيد العناصر وبث أفكاره عبر شبكات التواصل الاجتماعي قائلاً إن "خطورة
هذا التنظيم ستبقى حتى بعد القضاء عليه في كل من سوريا والعراق. فقدرته على استغلال
المواقع تجعل خطورته باقية ومستمرة لأنه في مثل هذه الحالة الشبكات متواجدة
ومستمرة، وبغض النظر عن مكان تواجدهم هناك دول راعية للإرهاب وآوت قادة تنظيم
القاعدة عند استهدافهم، ولا نستبعد أن تكرر ما فعلته مع داعش، وأن تتولى توفير
ملاذات أمنة لقادة التنظيم وتمكينهم من الاستمرار بتهديد الأمن والسلم العالميين".
يشار إلى أن إيران سبق وأن استضافت عناصر وقيادات بارزة لتنظيم القاعدة، وهو
الأمر الذي بدأت تتكشف فصوله أكثر يوماً بعد آخر وبالأخص عقب الإفراج عن مجموعة
رسائل بن لادن والتي صادرتها القوات الأميركية من مسكنه في آبوت أباد، فكان إلى
جانب تواجد أسرة بن لادن زوجاته وأبنائه في مضافات القاعدة بإيران قيادات هامة، من
بينهم ناصر الوحيشي، القيادي الأبرز لتنظيم القاعدة في اليمن، وسيف العدل، نائب
أيمن الظواهري زعيم التنظيم، وياسين السوري الذي رصدت له الولايات المتحدة 10
ملايين دولار أمبركي للقبض عليه.
ومن ضمن شبكات القاعدة التي تم إيواؤهم في إيران كان أبو مصعب الزرقاوي، وأبو
حفص الموريتاني، مسؤول اللجنة الشرعية لتنظيم القاعدة، ورمزي بن شبية مُنسّق عمليات
11 سبتمبر 2001، الذي اتخذ من إيران مقراً للتواصل مع المخططين، بالإضافة إلى
سليمان بوغيث المتحدث الرسمي لتنظيم القاعدة، وصالح القرعاوي الذي تولى قيادة
"كاتئب عبد الله عزام"، وعطية عبد الرحمن الليبي الذي تولى الإشراف على أسرة بن
لادن بإيران، وعدد آخر كبير من الرموز والقيادات.
ويعود تاريخ العلاقة بين تنظيم القاعدة وإيران إلى أواخر عام 2001، عندما لجأ
إليها كثير من قياداتها إثر انهيار نظام طالبان في أفغانستان مع بدء الغزو الأميركي
للأخيرة، وفق تقرير لمجلة فورين أفايرز الأميركية.
كما أكد اللواء التركي على خطورة مواقع التواصل في عملية التجنيد وتنفيذ
العمليات الإرهابية في عدد من الدول الغربية والعربية، وهو ما حذرت منه السعودية
منذ سنوات ولم يأخذها الجتمع الدولي بجدية: "الحرب الإلكترونية والدعاية قضية تؤرق
كل الدول. من تم استهدافها بعمليات داعش استغلت فيها مواقع التواصل الاجتماعي،
وكانت المملكة قد عبرت عن انزعاجها من هذا الأمر كثيراً منذ البداية إلا أنه
المجتمع الدولي لم يكن ملتفتاً كثيراً إلى هذه القضية باستغلال داعش لشبكات
التواصل".
كذلك لفت المتحدث الرسمي إلى اتخاذ الشركات المالكة لهذه الشبكات مؤخراً
تدابير وإجراءات للحد من قدرة التنظيم على استغلال المواقع في تنفيذ العمليات
والتجنيد، منوهاً في حديثه: "داعش نجح بلا شك في استغلال مواقع التواصل واعتمد
كثيراً في التجنيد والتمويل وتنفيذ العمليات عليها أكثر من أي وسيلة أخرى. كما
استطاع من خلالها التأثير على الأشخاص عن بعد دون معرفة الأفراد أنفسهم".
الخميس ١٩ جمادي الاولى ١٤٣٨هـ - الموافق ١٦ / شبــاط / ٢٠١٧ م