حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أمس الأربعاء، من أن
إيران قد تقدم على تحدي دعوة الأمم المتحدة لوقف تطوير الصواريخ الباليستية، حتى مع
امتثالها بالاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية الست.
قال غوتيريس في تقرير قدمه إلى مجلس الأمن إن المنظمة الدولية تحقق في احتمال نقل
إيران صواريخ باليستية إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، والتي ربما
استخدموها في شنِّ هجمات صاروخية على السعودية في 22 يوليو/تموز و4 نوفمبر/تشرين
الثاني.
في التقرير، أكد غوتيريس أن الاتفاق النووي ما زال "أفضل وسيلة" لضمان الطبيعة
السلمية تماما للبرنامج النووي الإيراني.
خطة عمل شاملة
وأضاف أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 13 أكتوبر/تشرين أول
بعدم التصديق على الاتفاقية بموجب قانون أميركي خلق "شكوكا كبيرة" بشأن مستقبله.
غير أنه أضاف "أطمئن الجميع أن الولايات المتحدة أعربت عن التزامها حتى الآن
بالبقاء داخل خطة العمل الشاملة المشتركة".
ومع ذلك، ترك ترمب الباب مفتوحا أمام إمكانية الانسحاب من الاتفاق النووي.
ورحب غوتيريس بدعم المعاهدة من الأطراف الأخرى، التي تضم الصين و روسيا
و بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي ودولا أخرى عديدة.
وفي هذا السياق، قال الأمين العام "أشجع الولايات المتحدة على الحفاظ على
التزاماتها بالخطة والنظر إلى الانعكاسات الأوسع على المنطقة قبل اتخاذ أي خطوات
أخرى".
وأردف غوتيريس قائلاً "وبالمثل، أشجع إيران على النظر بعناية إلى المخاوف التي
أثارها مشاركون آخرون في الخطة".
دراسة حطام الصواريخ التي استهدفت السعودية
وكان ترمب قد وصف الاتفاق بأنه صفقة سيئة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تركز
بشكل خاص على حدوده الزمنية وشرط في قرار مجلس الأمن يدعو إيران إلى عدم القيام بأي
نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية المصممة لكي تكون قادرة على حمل رؤوس نووية.
قال غوتيريس إن الأمم المتحدة تدرس حطام الصواريخ التي أطلقت على منطقة ينبع
بالمملكة العربية السعودية يوم 22 يوليو/تموز والعاصمة الرياض يوم 4 نوفمبر/تشرين
الثاني ومراجعة معلومات أخرى.
وأضاف أن فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة أرسلت خطاباً قالت فيه إن
إطلاق صاروخ سيمرغ الإيراني الذي أطلقته يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني يعد صاروخاً
باليستياً "قادراً على حمل أسلحة نووية".
غير أن غوتيريس قال إن روسيا، حليفة إيران، أرسلت خطابا يوم 16 أغسطس/آب يفيد أن
قرار مجلس الأمن يدعو فقط إيران إلى التخلي عن العمل الصاروخي وليس الحظر.
وأضاف أن إيران تقول إن الإطلاق يأتي في إطار "نشاط علمي وتقني يتعلق باستخدام
تقنية الفضاء"، وهو ما تصمم على المضي قدما فيه.
|