بعد أن سيطرت الميليشيات المدعومة من إيران على مفاصل الدولة وزمام الأمور فيها ،
بتواطؤ حكومي ، وأصبحت متحكمة في المشهد السياسي في البلاد ، هاهي تقوم بممارسات
استفزازية للمواطنين ، وذلك من خلال تعليق الرايات الطائفية وصور قتلاها الذين
تسميهم “شهداء” في الشوارع ، حيث تشهد شوارع بغداد بالاضافة الى المحافظات الجنوبية
ظاهرة انتشار صور وقادة ميليشيا الحشد الشعبي وقتلاهم بأشكال وأحجام مختلفة وشعارات
متفاوتة ، وبلغ الأمر حد إلغاء الأسماء الرسمية للشوارع والساحات العامة واستبدالها
بأسماء زعماء وقيادات وقتلى تلك الميليشيات ، كما بات يمكن ملاحظة وجود سباق بين
الفصائل في تخليد أو استذكار أسماء من فقدوا من زعمائهم وكأنها محاولة لإثبات من
قاتل أكثر من الآخر في هذه الحرب.
وقالت مصادر محلية إن “بعض سكان العاصمة ينتقد ظاهرة انتشار صور قتلى ميليشيا
الحشد في شوارع متفرقة من مناطقهم وبأحجام كبيرة، فيما يرى قياديون في الحشد الشعبي
أن نشر صور قتلاهم في الطرق العامة والأزقة مدعاة للافتخار وواجب إنساني، رغم أن
الحرب التي قادتها القوات الحكومية وهذه الميليشيات، خلفت أكثر من 35 ألف قتيل
وجريح من مليشيا الحشد وحده، على مدى سنوات الحرب الثلاث الماضية”.
وأضافت المصادر أن “هذه الحرب تركت تداعيات اجتماعية ونفسية على الشارع
العراقي تعدت المدن المحتلة لتشمل بغداد ومدن جنوب العراق التي تحولت إلى خزان بشري
لرفد فصول المعركة حتى نهايتها مطلع العام الحالي بإعلان النصر المزعوم على (التنظيم)”.
الاربعاء ٢٨ جمادي الاولى ١٤٣٩هـ - الموافق ١٤ / شبــاط / ٢٠١٨ م