وفي إطار الصراع المستعر بين القوى السياسية المحلية حول الاستحقاقات كالانتخابات
وأزمة الإقليم والميزانية، حفل المشهد العراقي بمؤشرات التصعيد الداخلي والإقليمي
والدولي ، إضافة إلى صراع المصالح الإقليمية والدولية حول الكعكة العراقية ، ولعل
الحدث الأبرز على الساحة العراقية هذه الأيام، هو عودة التهديدات والتحديات بين
أمريكا من جهة وبين إيران وحلفائها في العراق من جهة أخرى.
وكشفت مصادر صحفية مطلعة في تصريح لها انه ” وفي أعنف محاولة لإرسال رسائل
متعددة، شن مستشار المرشد الأعلى الإيراني، “علي ولايتي” من بغداد، أعنف هجوم
إيراني على الوجود الأمريكي في العراق متوعدا بهزيمتهم وطردهم من المنطقة على يد ما
اسماه بـ”جبهة المقاومة الإسلامية “، وكاشفا التدخل الواضح في المشهد السياسي عبر
إعلانه “عدم السماح للشيوعيين والليبراليين باستلام الحكم في العراق” ، كما جاءت
تصريحات عضو المجلس الثقافي للثورة الإيرانية “رحيم ازغدي”، بكون العراق ودول أخرى،
تحت سيطرة إيران، داعيا إلى إعلان مااسماها “الامبراطورية الفارسية ” بحسب قولهم .
واضافت المصادر انه ” في الوقت الذي تابع العراقيون والمراقبون، غياب رد
حكومة العبادي والبرلمان على تصريحات ولايتي، بل وتسابق المسؤولون الحكوميون والقوى
الشيعية في استقبال المسؤول الإيراني والثناء على دور بلاده في العراق وتأييدهم
طروحاته، إضافة إلى تصاعد مطالبات وتهديدات شيعية بإنهاء أي وجود عسكري أمريكي في
العراق، فقد اكتفت وزارة الخارجية العراقية بـ«رفض اعتبار العراق تحت الهيمنة
الإيرانية»! ومن جانبها، رفضت بعض القوى السياسية السنية وبشكل خجول، وضمن
الاستحقاقات الانتخابية تصريحات المسؤولين الإيرانيين، منتقدة الصمت الحكومي تجاه
ما اعتبروه تدخلا إيرانيا علنيا في الشأن العراقي”.
واكدت المصادر ان ” مراقبين للشان العراقي اعتبروا تصريحات ولايتي تندرج في
إطار تأكيد إيران لدورها في العراق ومحاولاتها المعتادة لترتيب الشارع الشيعي
والعراقي قبيل الانتخابات، كما تعكس قلقا إيرانيا لتحالف التيار الصدري مع
الشيوعيين والليبراليين وتخوفها من ان يكون له قبول جماهيري واسع كرد فعل طبيعي
لفشل القوى الإسلامية التي يحملها العراقيون مسؤولية تدهور أوضاع بلدهم “.
الاثنين ١١ جمادي الثانية ١٤٣٩هـ - الموافق ٢٦ / شبــاط / ٢٠١٨ م