الميليشيات والعصابات تمنع عودة آلاف الأطباء إلى العراق




شبكة ذي قار

يمر العراق بأزمة في إعادة الكفاءات الطبية إلى البلاد، ويعاني من نقص أطباء التخدير، فيما يخشى آلاف الأطباء الذين غادروا البلاد من العودة خوفا من عمليات القتل والاختطاف، التي تنفذها مليشيات مسلحة وعصابات جريمة منظمة لأسباب طائفية أو مالية بحتة.
 
 وقال مصدر صحفي في تصريح له إنه “من أصل 7 آلاف طبيب عراقي غادروا البلاد خوفاً من عمليات القتل والاختطاف، التي نفذتها مليشيات مسلحة وعصابات جريمة منظمة لأسباب طائفية أو مالية بحتة، لم تتمكن الوزارة من إعادة سوى بضع عشرات منهم خلال هذا العام”.
 
 ونقل المصدر عن مسؤول في وزارة الصحة قوله إن “البرنامج الذي أطلق مطلع هذا العام وخصصت له مبالغ مالية كبيرة لم ينجح ولم يحقق حتى 5 بالمائة من أهدافه، مبيناً أن وزيرة الصحة والبيئة “عديلة حمود”، أوفدت كوادر طبية وإعلامية لأماكن تواجد الأطباء العراقيين في أوروبا أو دول عربية، وخصصت مبالغ ضخمة لهذا البرنامج تحت مزاعم إقناع الأطباء بالعودة، ورغم أن الوفود أغلبهم من أقرباء الوزيرة أو من حزبها لكن لم يتحقق شيء”.
 
 وأضاف أن “أقل من 300 طبيب عادوا ولم يجدوا الوعود التي أعطيت لهم وقسم منهم غادر العراق مجددا وآخرون قرروا المغادرة فعلا”، ولفت إلى أن الأطباء يجدون ظروفا أفضل خارج العراق سواء فيما يتعلق بالمستشفيات أو ظروف العمل والحماية وتوفير المستلزمات المناسبة لهم، فضلا عن الأجور وتوفر الأمن، “من يجد كل هذا فمن المستحيل أن يعود للعراق كي يفقدها”.
 
 وأوضح أنّ “الوزارة قدمت عروضاً مختلفة لتلك الكوادر في محاولة لاستقطابها، وضمنت لهم العودة إلى دوائرهم، لكنّ كل ذلك لم ينفع مع رفضهم العودة”، مؤكدا أنّ “عدم عودة تلك الكفاءات تسبب بنقص كبير في إمكانات المستشفيات والدوائر الصحية في البلاد”.
 
 وكانت وزارة الصحة قد أعلنت قبل أيام عن عودة نحو 400 طبيب للبلاد.
 
 وقال المدير العام لدائرة التخطيط وتنمية الموارد في الوزارة، “حسين التميمي”، في تصريح صحفي، إنّ “دائرة التخطيط تمكنت من إعادة 405 من الكفاءات الطبية التي تركت الخدمة في البلاد، بواقع سبع دفعات، ضمن مشروع عودة الكفاءات الطبية من خارج البلاد”.
 
 وتابع التميمي أن “عودة هذه الكفاءات ستسهم في رفد دوائر الصحة في بغداد والمحافظات بالملاكات الطبية المختلفة، من أجل تقديم الخدمات الطبية والصحية والعلاجية للمواطنين”.
 
 بدورها، أوضحت نقابة الأطباء العراقية، أنّ “عودة الكفاءات الطبية لا ترتبط بوزارة الصحة فقط، إذ إنّ العودة مرتهنة بتهيئة ظروف أمنية واقتصادية مناسبة لهذه الكفاءات من أجل استقطابهم من جديد”.
 
 وقال عضو النقابة، الدكتور “باسل الهاشمي”، في تصريح صحفي إنّ “أغلب الكفاءات الطبية العراقية حصلت على فرص عمل مناسبة جدا لها في الدول التي سافرت إليها، واحتضنتهم المؤسسات الصحية، وهيأت لهم ظروفا جيدة للاستفادة من خبراتهم”، مبينا أنّ “إعادة تلك الكفاءات تحتاج إلى تضافر الجهود من قبل كافة أجهزة الدولة، لتوفير حياة كريمة وآمنة ومستقرة”.
 
 وأضاف الهاشمي أنّ “كل ذلك غير متوفر حاليا في العراق، فلا يوجد استقرار أمني ولا سياسي، الأمر الذي سيفشل كافة الجهود لإعادة تلك الكوادر”، مستبعدا “إمكانية إعادتهم خلال الفترة القريبة المقبلة”.
 
 من جهته، أكد الدكتور “عصام العمري” أخصائي الأورام في تصريح صحفي أنه “عاد إلى بغداد لشهر واحد وغادر مجددا وقرر عدم العودة، “الحمد لله أنني لم أعد بزوجتي وأطفالي وأخذت إجازة من عملي ولم أتركه، لقد عدت إلى بلدي بعد 14 عاماً من الغياب لأرى الوضع عن قرب”.
 
 وتابع العمري أنه “استبد بي الشوق إلى مسقط رأسي بغداد وإلى كليتي وعيادتي السابقة، لكن عندما رجعت وجدت كل شيء تغير، وزملائي منهم من قتل ومنهم من سافر، والمستشفيات بحالة سيئة، ويمكن لأي منظف بالمستشفى أن يتجاوز عمل الطبيب أو لسائق سيارة إسعاف أن يتدخل فيه، كونهم جميعا أو غالبيتهم أفراد مليشيات لا يجرؤ حتى مدير المستشفى على التحدث معهم”.
 
 وكان الآلاف من الكفاءات العراقية الطبية وغير الطبية، قد تركت البلاد منذ العام 2003، بسبب الظروف الأمنية الخطيرة، وما رافقها من تداعيات انعكست على جوانب الحياة كافة، الأمر الذي تسبب بخلل كبير في الدوائر والمؤسسات الحكومية والتعليمية والطبية وغيرها من مؤسسات البلاد.


الخميس ٦ ذو القعــدة ١٤٣٩هـ - الموافق ١٩ / تمــوز / ٢٠١٨ م


اكثر المواضع مشاهدة

علي الأمين - في ذكرى الميلاد الميمون
علي العبيدي - استهداف صدام حسين كان استهدافاً للأمة
صدى نبض العروبة - في ذكرى الميلاد: صدام حسين كان حاجة أمة وسيبقى
أم صدام العراقي - كلمة حب ووفاء .. للقائد في ذكرى ميلاده الميمون
علي العتيبي - ميلاد القائد صدام حسين استذكار للرجولة والمبادئ
فاطمة حسين - الأخلاق سمة العظماء ( صدام حسين نموذجا )
صدى نبض العروبة - صدور العد ٤٠٥ من مجلة صدى نبض العروبة- خاص بذكرى ميلاد الرئيس الشهيد القائد صدام حسين
الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق - بيان صادر من الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق لمناسبة الأول من أيار عيد العمال
عمود قصير - الى / الفضائيات والصحف ( العراقية والعربية والأجنبية ) الغراء : امامكم تقريراً موثقاً عن المنجزات الكبيرة والخطيرة التي حققها ( العبادي ) لإيران .. ( الرسالة الرابعة )
أحمد أبو داود - شمّاعَة الخَوف مِن البَعْث يُثيرها النِظام لتغذيةِ التوافُق داخِل أجنِحَته المُتناقِضة
محمود بشاري الكعبي - لعبة القط والفأر بين نظام الملالي والدول الخمس زائد واحد
قــائــد عظيــم يـــرثيـــه شــاعـــر عظيــــم - قصيدة الشاعر الكبير المرحوم عبد الرزاق عبد الواحد في رثاء القائد العظيم الرئيس الشهيد صدام حسين
د. أبا الحكم - بلنكن: الردwithout provoking the Iranians
د. أبا الحكم - الزمن وعناصر القوة ونتائج الحرب على غزة..
ملتقى الخبراء والاختصاصيين العراقيين - بمناسبة عيد العمال واقع العامل في العراق في ضوء البرامج السياسية والاقتصادية القائمة
أحدث الاخبار المنشورة
٢٧ / كانون الثاني / ٢٠٢٤