شبكة ذي قار
عـاجـل










كل مايجري اليوم في الساحة العراقية من حراك سياسي للكتل الفائزة, سينتهي بقفز نوري المالكي ثانية الى رئاسة الوزارة المنتظرة. سبق وان قلت ان ايران لاتفرط البتة بأي أمير حرب شيعي موال لها. لأنها وصلت الى قناعة تامة من ان شيعة العراق العروبيين, وهم الجماهير العريضة المؤثرة, قد فقدت السيطرة عليهم . ولم يعد بريق ولاية الفقيه والمد الصفوي الغيبي, يبهر هذه الجماهير المشربة بالفكر القومي والافكار السياسية من ماركسية ووطنية وليبرالية. لهذا فأن ايران تعول الان على المصارع الاقوى بين أمراء الحرب الشيعة, حتى تكون بريئة من دم أي واحد منهم . ولعل المصارع الاقوى والاشرس اليوم هو نوري المالكي. وللأسباب التالية :

 

1 / أنه الشخص المناسب لمواصلة الفوضى غير الخلاقة اليوم. والمرغوبة والمدعومة من الثلاثي المعادي الولايات المتحدة الامريكية وايران ومشيخة الكويت.

2 / أنه الاشرس بين أمراء الحرب على خلفية توجهاته "الدعوية" التي اشاعت ولاول مرة في تأريخ العراق ثقافة التفجيرات.

3 / انه قرضاي العراق الذي عثرت عليه امريكا مؤخرا, ليواصل المسيرة المطلوبة منه بأمانة.

4 / أنه الشخص الوحيد الذي أوقف نمو جيش المهدي وارعبه في اكثر من موقعة حربية.

 

5 / انه مهيأ أكثر من أي شخص في أي تكتل سياسي كبيرعلى رئاسة الوزارة ثانية , بحكم تملكه ادوات السيطرة والهيمنة من قيادات جيش وأمن ومخابرات . وهي أجهزة عملت بكامل حريتها خلال سنوات حكمه الاربع  الماضية. فأثرت الثراء الفاحش. وكانت لها السلطة العريضة التي لايتدخل بها حتى المالكي , مادامت هذه الاجهزة خير حارس لشخصه.

 

6 /  فأي سياسي غير المالكي سيجابه بأجهزة غير مخلصة له. الا اذا اقدم بالسرعة الممكنة الى التخلص منها . وهذا أمر بالغ التعقيد ويحتاج الى فترة طويلة . وهي الفترة الكافية للتخلص من أي سياسي قد يأتي على أشلاء المالكي .

 

7 / بعودة المالكي الى السلطة ستتنفس الولايات المتحدة الصعداء, لأنه قد تخلص وعبر السنوات الاربع من توجهاته الدينية. فهو اليوم لايكترث بأية مرجعية دينية والويل لها ان ناصبته العداء. وهذا ماتريده امريكا بعد ان تبرمت من الاسلام السياسي .

 

8 / لاغضاضة امام ايران ان يضرب المالكي أي امير حرب شيعي, مادام يواصل مسيرة أضعاف العراق وجعله ساحة لنشاطاتها السياسية والاقتصادية.

 

9 / المالكي الامين المخلص لمشيخة الكويت في الابقاء على عراق بدون قيادة طموحة غيورة. عراق مفتت ضعيف تسرح به الشركات الكويتية الناهبة . ولا تستفز من صعود نجم يؤدبها يوما ما.

 

الى اللقاء مع سنوات أربع أخرى قاسيات تحت قيادة الاشرس في تأريخ العراق الحديث . قيادة نوري المالكي المدعوم من امريكا وايران ومشيخة الكويت.





الاحد٢٣ جمادي الاخر ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال معروف نجم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة