شبكة ذي قار
عـاجـل










تفنن النظام الإيراني على مدى سنوات مضت بدغدغة مشاعرنا وتأجيجها مستنهضاً فينا الهمم بتصريحاته النارية وتهديداته البطولية أتجاه إسرائيل ودفاعه المزعوم عن حق العرب والشعب الفلسطيني في قضيتهم الازلية مع الكيان الصهيوني ومن أشهر التصريحات هي لإحمدي نجاد بــ"تهديده محو إسرائيل من الخارطة " وتأكيده على أن الكيان الغاصب في مرمى الصواريخ الإيرانية , كما وأستنهضت وأستثارة هذه التصريحات شريحة واسعة من العرب وأستبشروا خيراً بالفارس الإيراني لإنقاذهم من بطش وعنجهية إسرائيل وأمريكا رغم أحتلال إيران  لإراضٍ عربية تزيد بمساحتها عما تحتل إسرائيل ...!!

 

وحلفاء طهران  في دولنا العربية يطبلون ويزمرون ويهللون لها ويبشرون بضهور منقذ أخر الزمان من طهران , ونحن كالمغيبين عن الوعي أو المخدرين حيث الانتظار الطويل وأعيننا ساهرة تناظر متى يفي الإيرانيون بوعدهم  للعرب  ويوم بعد أخر نتابع الصحف والفضائيات والاذاعات عسى ولعل نسمع خبر أطلاق صواريخ أسلامية من إيران على إسرائيل ...

 

وجاء غزو وإحتلال العراق من قبل أمريكا وحلفائها وبدأ يتكشف شيئاً فشئ الوجه الحقيقي للنظام الإيراني ليدحض بذلك الوجه القبيح المزاعم السابقة , من خلال تقديمهم العون والمساعدة لهذا الإحتلال والذي عبر عنه المسؤولين في طهران في أكثر من مناسبة منها ما أعلنه محمد علي أبطحي النائب السابق للرئيس الإيراني محمد خاتمي  في محاضرة ألقاها في ختام أعمال مؤتمر " الخليج وتحديات المستقبل " الذي عقد بإمارة أبو ظبي عام 2004 عندما قال : إن بلاده قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربهم ضد أفغانستان والعراق و   " لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة " ...

 

وأعتراف رفسنجاني حيث قال " لولا إيران لما أستطاعت أمريكا غزو العراق وأفغانستان " , وقول أحمدي نجاد " قد وضع الله ثمار احتلال البلدين المجاورين لإيران وهما العراق وأفغانستان في سلة إيران "

 

مارس نظام ولاية الفقية أسلوب خادع ومضلل لايخلوا من الكذب في التعامل مع العرب وقضاياهم , الشعب العراقي أول من كشف هذا الأمر بداية من قدوم النظام عام 1979 وأندلاع الحرب العراقية – الإيرانية عام 1980-1988 ومروراً بأحداث حرب الخليج ومصادرة إيران للطائرات العراقية , وأنتهاء بأحتلال العراق والمساهمة الإيرانية في تدمير وتخريب بنى ومؤسسات الدولة العراقية والمساهمة في بناء وتثبيت عملية سياسية طائفية وعنصرية وبسط نفوذهم في العراق والتحكم بكل صغيرة وكبيرة والدعم المتواصل للميليشيات والجماعات المسلحة الطائفية والعنصرية والتكفيرية التي قتلت وهجرت الملايين من العراقين خدمتاً للمشروع الإيراني الرامي إلى سلخ العراق عن عروبته بتقسيمة إلى مناطق ذات صبغة طائفية وعنصرية لإجهاض آي دور مستقبلي للعراق في المنطقة وخلق واقع سياسي ضعيف خاضع لإرادة طهران ...

 

وأغتصب النظام الإيراني العديد من حقول النفط في جنوب العراق وكذلك شط العرب وجزيرة مجنون وتغيير مجرى شط العرب ورفضهم الكري ليعود إلى مجراه الأصلي كما أن إيران قامت بغلق جميع المنافذ المائية المتجه للعراق فكانت السبب في خلق أزمة أنسانية يعاني منها أهلنا في الاهوار. وفي شهر ديسمبر من العام 2009 جاء توغل القوات الإيرانية داخل الحدود العراقية وأحتلالها حقل الفكة النفطي جنوبي العراق لــ  يقطع الشك باليقين وتسقط حجج الذين يدافعون عن النظام الإيراني  لتظهر بذلك الصورة الجلية لهذا النظام وخططه التوسعية في العراق والمنطقة التي باتت أكثر وضوحاً من شمس الضحى ...

 

وفي الوقت الذي تمر فيه المنطقة بحالة من الغضب والغليان تعم كافة الاوساط الرسمية والشعبية نتيجة ما حدث لإسطول الحرية المتوجه إلى غزة لكسر الحصار , يكشف النظام الإيراني عن ماتبقى من الوجه الحقيقي له وبذلك تسقط أخر قطرة حياء تبقت في جبينه من خلال أستغلال هذا النظام للأستنفار الرسمي الإقليمي والدولي والإنشغال بالجريمة الإسرائيلية التي تعرض لها أسطول الحرية والتي لم يحرك نظام ولاية الفقية ساكناً أتجاهها  ليعبر عن دنائته وصلافته مرة أخرى بتوغل قواته العسكرية داخل الأراضي العراقية من جهة الشمال بعد قصف مدفعي كثيف دام عدة أيام أدى إلى أستشهاد وجرح العديد من المواطنين في تلك المناطق وزحف سكانها إلى مناطق أخرى , وتوغلت الدبابات الإيرانية داخل الإراضي العراقية بعمق يزيد عن 3 كيلو متر وبدأت ببناء مواقع لها في جبال العراق . وبين الحين والاخر تعاود المدفعية الإيرانية قصفها القرى والمناطق الحدودية لها مع محافظتي اربيل وسليمانية شمال العراق .

 

محمد الياسين - كاتب وسياسي عراقي مستقل

Moh.alyassin@yahoo.ca





السبت٢٩ جمادي الاخر ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد الياسين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة