شبكة ذي قار
عـاجـل










يتأكد يوما بعد يوم أن ثورة 17-30 تموز كانت مفاجأة أحرار العراق العظيم لأمتهم وللعالم بأسره مثلما كانت صدمة بمثابة الفجيعة للأعداء في الداخل والخارج لأنها أخرجت العراق من حالة الاضطراب إلى الاستقرار ومن التخلف إلى التقدم ومن الحرمان إلى استعادة الثروة الوطنية من شركات النهب الأجنبية ومن أيدي العابثين، وأخرجت جميع العراقيين من الاتكال والتكاسل إلى الاعتماد على الذات والمسؤولية الجدية والوطنية والقومية والإنسانية.


هي الثورة التي فجرت قدرات العراق المبدع ليكون صاحبة مكانة عربيا ودوليا وليكون دوره مؤثرا وحاسما في القضايا الوطنية والقومية. فكان العراق حصن الثورة العربية المتنامية وذراع الأمة العربية القوي وصوتها المسموع والمرفوع في المحافل الدولية دفاعا عن القضايا المصيرية.


فقد كان العراق في ظل ثورة تموز ورشة بناء تتسع للعراقيين جميعا وللعرب أيضا حيث أشعت التنمية بمختلف أبعادها على أبناء العراق دون حيف أو ميز واستقطبت أبناء العروبة من المحيط إلى الخليج ليكون للقوى العاملة والشباب الطالبي العربي مساهمة ونصيب في مشاريع التنمية وخيراتها.


لقد كانت منجزات الثورة مبهرة للأصدقاء ومثيرة للحسد والحقد والغضب والخوف لدى الأعداء المحليين والأجانب. وبقدر ما التقت وتضافرت جهود الوطنيين ليستمر العراق رائدا وقائدا لثورة البناء والتحرر، التقت إرادة الشر ليجمع الحاقدون والمتآمرون على مخطط كيدي معاد لمعاقبة العراق وتدمير منجزاته واحتلاله لأنه شكل خطرا متعاظما على مصالح أعداء التحرر والوحدة والنهوض الوطني والقومي. استخدم الأعداء التمرد الكردي ولم يفلحوا، فرشحوا الثورة الخمينية الصفوية لضرب وحدة العراق وزعزعة استقراره ولم يفلحوا على مدى ثماني سنوات (1980-1988) وتجرعوا سم الهزيمة، فتقدموا متحالفين للإجهاز على العراق الشامخ سنة 90-1991 من خلال عدوان مدمر وانتفاضة طائفية غادرة، ولما انكسرت المؤامرة سنوا مشروع العقوبات الذكية وفرضوا الحصار المشدد عليه لمدة 13 سنة لإضعاف قدراته وعزل القيادة عن الشعب وصولا إلى تجريده من أسلحته. وحين فشلوا في ترويضه شد الأعداء عزمهم على احتلاله سنة 2003 ليشرعوا في تدمير المنجزات وتفكيك المؤسسات واجتثاث النظام وقتل قادته وصناع مجد العراق. وعبر كل ذلك كانت كل وسائل التخريب والتنكيل بالشعب مباحة قتلا وتهجيرا وإشعالا للفتنة وحرمانا من الخدمات والأمن ونهبا للآثار والثروة. فلم يدخروا وسيلة ولم يستثنوا أسلوبا للفتك بالعراق شعبا وأرضا.


لو كان العراق متخلفا فقيرا أو دكتاتوريا منحرفا أو عميلا مستسلما أو غير وطني أو غير قومي لما حدثت فاجعة الأعداء بمسيرة ثورة تموز بقيادة حزب البعث العرب الاشتراكي ولما تحركوا ليحشدوا كل ما في وسعهم من حقد وعدوان وشر مستعر ليجروا تحالفا عسكريا دوليا خارج القوانين والشرعية الدولية والقيم الإنسانية لتخريب العراق والانتقام ممن بناه وحماه من رجال ثورة تموز.


وعلى الركام ومن تحته ورغم التضحيات الجسام وما سفك من دماء وآلام، ظلت إرادة الشعب العراقي الأبي تقبر أحلام الاحتلال ومعاونيه وظل العراق المقاوم يذيق المحتلين والخونة طعم الهزيمة المحتمة قطرة قطرة وينسج راية ثورته التحررية الجديدة خيطا خيطا لتكون المقاومة الباسلة بجميع أجنحتها عنوان العراق الحر والصامد والمجاهد. فهي مشعله ومستقبله لأنها ثورة الخلاص والتحرير، ثورة الوفاء لعراق الحضارات وعراق البعث ولقادته الشهداء ولأبنائه الأبرار والأحرار المجاهدين الثائرين على الدوام وكأن ثورة تموز التي انطلقت منذ أكثر من أربعة عقود ما جاءت إلا لتنبعث مجددا وتستمر عطاء وتضحية.


إن أبناء ثورة تموز المجيدة ما ولدوا ليكونوا عبيدا ولن يعيشوا إلا ليكونوا ثوارا أحرارا. وإذا كانت ثورة تموز مفاجأة البعث للأعداء، ونهوض العراق فاجعة لهم فإن المقاومة العراقية الباسلة هي مفاجأة أبناء ثورة تموز للعالم وهي ولا شك القوة الضاربة التي قهرت المحتل وحاصرت أعوانه في جحورهم ليأكل بعضهم بعضا من أجل خدمة الاحتلال والتنافس على نهب ما أبقى لهم من فتات.


إن فتح سجل ثورة 17-30 تموز 1968 يعيد اليقين لمن فقده ويكشف حقيقة الإنجازات التي أثارت حفيظة المعادين والمناوئين والمتآمرين. والنظر في سجل الاحتلال والخونة يعيد اليقين لمن فقده أيضا بأن حجم المؤامرة على العراق لم يسبق له مثيل في التاريخ وهذا يؤكد دون شك حجم الخطر الذي شكله العراق على الطامعين في تقاسم النفوذ والمصالح في الوطن العربي برمته. ومن تابع ملف اجتثاث البعث ومحاكمة وقتل قادته يقتنع حقا بأن البعث مدرسة لصقل قيم الرجولة والبطولة والثبات على المبادئ وعقيدة الجهاد والرفيق الشهيد الرئيس القائد ورفاقه الميامين كانوا مثالا للسمو المبدئي وقوة الإيمان والوفاء. ومن يراقب ويتأمل في سجل المقاومة يدرك بلا ريب أن الشعب العراقي الأصيل له الكلمة الأولى والأخيرة في تقرير مصيره وأن ثورة تموز قد أنجبت الجيل الذي لا يساوم ولا يهادن في كرامته وحرية ووحدة وطنه وفي انتمائه لعروبته وإيمانه برسالته. وعلى هذا النهج الوطني والقومي والإيماني تستمر المقاومة على خط الجهاد والتحرير وتوطيد أركان الوحدة والنصر الأكيد.


- فطوبى لأبناء ثورة تموز والمجد والنصر للمقاومة.
- الرحمة والخلود لشهداء العراق الأبي والصبر والسلوان للأسرى الصامدين.
- الإجلال والإكبار للرئيس القائد والزعيم الخالد الشهيد صدام حسين.
- التحية والتأييد للرفيق الظافر قائد الجهاد والتحرير عزت إبراهيم.
- والله أكبر يا شعب العراق العظيم والنصر لك مهما طال أمد الاحتلال واشتدت خسة أعوانه المرتدين المنبوذين.
- عاش البعث وعاش عراق ثورة تموز المجيدة.


الأستاذ الهادي المثلوثي
تونس في ١٦ جويلية / تموز ٢٠١٠

 

 





السبت٠٥ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الهادي المثلوثي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة