شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد اربعة اشهر من انتهاء مهزلة الانتخابات التي حذرنا منها وقلنا لن تأتي بشئ جديد ولا تذهب بالعراق الى بر الأمان .... واليوم لا مؤشر في الأفق يشير انتهاء أزمة تبادل الأدوار بين الكتل السياسية في خدمة الاحتلال الامريكي والإيراني ....

بعد اربعة اشهر من النفاق السياسي في المواقف يتصارع ويتقاتل الجميع ليكونوا هم من يقفوا على راس الحكومة ليكونوا اقرب من غيرهم ومنافسهم في خدمة مصالح الاحتلال لان في قاموس الاحتلال درجات وتصنيفات لمن يعمل في تنفيذ أجنداتها .... فهناك المتعاون الخائب والخادم المطيع الذليل وهناك العميل البائس وهناك الخائن الناقص وغيرها من الدرجات المعروفة والجميع يعمل ضمن اختصاصه....


فهنالك من يصف الاحتلال تحرير والمقاومة إرهاب هؤلاء لم يتركوا سمة عالية وميزة وطنية أو هادفة في العراق إلا ونالوا منها لتلويثها وتدنيسها .


في الوقت الذي يعتبرون الوطنية رداء يُلبس وينزع حسب الظروف فحسابات الوطنية والشرف ترتفع عندهم أثناء الانتخابات وما ان تنتهي الانتخابات يعودون الى شياطينهم ويبتعدون عن شعارات الوطنية والوطن والشعب .......


هؤلاء نواب الاحتلال ممن جثموا على صدور العراقيين لأكثر من اربعة سنوات لا يزالون يتشبثون بشتى أنواع الطرق اللاأخلاقية للبقاء في السلطة خدمة للاحتلال وقد جربهم الشعب العراقي لفترة اربعة سنوات فلم يجني منهم غير الدمار والعنف وكان قانونهم المرجعية المتخلفة وسيادتهم المزعومة التي قامت تحت السلاح والقوة المفرطة وحماية الاحتلال ...


هؤلاء الذين انتخبتموهم تحت التهديد والوعيد وشعارات التغير ما ان تربعوا على العرش ومقاعد الاحتلال حتى انكشف زيفهم وهم يتقاتلون حتى الموت من اجل المناصب المتقدمة التي تأهلهم لمزيد من الاستئثار بالسلطة لحماية السراق والفاسدين . ...........


ان الأحزاب الدينية المتخلفة التي تشارك اليوم في مفاوضات تشكيل حكومة الاحتلال الخامسة هي نفسها التي تبنت الطائفية وارتكبت أبشع الجرائم البشرية ؛ من قتل وخطف وإقصاء وتهديد وابتزاز على الاسم والهوية العربية ؛كل هذه الاحزاب التي تتفاوض اليوم لتشكيل الحكومة جميعها أباحت نهب ممتلكات الدولة والشعب واستغلت الثروات لمصالح أحزابها ونهبت وقتلت وخدمت ألأجنبي المحتل وشاركت بشكل مباشر وغير مباشر في موجات التهجير؛ واكبر جريمة اقترفتها والتي لا تنسى ابدا وهي مساهمتها بتسخير كل ثروات وأموال الدولة وكل قواتها وقوات الاحتلال في التآمر على فصائل المقاومة والتحرير؛


وفي ظل الحكومة المنتهية ولايتها والتي تزعمها حزب الدعوة امتلأت السجون؛ ونهب النفط وشحن الى إيران دون حساب؛ وعمت البطالة كل أرجاء الوطن وشاعت الجريمة دون حساب وعذَّب السجناء بأبشع الطرق ووصلت أرقام الأرامل و الأيتام؛الى أرقام مخيفة ومخزية وانتهكت حقوق الإنسان بشكل خطير .....


ما زال العراق ومازال شعبه يدور حول نفسه ومازال الدم يسيل في كل ارجاء ارضه ...... وشبابه يسبحون في حمام من الدم .. سجون يعرفون مواقعها وسجون يجهلون .....سجون منتشرة في كل مكان ...جروح الابرياء مثخنة بالالام والمعتقلين في دوامة لا يعرفون متى يحملون الى المقابر هذا اذا لم يدفنون في ارض لا نعرفها ولا يمكن الوصول اليها ...


ابرياء العراق في سجون تحت الارض ... المقاومين الرافضين للاحتلال لهم سجون تختلف عن سجون الاخرين ... الكتاب الاحرار لهم سجون ... لا يفرقون بين متعلم وجاهل ولا بين وطني شريف وبين خائن...يقاتلون النساء اقسى من الرجال .. يلاحقون اصحاب الاقلام الشريفة ويعتقلونهم ويشهرون ويعلنون عنهم ليكشفوا عن حقدهم الاسود ... اتذكرون الدكتورة هبه المشهداني الامراة العربية الاصيلة التي تحملت وعانت الكثير الكثير من اجل ان تخفف من الام اطفال العراق حتى تمكن قطاع الطرق والعملاء منها واودعوها سجون الحرية والكلمة الشريفة والفعل الجميل . لك حب العراق وشعبه العظيم ولك الحرية باذن الله يوم الفجر القريب ... وستظل هبة الشمري ومعها كل رفاقها وعلى الدوام تحكي معاني الحرية والديمقراطية الحقيقية....


عراق اليوم ...عراق ما بعد الاحتلال نهب وسلب ولصوص في كل مكان من ارض العراق ولا تزال أمريكا المحتلة تبشر الشعب بالديمقراطية والحرية...


عراق اليوم ...عراق ما بعد الاحتلال ...دماء في كل مكان وشهداء يسقطون وايتام وارامل وأمريكا اللعينة تبشر الشعب بالديمقراطية و الحرية....
العراق اليوم .. عراق ما بعد الاحتلال فَقَدَ حياءه و أمنه واستقلاله وتوازنه، ومن غير أن يكون له قرار ولا سلطة على أراضيه من شماله حتى جنوبه
كل يوم يمضي والمشهد يزداد سواد .... جثث وسيارات مفخخة وعبوات لاصقة تحصد الأرواح بالعشرات والمئات.. وحكام المنطقة السوداء يعيشون الترف والخيانة باعلى معانيها ...


وتلك السجون والمقابر التي امتلأت بما فيها دون والمحتلُ وحكومته يرقصون على طبول الحرب والقتل والتقتيل
من يتقدم ليطفئ هذا الحريق ؟...حريق كبير حرق الارض وما عليها و بعثر كل ما هو جميل؟
ومَنْ يعيد إلى العراق عافيته، وإلى شعبه تلك الابتسامة التي اختفت منذ اكثر من سبعة سنوات؟


منذ سبعة سنوات والشعب يبحث عن الخلاص مخدرا بالوعود الكاذبة .... فقد طال مدى الظلم والقهر والجبروت واستخدام القوة.


إنَّ العراق الذي لم يبقَ في جسده كما يبدو مكانٌ الا وتهدم واشتعل وقد عانى بما فيه الكفاية، بعد ان كان دولة مستقلة يحسب لها الف حساب يعيش فيها الشعب بحقوق متوازنة ومتساوية .

 

 





الاحد١٣ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب امير محمود المر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة