شبكة ذي قار
عـاجـل










ربما يعرف القراء مقولة حتى أنت يا بروتوس ...  التي قالها يوليوس قيصر في أخر حياته ...  وهو الذي قتل غدراً بالرغم من كل ما أنجزه لشعبه وبلده، لكن الطمع والجشع، وحب السلطة والثروة قاد المقربين منه للتخطيط لاغتياله ...  فحتى لا يتهم شخص واحد بقتله، أُتفقوا على أن يكون لكل واحد من قاتليه طعنة يتفرق دمه بعده ...  وكان أخر من طعنه أحب أصدقائه إليه ومحل ثقته، والشخص الأقرب إلى قلبه "بروتس" حتى قيل أن بروتوس كان ابناً لقيصر لكثرة ما أغدق عليه، ومنحه من الأوسمة والمناصب ...  بعد الطعنة، نظر "يوليوس قيصر" إلى عيني صديقه قائلا: " حتى أنت يا بروتس"؟ فأجابه: إني أحبك ...  لكني أحب روما أكثر ... ، فكان جواب قيصر له: اذا فليمت قيصر ...


بحجة حب الوطن، وباسمه، وتحت رايته قتل باني الوطن، وصانع نهضته  ...  وكانت كلمة قيصر الأخيرة "اذن فليمت قيصر" قمة في السخرية من جلاديه وقاتليه ...  وبنفس الوقت قمة في التضحية والتفاني ...  لسان حاله يقول إن كان هذا في سبيل الوطن فقد سامحت غدرك وخيانتك يا "بروتس" ...  وإن لم يكن زعمك صحيحاً فلتعذب روحك في الجحيم ...  إن كان الغدر بي فيه تقدم للوطن، فقد أمضيت عمري كله في سبيل رفعته، فلن أبخل بروحي الان عليه ...

 

انتهت الاسطورة اليونانية ... 

لو أردت أن أتكلم مع شخص مثل عدنان الباجه جي، فسأقول له ...  يا استاذ ...  لك في لاعبي كرة القدم ومدربي المنتخبات عبرة، على اعتبار أننا كنا في شهر المونديال ...  هل يعقل أن لاعب كرة قدم، ربما ليس لديه ربع التعليم والثقافة التي عندك، يفهم أكثر منك في الحياة؟ وهل يعقل أن يكون مدرب كرة تتقاذفها الأرجل حريص على تاريخه ومستقبله أكثر من حرصك أنت ؟

 

الجواب نعم ...  

لاعب كرة قدم أكثر فهما منك يا استاذ عدنان، ومدرب كرة قدم ربما بإمكانه تدريبك أيضا في آخر حياتك، وجعلك انسانا مستقيما تعرف كيف تنهي حياتك وأنت على حافة القبر ...

 

إذ من المعروف أن أي لاعب كرة قدم يختار أن ينهي حياته مع فريقه بطريقتين: إن كان بعدم اللعب مجددا معه، والانتقال إلى فريق أو ناد آخر ...  أو ...  بالاعتزال عندما يحرز لقب ما، وغالبا لقب عالمي ...  فلو أردت أن أضرب مثلا لاخترت المدرب الألماني الأشهر فرانز بيكنباور ...  الذي اختار أن يعتزل اللعب الدولي مع منتخب ألمانيا (الغربية في ذلك الوقت) ...  بعدما حمل كأس العالم لبلده عام 1974، وكان يومها قائدا للمنتخب ...  ثم، وحين اختارته بلاده ليكون مدربا للمنتخب الألماني، نجح بحمل الكأس مرة ثانية ...  كمدرب هذه المرة (عام 1990 بعدما توحدت الألمانيتين) ... ثم اعتزل التدريب نهائي ...  وأنهى حياته الكروية بعدها، وقال حين الاعتزال من التدريب: أريد من الألمان أن يتذكروا فرانز بيكنباور وهو حامل كأس العالم فقط ...

 

وعلى هذا المنوال ينهي معظم اللاعبين حياتهم الكروية ...  أي بذكرى طيبة وإشراقة تبقى في سجل تاريخهم ...

 

عدنان الباجه جي شخص له تاريخ عريق في خدمة العراق العرايق ...  وإذا أردنا أن نكون منصفين، ولو كانت الظروف غير هذه، ولو كان عدنان ما اختار الارتماء بأحضان من ارتمى في أحضانهم، لما سمحت لنفسي أنا الجاهل المجهول أن أتحدث بهذه الطريقة مع شخص مثقف معلوم ومشهور مثله ...  خدم العراق منذ سنين طويلة بكل إخلاص وتفان ...

 

لكن ...  وآه من هذه الـ لكن كم تفعل من الافاعيل السحرية، فإما أن ترفع أو تخفض ...  وهو اختار أن ينخفض في الوقت الذي ارتفع فيه غيره ...  لذلك لابد أن يقول له المرء: حتى أنت يا عدنان ...  وكم كان الشهيد رحمة الله عليه محقا حين استغرب تواجده بين الامعات والخنازير والطراطير والعلوج والصفويين الانجاس ...

 

شخص تدرج في حياته من سفير الى مفاوض في الامم المتحدة ...  الى شاهد على نكبة فلسطين ...  والمفاوضات التي سبقت تلك النكبة ...  الى مساهم في وزارات عراقية مختلفة وفي عهود مختلفة ...  والده شكل وزارة في العراق لمدة ستة أشهر كانت قضية فلسطين خلال هذه الفترة هي الشغل الشاغل له ...  ما كان عنده أي شيء آخر.. والده اقترح على النقراشي باشا في مصر تشكل قوة عراقية مصرية تحت قيادة مصرية ... 

 

يعني تاريخ حافل مشرف بالواقع ...  لو كان لدى أي شخص آخر هذا التاريخ لسار بين الخلق ورأسه مرفوع بعزة من الله أول ...  ثم بهذا التاريخ المشرق المضيء الحافل بخدمة بلد عظيم عريق مثل العراق ...  هذا الشخص وللأسف، محى هذا التاريخ كله بجرة قلم ...  بلحظة واحدة ...  مواقف غريبة عجيبة تجعل الحليم حيران ...  تمثلت أولا بارتضائه إحتلال العراق ومسايرته للمحتل وخنازيره ...  ثم بوقوفه إلى جانب المجرم بريمر يتشفى بتوقيف شهيد الحج الأكبر رحمة الله عليه وعلى اخوانه ...  ثم بتواجده بين الخونة الذين التقوا الشهيد ...  ثم بمرافقته لأعتى مجرم عرفه التاريخ العراقي وهو عدو العزيز الحكيم حين زار واشنطن ...

 

كان مشهدا مأساويا للغاية ...  ومفارقة غريبة ايض ...  أن ترى شخص قضى حياته في خدمة العراق والأمة العربية يرافق شخصا مجرما قضى حياته معاديا للعراق والدين والعروبة ...  واضعا نفسه في خدمة الفرس والصهاينة على السواء ...  وكانت هذه المرافقة من أجل الدخول إلى البيت الأبيض ومقابلة مجرم العصر بوش ...

 

تصوروا المشهد المأساوي مرة ثانية ...  شخص مثقف متعلم قضى حياته في خدمة العراق والعرب ...  يرتضي أن يكون مرافقا لشخص رضع حليب الكراهية والحقد والعداوة والمؤامرة على الدين والعراق والعرب !!!!

 

عدنان الباجه جي، إضافة إلى خطأه الأكبر بتلويث تاريخه الناصع ...  أرتكب عدة أخطاء أيضا فيما يسمى بـ "شهادته على العصر" مع ذلك التافه ...  مذيع القناة التي صارت بوقا رسميا للفرس وأعوانهم ...

 

أولا: ما كان ينبغي تسمية هذه المهزلة بـ " شهادة على العصر"، وإنما هي حديث ذكريات ...  فالشاهد على العصر يجب أن يكون أمينا في حديثه، وأنت للأسف لم تكن كذلك ...

 

ثانيا: أنت المتعلم المثقف ذو التاريخ العريق في خدمة العراق ...  سمحت لشخص تافه، مثل ذلك المذيع أن يدير الحوار ويتحكم به، بل وأحيانا كان يملي عليك ما يجب أن تقوله ...  وأنت تسايره ...

 

ثالثا: بالرغم من اعترافك الضمني وتأسفك المبطن على الطريقة التي اغتيل بها الشهيد رحمة الله عليه وما سبق ذلك من محاكمة صورية تافهة ...  إلا أن ذلك لم يكن كافي ...  بل كان يجب عليك الاعتذار للشعب العراقي على وقوفك إلى جانب المجرم بريمر وعلى مقولتك أنك ستطلب "من إخوانك في مجلس الصم والبكم والامعات" أن يجعلوا من هذا اليوم عطلة رسمية في البلاد!!!! وعلى الكلمة التي سبقتها وهي " اليوم سقطت دولة الخوف"!!!!

 

سؤال يا استاذ عدنان، طالما سقطت دولة الخوف (حسب نظرتك المريضة) لماذا إذن تركت الدولة النموذج في الشرق الأوسط ذات الديمقراطية والحرية والرخاء والعيش الرغيد وفضلت عليها لندن لتمضي بقية حياتك فيها ؟!!!

 

رابعا: على الرغم من أنني أنا شخصيا لا أطيق ذاك المذيع ولا طريقته بالحديث، إلا أن الحق يقال أنه أحرجك ببعض الأسئلة ووضعك بالزاوية الحادة، بحيث لم تستطع الإجابة وتهربت بطريقة كانت واضحة ...

 

خامسا: صحيح أن أمر الدين شخصي وليس لنا علاقة به، وهو موضوع متعلق بين العبد وربه، إلا أنه ما كان يجب عليك أن تقول أنك لاتصلي بشكل مستمر ...  لاسيما وأنك بلغت من العمر عتيا ولا أظن أنه بقي من العمر أكثر مما مضى ...  ربما – أقول ربما ولست بمفتي – جائر الكذب هن ...  أي جائز أن يقول المرء أنه يصلي ولو لم يكن كذلك ...  والله أعلم  ...  لكني سمعت يوما ما هذه المقولة ولم أعد أتذكر أين ومتى !!

 

ثم إن الإيمان الفعلي بالله عز وجل يجب أن يمنع المرء من خيانة وطنه ...  وأنت للأسف قمت به ...

 

سادسا: التفاخر بالعائلة والماضي يا استاذ يجب أن يقترن بالفعل أيضا للمحافظة على ذلك التاريخ الناصع، فلا أظن أن تأليف الكتب الدينية وبناء المساجد كاف لوحده إذا ما كانت الأفعال موازية للأقوال، مع التقدير لما قامت به عائلتكم من أعمال جليلة، فها أنت ذا شطبت تاريخ عائلتك بأكمله بالفعل الشنيع الذي قمت به وبالكلمات غير المسؤولة التي تفوهت به ...  وصارت عائلة الباجه جي على ألسنة الناس تقترن بعدنان الذي وقف إلى جانب بريمر والذي ارتضى أن يكون عميلا لمن احتل بلده ظلما وزورا وبهتان ...

 

سابعا: كان يجب عليك، وأنت المتظاهر بالتألم على العراق وما حل به بعد الاحتلال، وتأييدك "الخجول" للمقاومة البطولية أن تبين أن الاحتلال الأمريكي البريطاني كان ظلما وزور ...  وأنه قام على حجج واهية ...  وما كان له أن يقوم أصل ...  وأن امريكا لم تعثر على أسلحة الدمار الشامل المزعومة التي بسببها احتلت البلد ودمرته واغتالت قادته مع حلفائها المجوس الخمينيين ...  كان يجب أن تقول أن الاحتلال ظالم ومخالف للقوانين وأن الكثير من دول العالم لم تؤيده ...  وأن أمريكا كان هدفها الأول والأخير إزاحة نظام وطني شريف عراقي أصيل كان شوكة بعيونها وعيون الصهاينة والصفويين الأنجاس ...  وكان حاميا أمينا للبوابة الشرقية للأمة العربية ...  وأن هذا الاحتلال تم بالتنسيق والترتيب بين الصهاينة والصفويين وأمريك ...  وبذلك تستعيد ولو جزء بسيط من مصداقيتك ومن تاريخك الناصع "في خدمة العراق" ...

 

ثامنا: ايض ...  كان يجب عليك القول كيف صار العراق الآن، وكيف كان على عهد من وصفته أنت "بالدكتاتور ...  صاحب دولة الخوف" وأن المواطن العراقي على أقل تقدير كان في عهده يعيش بأمن وأمان يحسده عليها إبن نيويورك ...  ولن نتحدث عن البطاقة التموينية وفرص العمل وغيره ... 

 

كيف هو وضع العراقي الأن ...  حيث تعتبر بلده من أكثر البلدان في العالم فسادا ورشاوي وسرقة ونهب ومحسوبيات ...  وفوق هذا انعدام أمن وأمان ...  وانعدام خدمات أساسية حيوية ...  فلا كهرباء ولا ماء ...  ناهيك عن فوضى عارمة ...  وقتل بالمجان ...  وميليشيات صفوية كسروية خمينية حاقدة تحرق الأخضر واليابس وتهلك الحرث والنسل!!! هل هان عليك العراق العظيم ؟ ما الذي منعك من قول هذا الكلام ...  لاسيما وأن العراق " الآن" دولة ديمقراطية يتقبل المسؤولون فيها النقد والانتقاد بروح ايجابية ويتعاملون باهتمام مع مشاكل المواطنين!!!

 

التاريخ لن يرحمك يا سيد عدنان، وقد صنفك العراقيون بخانة من جاؤوا تحت بسطار المحتل الصهيوصفوي أمريكي حاقد ...  سواء شئت أم أبيت ...  ولن ينفعك ظهور على فضائية صارت صفوية كسروية خمينية حاقدة مع مذيع تافه ...  منحط أخلاقي ...  ببرنامج سخيف بسخافة مقدمه ...  فما لم تتحدث بالحقيقة الجلية الواضحة سيكون كل كلامك قرقعة على البلاط ...

 

ما ينفعك الآن وأنت على حافة القبر وقد بلغت من العمر عتيا ولا تدري متى يحين الأجل ...  هو أن تتحلى بالشجاعة (التي كنت عليها يوم وقفت في الامم المتحدة لتقول أن الكويت لم تكن دولة يوما ما، وما كانت سوى جزء من البصرة) ...  وأن تقول بصراحة، وأن تعلنها على الملأ وعلى كل الوسائل الاعلامية ...  أن الاحتلال الصهيوصفوي أمريكي باطل، وأنه قام على أسس واهية، وأن العراق الان دولة فاشلة يتحكم بها مجموعة من أبناء العهر وفراش المتعة ...  يتحكم ببلدك العراق العظيم مجموعة من اللصوص الحاقدين التابعين لمكعب الصاد الاجرامي (الصفوي الصليبي الصهيوني) ...  وأن على أمريكا ودولة الفرس المجوسية الحاقدة وكلاب آل الانبطاح الخونة دفع التعويضات المالية الكاملة للشعب العراقي واعادة أعمار ما دمره هؤلاء الأوغاد من بنية تحتية واقتصادية و ... و ... و ...

 

عندها سينطبق عليك قول شهيد العراق الأول رحمة الله عليه أن العراقي الاصيل لابد أن يعود لأصله وإن ماجت به الأعاصير يوما م ...

 

المجد والخلود لشهيد العراق الغالي، الامام صدام، رضوان الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى باقي اخوانه الشهداء الابرار ...  طه، عواد، برزان، محمد حمزة، علي حسن المجيد، وكل شهيد عراقي ارتقى وسيرتقي الى العل ...

المجد والعلا لكل شهيد عراقي ارتقى إلى السموات العل ...

المجد لكل كبير عراقي مخلص وفي ارتقت روحه السموات العل ... 

المجد والعلياء لكل فرد من أفراد الجيش العراقي كائنا ما كانت رتبته دافع عن العراق والعرب ...

المجد لرجالنا وضباطنا الاشراف الاطهار المجاهدين الصابرين المرابطين في عرين الشرف ...  المحتسبين أمرهم عند الله على ايذاء الشرذمة الصفوية الكسروية الخمينية النجسة لهم ...

 

سحقا وتبا لعمائم الشيطان الكسروية القابعة في مواخير قم وطهران النجستين ...

سحقا لكل عميل باع لنفسه لشياطين الخميني وصار عونا لهم على العراق وأهله ...

تبا لكل عميل مالت نفسه إلى الشياطين الفرس وأذنابهم وعملاءهم ...

 

والله أكبر وعاش العراق .. وعاشت أمتنا العربية المجيدة ...  وعاشت فلسطين حرة أبية من النهر إلى البحر .. وعاش الجهاد والمجاهدون ...  

والله أكبر وليخسأ الخاسئون ...

 

 

د. صباح محمد سعيد الراوي

كييف – أوكرانيا

 

 

في مثل هذه الأيام كان فئران آل الانبطاح قد هربوا من أسود الجيش العراقي الباسل ...  وستعود الكرة يا آل الانبطاح ...  وستكون الثالثة ثابتة ...

الثالث من آب العظيم ...  شهر النصر العظيم على الفرس المجوس الخمينين ...  حيث جرعنا السم للدجال الأكبر والشيطان الاشتر الخميني القابع في قعر جهنم إن شاء الله مع القردة والخنازير والمنافقين والكفرة ...

 

 





الثلاثاء٢٢ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. صباح محمد سعيد الراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة