غريبة هي الامور وعجيبة تلك التي تجري في عراق ما بعـد الاحتلال والتي قلبت موازين هذا البلد رأســا على عقب وجعلت منه بلدا لا يشابه في كل تفاصيل أوضاعه السياسـية المهزلة ودســتوره المسخ وديمقراطيته العرجاء وحريته المغلفة بالدكتاتورية الميلشياوية الطائفية والشـوفينية والفئوية أوضــاع أي بلـد في العالم لا بتفاصيلها ولا بأحـوالها لا في أقطـار الوطن العربي من المحيط الى الخليج ولا في دول آســيا وأفريقيا ذات الاوضاع المتقلبة والمتدهـورة...حيث جلبت لنا دبابا ت الغزو الأمريكي و قوى الاحتلالات المركبة وعملائها الأقزام.... دســـتورا مسخا أعده احدى عتاة الصهيونية وبصبغة ديمقراطيـة داكنة تثير القرف والاشمزاز كطبخ الطماطمة مع الدبس وهذا اقل ما يمكن وصفه وأنجبت برلمانا وفق ســلسلة من المهازل الأنتخابية التي اوحت للســذج والمســاطيل بأســتطاعتهم قطف القمر بمجرد ان يمدوا ايديهم الى السماء حتى في الليل الداكن , هــذا البرلمان الذي لايشبه في ادارته و اتخاذ قراراته و جلساته المثيرة او امتيازاته الغريبة او تكوين شخوصه النفسي والاخلاقي العام كما ان اغلبهم عديمي التحصيل العلمي والدراسي هؤلاء المثيرين للجدل وللاستغراب والمتعددي الولائات والجنسيات اي برلمان آخر لدول العالم

فكما هـو معروف وفي كل دول العالم ان برلمان لأي دولة ما هوالا لسان حال شعبها الذي أنتخبه او حتى لوكان برلمان شكليا مصطنعا فلا بد فيهم من ينادي بمصلحة الوطن ويتكلم بضمير الشعب .... الاّ ان هـذا البرلمان المسـمى بالبرلمان العراقي !!!! فالشـعب في واد وهـذا ( البرلمان ) في واد اخر سحيق .....

والسبب الذي جعله كذلك هي عدة اسباب تميز بها (برلماننا )العتيد عن باقي برلمانات العالم فهو بالحقيقة ماخـورلشخوص ومافيوات امتهنت الدعارة السياسية وتاجرت بكل شيء على حساب الشعب والوطن لايهمها سوى مصالحها ونزعتها ونزواتها الشخصية والفئوية وأرضاء أسيادها في خارج الحدود بأية طريقة كانت حتى ولو يحترق الاخضر واليابس بأكمله ويمسي هباءا تذروه الرياح ....

فالمشاكل الكبيرة التي مر بها العراق وشعبه سواء في فترة ( البرلمان ) السابق باقية كما هي بل ومســتمرة في عهـد هذا( البرلمان )الحالي وجميعهم لا يحركون سـاكنا اتجاهها ابدا.

لقد مر العراق بجملة امور عصيبة من اقتتال داخلي تتحكم به الميليشيات المحلية الطائفية وتفجيرات واغتيالات وتصفيات جسدية واعتقالات وتهجير لابنائه على اساس الهوية الطائفية والعرقية وسرقات علنية فاضحة لثروات العراق ولمصارفه ووهؤلاء لايبالون ابدا...حيث وصل العراق ما شاء الله الى المرتبة العليــا في الفسـاد وكدولة فاشلة وهذا ما أكدته منظمات عديدة في تقاريرها الميدانية ومدعمة بالادلة وبالبراهين الملموسـة والموثقة ومنها منظمة الشفافية الدولية ...و هذا ملخص سريع جدا لما مر بالعراق .. وكما نجده الآن في الحالي ايضــا .... ولا نذهب بعيدا فبالامس القريب حوصرت الاعظمية المدينة البطلة الباسلة الرافضة لكل اشكال الاحتلال وهيمنة عملائه فتم ترويع سكاناها الامنين وهم في دورهم من خلال مداهمات وحشية استفزازية وبدون اي اعتبار واعتقال الكثيرمن ابنائها ومن خيرة شبابها واقتيدوا الى جهة مجهولة ولم نسمع حتى الان اي كلمة لاي عضو برلماني نطق بها حول هـذا الموضوع لا من خلال الصحف الكثيرة ولا من خلال الاعلام والقنوات التي تزاحمت في تكاثرها في اقتحام عين وعقل المواطن ولا في شكبات ومواقع الانترنيت !!!

فهل المواطنين الذين خدعوا في المشاركة بمهزلة الانتخابات و اختاروا هؤلاء ليكافئونهم وليحصلوا من ثم المنتخبين على امتيازات لايحلم بها من هو مليونير وعلى ماذا يكافئونهم؟؟

لقد تميز هـذا البرلمان المخاور اساسا في زمن ما يسمى بالعراق الجديد بجملة امتيازات نلخصها كالتالي  : 

اول : انه البرلمان الوحيد الذي يضم عناصر من غير مواطنيه ومن جنسيات اجنبية

ثاني :  اكثر برلمان في العالم تسيبا لاعضائه ولايحضرون اجتماعاته

ثالث : اول برلمان في العالم لايمثل مصالح شعبه بل يمثل مصالح الدول التي احتلت بلده

رابع :  البرلمان الوحيد في العالم والذي معظم اعضائه هم (حجاج بيت الله الحرام

خامس : انه البرلمان الوحيد المتميز في العالم الذي يتقاضى اعضائه رواتب خيالية اعلى من نواب اوربا وامريكا

ســادسا  :  انه البرلمان الوحيد الذي لكل نائب فيه 30حارس شخصي ....فتخيلوا كم هو ضخم عدد الحراس والياتهم ورواتبهم التي يتقاضونها هؤلاء والمدفوعة من ميزانية الدولة .... عدا حراس الوزراء والوكلاء وبقية المسؤولين... ولنترك جانبا حراس رئيس الجمهورية ووكلائه وصرفياتهم وحراس رئيس الوزراء ووكلائه وصرفياتهم ايضا الغير معقولة.

سـابعا  :  ومن غرائب هذا البرلمان انه الوحيد عالميا الذي ضم في اعضائه عناصر ارهابية ومطلوبة دوليا وقادة ميليشيات اجرامية كما انه البرلمان الوحيد الذي لم ينتخب بنزاهة باكمله ولابأرادة شعبية صرفة.

ثامنا  :  انه البرلمان الوحيد الذي توجد في بابه كلاب الحراسة الامريكية والتي تشم اعضائه واحدا تلوا الآخر قبل دخولهم قبة البرلمان
والذي يحق ايضا لقوات الاحتلال ان يفتشوا نوابه متى شائوا ولهم الصلاحية المطلقة في حجزهم ومنعهم من دخول البرلمان

تاسع :  ومن غرائبه وعجائبه لهذا البرلمان هو بالامكان لاي جندي حراسة امريكي او اجنبي بمنع اي عضو من الدخول للبرلمان وبأستطاعته ان يوطأ رأس اي عضو فيه ببسطاله واهانته دون ان يجرأ ذلك العضو البرلماني على التفوه باي كلمة وليس بمقدوره رد اعتباره ومقاضاة الجندي الامريكي او احالته على المسائلة أو التحقيق وكما حصل مع بعض النواب والكل يعرف هذه القصص.

عاشر :  انه البرلمان الوحيد الذي زرعت عبوات بداخله وقتل وجرح نواب من جرائها

احدى عشر :  انه البرلمان الوحيد الذي يجهل بجدارة ما يجري في ساحة بلده الداخلية وهو البرلمان الثاني بعد ايران من حيث عدد النواب المعممين فيه.

اثنى عشر :  كما وهو البرلمان الوحيد في الكرة الارضية الذي لايستطيع نوابه لقاء الشعب او التجوال بحرية خارج حصون المنطقة الخضراء تلك هي الميزات التي ميزت هذا (البرلمان) عن باقي برلمانات العالم ....

فهل نلوم حظنا العاثر على مايجري لنا من مآسي أم نلوم الاحتلال وعملائه لتنصيبه هكذا دمى وأراجيز وعاهرون أفاقون في ماخـور يسمى برلمان ليشدق احدهم بانه منتخب من قبل الشعب أم نلوم الدول التي هزئت ببرلمان كهـذا لافرق بينه وبين اي ماخور ؟؟؟؟