شبكة ذي قار
عـاجـل










استوقفني اليوم نبأ يفيد بأن بعض الإعلاميين الموريتانيين تفضلوا مشكورين بقبول دعوة ما يسمى سفير دول العراق!.. ولقد تمكنني العجب عندما رأيت من بين وجوه الحضور في الصورة، من يدعي الوقوف مع المقاومة في فلسطين والعراق، فكان لزاما علي توضيح الآتي:

العراق دولة تحت الاحتلال .. هذا إعلاميا هو الصحيح ..
يعرف الجميع أن دولة العراق العربية الشقيقة تعيش جرحها الكبير وجرح العرب الغائر بها منذ سنة 2003 ، حيث قامت قوى الشر والظلام العدوانية باحتلال هذا البلد العظيم وتمزيق أوصاله ونهب ثرواته، والعمل على تكريس الشعوبية والطائفية بين مكونات شعبه الأبي، وكانت الامبريالية والاستعمار الانكلوسكسوني آنذاك قد وجد مطاياه الذين كانوا يسرحون ويمرحون في العواصم الغربية..


فلقد اتخذ هذا الاحتلال البغيض الذي ثبت زيف كل ادعاءاته لمن له بصيرة، من كل أولئك المرتزقة حينها وسيلة لبث اراجيفه ضد النظام الوطني في العراق، وآلة لحبك المؤامرات وتزوير الحقائق، وحتى اليوم فإن تلك الوجوه الكالحة ما زالت تظهر على الإعلام المجند خصيصا لحملات التشويه والتغطية على جرائم الاحتلال، ولئن كان  ذلك الطابور من العملاء في العراق قد كشف فهاهم آخرون قد كشفوا في البوابة الغربية للوطن العربي موريتانيا..


المقاومة والجهاد .. حقيقة أم شعار ..
هؤلاء الإعلاميين الذين ظهروا في الصورة ومنهم من ملأ الأرض بفرقعات الجهاد والمقاومة لا أرى أن احدا من المواطنين المسلمين المؤمنين ـ لا المنافقين ولا الأفاكين ـ سيصدقهم بعد اليوم، إن اي انسان مهما كان بعيدا عن الاحداث لا يمكن ان يجهل أن العراق الحبيب ما زال يئن تحت الاحتلال الأمريكي والصهيوني والتغلل الشعوبي الفارسي (الإيراني)، والأدلة على ذلك أكثر اليوم من أن تحصى أو تعد، لذلك فإن وجود ممثل لحكومة لا يعترف بها شعب العراق العظيم الذي يعتبر أن ممثله الشرعي والوحيد هو المقاومة العراقية الباسلة بكل فصائلها ـ قومية واسلامية وماركسية ـ تحت قيادتها الموحدة قيادة الجهاد والتحرير والخلاص، ولا ينبغي لقوم يدعون دعم المقاومة الفلسطينية غرة عين العرب والعراق ومقاومته وكل الخيرين من أبناء أمتنا العربية الاسلامية، أن يتغافلوا عن نصرة الحق والاخ في النسب والدين العربي أو الكردي  المسلم في العراق، واتخاذ سبل ملتوية لا تصب إلا في مصلحة المحتل والأنظمة الرسمية العربية المتخاذلة..


ألا يحذر هؤلاء الاعلاميون الموريتانيون أن يلعبوا نفس الدور التخريبي والدنيئ الذي لعبته  تلك الشرذمة ايام احتلال العراق، حيث سيتخذهم الاحتلال وعملاؤه مطية لتمرير مخططاتهم والدفاع عن نظام تلفظه كل قيم العراق الأصيل وتأنف عن ذكره كل صفحات الجرائد والمواقع العربية الشريفة، هو نظام الحكم العميل في العراق، إن أشخاصا كنا نكن لهم التقدير ـ قوميا واسلاميا ووطنيا ـ ظهروا مع المسمى سفير العراق بانواكشوط؛ وبحميمية حدثهم عن سبل تطوير التعمال مع الصحافة الوطنية!!.. وكانت تلك هي بداية تسلم مهمة العمل مع المحتل...


أيها الاعلاميون: إن المقاومة ومناهضة الاختراق والجهاد كلها عناوين جيدة تحمل معنى الممانعة والرفض، لكنها تفرغ من محتواها نهائيا اذا ضل صاحبها الطريق.. طريق الجهاد والمقاومة والقضايا العادلة التحررية والانسانية والدينية واحدة لا يمكن الخلط بينها وبين العمالة والارتهان لمخططات الأممية الامبريالية، إن على الإعلاميين الموريتانيين والذين ظهروا في الصورة مستسلمين لدور مرسوم سلفا دون مانع من شعور بالأخوة مع عرب أو مسلمي العراق الأبي، أن يتذكروا أن التاريخ لا يرحم، وأن المقاومة العراقية البطلة هي الممثل الشرعي والوحيد للعراق المحتل .

 

سيدي ولد محمد فال  - كاتب صحفي ـ موريتانيا





الاربعاء٢٣ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سيدي ولد محمد فال نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة