شبكة ذي قار
عـاجـل










تناقلت وسائل الاعلام العربية والعالمية, المرئية والمقروئة منها, خبر المقابلة الصحفية التي أجرتها صحيفة الغارديان البريطانية يوم الخميس المصادف 5 آب – 2010 مع الأسير الأستاذ طارق عزيز, نائب رئيس الوزراء في حكومة العراق الشرعية قبل الاحتلال الامريكي الايراني عام 2003.

 

لقد تناولت وسائل الاعلام المذكورة تلك المقابلة  وطرحتها من وجهة نظر محددة تتماشى مع توجهاتها وقناعاتها السياسية إزاء الصراع القائم في العراق, مركزة بشكل حصري على ماسمته " دعوة النائب طارق عزيز لبقاء قوات الاحتلال الامريكي في العراق"!، الامر الذي حرك طابور الاحتلال الخامس ونعيق غربان إيران الطائفية وبعض الاقزام الحاقدين، لبدء حملة تشهير وتشويه ليس فقط بالمناضل الاسير طارق عزيز, بل ضد المقاومة العراقية وفصائلها الجهادية, لاجل خلط الاوراق السياسية بين خندقي الصراع في العراق: خندق الاحتلال واحزابه و"عمليته السياسية" وخندق المقاومة المقاومة العراقية وفصائلها ومشروعها التحرري الوطني.

 

أن مانشر على لسان الاستاذ طارق عزيز من تصريحات (وهنا تتحمل الكارديان مسؤولية عدم تحريفها) جاءت جميعها متطابقة مع واقع الحال المعاش في ظل الاحتلال الامريكي الايراني، وما سببه من كوارث إنسانية على العراق وشعبه منذ 9 من نيسان 2003 والى يومنا هذا. فقد دمر ت قوات الاحتلال البنية التحتية للدولة العراقية بصورة منهجية  شملت كل القطاعات  الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع العراقي. واستخدمت الادارة الامريكية المحتلة  خبرتها الاستعمارية الامبريالية مضافا إليها خبرة النظام الايراني وعصاباته في تفتيت بنية المجتمع العراقي. تلك البنية التي ميزت إستثنائية وصلابة التنوع المذهبي والعرقي لشعب العراق .

 

من الصعب إنكار ان "أيران كانت ومازالت عدونا الأكبر" هذا ضمن ماقاله الاستاذ طارق عزيز في المقابلة, هل هناك من يشكك في ذلك؟ أن تأريخ ايران العدواني القريب معنا حافل بالامثلة بدأ من حرب الخميني التوسعية لثماني سنوات, الى مشاركة ميدانية إيرانية لاحقة مع الجيش الامريكي لتسهيل الاحتلال وتثبيته. وبعد مايزيد على السبعة سنين من الاحتلال ماذا بقي من عراق النهضة العلمية الصناعية غير الخراب والقتل اليومي والامراض والبطالة وفقدان كامل لكافة الخدمات الضرورية, في ظل حكومات الاحتلال الامريكي الايراني في العراق؟!

 

أن توقيت إجراء ونشر المقابلة جاء بصورة تتماشى مع إستحقاقات الاحتلال السياسية والعسكرية ويتزامن مع مشكلة  تشكيل حكومة الاحتلال الخامسة واعلان خطة إنسحاب القوات الامريكية التي أعلنها الرئيس الامريكي أوباما قبل ايام واعدا بسحب مايقارب ال 90 الف جندي امريكي من العراق بحلول يوم 31 آب 2010.

 

النوايا الخبيثة لصحيفة الغارديان من نشرالمقابلة واضحة، فهنالك محاولة للربط بين تصريحات الاستاذ طارق عزيز وبين إستحقاقات الاحتلال وتقديمها على انها موافقة ضمنية من المناضل طارق عزيز لبقاء قوات الاحتلال الامريكي حماية من الاحتلال الايراني واحزابه وعملاءه! ومن هنا يأتي تركيز وسائل الاعلام واقلام الطابور الخامس على الوصف الدقيق للمناضل طارق عزيز : "بأنه (المقصود أوباما) يترك العراق للذئاب". هل هناك من يشكك في هذا؟ أليس هذا مصير العراق وشعبه إذا مااقدمت الادارة الامريكية على انسحاب عسكري بدون اتفاق واضح مع القوى الفعلية للشعب العراقي, أي المقاومة العراقية؟!

 

ذات النويا الخبيثة شاهدناها في مقالات الطابور الخامس وبعض أقزام الكلمة, حيث تناولوا مقابلة صحيفة الكارديان بشكل مغرض يهدف لتشويه الاستاذ طارق عزيز. فقد خلت تعليقاتهم من أية موضوعية في النقد السياسي, من خلال أقتطاع جملا وأفراغها من غرضها الحقيقي , كذلك أغفلوا روح النص والسياق العام للمقالة, وبشكل إفتقر لأية اخلاقية سياسية في التعامل مع الأخر. بل وصلت حد إغفالهم المتعمد لحقيقة جوهرية هي إن الأستاذ طارق عزيز أسير حرب!

 

الكارديان تحاول تشويه تأريخ الاستاذ طارق عزيز من خلال تصوير المكانة السياسية والقيادية التي حظى بها في فترة الحكم الوطني السابق, على إنها مسألة ولاءات شخصية للرئيس الشهيد صدام حسين, وليس مسألة قناعات سياسية مبدئية راسخة! هل نسينا وقوفه المبدئي الشجاع في محكمة الاحتلال وتصديه الحازم للنيل من تجربة الحكم الوطني وقيادته, رغم محاولات  الاحتلال وأدواته النيل منه وبشتى الطرق الدنيئة؟؟؟ وهاهو المناضل طارق عزيز يؤكد مرة اخرى على تمسكه بالمشروع القومي في مقابلته مع الكارديان:" نحن عرب, نحن قوميون عرب. يجب أن نفتخر بهذا" .

 

كلمة اخيرة, كلما حاول الاحتلال وأقلام الطابور الخامس النيل من الحكم الوطني السابق, سواء على صعيد التجربة السياسية ومنجزاتها الهائلة أو على صعيد النيل الشخصي لقادة الحكم الوطني السابق, كلما حصدوا الخيبة والخذلان! المناضل طارق عزيز إنموذجا!

 

يكفي المناضل طارق عزيز شرفا, رده الشهير بوجه جيمس بيكر في إجتماع جنيف: نحن لانتلقى شروطا من أحد !

 

 





الاحد٢٧ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علاء جواد الشمري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة