شبكة ذي قار
عـاجـل










الكبير يبقى كبيرا ولو تبدلت ظروفه ...  وانتقل من الحسن إلى الأسو ...  والوضيع ...  والله ...  سيبقى وضيعا ولو صار ملك زمانه ...  وابن الحسب والنسب سيبقى على حسبه ونسبه مهما تبدلت ظروفه ...  الأصيل يبقى أصيلا حتى لو انقلبت الدنيا عليه ...  واضطر لأن يقيم في غرفة طولها متر وعرضها متر ...  بينما ابن الشوارع سيبقى ابن شوارع ولو سكن في القصور الفارهة الباذخة ...  فلابد أن يصدر منه تصرف م ...  ينبيء أنه حقير ابن شوارع ...  ذو أصول وضيعة ...

 

الذين كانوا كبارا وبقوا كبارا هم شهيدنا ورفاقه الشهداء، ثم رفاقهم الابطال المرابطين في عرين الشرف الذين بقوا على المباديء ولم يحيدوا عنها، ولم يبيعوا ضمائرهم بحفنة من الدولارات الزائلة والجاه الزائف ...  والوضيعين الحقراء هم هؤلاء المتسلطين على رقاب الشعب العراقي المجاهد الصابر ...  لاشك أبدا في هذ ...

 

كأن الحياء لم يعد موجودا هذه الأيام إلا لدى القلة القليلة من البشر، وكما الحياء، كذلك الوفاء والإخلاص والثبات على المباديء، وعدم الحيد عنها مهما تقلبت الظروف والأحوال وماجت الدنيا بالبعض ...  ولو أراد العراقي الآن أن يتحدث عن المخلصين فحتما لن ينسى أن يضع على رأس القائمة هؤلاء الأشراف المخلصين الأبرار الصابرين المرابطين في عرين الشرف، والصابرين على أذى الشرذمة الصفوية الخمينية الساسانية التي ظفرت بهم (بدعم من أمريكا والصهيونية العالمية) بعد أن عجزت في الماضي عن التجرؤ على تقبيل حذاء الواحد منهم ...

 

ولو أراد العراقي أيضا أن يضع شخصا على قائمة هؤلاء الأشراف، لاختار طارق عزيز (مع التقدير والاحترام للباقين).. فهذه شخصية عراقية وطنية فريدة من نوعها، وهذه مفخرة عراقية سيسجلها التاريخ حتما ضمن قائمة أبطال العراق الذين إن لم تقرأ عنهم الأجيال الحالية بفعل الوضع الراهن، فحتما ستقرأ عنهم الأجيال القادمة مثلما نقرأ نحن عن رجالاتنا الأولين ...  هذه الشخصية العراقية الفريد من نوعها والمميزة على الساحتين العربية والعراقية ...  خدمت العراق وقيادته الوطنية بإخلاص وتفان قل نظيرهما، وهي شخصية تستحق الدراسة والوقوف عندها طويل ...  لقد أصبحت شخصية طارق عزيز ظاهرة تتداولها الصحف ومنتديات الإنترنت بإعجاب وتقدير ربما ما حظيت شخصية غيرها بهذه المحبة وهذا الاعجاب سوى الشهيد رحمة الله عليه، وخاصة في آخر لحظات استشهاده والشجاعة التي تحلى به ... 

 

لقد تحدث أبوزياد لصحيفة الغارديان وقال إنه تمنى لو أنه استشهد ...  وهو نادم على تسليم نفسه ...  تصوروا هذا الإخلاص للوطن ...  شخص مريض ويعاني من أمراض مستعصية ويحتاج إلى دواء خاص وصوته يكاد يختفي والمرض ظاهر عليه ...  وبالكاد يستطيع المشي على قدميه ...  ويقول بكل شجاعة وإخلاص إنه نادم على تسليم نفسه للأمريكان!!

 

بالله عليكم أليست هذه شجاعة يحسده عليها الكثيرون ؟ أليست هذه وقفة رجال في زمن عز فيه الرجال ؟ ولم يكتف بذلك فحسب، بل إنه دافع عن رفيقه الشهيد رحمة الله عليه ورفض اصدار احكام عليه الا في حالة اطلاق سراحه قائلا: انه لو تكلم عن الشهيد الان لأعتبره الناس انتهازيا يحاول ارضاء جلاديه لكي يخرج من السجن ...  كذلك قال أمرا لافتا للنظر وهو أن الشهيد لم يكذب أبدا، ولم يغير الحقائق، وانه بنى العراق، وسينصفه التاريخ، ويكشف انه خدم بلاده ووفر لشعبه الطعام والشراب حتى في ايام الحصار، فيما يقتل العراقيون اليوم بالعشرات ان لم يكونوا بالمئات!!! هذا الكلام سيسجل بأحرف من ذهب على صفحات ذهبية للسيد العزيز أبوزياد العزيز ...

 

ولم يكتف أبوزياد بهذا، بل إنه انتقد أوباما انتقادا لاذعا حين وصفه "بالمنافق المخادع" اي وصفه بكل حرية، بدون مجاملة أو تزلف، أو رياء ينتظر بعده أن يخرجه ذاك من سجنه، تخيلوا هذا الكلام يصدر عن حاكم أو مسؤول عربي حالي تجاه رئيس أمريكا ؟ كيف سيصير حاله بعدها؟؟ وما هو الكلام الذي سيقال عنه في الإعلام العربي؟ بينما أبوزياد وبكل شجاعة وهو في عرينه يطلق هذا التوصيف على رئيس أمريكا التي احتلت بلده ودمرته وقتلت القيادة العراقية وسجنت طارق عزيز ورفاقه بالتعاون مع حليفتها المجوسية الكسروية ؟؟

 

ثم إن أبوزياد العزيز يُجرد سياسة أوباما في العراق من أي قيمة أخلاقية قد يزعم رئيس أمريكا أنه تحلى بها نحو العراقيين ...  فسحب القوات الأمريكية الذي تبجح به أوباما، لا يستحق، وفقا لأبوزياد كل هذا الضجيج الكرنفالي الذي يراد له أن يواكبه ...  فأمريكا دمرت العراق بالتحالف مع ربيبتها الكسروية الخمينية وابنتها الصهيونية العالمية، ومزقت النسيج الاجتماعي، وأثارت  النعرات الطائفية والمذهبية، وأشعلت الصراعات العرقية بين مكونات الشعب العراقي ...  هذ ...  عدا عن تفتيت مؤسسات الدولة والغاء الجمعيات التي كانت تحتضن العراقيين تحت خيمية واحدة، ثم غضت الطرف عن المجوس الكسرويين الذي أوقدوا نار الفتنة الطائفية بين أبناء العراق وأبناء الدين الواحد ...  ثم بعد كل هذه المصائب والبلاوي والويلات تقررالانسحاب هكذا بكل بساطة من العراق بعد أن أعادته إلى العصر الحجري!!!!

 

هذا هو الكلام الذي أوصله أبوزياد عبر الصحف إلى أوباما وبالشجاعة والصراحة المعهودة عنه دائم ...

 

تذكرت ...  وأنا أقرأ كلام الغالي أبوزياد ما كان قد قاله "زميله الذي سبقه" في تولي وزارة الخارجية العراقية عدنان باجه جي ...  ويا الله كم الفرق واسع شاسع ...  بين رجل بقي على مبدأه ثابت لايتزحزح عنه رغم كل الظروف السيئة والمسيئة التي مرت به وعصفت بحياته، وبين شخص حاول ما استطاع إظهار نفسه على أنه شخص وطني أراد أن يخدم العراق حتى ولو كان تحت الإحتلال " كما قال" ...

 

شتان شتان ما بين هذا وذاك ...  رجل خدم العراق وقيادة العراق ووقع في الأسر وعانى ما عاناه من أذى شرذمة صفوية كسروية خمينية حقيرة أساءت له وتشفت به وانتقمت منه بأساليب وقحة حقيرة وبقي على العهد لربه أول ...  ثم لرفيق دربه ووطنه ثاني ...  وشخص باع نفسه عند أول امتحان، ويا ليته نجح في ذلك الامتحان، ويا ليته حقق شيء لنفسه سوى الخزي والعار والشنار الذي سيلاحقه طوال حياته ...  أو ...  إلى أن يقضي الله له أمرا كان مفعول ...

 

اثنان ...  واحد نجح نجاحا باهرا وكبر أكثر مما هو كبير حتى في عيون أعداءه، ما بالك في نظر محبيه!! والثاني سقط سقوطا مروعا وانزوى في غياهب النسيان ولفظه حتى من جاء به!!!

 

لك تصوروا المشهد المأساوي ...  حتى من جاء بعدنان باجه جي ابتعد عنه وتركه وحيدا!!!

 

طارق عزيز تلهج الألسن له بالدعاء بأن يفك الله أسره، وعدنان تلاحقه اللعنات ونظرات الاحتقار أينما حل ...  فمن الفائز في هذه الحالة ؟

 

واحد حافظ على تاريخه المشرق في خدمة العراق وافتخر به واعتز، وقال إنه فخور جدا ومعتز بانجازاته لانه كان يقصد خدمة بلده العراق ...  والثاني لوث تاريخه المشرق بجرة قلم ...

 

واحد ظهر في عرينه كالأسد الهصور ...  رابط الجأش غير خائف ولا مرتبك ...  يقول كلمة الحق ولا يهتم لمن حوله، والثاني ظهر على قناة فضائية مرتبك ...  لايدري ما يقول ...  بحديث غير مترابط.. وبجمل مبهمة غير مفهومة ...  وحسنا فعل المذيع حين حشره بزاوية حادة وببضعة أسئلة جعلته يخرج عن طوره ...  رغم الفارق المكاني المريع بين مكان أبوزياد والظروف المحيطة به، وبين مكان عدنان والمكان "المريح جدا" الموجود فيه ...  فالمفروض أن الذي يخرج عن طوره ولا ملامة عليه هو أبوزياد وليس عدنان؟؟ لكن كما قلنا في البداية الكبير يبقى كبيرا أينما حل ...

 

وهنا لابد لي من باب الأمانة، ومن باب " لايجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا.. اعدلوا هو أقرب للتقوى" أن أقول كلمة "شكرا" للمذيع ...  الذي استطاع أن يحرج عدنان باجه جي ببعض الاسئلة التي هي على لسان كل عراقي وعربي على السواء ...  واستطاع أن يخرجه عن طوره عدة مرات، وأن يفهمه – وبألم نشرح - أن الاحتلال الصهيوصفوي أمريكي لايحترم أحدا، وهو جاء بهذه الشرذمة المتسلطة وهو الذي كان يتحكم بكل كبيرة وصغيرة، وأن مجلس الامعات والبكم ما هم إلا دمى وضيعة يحركها البول بريمر كيفما يريد وفي أي وقت يريد وعلى الشكل الذي يريد ...  بل قالها له علنا حين كانوا يتحدثون عن مجلس البكم: دول رجالتهم ...  أي جماعة أمريك ... 

 

يا أيها القراء ...  عدنان باجه جي كان في مقابلته تلك مع الجزيرة يتفاخر بعائلته، ويحاول ما استطاع اظهار نفسه على أنه وطني أراد أن يخدم العراق ما استطاع ...  فلم يستطع ...  لاخدمة العراق، ولا حتى خدمة نفسه ... ولم يستطع في تلك المقابلة – رغم الثقافة التي يتمتع بها – إيجاد الكلمة المناسبة لاقناع العراقي والعربي على السواء في الاجابة عن سؤال واحد، ما الذي جاء بك مع هؤلاء؟؟؟ ولاقى احراجا من مذيع هو في عمر أحفاده، استطاع اللعب به على مدار أحدى عشر حلقة ...  خرج المشاهد بعدها بانطباع أن معظم كلام الباجه جي كان قرقعة على البلاط ...  وأنه لم يقنع لا المشاهد ولا حتى استطاع اقناع نفسه ...

 

بينم ...

 

أمام محكمة صورية هزلية صفوية كسروية خمينية حقيرة ...  وقف رجل ...  رجل ...  رجل اسمه طارق عزيز ...  لم يتفاخر يوما ما بعائلته، ويحق له ذلك، ويحق لعائلته أن تفتخر به، ويحق لنا نحن أن نفتخر به ايضا لأنه أحد قادة العراق العظام، بل تفاخر بخدمته للعراق العظيم ...  ولقيادته الوطنية ...  وقف هذا الرجل ...  وقد ألبسوه بيجامة نوم بقصد الاساءة إليه ...  وإذا به يهزأ بهم ...  وبمحاولاتهم الرخيصة الخائبة ...  فينقلب المشهد ليصبح على شكل: إنما هؤلاء أقزام ...  حقراء ...  يقفون أمام عملاق عراقي ...  عربي ...  شهم ...  شريف ...  مثقف ثقافة أكاديمية راقية اسمه طارق عزيز ...  فليست المسألة مسألة بيجامة نوم أو طقم من عند "بيير كاردان".. إنما المسألة مسألة موقف وعهد وضمير ...

 

أبوزياد الكبير العزيز ...

 

أنت كبير وستبقى كبير ...  أنت الشهيد الحي ...  وإن شاء الله شهيدا حيا في الآخرة أيض ...  كنت مع الكبار وإن شاء الله في الآخرة مع الكبار ...  كنت كبيرا في الحكم وأنت كبيرا في العرين ...  أنت ورفاقك الابطال المرابطين في عرين الشرف ...  وأخص منهم الشيخ الشهم الكبير أبوياسر ...

 

فسلامنا لك يا أبوزياد وسلامنا لرفاقك في عرين الشرف وقبلاتنا على وجناتكم الطاهرة ...  فأنتم والله مفخرة لنا وللعراق العظيم ... 

 

المجد لضباط وقادة الجيش العراقي الأبرار الأطهار ...  وللمسؤولين العراقيين المدنيين والحزبيين المرابطين في عرين الشرف الذين لم يبيعوا ضمائرهم وبقوا ثابتين على العهد ...

المجد والعلا لكل شهيد عراقي ارتقى إلى السموات العل ...

المجد والعلياء لكل فرد من أفراد الجيش العراقي كائنا ما كانت رتبته دافع عن العراق والعرب ...

المجد والخلود لشهيد العراق الغالي، الامام صدام، رضوان الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى باقي اخوانه الشهداء الابرار ...  طه، عواد، برزان، محمد حمزة، علي حسن المجيد، وكل شهيد عراقي ارتقى الى العل ...

المجد لباقي رجالاتنا الاشراف الاطهار المرابطين في عرين الشرف ...  المجاهدين الصابرين على ايذاء الشرذمة الصفوية الكسروية الخمينية النجسة ...

 

سحقا وتبا لعمائم الشيطان الكسروية القابعة في مواخير قم وطهران النجستين ...

سحقا لكل عميل باع لنفسه لشياطين الخميني وصار عونا لهم على العراق وأهله ...

تبا لكل عميل مالت نفسه إلى الشياطين الفرس وأذنابهم وعملاءهم ...

 

والله أكبر وعاش العراق.. وعاشت أمتنا العربية المجيدة ...  وعاشت فلسطين حرة أبية من النهر إلى البحر.. وعاش الجهاد والمجاهدون ...

 

والله أكبر وليخسأ الخاسئون ...

 

 * * *

 

إنها الأيام التي رفرفت فيها رايات الحق العراقي تزف بشرى النصر العراقي العربي المبين على الشرذمة الصفوية الخمينية الكسروية الساسانية ...

 

 





الاثنين٢٨ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. صباح محمد سعيد الراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة