شبكة ذي قار
عـاجـل










دلت التصريحات الاميركية الأخيرة على ان عدد القتلى او المصابين جراء الأحداث الأخيرة في العراق انها "تتناقص شيئاً فشيئاً" في حين انها زادت خلال الشهر الماضي ووصلت الى 650 قتيلاً.. وهذا يبرر بالطبع رغبة الولايات المتحدة بالانسحاب من العراق ، وقد "تركته آمنا مطمئناً في هذه الظروف الراهنة" ، ولم يخلد في ذهن سياسييها بأنها تركت هذا البلد ، قابلاً للتقسيم وهشاً لا يستطيع تشكيل حكومة جديدة لاختلاف الاحزاب العراقية ، ولاستمرار احاديث الساسة الاميركيين انها جلبت "الديمقراطية الخلاقة" الى العراق،


هذه الديمقراطية التي تشهد تفسخاً بين نسيج المجتمع العراقي ويزداد القتل فيه عبر المساجد ، أو الأماكن العامة او في مراكز التسوق وغير ذلك كان واضحاً للعيان ان الولايات المتحدة ، كانت تقصد ان تترك هذا البلد ، بعد ان نهبت خيراته ، مديوناً.. لا يملك على توفير الكهرباء والماء لشعبه ، ولا المواد الغذائية الضرورية ، بل تُريد ان تشغله بالسياسة والسياسيين لتحقيق حلمها بالديمقراطية.. فقط، ( الديمقراطية المسلفنه) الجهاهزه


والواقع ان تصريحات الرئيس الأميركي الذي أعلن منذ فترة ، وجسد ذلك يوم الأول من امس بأنه يرغب في سحب معظم قواته من العراق ، باستثناء خمسين الفاً من جنوده ليكونوا "استشاريين" للجيش العراقي كانت ترمي الى تعزيز قواته في افغانستان والتي تلاقي ضربات مؤلمة من طالبان ، فضلا عن انه يأمل في تحسين صورته لدى الشارع الاميركي قبل الانتخابات التشريعية الاميركية النصفية في شهر نوفمبر المقبل ، وكذلك تتماشى هذه السياسة مع التهديد الذي اصدره اوباما الى السلطة الفلسطينية عبر رسائل الضمانات المبطنة والتي تدعوها الى الانتقال للمفاوضات المباشرة والتي تتمثل بعودة المبعوث الاميركي الى المنطقة للاهتمام بحلقة التسوية فضلا عن تصريحات رئيس هيئة الاركان الاميركي مولن والتي أكد فيهاجهوزية الجيش الاميركي لمهاجمة ايران اذا لم تمتثل لطلبات المجتمع الدولي حولي ملفها النووي السلمي،،


هذه التصريحات الرامية للانسحاب في العراق تهدف الى تسخيرها بغية تحقيق انسحاب اميركي هادئ لاكثر من مائة الف جندي في العراق في هذه المرحلة ، وهي ليست بعيدة عن القمة التي عقدت بين جلالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الاسد ، حيث طالب بضرورة انهاء الاحتلال الاميركي للعراق ، فضلا عن تشكيل حكومة عراقية على وجه السرعة تنهي الخلافات والاختلافات بين الكتل والاحزاب ، حتى تؤكد الولايات المتحد للعالم العربي انها "زرعت بذور الثقة بدلاً من الانشقاق" في العراق الشقيق الذي تهدده ويلات التقسيم في المرحلة الحالية،،


نتنياهو أبلغ مستشاريه وقيادة حزبه (الليكود) بأنه حزين لانسحاب القسم الاكبر من الجيش الاميركي من العراق ، لأن مثل هذا الانسحاب - كما قال - سوف يؤثر سلباً على أمن اسرائيل ، وهكذا فانه على سبيل الحيطة واستدراج المزيد من التنازلات العربية تجاه اسرائيل باسم الامن ، فهو يريد اخضاع السلطة للمفاوضات المباشرة ، ويحاول ايضا اعادة العلاقات مع تركيا الى مجاريها الطبيعية بعد ان وافق على اشراك تركيا مع لجنة دولية للوقوف على اعتداءات اسرائيل على اسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات انسانية الى اهالي قطاع غزة والتي أودت بحياة تسعة أتراك على متن سفينة مرمرة ، بالرغم من ان اسرائيل تندد باجراءات الحكومة التركية التي اقدمت على تعيين مدير جديد للمخابرات ، تعتبره بانه منحاز "لايران"،، وهذا يدل بشكل واضح على تدخل اسرائيلي سافر في شؤون تركيا الداخلية والتي وقفت وما زالت تقف بقوة في وجه الصلف الاسرائيلي تجاه ايصال المساعدات لاهالي قطاع غزة وتطالب باقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف،


مؤشرات اميركية واسرائيلية غير ايجابية حول انسحاب القوات الاميركية من العراق ويتلخص في اعادة العنف الى العراق ، غير ان الرئيس اوباما الذي يواجه العديد من المشكلات الداخلية وكذلك في افغانستان ودارفور والصومال وغيرها من الدول لن يتراجع عن سحب هذه القوات التي بات وجودها عبئاً كبيراً على الولايات المتحدة ، ولم تحقق أي شيء في العراق سوى المزيد من عدم الاستقرار ، وتوفير الديمقراطية غير الخلاقة ، ونشوء كانتونات جديدة في العراق ، تهيء الظروف لانقسامات شيعية - سنية - كردية ، وهو ما عجز عن تحقيق المصالحة والوئام والتفاهم بايدن نائب الرئيس الاميركي لدى زيارته الاخيرة الى بغداد ولقائه مع القوى العراقية المتنافرة،، وهذا يعني ان انسحاب هذه القوات هو الأفضل في هذه المرحلة حتى لا تتعرض لأية مفاجآت او تهديدات جراء إقدام إسرائيل ، بدعم من الولايات المتحدة ، على ضرب ايران إن اجلاً أم عاجلاً،.

 

 





الثلاثاء٢٩ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو احمد الشيباني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة