شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين
صدق الله العظيم

 


هل يجهل أحد إن ثورة تموز كان لها آثارها الايجابية على شعب العراق والعراق وعزه وبنائه، فنحن جيل التنمية الانفجارية تخرجنا من الجامعة مع أنتصار العراق في تأميم نفطه، وشملنا فيض بركات التأميم، فذهبنا ممثلين للعراق لدول العالم، نتدرب على اخر تقنيات العالم في مجال إختصاصنا، كنا نقول لهم نحن من العراق، لا يعرفوا العراق يقولوا إيران، نقول لا العراق بجوارها، فيقولوا أو أحمد حسن بكر تأميم، نقول نعم وعندما عدنا ثانية بعد بضع سنين نقول العراق، يقولوا العراق بلد قوي شجاع، هذا واحد من جوانب عز الثورة للعراق، من بلد مجهول يستدل عليه بدول مجاورة ليكون بلد يعرفه العالم، ويحسب حساب قوته الإقتصادية وقدراته البشرية، في يوم كنت على رأس وفد من المهندسين كنا جميعا شباب أكبرنا عمره لم يتجاوز الاربعين عاما، التقينا مع مهندسة ألمانية ويبدوا أنها أستاذة في أحدى الجامعات أو المعاهد العليا، سألتنا كم عندكم طلاب دراسات عليا خارج الوطن؟ إستغربنا وشككنا بسؤالها، قلنا لماذا؟ قالت: ما زرت جامعة في أوربا ولم أجد مجموعة من العراقيين، يدرسوا فيها لنيل الماجستير والدكتوراه، قلنا لها لقد سبقتمونا كثيرا بسبب كوننا بلدا مستعمرا ثم بلدا ضعيفا، الآن تحررنا وحررنا ثروتنا، فلابد أن نختصر الزمن، لنلحق العالم الذي سبقنا، وأهم عوامل ذلك إعداد الإنسان، قالت: صحيح جدا، العراقيون يعملوا بعقل وتخطيط صحيح.


قبل التأميم كان العالم يرانا كما يرى الشعوب المتخلفة والفقيرة، ولكن تأميم النفط كان نقلة نوعية في حياة العراقيين، فزادت دول الاستعمار والامبريالية عدائها لنا، هناك حركوا الملا مصطفي البارزاني بعد التأميم مباشرة، ويسندهم ويمولهم كل قوى الاشرار الامبريالية والصهيونية، لوقف توجهنا، ولكن القيادة أدركت ذلك فكان الاصرار على تطبيق قانون الحكم الذاتي وكانت معاهدة الجزائر مع إيران، ولما رفض الشاه دخول حرب مع العراق بدأت قوى الاستعمار سحب يدها منه، كان عدائهم يتصاعد مع تصاعد وتيرة تقدمنا، في عام 1975-1976 السنة الأولى من خطة التنمية الانفجارية كانت كل شركات العالم الكفوءة والمشهود لها بالخبرة تعمل في العراق، بحكم ما تحقق للعراق من سيولة نقدية، كان أحد شروط التعاقد أن يكون مع كل فني بدءا من مدير عام الشركة وصولا للعمال الماهرين رديف عراقي، يكتسب منه الخبرة والمعرفية العملية، لتمر سنة أو سنتين، فتكون هناك شركة عراقية بنفس النشاط ، وبالكادر الذي تدرب معهم، وهكذا حتى صارت شركاتنا ذات كفاءة توازي أفضل شركات العالم، وصار المهندس والكادر العراقي بمستوى أي خبير أوربي عالمي، وصار عدد شركاتنا يزداد حتى صار في كل مجال لنا ما لا يقل عن شركتين للتتنافس في أمكاناتها، وصارت شركات العراق تنافس أعرق الشركات العالمية بل تفوقها بالامكانات المالية والقدرات التنفيذية، لأن العراقي تفجرت فيه كوامن الإبداع، وصار الكل يتنافس لتقليص الفجوة بيننا وبين العالم المتطور، والذي يتطلب حرق الزمن، فكان ذلك عبر أن يعمل العراقي والعربي المقيم في العراق بجهد مضاعف، يعمل أثني عشر ساعة، وتعمل الشركات والمصانع الإنتاجية بوجبتين، أي 24ساعة ليكون يوم الانتاج العراقي يعادل ثلاث أيام عمل عندهم، وبهذا قلصنا الفاصلة بيننا وبين العالم المتطور، خلال خمسة سنوات قلصنا فجوة الزمن من ثلاثين سنة الى 15سنة، وكنا على أبواب أن نخرج من خانة الدول النامية (النائمة) خلال الخمس سنوات التالية، ولكنهم لم يمهلونا.


فعندما بدأ تصاعد الثورة في إيران كنا فرحين بتحرر إخواننا في إيران، ونأمل خيرا من القادم بدل الشاه شرطي الامبريالية في المنطقة، لكنهم كانوا يخططوا فإستبدلوا الشاه الأوربي المظهر بشاه معمم، ليخدعوا الشعب الإيراني وشعوب المنطقة. هناك عز الانسان العراقي وصار كل مواطن يفكر أن يكون له سكن ملك لأن المصرف العقاري يدفع قيمة البناء ويستحصلها من المواطن يالأقساط ، وأنتهت البطالة بل إستقدم العراق 6مليون عربي من مهندسين وعمال عرب خصوصا من القطر المصري الشقيق، والسودان والمغرب والصومال وسوريا ولبنان والاردن، وأي عربي راغب بالعمل والإقامة في العراق، له ما للعراقي بنفس التوجه فالجميع مواطنون في بلدهم، لا قيد على العربي ولا إقامة ولا شروط ، بل له أن يحول راتبه شهريا وبالعملة الأجنبية لعائلته في بلده الأول، وعم الخير وطبق قانون التعليم الإلزامي وصدر قانون مجانية التعليم، وصار كل مواطن قادر أن يكون مهندسا أو طبيبا أو في أي إختصاص، وفق ما يؤهله معدله الدراسي لا شيء آخر يعيقه، فلا يكلف عائلته شيء ولا تتحمل أية مصاريف عن دراسته، وصار الناس جميعا يفكروا بأن تكون عندهم سيارة خاصة، وتحقق ذلك، بحكم قرارات من القيادة، حيث صرف لكل متطوع في الجيش من جندي الى رئيس اركان الجيش سيارة مقابل ثمن رمزي يدفعه من راتبه على أقساط لا تتجاوز 10% من راتبه الشهري، وصار كل عراقي يسافر سنويا للخارج للسياحة، ... و..و.. ماذا نكتب وماذا نعدز


وعندما تحقق للعراق الاستقلال الاقتصادي وتكامل الاستقلال السياسي له، دعمت القيادة حركات التحرر العربي بلا قيود أو شروط وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية بكل فصائلها دون تميز بينها، بسبب مناهجها الفكرية، وتم تخصيص جزء مهم من عائدات العراق الضخمة لمعاونة الأقطار العربية ذات الدخل المحدود، ولم تفكر القيادة ولا شعب العراق أن هذا فضل أو منة، بل هو واجب قومي وحق طبيعي للأمة، ودعمت كل حركات التحرر في فيتنام وأرتيريا ومالي وجنوب أفريقيا ولاوس وكمبوديا وكوبا المحاصرة وشيلي، وما من حركة تحرر في العالم تناضل ضد استعمار غاشم بخلت عليها ثورة تموز والعراق بشيء، فما أن وصل خميني لإيران وإستلم مقاليد السلطة، حتى شن عدوانا علينا، بالضبط بعد سنة ونصف من استلامه الحكم كان عدوان الشاه المعمم علينا، ليوقف زحف العراقيين ويوقف عجلة التنمية والبناء، وكان يريد أن يزحف على كل الخليج العربي والمشرق العربي، فتناخى العراقيون ليكونوا حراسا لبوابة العرب الشرقية، ويحموا بدمائهم أرض العرب من غزو الفرس، فعزت الأمة وصار لها جيش وحارس يحرسها ويدفع عنها البغاة، وبدل أن يوقفوا حركة البناء والإعمار طور العراقيون كل عملهم بفعل فذ فريد فخرجوا من الحرب أقوى وأكثر تطورا، استدعى العراق مزيدا من الأيدي العربية لتسد النقص الذي نشأ نتيجة التحاق الشباب العراقي لخدمة الإحتياط في الجيش، لكنها الحرب رغم كل ما تنجزه فهي خسارة في الارواح والاقتصاد، وكان أحد أهم أسباب دعم الكيان الصهيوني وأمريكا لإيران خلال الحرب هو تحجيم دور العراق وإشغاله عن دعم حركات التحرر في العالم، هكذا كان العراق للكل العرب، نعم كان العراق ينظر للعرب كأمة واحدة وينظر للشعوب المناضلة بنظرة المناضل الذي عاش الظرف وقدر قيمة النضال وعوامل النصر.


نعم أيها الشعوب المحبة للسلام هذا أحد أهم أسباب استهداف العراق وثورته وقيادته وتجربته، وهو السبب الذي إعتبرونا على أساسه داعمين للإرهاب، فتحشدوا جميعهم ومعهم كل لصوص ومجرمي الكون ليغزو بلدنا ويحتلوه، ويقتلوا شعبنا ويفتنوه ويدمروه، ويهدموا بنائنا وينهبوه، ولهذا جاءوا ليجتثوا البعث، وشعب العراق كله لأن البعث والعراق توحدا، لا لشيء إلا أنهم يريدوا أن يجتثوا حق الشعوب في مقاومة العدوان والاحتلال ويجتثوا عمل الخير والعمل الإنساني في دعم مقاومة الشعوب، لأن البعث يخالف منهجهم ويناقضه، فالبعث يعتبر مناصرة المظلوم والمقوم للعدوان واجبا شرعيا وأخلاقيا وإنسانيا، وهم يعتبروا مقاومة الشعوب إرهابا.


فلا أدري كيف يتجرأ وبلا خجل أناس يدعون الوطنية والثقافة والحرية ومناهضة الاستعمار في شعبنا والعالم أن يذكروا البعث بسوء؟؟؟

 

 





الاثنين٠٦ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة