شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما أصدرت إدارة الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 قرارات إجتثاث البعث وحل الجيش الأصيل وكافة المؤسسات الأمنية ووزارة الإعلام ومؤسسات مهمة أخرى قالوا وقالت الأحزاب الطائفية التي عبرت من إيران وسارت مع دبابات المحتل الأمريكي لتنتقم وتثأر للقادسيتين وكذلك البعض ممن يدّعون الوطنية ومن الذين عرضوا أنفسهم للمشاركة بالعملية السياسية في حينها تحت ذريعة عدم ترك الساحة لهؤلاء الطائفيين :

 

 ( نحن لا نقصد بالإجتثاث  إجتثاث الأشخاص  )  ..

ثم قال الجميع بعد ذلك:

 (  لايقصد بإجتثاث البعث إجتثاث الفكر ) ..

ثم تفتحت أذهانهم المريضة عن مقولة :

 (  أن هنالك فرق بين البعث والبعث الصدامي )! ..

 

وقالوا وكرروا :

 ( نحن نقصد بالإجتثاث وعدم السماح بالمشاركة في العملية السياسية العرجاء  من هم من البعث الصدامي  ) ووضعوا هذه التسمية في الفقرة السابعة من الدستور! ..

ونسمع اليوم النهج الحقيقي لقوى الظلام التي ناصبت البعث والوطنية العراقية العداء عندما أعلنوها صراحة بأنهم  ( يحاربون كل بعثي وفي كل مجال )  ..

بل ويحاربون حتى أولائك الذين قدّموا براءة من الحزب وإنساقوا مخدوعين معهم وشاركوهم في محاولة تثبيت أقدامهم سواءا كانوا في الجيش او الدولة! ..

وكانت هذه المنهجية الإنتقامية والثارية الحاقدة واضحة ومعروفة لنا منذ زمن طويل واليوم عرفها مَن كان يُغازل هذه السلطة المنحرفة وأحزابها الطائفية ويتودد إليهم ويحاول جاهدا إقناع نفسه بأن لا يعيش في وَهَم كبير وقاتل ..

 

وحال إحتلال بغداد أوكلت الإدارة الأمريكية مهمات النهب والتدمير والحرق الكامل للكثير من معالم العراق الشعبية والأثرية والتأريخية والرسمية والوزارات ومرافق الدولة والدوائر والمعسكرات والمستودعات لمن جاء مع الإحتلال من المرتزقة الذين يدّعون إنتماءهم للعراق تحت ذريعة عبّر عنها بريمر وهو في طائرة C-130 إثناء مشاهدته من الجو للدمار والخراب والحرائق التي تعم بغداد قبل أن يدنس أرض العراق كحاكم مدني بأنها :

 ( مظاهر السخط الشعبي على النظام السابق وهي تعبير عن الحاجة لما يسرقوه! ) ..

 

 

كان هذا أول إستنتاج خبيث ومُغرض ومتعمد وخاطيء وغبي وجاهل لموظف أمريكي بسيط قبل لحظات من إستلامه ملف العراق الملتهب  ..

وكانت هذه النظرة بداية سقوط المشروع الأمريكي الصهيوني الإيراني للتخلص من البعث والوطنية العراقية ليزرعوا بذرة الفساد والنهب والخيانة  .. عندما حللوا حراما لبعض العراقيين بسرقة بيوتهم وطعن آباءهم وأمهاتهم ونهب مايدّخرون لأحفادهم! ..

تماما مثلما حرّموا واجب وفرض عين مقاومة المحتل والتصدي له ..

 

هذا المشروع الذين كانوا يتصورون بأنهم بهذه القرارات غير المدروسة والبغيضة والمجحفة سيتمكنون من خلق الظروف والمستلزمات لإنهيار البعث وشل تنظيماته بغية الإنقضاض عليه وتدميره نهائيا! ..

 

لم يسأل أحد من المختصين أو المسؤولين في العالم لحد اليوم عن علاقة هذه القرارات بهدف الحرب! ..

هذا الهدف الذي تركز وعلى لسان بوش الصغير فجر يوم بدأ العدوان في آذار 2003 بأنه أصدر الأوامر الآن للقوات المسلحة الأمريكية بإجتياح العراق :  ( لنزع أسلحة الدمار الشامل منه بالقوة )؟! ..

 

ولم يسأل أحد لحد هذه اللحظة عن علاقة  ( هدف الحرب المعلن بتجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل ) بقيام قوى  ( المعارِضة العراقية التي عاشت في أمريكا وبريطانيا وإيران وتآمرت على شعب العراق  ) وحال دخولها خلف ومع وعلى الدبابة الأمريكية بتنفيذ مخطط تدمير الحزب وتشويه سمعته والنيل من تأريخه وإغتيال مناضليه من خلال حملة إغتيالات منظمة ومكثفة وتصفيات جسدية وموجات الاعتقالات وقطع الأرزاق وسد منافذ طلب العيش والملاحقات الفردية وإثارة التهم القضائية الملفقة على كل ماله علاقة بالبعث سواءا كانوا مناضلين وقيادات وأصدقاء أو جماهير للحزب ؟! ..

 

ولم يتسائل عربي أو غربي أو شرقي عن سبب البدء الفوري بتطبيق حملة تضليل وإساءة وتلفيق ومخادعة إعلامية شرسة ومستميتة ومكثفة وبشكل تم الإعداد إليه بوقت طويل من خلال قيام أعظم وأكبر المؤسسات المتخصصة في فنون صياغة وتزويق التهم والأباطيل في العالم مستخدمين كل الوسائل الإعلانية والإعلامية بغض النظر عن كونها أخلاقية أم لا لغرض تشويه صورة البعث وتزوير تأريخه وإخفاء حقيقة نضاله وما حققته قيادة البعث في العراق من عام 68 الى يوم الإحتلال من إنجازات في كافة مجالات الحياة؟! ..

 

ولم يعرف أحد العلاقة بين  ( تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل  ) وسعي هذه الحملة الإنتقامية الظالمة التي كانت تخاطب البشر والحجر والشجر لنشر وترويج صورة عن كل البعثيين على أنهم مصاصي دماء الشعب العراقي وقتلته وسالبي حريته وكرامته وممتهني إنسانيته ومفرقي وحدته وسارقي ثرواته !  .. في واحدة من أكبر وأحقر عمليات التزوير في التأريخ من خلال ربط الهجمة الشعواء في الإساءة بكل مفهوم قومي ووحدوي وعربي وربط  القومية العربية ومن ينادي بها  بمفاهيم لا أخلاقية وكاذبة كالشوفينية والعنصرية وسط سكوت عام وصمت رهيب وخنوع عالمي وإقليمي وعربي وإسلامي  .. 

 

وشعبنا يعرف الأجوبة على كل هذه التساؤلات ..

ولأنه كذلك   ..

وفي ظل هذه الهجمة السوداء التي لم يَرِد لها مثيل في التأريخ  ..

وفي وقت لم تمضِ ساعات  على بداية الإحتلال إنتفض رجال وفرسان البعث والنخوة والوطنية العراقية وهم ينفضون عنهم غبار الكبوة حاملين أرواحهم بأيديهم وهم يتصدون بعز وفخر وشجاعة  للمُحتل في ميادين الشرف دفاعا عن العراق العظيم .. 

لقد كان فرسان البعث ولازالوا مقاتلين وبكل تضحياتهم بلا أهداف ومصالح خاصة  ..

وهم اليوم ليس لهم شيء يخافون أن يخسروه بعد أن نذروا النفس للشعب والعقيدة  ..

وفي ساحات الوغى تداخلت غيرة وشيمة الرجال مع تربية الأمهات ..

 

وولدت المقاومة العراقية بأحلى وأبدع وأروع صورها المُعبِّرة في رد هو الأسرع في التأريخ وأكثره قوة وتفاعل وتطور ..

وهكذا ومنذ الساعات الأولى لإحتفالهم بالنصر المزعوم فقد عرف الأعداء أنهم كانوا على وهم كبير في كل خططهم وحساباتهم وتوقعاتهم  ..

ومحاولات الطائفيين والحاقدين والموتورين والخائفين من إسم البعث هذه الأيام والمستميتة للتمسك بالسلطة وإزاحة كل من يقف امامهم من حلفاء ومعارضين وسط فشل دائم وكامل وتردي مخيف لبنية العراق التي بناها البعث وقيادته التأريخية وبوجود الدعم الإيراني والأمريكي للنيل من البعث ورموزه ومناضليه وعوائلهم لكي يخلو لهم الجو لنهب العراق وتزوير تأريخه ما هي إلا تعبير واضح وصريح عن الأهداف الحقيقية التي ينتهجها هؤلاء الخونة من خلال إصرارهم على إتباع كل الوسائل الأخلاقية وغير الأخلاقية   ( لتحجيم وخنق وقتل البعث  ) خوفا من عودته ورعبا من إسمه وتأريخه وتجربته! ..

 

حتى إنحدروا في رهبتهم الى قاع لم يعودوا قادرين على إنقاذ أنفسهم منه وهم يلوحون بالسكين  ( لمن يدافع عن البعث! ) ويروج لفكر العروبة والقومية والوحدة وينتقد إيران! .. 

 

لم ينتهي البعث  .. ولم يبتعد عنه الشعب  ..

فالبعث يزداد قوة وإقتدار وقدرة  .. والشعب يزداد تلاحما معه ..

ومناضلي البعث لا تلهيهم تجارة السلطة وتوزيع الغنائم والمناصب  ..

ولايعنيهم مَن سيذهب منكم ومَن سيعود ..

فهم ممسكون بالهدف  ..

ونحوه يتجهون ..

وإن غدا لناظره قريب .. 

 

 





الخميس١٦ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور محمود عزام نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة