شبكة ذي قار
عـاجـل










وقع الذين صنعوا داعش بأخطاء أستراتيجية خطيرة بغض النظر عن من يكونوا ، مع قناعاتنا المعروفة بان الاحتلال الامريكي الايراني وأدواته المذهبية في المنطقة هم من حسبوا حسابات الحقل لصناعة داعش دون أن يحسبوا حسابات البيدر لأن جزعهم كان هو الدافع لاغراق المنطقة بدأ من العراق بانهار الدم والخراب تحت وطأة الأحساس بوقائع فشل مشروع الأحتلال وأطلاله على السقوط .

فكرة اطلاق داعش بالاساس هي لرفع درجات ومستويات الصراع في العراق خاصة والمنطقة عامة مع اعطاءه كل سماته الطائفية لان قناعات المؤسسين مبنية على ان الصراع الطائفي مقطوع تماما عن أي أمكانية للحل ولا الأحتواء لانه مستفحل أعمى بعصبيته اجرامي بطبيعته فاقد للعقل والموضوعية راكن الى العصبيات الناتجة عن الجهل والتخلف والغلو والتطرف التي تعج بها بيئتنا .

ظن منظروا ( الحقل ) قصيري النظر انيي المنافع ان داعش ستجر المنطقة الى جحيم يوجهون هم نيرانه لتحرق من يشاءون غير انهم تفاجئوا بحجم المسافات الواقعة بينها وبين اهلنا في المدن الثائرة اذ لم يشفع الكينونة الطائفية لداعش لجرهم لها وتفاجئوا بالعقل الراجح الذي يدير المقاومة وكذا عموم الشعب الذي عرف كيف يروض داعش ويقلل من اثار الجحيم ونتائجه التي حسبها عقل الحقل غير ان عقول البيدر ضيعت عليه الفرصة . والذي حصل على ما يتراى لنا ان داعش لم تتمكن من عبور مستويات القوة التي منحها لها صناعها لحظات أنطلاقها وحجمت وتكورت خلاياها دونما نمو وتجذر حقيقي مع اننا نعرف انها تمكنت من كسب بعض الافراد المندفعين بدوافع الثأر من حكومة الاحتلال أو الذين ظنوا مخطئين ان داعش هي الاستراتيج المذهبي المنقذ لهم ولمناطقهم من تغول المشروع المذهبي الاحتلالي الايراني المسنود من الادارة الامريكية والمتخفي وراء أدوات محلية مجرمة .

لقد تمكن صناع داعش من تحويلها الى بعبع يهدد مقدسات مذهبية دون أن يحسبوا ان العراقيين عموما يحترمون هذه المراقد والجوامع والمساجد والاثار لذلك جاءت حصتهم هي حشد المليشيات القائمة أصلا قبل اطلاق مشروع داعش الطائفي المخابراتي وتبلورت فكرة تشكيل الحرس الثوري ( الحشد ) التابع لمشروع ايران باضافات غير معنوية من شعب الجنوب نحن على يقين ان عملية التقنين لن تحقق انصياعها وبقاءها في الحشد يوم تسقط قدسيته مع سقوط وانتهاء المشروع الداعشي المقابل والذي تبدو معركة الموصل هي نهايته المحتمة . اذن ..لم يكن الكسب المذهبي لايران واعوانها كبير كما توقعت والحشد سيتفتت جله والوعي الوطني في الفرات والجنوب نما وتصاعد كثيرا وأدرك الابعاد الايرانية والامريكية الخبيثة لصناعة وتجهيز داعش .

لقد أعطت داعش الذرائع لقتال وتدمير المناطق العراقية والسورية الثائرة لكن نتائج صناعة الجحيم لن تصمد على الارض لان العراقيين لا تنقصهم الخبرة ولا الدراية السياسية لكي يجعلوا من أنفسهم أدوات طيعة تلعب بها الاهواء مع الاقرار بان المشروع الطائفي قد جرف البعض في مده لانه مشروع شرس توافرت له امكانات ضخمه جهزها الغزو والاحتلال الامريكي وحلفاءه.

لقد كانت العقلية العراقية المقاومة العبقرية التي واجهت الغزو والاحتلال وحجمته وعرقلته حاضرة في عرقلة وتحجيم مشروع داعش والتقليل من حرائق سعيره وقلب السحر على الساحر . والمؤكد ان لقيادة وقواعد البعث الباسلة وشركاءها الاشاوس حضورهم المعمد بدماء التضحيات الجليلة والجهادي والنضالي والتعبوي والتبصيري الفاعل في صفوف شعبنا مما أوقع المشروع المخابراتي برمته في شراك الحكمة والاحتواء والترويض من جهة وفي فعل البندقية المقاومة التي عرفت كيف ومتى تطلق الرصاص وعرفت كيف تصمت عندما يكون للصمت وقع يفوق وقع الرصاص على داعش وصناعها .

النصر العراقي قادم وله أكثر من وجه سيشرق وسيكون البيدر بيدرنا كما الحقل كان وسيبقى حقلنا ... وليخسأ الخاسئون .





الثلاثاء ٦ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة