شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ الأزل ربما منذ كلكامش الذي لم يكن يعلم بوجود البترول تلك السلعة المخيفة التي تتكالب عليها الأمم؛والتي بيع العراق من اجلها ودمر؛والتي ربما دفع أخوان لنا منها ببراميل عديدة كيما يدمروننا ويقضون على بلد صار أثرا بعد عين.


نفطنا لم يعد لنا على غرار الشعار الذي رفع في السبعينات بعد التأميم الخالد والذي وضع هذه المادة تحت تصرفنا لكننا لم نهنأ بها ولا بأموالها نتيجة ما جرى من تأمر كان الرئيس صدام حسين يكرر صفته على مر الأيام التي جمعت سنين حكمه ؛ وما أن اجتمعت جيوش تلك الأمم التي غزتكم بقيادة المجرم بوش حتى تأكدت تلك الصفة وطالت أيامنا وكان هدفها البترول حسب زعم الطلباني الرئيس الفخري للاحتلال وبوابته المشوؤمة في حديثه لأحدى الصحف الخليجية والتي قال فيه نصا إن أمريكا لم تأتي لسواد عيون الشيعة أو الأكراد أو غيرها من الحجج بل جاءت من أجل إسرائيل والبترول.


نفطنا لهم شعار القرن الجديد استنادا لرؤية كيسنجر وهذا اليهودي هو الذي قاد الخارجية الأمريكية منذ الأزل ولا زالت رواه تطبق الى يومنا هذا ؛وهو القائل يجب إعادة ترتيب الخريطة الاقتصادية في الشرق الأوسط وعنه ظهر مصطلح الشرق الأوسط وأضاف يجب إعادة ترتيب تناقل الأموال بحيث لاتخرج منا وتذهب للشرق بل أن تعود لنا ومعها البترول وهذا من المفترض أن لاندفع شيئا من أجل الحصول عليه.


تلك النظرية الحاقدة الشريرة هي من دفعت الجيوش الجبارة التي تملك أن تطالكم بصواريخها من عرض المحيطات وأن تملأ سماءكم بطير أبابيل ترميكم بشررها وتقذف نحوكم حمم الموت؛فلم يكن صدام دكتاتورا أكثر من غيره ولم يكن الشيعة أكثر اضطهادا من السنة في بلاد أخرى مثلا ولم تكن القوانين التعسفية تطبق في العراق دون غيره من الدول ولا نريد أن نذكر اسماءا وعناوين لاتقدم أو تؤخر؛نفطنا أضحى في جيوب من قادتهم السياسة التوسعية والنظريات المتجذرة عن العولمة وتبعاتها وتطبيقاتها حتى بات سلعة نشكل نحن خزاناتها ويعود ريعها الى العدو وفق ممارسات كانت أصابع أخواننا العرب ضالعة في التخطيط لضياعها وتسويقها في دهاليز أسواق النخاسة العالمية ربما حقدا على العراق وأهله وربما ممارسة لدور مرسوم تحفظ من خلاله كراسي من تأمروا وغدروا وبيتوا النية للقضاء على عراق كان في يوم حاضنة لكل العرب؛وليس أدل على ذلك من الهجمة القاسية على الإسلام والعروبة والتي تمثلها القومية العربية التي تعالت الأصوات من بعد الاحتلال بقصد ازدرائها وخروج العراق من حاضنته العربية وتفاقمت حين دعا البعض أن يدرج ضمن الدستور المخترق الذي أختطه فريدمان اليهودي اللغة الفارسية كلغة رئيسية من ضمن اللغات المتداولة في العراق وهي سابقة خطيرة في دساتير الشعوب وما لم نلتفت إليه حينها ويوحي بتأمر المحتل مع الجهات الفارسية لتسليمها العراق أرضا وشعبا من بعد فراغهم من ترتيب الأوضاع فيه نحو تدفق مصالحهم من البترول دون عناء ودون اعتراض من الجارة المزعجة إيران الحقد والضغينة؛وهو ما جسدته الأيام من بعد الإنسحاب المزعوم لقوات الاحتلال وترك كتائب معينة الهدف منها المحافظة على المصالح وضمان عدم الغدر الإيراني وهو الصفة الرئيسية للنظام الحاكم في طهران مما يضمن المصلحة الأمريكية ويحقق شعار نفطنا لهم.


أعتاب المرحلة القادمة من السيطرة الفارسية بالتعاون مع الإدارة الأمريكية لعراق يدار بأيدي الطغمة الفارسية عبر أدواتها في العراق وهو ما كرس له اجتماع اللأريجاني في طهران مع ممثل المالكي الفارسي علي الأديب وممثل الصدريين هناك في عاصمة الفرس وآخرين عن الجلبي وعناصر من المجلس الأعلى للتباحث بشأن الحكومة العراقية المقبلة بعد بوادر انسحاب مقاتلي الاحتلال والفراغ السياسي والأمني الذي سيتركه ذلك الانسحاب في بغداد خاصة والعراق عامة والذي تمخض عنه أطلاق سراح المجموعات المارقة من جماعات عصائب الشر التي تبرأ منها السيد مقتدى؛ وجماعات القاعدة التي أنشأتها إيران بالتعاون مع الأمريكان وإطلاق يدها لتعبث في الساحة العراقية وتقتل أهلها وتعود بتلك الساحة الى مشاهد الرعب والدم التي كفت إيران وأجهزتها أيدهم منها لفترة دون أن تتوقف؛والتي أحتسبها الغافلون للمالكي كإنجاز وعبقرية زاعمين أنه من أسس لاستتباب الأمن؛ وإن صح فأين عبقريته من التفجيرات المتتالية التي حصدت أرواح الأبرياء؛ من جهة ثم تصديق الرئيس الفخري للاحتلال على تشكيل الحكومة الفارسية بقيادة المالكي والتي تعهد لاريجاني بأستحصاله منه دون كثير عناء وهو ما يعني تبعية الحكومة القادمة بالكامل لجهة الشرق الفارسي متجاهلة الاقتراع الذي حصل وبينت فيه الجماهير رغبتها بالتغيير لكن دون جدوى؛وما يعني أيضا عدم تحقيق المشروع الأمريكي بالديمقراطية الموعودة وإفلاس خطاباتها التي قدمت بها وهزيمتها في العراق ؛لكن مع تحقيق الهدف الأوحد والأهم ألا وهو الاستحواذ على النفط الذريعة الخفية للاحتلال .


عودة المياه لمجاريها بين الإتلاف الوطني ودولة القانون وإعادة ترشيح المالكي بعد الخطوط الحمراء التي رسمها السيد الحكيم الأبن في الأيام الماضية يفسر أن هناك أمرا دبر بليل العراق الأسود المحروم من أنوار الكهرباء التي فشل المالكي وحكومته بتوفيرها للشعب والتي تظاهرت من أجلها قطاعات واسعة في عموم القطر مسجلة وبشكل رسمي ومؤشرة لذلك الفشل الذي غابت خطوطه بين ليلة وضحاها وعاد الحكيم وأتلافه ليتقبل فكرة ترشيح المالكي لولاية ثانية يرافقها دعم الإتلاف اللامحدود بعيدا عن المناكفات التي سمعناها في الأسابيع التي تلت الانتخابات لتعود الصورة قاتمة من جديد وتنذر بتولي المالكي الحكومة وأبعاد علاوي وقائمته وفق الرغبة الفارسية التي تعدها أمرا غير مسموح به رغم فوزها بالانتخابات؛ وهو ما يبين أيضا أن الانتخابات ما هي إلا لعبة من ألعاب الفيديو تم تلهية الشعب بها لتتجاوزها المحكمة بتفسير باهت يلغي تبعاتها وتؤسس لمبدأ جديد اعتمدته الكتل المتنافسة في تلك المهزلة وليقع الشعب من جديد فريسة الإرادة الفارسية بعد تخلي الإدارة الأمريكية عن التحكم بريموت اللعبة العراقية؛ كما يظهر أن الغنيمة المتمثلة بضياع مبلغ 300 مليار دولار من موازنة الحكومة على مدى السنين الماضية من عمر هذه الكارثة التي حلت بالعراق وعلى رأس أهله ؛والتي تعهد سماحة الحكيم بتتبع خيوطها من الممكن تقاسمها أن دعت الحاجة للقبول بشروط النظام الإيراني سيما وأن كل الذين يمسكون بتلابيب خيوط المهزلة العراقية هم ممن تربوا هناك في تلك الدهاليز الموبوءة.


فرصتنا لا حظوظ لها هذه المرة أيضا وهي قد ضاعت منذ أترضينا دخول المغول الجدد وارتضينا مصرينا بيد هؤلاء وحكمناهم عبر مهزلة ما يسمى بالانتخابات ؛ومنها أن نرتضي ضياع نفطنا فهو ليس لنا بل لهم وفق أختيارنا؛ومن غير المعقول أن نضيع الوطن ونبحث بعدها عن البترول ؛احتسبوها عند الله ضياع وطنكم وثرواتكم وتاريخكم ؛فنفطنا لهم وللعراقيين الحجر.

 

 





السبت١٨ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد الدغمان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة