شبكة ذي قار
عـاجـل










مذبحة الفلوجة الأخيرة ماذا نسميها , أقصد بماذا ننعتها ؟؟
هل هي مجرد خطأ غير مقصود , وقع فيه الجنود ألأميركيوين نتيجة وشاية مدفوعة الثمن تروج لها فضائيات عراقيات وأخرى عربيات مغلفة بشكل اعلانات مغمسة بلون منتجها خالط ألأغراض يتباكى على العراقيين في وقت يعمد فيه لتحريضهم لأن يكونوا مخبرين مضافين لاجهزة تجسسية متعددة الجنسيات تضم عناصر مبثوثة بين الناس تستعدي بعضهم على البعض الآخر , بحجج وبدع مختلفة تمرر تحت لافتة محاربة ألأرهاب , ولكل مخبر له جائزة !!


وليت كان الفعل التحريضي قد أصاب الأرهابيين , ولو بشيئ من العطب والأذى ومن باب ذر الرماد بالعيون , ولكن مثل هذا لم ولن يحدث لأن المقصود بهذه الوشايات خلق حالة من الأرتياب بالناس بهدف تقصي المعلومات حول تحرك المقاومين ومن يشكلون خطرا على الأحتلال وعلى الوجود الصفوي في البلاد , وألا لتوقفت العمليات الأرهابية المجرمة التي يذهب ضحيتها يوميا العشرات من المواطنين , شيوخا وشبابا ونساء وأطفالا على يد العناصرالأرهابية وعلى يد قوات الأمن الخاصة التابعة لرئيس الوزراء نفسه . ويضاف لذلك ما تسفر عنه عمليات القوات الأميركية المسلحة المقاتلة التي تحسن حصد أرواح المواطنيين الأبرياء في اللحظة والدقيقة التي تقرر , وفي المكان الذي تختار , وللناس الذين تقرر أغتيالهم , وللشماعة التي تعلق عليها تبرير أرتكاب جرائمها , وهي الوديعة التي لا تخضع لرقابة أو حسيب وقيل أن مهمتها لم تعد قتالية كما أدعى الرئيس الأميركي أوباما لأحتواء تداعيات وضع داخلي ضاج بحجم الخسائر المتكبدة نتيجةحماقة المجرم بوش وتورطه في غزو العراق .


ترى لو أحصينا عدد المرات التي أعلن فيها قتل والقاء القبض على قادة القاعدة من قبل القوات الأميركية وقوات أمن المالكي وبدر والمهدي وغيرها , على أفتراض صحة الأدعاءات , أما كان قل حجم التفجيرات نسبيا , في حين أكدت الوقائع على الأرض , بأنه كلما زادت الأدعاءات الكاذبة بهذا الصدد , كلما تكررت العمليات التي تلاحق العراقيين بالموت , بحيث لم يعد يفرق بين فعل القاعدة المجرم وبين الأفعال الجرمية الأخرى وكلها تستهدف أبناء العراق , فقد تعددت الجهات وتنوعت الوسائل , وقتل العراقيين هدفه واحد , فمن لم يصف بالأجتثاث صفي بالذبح .


ومن سلم من هذا , قتل هو وعائلته , تعميما لجريمة قتل العراقيين بالجملة , على نحو ما لاحظناه في مذبحة أهلنا في الفلوجة أخيرا ,من دون طرح ذريعة لأصطفاف نفر من أتباع قوات المالكي مع قوات أميركية تمارس التدريب فقط (!) لتقتحم بيوتا من الجو وبالأنزال , في حين أعطت (قوة عراقية!!) مهمة تطويق الدور وغلق أبوابها ونوافذها , وتحت أسماعها أنطلق تكبير الرجال وصراخ النسوة الماجدات وبكاء الأطفال أستغاثة تم تأمين سلامة اليانكيين وهم يتفذون عملية قتل العراقيات والعراقيين وأطفالهم بدم بارد فأي بشر هؤلاء وأي شرف يمتلكون , وأظنهم من آل المالكي في طائفيتهم وخيانتهم ؟!!


أن الأستهتار الأميركي الراهن , مستمد من العمى الذي أصاب بوش وهو يتصور أن نتائج أحتلال العراق سهلة ويمكن تجاوزها , وان لي أرادة شعبه ِشيئا ممكنا , بأستخدامه ذلك الحجم الهائل من أسلحة الدمار والهلاك كما أوحى له مساعدوه السياسيون والعسكريون مسبقا , ولكن الصعقة جاءته , عندما وجد ان كلفة ما أقدم عليه صار ثمنه كبيرا في الأرواح والأموال الأميركية !! .


فقد أكتشف بوش أنها ليست نزهة ميسورة بشكل دائم أمام عناصره اليانكيين وأنها ستتكلل بأقتطاف زهور عراقية متاحة الى مديات طويلة , وأذا بهم أمام (حديقة موت!) ظلت تستنزف دماءهم لتقطف أرواح المتجاوزين عليها , وما تزال تورق موتا يطاردهم , أينما تواجدوا في العراق وبأي وجوه تبرقعوا وغيروا ,فهناك عراقيون مقاومون ينقضمون عليهم , ولن ينفعهم تغيير الصفة الى تدريبية أو حتى ترفيهية , فهم مسلحون غادرون , يقضي أمر الله عز وجل التصدي لهم ومقاتلتهم ’ كما يقضي الواجب الوطني أزحتهم عن أديم البلاد من دون تأخير وبلا هوادة , فالعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم.


ولا نحسب ان أهلنا العراقيين وبعثهم المقاوم الملتحم بجميع فصائل المقاومة بغافليين عن ألاعيبهم الفتنوية , ولاعن أهدافهم الأساس التي سعوا بعدوانهم لتحقيقها , وهم أستهدفوا العراق أرضا وشعبا , أي أستهدفونا وجودا .


وهم مستمرون في منهجهم اللئيم هذا , وأن ذهبوا لتغيير اللغة والأسابيب لدواعي يتطلبها الداخل الأميركي كما ذكرنا , وليس توقفا عن نزوعهم العدواني الثابت .


وهذا ما جعل جميع العراقيين وفي المقدمة منهم رجال البعث متوثبين دائما وفي تصد مستمر للمحتلين وعملائهم لمحاصرتهم وتصعيد عمليات أصطيادهم , بهدف أسقاط افعالهم الأجرامية الماكرة المنفذة بالأنزال أو أقتحام البيوت الآمنة أو قصف الطائرات ,ووقفا لمذابح تتكرر , وفقا لماحدث في الفلوجة وغيرها من مدننا المفتقدة للأمن والأمان , ولكنها صاحية بوعي أبنائها الوطني السليم , لكل ما خطط و يخطط له الأعداء ويرسمون مضافا , من بث للفرقة ومن سعي للتجزئة ومن أشاعة لنسغ تجسسي بين اهل البلد الواحد يعمل عليه جيش من المتخصصين تابع لوزارة الخارجية الأميركية ينسق أعماله مع سفارة هيلاري كلنتون في المنطقة الخضراء ببغداد.


ويأتي الفعل الوطني العراقي الجديد مترافقا مع تسرييع ألخطى للأمساك بالخاتمة السعيدة , وهي تصاغ الآن بأيد عراقية , لتفرض رحيلا نهائيا للمحتلين الأميركيين وعملائهم عن عراق الخير والشعب والعروبة والسلام , لا مكان فيه لغريب أو جار غير مستحب وجوده بيننا , بأي صفة كانت , أو أي تبرير كان .


ولكي لا تتكرر مشاهد مذابح الفلوجة وبغداد والنجف والموصل والبصرة وغيرها من الشقيقات من جديد . وليس من أجل هذا حسب , بل لكي يبقى أبن اربيل والسليمانية ودهوك متفاعلا مع أهله أبناء عموم العراق الواحد كما كان على الدوام , ومن أجل نهوض عراقي جديد واعد رغيد .

 

 





الخميس١٤ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة