شبكة ذي قار
عـاجـل










تناولنا في الجزء السابق من هذه المساهمة الضرورات الاستراتيجة لوحدة فصائل المقاومة، وذهبنا الى ان وحدة الفصائل تشكل شرطا لازما لتحرير شعب العراق، بسبب دورها المؤثر في تقليص الفجوة بين قدرات شعبنا ومقاومته وامكانيات اعدائه، ولكون انطلاقها يرفد المقاومة بزخم هائل يمكنها من مواصلة الجهاد حتى تحقيق النصر. في غياب وحدة فصائل المقاومة والتلكؤ في تأسيس الجبهة الوطنية المناهضة الاحتلال فان هزيمة قوَّات الاحتلال واسترداد السيادة الوطنيَّة ستكون صعبة ومعقدة ومكلفة وطويلة.


هذه الاستنتاجات تدفع الى الذهن جملة من التساؤلات المتداخلة والمشروعة منها:


اذا كانت وحدة الفصائل تحمل هذا القدر من الاهمية،..
واذا كانت قيادات جبهات المقاومة وفصائلها تعي ضرورات الوحدة ونتائجها، ولا تعترض مبدئيا على تحقيقها،..فلماذا اذن لم تتحقق وحدة الفصائل؟ وما هي الاسباب التي حالت دون انجاز هذه الضرورة الوطنية؟


قبل الاجابة على هذه التساولات نرى من المفيد التذكير في إن عدم التوصل الى صيغة موحدة خلال المرحلة المنصرمة لا يعكس خللا في مشروع المقاومة العراقية، ولا يعبر عن عجز قياداتها عن تقدير اهمية الوحدة او تقاعسهم عن تحقيقها. وحدة الفصائل ليست بالمهمة اليسيرة، وتأخر انجازها يعد امرا متوقعا في ظل تعقيدات المشهد السياسي، وتأثير سلطة الاحتلال وامكانياتها العسكرية والامنية الهائلة.


كما لا بد من التذكير ايضا في إن ما يربط تشكيلات المقاومة من روابط جهادية وقواسم مشتركة وثوابت وطنية تفوق (كمّا ومتانة) نقاط التباين والخلاف. كما ان طبيعة الخلافات الجزئية التي تبرز بين الحين والاخر لا تقارن بعمق العلاقات الأخوية، ومشاعر الود المتبادل، والحرص الصادق على مصلحة الشريك الوطني، السائدة بين فصائل المقاومة وتشكيلاتها.


ولكن، ما هي العوامل التي حالت دون انجاز هذا الحلم الوطني المنشود؟
لنركن جانبا تأثيرات القوى الخارجية، كتأثير سلطة الاحتلال الاميركي والنظام الايراني والدول الاقليمية الأخرى، ودورها في إعاقة وحدة المقاومة على الرغم من اهميتها، ونحصر اهتمامنا على اختبار دور العوامل الداخلية في اعاقة مشروع وحدة المقاومة، والتي يمكن تصنيفها وفقا لاهميتها الى:


ا. عوامل شكلية أو ثانوية، وهي تلك التي يقدمها المتحفظون على وحدة المقاومة كعوائق لقيامها وابرزها: تعدد الجبهات والفصائل، اهتزاز عامل الثقة وانعدامه، والتشكيك المتبادل في مصداقية الجهود والنوايا.


ب. عوامل أساسية وأهمها: الموقف من حزب البعث، تباين الخلفيات العقائدية والايديولوجية لفصائل المقاومة وتشكيلاتها، طبيعة النظام السياسي في العراق المحرر، الاختلاف على مفهوم الشرعية الوطنية في المرحلة الراهنة، واهداف المقاومة وحدود برنامجها.


دعونا أولا، نراجع فعالية العوامل الثانوية، ونختبر دورها في تأخيرانطلاق وحدة فصائل المقاومة العراقية.
أرجع بعض المتحفظين على وحدة المقاومة أسباب عدم تحقق الوحدة الى تعددية تشكيلات المقاومة وفصائلها. تأسيس اطار تنظيمي مقاوم موحد وفقا لطروحاتهم، عملية عسيرة ان لم تكن مستحيلة في ظل العدد الكبير لفصائل المقاومة وتشكيلاتها، وفي ظل تعدد قياداتها ومرجعياتها، وتنوع برامجها واهدافها. هذا الطرح وإن إحتوى قدرا من الصواب، يصعب قبوله.


أولا: تعدُّديَّة فصائل المقاومة كما سبقت الاشارة اليه ظاهرة إيجابيَّة تعبِّر عن رفض شعب العراق بكلِّ مكوِّناته السياسيَّة والاجتماعيَّة لمشروع الاحتلال، وتعكس تنوُّع مصادرالمقاومة وشموليَّتها وعدم مناطقيَّتها أو عرقيَّتها أو طائفيَّتها.


ثانيا: تعدد جبهات المقاومة وفصائلها لا يعد معوقا لوحدة المقاومة، بل دافعا مهما لانجازها، لكونها تقود الى تكثيف الجهد المقاوم، وتقلل الكلف الوطنية، وتوصل الى التوزيع الامثل لموارد المقاومة وامكانياتها، وتسرع في تحقيق النصرواسترجاع السيادة الوطنية.


بداهة، لا احد يقترح ضرورة دمج كافة التشكيلات والفصائل وصهرها في تنظيم موحد دفعه واحدة، بل ان المنطق العقلاني يفرض تكثيف الجهود في المراحل الاولية وتركيزها على تقريب مواقف الجبهات الاكبر وتوحيدها، والعمل لاحقا على الضم التدريجي للفصائل الاخرى.


الى ذلك يضاف، توحيد جميع التشكيلات والفصائل في اطار تنظيمي واحد وإن كان يمثل الطموح المفضل والامثل، الا انه يتضمن قدرا من التمنيات الرومانسية إن لم نقل الطفولية. هنالك للاسف تشكيلات تتباين اهداف مشاريعها ومفردات خطابها السياسي وآليات نشاطاتها مع اهداف الفصائل الاخرى وسياقات عملها بشكل جذري، الأمرالذي يجعل من احتمال انضمامها الى مشروع وطني جامع طموحا صعبا ان لم يكن مستحيلا في الوضع الراهن.


إن دمج الفصائل المتعددة وتوحيدها في هيكل تنظيمي فعال هدفٌ قابلٌ للانجاز برغم كل الصعوبات الفنية والسياسية، اذا ما تم تهيئة المناخ المناسب، وتوفير شروط النجاح، وتجاوز الطموحات الفئوية والشخصية.


الى جانب تعددية الفصائل، طرح المتحفظون على وحدة الفصائل ما صفوه بـ "انعدام عامل الثقة"، والتشكيك المتبادل في مصداقية الجهود والنوايا، كمعوق لانجاز الوحدة. عدم فعالية هذا العامل وضآلة دوره في تأخر قيام وحدة الفصائل لا يختلف عن عدم تاثير تعدد جبهات المقاومة على وحدتها، ولا يمكن القبول به مبررا لتعطيل وحدة الفصائل.


مشاعر انعدام الثقة، والتشكيك المتبادل في مصداقية الجهود والنوايا، اذا ما افترضنا صحة شيوعها بين تنظيمات معينة، تبقى افرازات ناجمة عن تعدد الفصائل، وتباين خطابها السياسي، واختلاف قراءات قياداتها للتطورات السياسية والعسكرية، وانعدام خطوط التواصل والعلاقات المبنية على أسس سليمة، وفقر الادارة السياسية، ولا يصح قبولها عاملا معوقا لتقارب الفصائل ووحدتها.


لا جدال في ان الخروج في صيغة توحيدية، أو أي صيغة متقدمة عن واقع تعددية الفصائل الراهن، والاتفاق على مفردات خطاب سياسي واعلامي موحد، من شأنه نسف ظواهر الشك، وتعزيز ثقة فصائل المقاومة في رفاق الخندق، وشركاء المشروع الوطني المقاوم.


 تأسيسا على ما تقدم، من الصعوبة قبول الاسباب التي قدمها الاخوة المتحفظون على تحقيق وحدة الفصائل مبررا لتحفظهم على دعوات الوحدة وعدم تلبيتها. كل ما قدم من اسباب تبقى في احسن حالاتها، مع تقديرنا لحق اصحابها واحترامنا لهم، مبررات هامشية لا يصح قبولها عائقا امام تحقيق ضرورة وطنية لازمة لإنعتاق شعبنا من نكبة الاحتلال والتخلص من كوارثه.


الى جانب العوامل الثانوية، عزا المحللون تباطؤ الوصول الى تشكيل جبهة المقاومة الموحدة الى مجموعة اخرى من العوامل ابرزها: الموقف من حزب البعث ومقاومته، تباين الخلفيات العقائدية والايديولوجية لفصائل المقاومة وتشكيلاتها، طبيعة النظام السياسي في العراق المحرر، الاختلاف على مفهوم الشرعية الوطنية في المرحلة الراهنة، وأخيرا اهداف فصائل المقاومة وحدود برامجها.


سنحصر اهتمامنا في هذه المساهمة على اختبار فعالية عاملين فقط، تحديدا الموقف من حزب البعث العربي الاشتراكي ومقاومته، وتباين خلفيات فصائل المقاومة العقائدية والايديولوجية، ونؤجل تناول العوامل المتبقية الى مناسبة اخرى اذا اقتضى الامر، رغبة منا في تجنب التعرض الاعلامي الى جوانب تتعلق في مستقبل العمل المقاوم، وعدم التأثير على المساعي المبذولة حاليا لتقريب مواقف التشكيلات الأساسية، وخلق المناخ الملائم لإنطلاق وحدة المقاومة، وتأسيس الجبهة الوطنية المناهضة للاحتلال.


الموقف من حزب البعث ومقاومته


عزا البعض، لدوافع مشخصة ومعروفة، اسباب عدم التوصل الى برنامج مقاوم موحد، وفشل مساعي تأسيس الجبهة الوطنية المناهضة للاحتلال، الى موقف عدد من القوى الوطنية السلبي من حزب البعث العربي الاشتراكي، وتحفظهم على التعامل معه، وبصيغ أوحت الى مسؤولية الحزب عن عدم انبثاق وحدة الفصائل، وتأسيس الجبهة الوطنية الشاملة.


خطل هذه الطروحات وعدم موضوعيتها تؤكده جملة من الشواهد وفي مقدمتها، موقع الحزب ومكانته في الخندق السياسي المناهض للاحتلال، ودوره الجهادي في مقارعة المحتلين عسكريا والحاق الهزيمة بهم، ومساهمته الجادة والدؤوبة في مساعي توحيد المقاومة، وتأسيس الجبهة الوطنية المناهضة للاحتلال.


مؤشرات المرحلة المنصرمة تدل على نجاح حزب البعث في بناء علاقات متميزة مع غالبية القوى الوطنية الفاعلة، قائمة التكافؤ والحرص والاحترام المتبادل، وعلى مشاركة الثوابت الوطنية، والفهم المشترك لطبيعة الصراع، ومرتكزة على اخلاقية رفاق الخندق الواحد.


هذا لا يعني ارتقاء علاقات الحزب مع الاطراف الوطنية الفاعلة الى مستوى طموح قيادة الحزب ومناضليه، كما لا يعني تطابق مواقف الحزب واجتهاداته مع مواقف واجتهادات تلك القوى. هنالك قوى مازالت مترددة في الانفتاح على الحزب، وحذرة من تطوير علاقاتها به، لاسباب لا تتحمل قيادة حزب البعث مسؤلياتها وتبعاتها.


ما يؤسف له، ان عددا محدودا من القوى والشخصيات الوطنية دخلت مرحلة الاحتلال والمقاومة محملة في حقائب مواقفها السلبية ازاء الحزب وتجربته في العراق، وفشلت في تخطي حواجز مواقفها السلبية من تجربة الحزب وقيادته، على الرغم من التغير الجذري في طبيعة الصراع الوطني وأولوياته، التي تتطلب التعامل مع حزب البعث ومقاومته وفقا لمعطيات الاحتلال وضرورات المقاومة والتحرير. وعوضا عن تجاوز قراءات الماضي، خاطئة كانت أم صائبة، وطي صفحة العلاقة مع حزب البعث كحزب حاكم، والتعامل معه كمكون اساس وفاعل في خندق المقاومة والوطن، مازال البعض يصر على التمترس في خنادق السلبية، والتحفظ على بناء علاقات جهادية مع الحزب، أو تطويرعلاقاتهم السياسية معه على اقل تقدير.


بعيدا عن مصادرة حق الآخرين في اختيار شركائهم السياسيين ومع احترامنا لحق الاخوة قادة الفصائل المعنية في هذه المساهمة في تحديد طبيعة علاقاتهم وفقا لرؤيتهم وقراءتهم، لكن تقديرنا لاهمية دورهم، وحرصنا على ديمومة المقاومة وانتصارها، يدفعنا الى مطالبتهم وكما فعلنا في اكثر من لقاء شخصي معهم الى ضرورة مراجعة مواقفهم من الحزب ومقاومته، وتقييمها وفقا لمتطلبات المرحلة، والتخلص من تبعات مواقفهم السابقة من تجربة حزب البعث في قيادة الدولة والمجتمع، وتصحيح قراءتهم الخاطئة لمنهج البعث ومنطلقاته النظرية ولا سيما موقف حزب البعث من الدين والتراث، وبناء علاقات جهادية متينة مع الحزب ومقاومته.


لقد تطلعت قيادة الحزب ومقاومته، وسعى الرفاق المسؤولون عن ادارة علاقات الحزب الخارجية خلال السنوات الماضية، الى تطوير العلاقة مع جميع الاطراف الوطنية والمقاومة، وعملوا على توفير مستلزمات توحيد الصف المقاوم بالتعاون مع قيادات المنظمات الوطنية الاخرى، بكل حرص وصدق وبعيدا عن طموحات القيادة والزعامة والتسلط. ولن نبالغ اذا ذكرنا بان الحزب كان الطرف المبادر في توجيه الدعوات، وارسال المبعوثين الى قادة القوى السياسية وفصائل المقاومة، لبحث سبل تطوير العمل الوطني، وتجاوز المعوقات والخلافات الجانبية، ورأب الصدع بين اطراف سياسية مقاومة يعول على تقاربها في تطوير الجهد المقاوم.


موقف الحزب من وحدة الفصائل كما تشير اليه ادبياته ينطلق من ايمانه في كون وحدة فصائل المقاومة ضرورة لازمة وشرطاً حاسماً لتحقيق هدف المقاومة المركزي المتمثِّل في دحر الاحتلال واسترداد السيادة. هذا الموقف، الذي تبنَّاه الحزب منذ الأيَّام الأولى لانطلاق المقاومة موضح في البرنامج الاستراتيجي للمقاومة المُعلن في أيلول 2003، حيث طالب الحزب بشكل جليٍّ بتشكيل الجبهة الوطنيَّة العريضة، وأبرز ضرورات قيامها. كما ان موقف الحزب الداعي إلى وحدة المقاومة، أكَّدته الدعوات التي وجَّهها الرفيق المجاهد عزَّت إبراهيم الدوري في مناسبتين على اقل تقدير. الأولى، تضمَّنها خطابه بمناسبة الذكرى الواحد والأربعين لانطلاق ثورة السابع عشر- الثلاثين من تمُّوز، والصادر في 31 تمُّوز 2009.


وجدَّد المجاهد الدوري دعوته إلى وحدة الفصائل وإلى وحدة الحركة السياسيَّة الوطنيَّة في خطابه بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي الصادر في الثامن من كانون الثاني 2009. فقد تضمَّنت الرسالة الثانية للخطاب: "نداءً صادقًا مخلصًا إلى كلِّ قوى المقاومة والرفض المسلَّحة الحقيقيَّة وغير المسلَّحة على أرضنا الطاهرة إلى العمل الجاد والصادق وبتجرُّد من كلِّ الإغراض التي لا ترتقي إلى هدف التحرير والاستقلال، وأن يسارع الجميع إلى عمل تاريخي كبير يرضي الله ورسوله ويرضي ويفرح شعب العراق: وهو إقامة وحدة الجهاد والرفض التاريخيَّة. فلا عذر لأحد بعد اليوم في التخلِّي عن إقامة هذا الصرح الجهادي التاريخي للإجهاز على ما تبقَّى من فلول الغزاة المعتدين المحتلِّين وعملائهم وأذنابهم، لإنجاز الهدف التاريخي الأكبر والأسمى هدف التحرير والاستقلال."


هذه الدعوات الصادقة لم تنطلق من موقع الضعف ولا من دوافع حزبية ضيقة، ولا من رغبات الزعامة والقيادة والتسلط، بل من موقع القوة والاقتدار، ومن رغبة صادقة في تطوير الجهد الوطني، والايمان المطلق في أهمية وحدة المقاومة ودورها في دحر الاحتلال.


الموقف من الحزب ومقاومته لم يشكلا اذن عائقا امام تحقيق وحدة فصائل المقاومة، وعلى من يختفي وراء هذه التبريرات، ويستثمرها لعرقلة جهود تاسيس الجبهة الوطنية المناهضة للاحتلال، ان يراجعوا مواقفهم والعمل على تلبية طموحات شعبنا واماله.


تباين الخلفية الفكرية والعقائدية لفصائل المقاومة


اعتمد عدد لا يستهان به من المحللين السياسيين تباين الخلفيات الايديولوجية والعقائدية لفصائل المقاومة الوطنية العراقية كأهم عوائق وحدتها.
تباين الفصائل الفكري والعقائدي حقيقة يصعب القفز عليها، وهي في كل الاحوال نتاج معبر عن رفض غالبية شعب العراق مشروع الاحتلال وعمليته السياسية، وهي ليست مثلمة أو أمرا معيبا. هذه "الحقيقة" لم تكن ولن تكون حاجزا أمام وحدة فصائل المقاومة الوطنية العراقية، وتحديدا تلك التي تؤمن بالعراق وطنا وشعبا، وتسعى الى دحر الاحتلال الاميركي الايراني المزدوج، واسترجاع السيادة واعادة بناء الدولة الوطنية.


ومع تحفظنا على استخدام هذا التصنيف، الا انه غالبا ما يتم تصنيف تشكيلات المقاومة العراقية وفصائلها، تبعا لخلفياتها العقائدية والفكرية الى: فصائل اسلامية، وفصائل وطنية وقومية. تحفظنا يستند على قناعتنا في عدم وجود اي قدر من التناقض في برامج المجموعتين واهدافهما، وعلى الايمان في ان تباين خلفايتها العقائدية لا يعيق وحدتها.


اسلامية الفصائل بكل تأكيد لا تلغي وطنيتها ولا تتناقض مع انتمائها القومي بأي شكل أو صورة. كذلك وطنية الفصائل وقوميتها لا يتناقض مع اسلاميتها. الجمع بين الانتماء القومي والهوية الوطنية والالتزام الديني يساعد في كل الاحوال على تفجير المقاومة وتصعيدها وتحصينها، ويسهم في تعزيز وحدة البندقية المجاهدة.


الحقيقة تشير الى ان غالبية قيادات الفصائل "غير الاسلامية العنوان"، وقواعدها كحزب البعث العربي الاشتراكي هم من المسلمين، والمؤمنين الصادقين بمبادىء الاسلام وقيمه، وملتزمين بتعاليمه، وهذا الالتزام الديني لم يتناقض مع انتمائهم العقائدي، وهويتهم الوطنية والقومية. هذا الترابط الايجابي بين التزام البعثيين الديني والانتماء العقائدي منطلق من العلاقة الوثيقة بين العروبة والاسلام الشاخصة في فكر حزب البعث ومنهجه وممارساته.


اختلاف عناوين الفصائل ومسمياتها، وتباين مرجعياتها العقائدية والفكرية، اذن لا يعد امرا ذي اهمية سلبية، ولا يشكل عائقا امام تحقيق وحدة تشكيلات المقاومة وفصائلها، لكونها تتقاسم العديد من الاهداف المشتركة والثوابت الوطنية واهمها دحر الاحتلال.


إن التقاء الفصائل المتباينة الفكر والعقيدة في تنظيم مقاوم موحد دون خسارة خصائصها وسماتها أمر قابل للتحقيق اذا ما تم توفير مستلزمات النجاح وشروطه.

 

 





الخميس١٤ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد داود قرياقوس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة