شبكة ذي قار
عـاجـل










ياسيدَ الأوطانِ ماهي حيلتي     كي تحتويني ساحلاً لرمالي

 

 

شعر

عادل الشرقي

 

 

 

أسرجت في الأفق البعيد خيالـي          لأراكَ تفتـرشُ المـدى بـجـــــــلال ِ

وأرى الآليء في يديـكَ  بريقـُـــهـا          درر مـن الكلـم البديـع يلالـــــــــي

هل للفتى الملتـاع إلاّ أن يــــــرى          برؤى الكلام سعـــــادةَ  الترحــال ؟ِ

هـل للمتيـم فيـكَ إلاّ أن يــــــــرى          بوحا ًتناثـر مـن فـم  وخيـــــــــــال ؟ِ

أسعى لقلبكَ أستضـيءُ بنـــــوره        سعـيَ المحـبِّ الوالـهِ النهّّـــــــال ؟ِ

وأقولُ يانفسي اشربـي  بمـــــودةٍ      من ماء كوثره الطهـور الغالــــــــي ؟ِ

ولتنسجي الكلمات بيـن أصابـع ال       معنى وصولي صولـةَ الخيــــّــــال

لتَُفززَالأحـلامُ مـن  غفواتــــــــــهـا    ويُفـكَ كاهلـُــــــــهـا مـن  الأغـلال

ويُدارَ جنحُ الريح كي يهمي السّنا        كسراً فيغـدو الأفـــــــقُ بحـرَ زلال ِ

وليُطلقَ الضوءُ المفضضُ في أتو         ن الليل غيـر مهـادنٍ  ومُبــــــــال ِ

ياسيدَ الأوطان ماهـي حيلتـــــي        كي تحتوينـــــي ساحـلاً لرمالـي ؟ِ

ها قد أتيتُ إليكَ مشتعل الخطـى       والأمنيــــــــــــــات تـنـوءُ بالأثـقال ِ

لأريكَ دمعةَ شاعر قـد  أحرقـتْ            من فـرط شـدة نارهـا آمالـــــي

ولئنْ فككتُ خطايَ لفّـتْ حبلهـا          حولي لتنسـجَ ظلهـا  بظلالـــي

ألأن جمر الماء مـسّ أصابعــــي         بهواك َ فاشتعلـت بـه  أوصالـي ؟ِ

أم أن هول الليل أشبع  مهجتـي          ألمـاً ففـجّ القلـبَ بـالأهـــــــوال ؟ِ

نادمتُ أشرعتي أطوفُ بغربتي           ووقفتُ مابينـي وبيــــــنَ  مآلي

وأقمتُ من فيض السرابِ لهجرتي      بيتــــــــــــاً لأملأ بالفـراغ ِ سلالي

ونسجتُ من عريـــــي رداءً أتّقي        بعضَ انكساراتي بـــــه  وهزالي

ياسيــــــدَ الأوطان كـان  لقاربــي         أن أتعـبَ الشطـآنَ  بالترحـــــــال ِ

فعلامَ أنكـرت الأيائـــــلُ  رميتـي            وعلام غيبـت الغيـومُ  هلالــــــي؟ِ

 إمسحْ دموعَ أسايَ علّ طفولتـي        تأوي وهدهدُهـا يـرقّ  لحالـــــي

ولأن قبّرة الـرؤى قـد غـــــــادرتْ          عـشّ الكـلام وكوثـرَ التســــــــآل ِ

سامحتُ من رحلتْ قوافـلُ حبهــمْ        عني وأذكوا النارَ فـي أسمالــي

هم أنكروني حين كنـتُ أخالهــم           ظـلاّ يسيـرُ حِيالهـم وحيالـــــــي

فتسللـوا منـي إلـيّ  نكـايـــــــة ً        إذ قطّعوا بالبعد  حبـلَ وصالـــي

الواهمونَ أنـا وجُـلّ خطيئتـــــي           أنـي أتيـتُ إلـيّ مـن عذالــــــي

هم يكثرونَ عليّ أن أرثَ  السّدى      أو أزرعَ الخطـوات بـالأدغـــــــــال ِ

فتفيئـــــــوا ظلـي ونامـوا هُجّعـا        وتقاسموا حلمي وفسحـةَ بالـي

يهمي القرنفلُ كلّـــمـا  أبصرتهـم       دمعا ً ليجـرحَ بالأريـج ِ نصالـــــــي

حتى لقد أعيى حمائـمَ  غربتـي        بنشيجـهِ وبدمـعـه ِ الهـمّـــــــال ِ

فوقفتُ مابيني وبيـن  طفولتـي        ومراكبُ المعنـى تشـدّ رحالـي

نحوي فأوغـلُ بالغيـاب لعلّنـــي        أذكي انطفـاءَ العمـر  بالإيغـــال ِ

وأنا بلا جسدي حصاني خطوتي       ودليلُ أسرار الطريـق ِسؤالـي

أعوامي الخمسون صارت تحتسي    قلقـي وصـارَ بكاؤهـا موّالــــــــي

شاء الزمانُ لها بـأن تستنطـقَ ال     ألمَ المعبّأ فـي الفـؤاد البالــــــي

لتشيخَ بي لم أدر حين  هجرتـُهـا      أضحتْ يميني أم غدوتُ شمالـي

لم أدر هـل كنـا معـاً بخيالنــــــــا       أم ضاعَ لمحُ خيالـــِـــهـا وخيالـي ؟ِ

 

 





الاحد١٧ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شعر عادل الشرقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة