شبكة ذي قار
عـاجـل










ويبقى العراق كما هو وحيد في صراعه ضد المستعمر الغازي المحتل، دول و جيوش واستخبارات وشركات أمنية واقتصادية وسياسيين ومثقفين وعوام وفتن داخلية جبهة تتسع ضد العراق.


و ليس العراقي من كانت أصوله أو إقامته أو نطقه للأبجدية بلكنة فراتية بل هو من تصدى للكون كله من اجل عراق عربي حر وسيد.
ومن هنا تكون الإشكالية الأولى من هو العراقي وهذا فرع في أصل الجدل من هو العربي ، والعروبة هنا ليست أصولا بقدر ما هي ثوابت وقيم حضارية متوارثة وبدايتها أن ليس كل ذكر رجل وليست كل أنثى امرأة .


وفي المشهد العراقي خلاف بين تجمعات سياسية نشأت في ظل الاحتلال وهذا يكفي أن لا يكون لها شرعية أصلا تتنافس على حكم العراق وكل منها له ارتباطه الخاص بالمحتل وباستخبارات محتلين آخرين .


الصورة المكتملة في العراق تبدأ من المواطن الذي جاع وتشرد وقتل وفقد الأمن الاجتماعي بشقيه الاقتصادي والعائلي ففقد بوصلته الوطنية جراء هذا كله ، وهذا شأن العامة منذ النشأة الأولى للبشرية المدنية، فلا خلاف عليهم فالإعلام الموجه والاعتقاد الديني والأمن الاجتماعي هو ضابط حراك المجموع العام فرأينا المواطن عند صناديق الانتخاب ورأيناه أيضا في الاحتجاج الشعبي المطلبي في شأن الكهرباء والماء والبطالة وغيرها ورأيناه أيضا خلف صفوف المجاهدين يصنع جداراً بشرياً يسمح للمقاومين بالحراك الميداني ، نراه في كل مكان وهو الصابر الصامد القابض على جمر الأرض.


لكنه في أجندة المحتلين قبور بلا شواهد وفي أوراق القوائم والكيانات الانتخابية أرقام من العبيد.
الكل يراه بطريقته حتى الشاعر المهزوم يراه قافية دولارا ثمن صراخ أجوف.
ومن هنا ترسم خارطة العراق،ليس دفاعا عن حزب البعث وان تجرأت كوني قوميا من المدرسة الناصرية ألا أن حزب البعث يسجل له انه بنا دولة مؤسسية واثبت أن للحزب مشروع دولة ونهضة وما بعد الاحتلال يسجل للحزب أن له شرف التشكيل الأول والبيان الأول والطلقة الأولى ، ومن هنا تكون الخطوة الثانية في رسم خارطة العراق .


أنسحب المحتل صاغرا ولازالت أجهزته الأستخبارية وعقوده التجارية وكياناته العملية وشركاته الأمنية في العراق تنافس باقي المحتلين .
المقاومة اليوم بكل تشكيلاتها أمام شكل جديد من الاستعمار وهي بأمس الحاجة إلى وحدة قواها المقاومة وخاصة أن شكل المحتل قد تغير وصار دائرة مضلعة بفعل التصاق قوى التكبر والحقد والهيمنة بها.


وجبت الوحدة وعلى قادة الفصائل تجاوز مرحلة الذات التنظيمية وتسليم قيادة المقاومة إلى القيادة الشرعية للعراق وعدم البحث عن جمهور خاص يكون مع الفعل المقاوم رافعة للتفاوض من خلال عواصم عربية وإسلامية مع المحتل فتضيع الثوابت الوطنية ويكون التنازل عن المكتسبات بحجج إشغال الفراغ من قبل دول الجوار.


تستطيع المقاومة اليوم بكل التشكيلات أن تتقارب وان تشكل مجلسا لها بقيادة معروفة ذات بعد شرعي مقاوم ، وتستطيع عقد استفتاء شعبي في داخل العراق من خلال طرق مختلفة في تحريك الجماهير بمقاطعة السلطة صنيعة الاحتلال وبالعصيان المدني الشامل سلاح الحسم في معركة التحرير وأن يكون استفتاء عربي وان تشكل المقاومة من خلال أنصارها مبادرة الدبلوماسية الشعبية العربية فتكون العمق القومي لها وتكون جسر وصولها إلى القوى الإنسانية الحرة .


أن المقاومة في اشد الحاجة اليوم إلى تكاتف الجميع فالاحتلال له شكل جديد وأطماع دول الجوار لا نهاية لها فلا بد أن يكون في العراق وفي هذه المرحلة حكومة وطنية مقاومة تتشكل من جميع الفصائل المجاهدة بقيادة شرعية.


أن قوى التحرر القومي المتمسكة بالثوابت والقيم تعي وتدرك أن العراق هو رافعة العمل النضالي في كل الأقطار وبدون العراق تفقد حركة النضال القومي رمحها وترسها .


وهي الدعوة ليس لفصائل المقاومة فحسب بل إلى الشرفاء من الأمة العربية ليكونوا هم المبادرين لدعوة الفصائل للوحدة.
المقاومة العراقية يتمت من قبل الأنظمة الرسمية وتركت وحيدة تواجه مصيرها بل أن الأنظمة القطرية تطعن بخناجرها المسمومة كلما حانت لها الفرصة، ونحن كقوى شعبية معنيون اليوم أن نكون جزء من المقاومة ونكون صوتها الإعلامي النافذ القوي.


في زمن تختلط فيه المفاهيم والأوصاف وفي لحظات الهوان وهرولة البعض إلى حضن المحتل بحجج مختلفة فينصب المحتل على رأس القوى الممانعة فينهش لحم العراق ويثير الفتن في عموم الخليج ويشرع له الحزب والمناضل والصحفي والصحيفة والشاعر والمثقف والمعارض والمقاطع فعله ألاحتلالي ، فيحق القول القائل ( أن الخيانة صارت وجهة نظر ).


هو العراق بخارطته السياسية المختلطة المفاهيم والمقاومة بكل أشكالها والفصل فيهما للشعب والذي اختار دون الوصاية عليه خط المقاومة ممثلا شرعي و وحيد فوجب على مكونات هذا النهج الوحدة للحفاظ على مكتسبات المقاومة وعلى وحدة الشعب خلف قيادته الشرعية في معركة التحرير وإعادة بناء العراق .


Etehad_jo@yahoo.com
 

 





الاربعاء٢٠ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٩ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله الصباحين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة