شبكة ذي قار
عـاجـل










للإجابة على التساؤلات التي أوردناها في الجزء الأول، نقول:


ج1: لماذا حل الجيش العراقي ومن ثم عادت أمريكا ومرتزقتها الذين نصبتهم حكومة للعراق لتشكيل ما أسمته أمريكا الحرس الوطني ويحاول المرتزقة تسميته بالجيش؟ وما هي حقيقة هذا التشكيل ومقوماته؟ إن حل الجيش العراقي هو برنامج معد مسبقا يراد به إذلال الجندية العربية والعراقية بالذات، فأي مختص بعلم النفس والاجتماع يمكن أن يوضح ذلك بشكل علمي سيكولوجي تفصيلي، فحل الجيش كان هدفة تدمير شيئان: ألاول الانسان ، والثاني السلاح، فقد حل الجيش وترك منتسبوه بلا معالجة لأوضاعهم المادية والوظيفية فترة من الزمن في ظل تضخم الاسعار ومعانات العوائل التي تواجه ذلك دون دخل وغياب الأمن بل الإستهداف اليومي المباشر مع مليشا متعددة المرجعيات تطلبهم، تارة بأنهم كانوا جزءا من الجيش الذي واجه مرجعيتهم في إيران وحطم غطرستها وأوقف شرها الزاحف، ونفذ سياسات مزعومة ضد الأكراد، وضد الإنتفاضة الشعبانية (كما يسموا صفحة الغدر والخيانة)، وهذا أدى الى أمرين هما هجرة الكثير من ضباط الجيش العراقي السابق وعوائلهم من العراق لمن تمكن ذلك أو اللجوء الى مواجهة فردية لتلك المليشيات التي تمثل حليفا للإحتلال، وبالتالي تحظى بالدعم المادي واللوجستي وكل أنواع التسهيلات في الحركة والتسليح لقتل العراقيين بموافقة قوات الإحتلال، مما يجعل أؤلئك العراقيون يفضلوا أن يكونوا في سجون الإحتلال على أن يكونوا في سجون المليشيات التي أستلمت الشأن السلطوي على الشعب حتى قبل أن تشكل قوات الإحتلال حكومة، أو لجوء بعض الضعفاء منهم للتعاون مع قوات الإحتلال لتأمين الحماية والحصانة لهم من تلك المليشيات، وفي الحالتين يعني قبولهم بالإحتلال كحامي لهم. وأستمر الوضع الى أن وصل الأمر الى أن كثير من العوائل باتت لا تستطيع تأمين قوت يومها، ولعم وجود بابا للرزق بحكم توقف كل مشاريع التنمية وتفشي البطالة بحيث وصلت الى مستويات لا تصدق بحكم توقف قطاعات الزراعة والصناعة والنقط والخدمات بشكل كامل، حتى غدا الحصول على لقمة العيش تقترب من المستحيل أو اللجوء الى القتل والنهب والسرقة وارتكاب كل الجرائم في مواجهة الموت المحقق جوعا وسيلة مشروعة عند الكثيرين، فصار الإحتلال الى تشكيل الحرس وقوات الشرطة والأمن الممسوخة من كل قيمها، ودعي منتسبي الأجهزة الوطنية التي سبق حلها الى العودة للخدمة في هذه التشكيلات بشروط وضعها الإحتلال بالاتفاق مع مرتزقته، ومنها أن يحضى من يطلب العودة للخدمة بتزكية من أحد تلك الجهات الخادمة للإحتلال!، فصار ذلك مسوغا لتسقيط القيم الوطنية عند أؤلئك الذين لم يكونوا يملكوا خيارا أمام ما تواجهه عوائلهم من الفاقة والجوع والعوز والتهديد، والقبول بالعمل تحت أمرة اناس جهلة لا يعرفوا من العسكرية شيئا ولا من قواعد القيم الراقية للتسلسل العسكري والعلوم القتالية ورقي خلقها فوافق عدد من ضباط محترمين للعمل بأمرة خونة وجهلة منحوا رتبا مختلفة منها 90% مواقع قيادية في تلك المكونات ((الحرس الوطني (أو كما يسميه العراقيون الحرس الوثني) والشرطة الإتحادية ووزارة الأمن القومي))، حتى أن البعض وافق على العودة للخدمة برتبة أدنى من رتبته الفعلية، وكان هذا بابا لتجنيد مواطنين عراقيين للعمل في خدمة الإحتلال، لأن أساس تشكيل الحرس الوطنى والشرطة الاتحادية والأجهزة الأمنية الأخرى وعقيدتها الجديدة هي أن تكون خادمة لمخطط الإحتلال وتحت إمرة وتوجيه وتدريب تلك القوات. هذه هي اهداف وحقيقة إعادة تشكيل القوات العراقية الجديدة، ولذلك توسعت أمريكا في أعدادها لتكون بديلا عن قواتها المطلوبة لتنفيذ منهجها ومخططها في العراق، ولكن ظلت تلك التكوينات مجرد بابا لكسب المال حيث لم يتم إعدادها إعدادا عسكريا وقتاليا ولم تسلح الى باسلحة ضد السكان المحليين (الشعب) لتكون فعلا عبارة عن تجنيد مرتزقة أو شيئا مشابها لحراس شخصيين للإحتلال ومرتزقته الذين نصبهم حكومات لاحقا، ودمجوا مع مليشيا الأحزاب! والكتل التي دخلت تحت بساطيل الإحتلال، أمثال مرتزقة أمريكا والكيان الصهيوني وحكومة ايران الإسلامية فيلق بدر والمجلس الإسلامي ومليشيا حزب الدعوة والمؤتمر الوطني لصاحبه جلبي ومليشيا الحزبيين العميلين لصاحبيهما برزاني وطلباني.


ج 2: لماذا لم تحرك قوات الاحتلال الامريكي والبريطاني ساكنا بوجه القوات الإيرانية وحرس خميني وإطلاعات التي شكلت فيلق القدس وكان الضباط والقادة المشرفين عليه يدخلون ويخرجون من العراق دون أية ضوابط وأرتكبوا جرائم ضد الإنسانية بحق العراقيين؟ ما أن دنست القوات الأمريكية في 20/3/2003 الترا العراقي بدأ منتسبي المليشيات الطائفية التسلل للعراق عبر الحدود العراقية الإيرانية، بل رفعت الضوابط والقوانين الحدودية بين العراق وإيران ولكن بإتجاه واحد الدخول مسموح لأي قادم من إيران الى العراق، وكأن العراق أصبح ضيعة إيرانية، ولهذا رغم أني واحدا من المتمسكين بأن الإحتلال الأول هو الأمريكي والعدو الأول للعرب والمسلمين هما أمريكا والكيان الصهيوني، نعم لهذا أعتبر إيران أو على الأقل حكوماتها والمؤسسات الدينية الحالية والمخابراتية وحرس خميني هم جزءا لا يتجزء من قوات الإحتلال ومن يحاول التسويغ والتخفيف والتزويق والتمهوية بغير ذلك فهو ليس واهما فقط بل متواطيء مع الإحتلال بكل أطرافه، وإلا ما هو تفسير تحشيد جهد إستثنائي لأي وافد للعراق من جهة الأقطار العربية حتى أن بعض الطلبة العرب الذين كانوا يتلقوا تعليمهم في الجامعات العراقية لم يستطيعوا حتى الوسول للحصول على وثائق دراسية تؤيد مستويات تعليمهم ومراحلهم في الدراسة، في حين يدخلوا مئات الآلاف من المواطنين الإرانيين للعراق دون إعتراض قوات التحالف بحجج واهية كانت بدايتها عودة العراقيين المقيمين في إيران أو المسفرين من الجالية الإيرانية الذين كانوا مقيون في العراق وسفروا لبلادهم بعد تردي العلاقات مع نظامي إيران في عهدي الشاه محمد رضا بهلوي وخميني بسبب إستخدام أجهزة المخابرات الإيرانية لهم كطابور خامس في العراق وضبط كثير منهم ينفذ أفعالا تخريبية ضده، ومن ثم فتح الباب على مصراعيه بحجة زيارة الإيرانيين لمراقد الأئمة الأطهار عليهم السلام في العراق، بل روجت الأحزاب المرتبطة بحكومة إيران وأجهزة مخابراتها أنها مخولة لتبادل زيارة العراقيين لمرقد الأمام علي بم موسى الرضا عليه السلام دون الحاجة الى جوازات ووثائق سفر وكان هذا إسلوبا مفضوحا لتجنيد العراقيين في أجهزة المخابرات الإيرانية، وكل ذلك يجري بعلم ودراية وإشراف قيادة القوات الأمريكية؟؟؟ ألا يدل ذلك على ثقة أمريكا وتأكدها إن ما يقوم به النظام الإيراني واجهزته يخدم الإحتلال ولا يتقاطع معه؟؟؟ ولذلك كان مباحاّ ومرحبا به وتقدم له كل التسهيلات، وهل فعلا إن المخابرات الأمريكية والبريطانية كانت مغفلة ومخترقة بحيث لا تدري ماذا يجري في ظل ذلك وتحت تلك الذريعة، مع علمها المسبق بأن العراقيين لا يحبوا النظام الإيراني ولا يستسيغوا تدخله في الشأن العراقي!!! هذا يضع أكثر من تفسير لأسباب سكوت أمريكا وحلفائها من كل ما كان يفعله النظام الإيراني في العراق، لا أريد أن أطيل في التفاصيل،فكما يقول المثل العربي: الحر تكفيه الإشارة.


يتبع لطفا ...
 

 





الاربعاء٢٠ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٩ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة