شبكة ذي قار
عـاجـل










كان البطل مظهر اللهيبي يناهز الخمسين عاما حين استشهاده عام 2004 وكانت لنشأته الريفيه وخدمته العسكريه قد اضافت اليه قوة جسمانيه لايتمتع بها شباب بعمر العشرين فرغم نحافته الا انه مفتول العضلات ممشوق القوام ذو لياقه بدنيه عاليه جدا , ويتسم بمطاوله وصبر الجمل فمنذ ادائه اذان الفجر في مسجد القريه الصغيرالى العشاء لايستريح أكثر من الساعه ويتنقل من عمل الى آخربلا كلل ولا ملل كي يفي بأحتياجات عائلته الكبيرة العدد حيث تتكون من والديه الطاعنان بالسن وأخيه المقعد وأثنى عشر من الابناء , ثمانيه أناث واربعة ذكور , كان يضحك حين يحدثه احد عن كثرة ابنائه ويقول انهم زرع الله رغم انه وعائلته غالبا مايبيتون بلا عشاء وفي افضل الاحوال يتناولون وجبتين في اليوم مع ذلك لم يلاحظه احد قط جزوعا شاكيا مما هو فيه . انضم ابا رعد الى تشكيلات فدائي صدام منذ تأسيسها وهو العضو العامل في تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي واصبح رامي للقاذفه أر بي جي سفن وتم تكريمه لاكثر من مره اثناء التدريبات والتمارين العسكريه لدقة تصويبه حيث كان رامي قاذفه لاكثر من عشرة اعوام اثناء العدوان الايراني والعدوان الثلاثيني اضافة لادامته لسلاحه بشكل مميز , فلا يمضي اسبوع الا وقام بتنظيفه وتزيته وما أن ينتهي يلقي عليه نظرات طويله كمن ينظر لمعشوقته او شاب الى خطيبته هكذا كان يحب سلاحه ولايجرأ احدا من ابنائه لمس القاذفة فهذا من المحرمات عليهم رغم حبه لابنائه وتواضعه ودماثة خلقه الا انهم يخشون غضبه في هذا الامر. كان يوم احتلال بغداد اثر العدوان الصهيو امريكي على العراق صاعقا على العراقيين وكان البطل واحدا منهم فراح يشحذ الهمم ويجمع السلاح خاصة رمانات القاذفه آر بي جي سفن ويحفر المخابئ لها في البساتين المنتشره في قريته ومحيطها وعقد العزم أن لايهدأ له بال الا بأنزال حمم قاذفته على الغزاة غير مباليا بشظف العيش ويردد لااحد يموت من الجوع وكل من في الارض رزقه على الله وهو الذي نشأ نشأة دينيه وأخذ يصلي منذ السنوات الاولى من عمره ولم ينقطع عنها يوما الامر الذي جعل اهل القريه يتخذونه اضافة الى حلاوة صوته مؤذنا لمسجدهم .

 

كانت المفاجأة الاولى للشهيد بعد الاحتلال قيام ثلة من المصلين بمنعه من الآذان بحجة كونه احد مقاتلي فدائي صدام وهم رفاق صباه وابناء عمومته فكانت صدمه كبيره له وهو يحث الخطى لوحدة صف اهل القريه لمواجهة التحديات , وتطور الامر ليتم عزله ورفاقه بأشكال مختلفه ! الا ان الصبر الذي يتحلى به وخلقه الرفيع جعله يتخلى عن محراب المسجد الذي ظل صوته يصدح به لسنوات طويله وتجاوز ظلم ذو القربي الذي هو اشد مضاضة من السيف المهند بحلمه وسعة عقله وهو يردد أن دوام الحال من المحال ليشق طريقه لوحده فتصميمه على استخدام مهارته بالقاذفه لاتحدها حدود ولاتصمد امامها القيود فشمر عن ساعديه ليخرج مع أذان الفجر من بيت الله المسجد القروي في قضاء الكرمه ويخط طريقه لصيد الهمرات وعربات العدو وهو ابن هذه الأرض التي لم يفارقها الا خلال خدمته العسكريه والتي نجسها اعداء الله والوطن .

 

بعد رصد لعدة ايام لتحركات العدو وآلياته استطاع ان يختار اكثر من مكان مخفي لالحاق مايستحقون من الله بهم فرغم أن العدو مدجج بأحدث التقنيات في العالم بما فيها النواظير الليليه والمجسات المختلفه واجهزة الرادار المتنوعة الا ان الارض قبلت تحديهم فمهما بلغوا من التطور الا انها ارضهم وبساتينهم وادغالهم واشجارهم التي ظلوا منذ نعومة اظافرهم يعشقوها وتعشقهم ويعرفوها ولايعرفها غيرهم وتضمهم بحضنها وتخدع وتفاجأ عدوهم وهل خدعت الام يوما وليدها ؟كانت اول همر اختارها المظفر بعد ادائه صلاة الفجر وقنص للعدو اكثر ساعة ليتقدم رتلا للعدو من اربعة همرات فأختار الاخيره كي يتجنب بقية الرتل بما يتح له الانسحاب وحجرة الرامي على وجه التحديد حيث اصابه بدقه بقاذفته كما يرمي القناص الماهر بقناصته , ثم عاد فرحا مزهوا بنصر الله وتكتم لعمله هذا الا عن ابن خالته .استمر ابا رعد بحصد الهمرات وآليات العدو لوحده لاكثر من عام متنقلا بين الاماكن التي حددها بداية استطلاعه لخط سير القوات المحتله والذي يؤدي الى احد قواعدهم الكبيره القذره الى أن تفاجأ في احد المرات بكمين راجل للعدولم يتمكن من التخلص منه ليمطروه بوابل من الرصاص وينتقل الى بارئه مطمئنا راضيا مرضيا الى جنات الخلد بأذن الله مع الانبياء والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا .

 

فيصل الجنيدي 3 تشرين اول 2010 *قصه حقيقية حيث كان الشهيد ابن خالة صديق لي وكنت كثيرا ما أتردد عليه ... ادونها للتأريخ والله على ما أقول شهيد الشهيد مظهر اللهيبي ... بطل من فدائي صدام* كان البطل مظهر اللهيبي يناهز الخمسين عاما حين استشهاده عام 2004 وكانت لنشأته الريفيه وخدمته العسكريه قد اضافت اليه قوة جسمانيه لايتمتع بها شباب بعمر العشرين فرغم نحافته الا انه مفتول العضلات ممشوق القوام ذو لياقه بدنيه عاليه جدا , ويتسم بمطاوله وصبر الجمل فمنذ ادائه اذان الفجر في مسجد القريه الصغيرالى العشاء لايستريح أكثر من الساعه ويتنقل من عمل الى آخربلا كلل ولا ملل كي يفي بأحتياجات عائلته الكبيرة العدد حيث تتكون من والديه الطاعنان بالسن وأخيه المقعد وأثنى عشر من الابناء , ثمانيه أناث واربعة ذكور , كان يضحك حين يحدثه احد عن كثرة ابنائه ويقول انهم زرع الله رغم انه وعائلته غالبا مايبيتون بلا عشاء وفي افضل الاحوال يتناولون وجبتين في اليوم مع ذلك لم يلاحظه احد قط جزوعا شاكيا مما هو فيه . انضم ابا رعد الى تشكيلات فدائي صدام منذ تأسيسها وهو العضو العامل في تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي واصبح رامي للقاذفه أر بي جي سفن وتم تكريمه لاكثر من مره اثناء التدريبات والتمارين العسكريه لدقة تصويبه حيث كان رامي قاذفه لاكثر من عشرة اعوام اثناء العدوان الايراني والعدوان الثلاثيني اضافة لادامته لسلاحه بشكل مميز , فلا يمضي اسبوع الا وقام بتنظيفه وتزيته وما أن ينتهي يلقي عليه نظرات طويله كمن ينظر لمعشوقته او شاب الى خطيبته هكذا كان يحب سلاحه ولايجرأ احدا من ابنائه لمس القاذفة فهذا من المحرمات عليهم رغم حبه لابنائه وتواضعه ودماثة خلقه الا انهم يخشون غضبه في هذا الامر. كان يوم احتلال بغداد اثر العدوان الصهيو امريكي على العراق صاعقا على العراقيين وكان البطل واحدا منهم فراح يشحذ الهمم ويجمع السلاح خاصة رمانات القاذفه آر بي جي سفن ويحفر المخابئ لها في البساتين المنتشره في قريته ومحيطها وعقد العزم أن لايهدأ له بال الا بأنزال حمم قاذفته على الغزاة غير مباليا بشظف العيش ويردد لااحد يموت من الجوع وكل من في الارض رزقه على الله وهو الذي نشأ نشأة دينيه وأخذ يصلي منذ السنوات الاولى من عمره ولم ينقطع عنها يوما الامر الذي جعل اهل القريه يتخذونه اضافة الى حلاوة صوته مؤذنا لمسجدهم .

 

كانت المفاجأة الاولى للشهيد بعد الاحتلال قيام ثلة من المصلين بمنعه من الآذان بحجة كونه احد مقاتلي فدائي صدام وهم رفاق صباه وابناء عمومته فكانت صدمه كبيره له وهو يحث الخطى لوحدة صف اهل القريه لمواجهة التحديات , وتطور الامر ليتم عزله ورفاقه بأشكال مختلفه ! الا ان الصبر الذي يتحلى به وخلقه الرفيع جعله يتخلى عن محراب المسجد الذي ظل صوته يصدح به لسنوات طويله وتجاوز ظلم ذو القربي الذي هو اشد مضاضة من السيف المهند بحلمه وسعة عقله وهو يردد أن دوام الحال من المحال ليشق طريقه لوحده فتصميمه على استخدام مهارته بالقاذفه لاتحدها حدود ولاتصمد امامها القيود فشمر عن ساعديه ليخرج مع أذان الفجر من بيت الله المسجد القروي في قضاء الكرمه ويخط طريقه لصيد الهمرات وعربات العدو وهو ابن هذه الأرض التي لم يفارقها الا خلال خدمته العسكريه والتي نجسها اعداء الله والوطن .بعد رصد لعدة ايام لتحركات العدو وآلياته استطاع ان يختار اكثر من مكان مخفي لالحاق مايستحقون من الله بهم فرغم أن العدو مدجج بأحدث التقنيات في العالم بما فيها النواظير الليليه والمجسات المختلفه واجهزة الرادار المتنوعة الا ان الارض قبلت تحديهم فمهما بلغوا من التطور الا انها ارضهم وبساتينهم وادغالهم واشجارهم التي ظلوا منذ نعومة اظافرهم يعشقوها وتعشقهم ويعرفوها ولايعرفها غيرهم وتضمهم بحضنها وتخدع وتفاجأ عدوهم وهل خدعت الام يوما وليدها ؟كانت اول همر اختارها المظفر بعد ادائه صلاة الفجر وقنص للعدو اكثر ساعة ليتقدم رتلا للعدو من اربعة همرات فأختار الاخيره كي يتجنب بقية الرتل بما يتح له الانسحاب وحجرة الرامي على وجه التحديد حيث اصابه بدقه بقاذفته كما يرمي القناص الماهر بقناصته , ثم عاد فرحا مزهوا بنصر الله وتكتم لعمله هذا الا عن ابن خالته .استمر ابا رعد بحصد الهمرات وآليات العدو لوحده لاكثر من عام متنقلا بين الاماكن التي حددها بداية استطلاعه لخط سير القوات المحتله والذي يؤدي الى احد قواعدهم الكبيره القذره الى أن تفاجأ في احد المرات بكمين راجل للعدولم يتمكن من التخلص منه ليمطروه بوابل من الرصاص وينتقل الى بارئه مطمئنا راضيا مرضيا الى جنات الخلد بأذن الله مع الانبياء والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا .

 

* قصه حقيقية حيث كان الشهيد ابن خالة صديق لي وكنت كثيرا ما أتردد عليه ... ادونها للتأريخ والله على ما أقول شهيد

 

 





الاحد٢٤ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فيصل الجنيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة