شبكة ذي قار
عـاجـل










ثم يتابع الدكتور موسى الحديث عن الفقرة التي توقفنا عندها وكانت بعنوان سياسية التفريق..

 

فيقول:

 

اليس من المؤسف والمؤلم ان الحاكمين في ايران وعلى رأسهم شيخهم الكبير لا يدركون بديهيات التاريخ ونفسيات الشعوب؟؟ أوليس جنود العراق المتواجدين اليوم من اقصى الحدود إلى اقصاها والذين يحاربون الدولة الخمينية كلهم من أبناء الشيعة والسنة معا، من ابناء كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء والموصل وذي قار والأنبار والبصرة؟؟ وأليست الغلبة في الاسماء انما هي للحسين وعلي وجعفر وصادق وكاظم وموسى وسجاد وحسن..و ... و ... و ... ، ومع كل هذا ألم يأن لهذا الشيخ العجوز ان يفيق من ظلمات الجهل والغدر والغباء؟!!

 

وبعد كل هذا، ما هذا الإسلام الذي يدعيه الخميني؟ واي اسلام هذا الذي اتخذ منه شعارا في اقتتال الاخوة وايجاد الفرقة والنعرات الطائفية والتعاون مع عملاء الاستعمار لضرب دولة جارة مسلمة وقتل ابنائها؟؟

 

إن لغة السياسة، مع ما فيها من انعطاف واساليب ملتوية لا تجيز هذه السياسة النكراء التي تشمئز منها روح الانسانية، فكيف وهذه المنكرات التي ترتكب باسم الاسلام؟ اليس هذا يعني ان هناك مؤامرة شريرة للاطاحة بمعاني الاسلام ونقاء صورته وصفاء واقعه امام العالم، وان الذين ينفذون هذه المؤامرة الخبيثة انما هم نفر من الجن ظهروا في لبوس رجال الدين لهدم الاسلام وقد بذلوا جهدا يفوق على ما بذله الصليبيون والمغول معا في تحقيق اهدافهم، واخذوا على عاتقهم المشئوم هدم الاسلام في كل زمان ومكان وقد كانوا اطول باعا واقوى ذراعا من أي طابور خامس ظهر حتى الآن في تاريخ الدول القديمة والحديثة ...

 

ولقد كادوا الكيد ونشروا الرعب، وقالوا في الاسلام ما لم يقله احد من قبل ولا من بعد، الا ان يقظة الامة الاسلامية وحرصها اكتشفت زيف هذه العصابة ونواياها الشريرة، فوقفت صفا واحدا كالبنيان المرصوص تدافع في هذا المنعطف الخطير من تاريخ الاسلام عن كرامته وسمعته (ولولا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) لكانت امة الاسلام تنكب بالخمينية نكبة لا يقوم لها قائمة بعد اليوم، ولكن الحمد لله ان يقظة الامة لم تهمل الخمينية لتظهر إلى الوجود كما ظهرت البهائية والقادرية، بل تركتها في مهب الريح لتنزف جراحا ودما وحقدا وبغضا ولتكون كالعصف المأكول في حاضر الزمان ومستقبله.

 

وقبل ان انهي هذا الفصل، اود ان اكشف هنا سرا قد يكون جوابا على كثير من التساؤلات التي تدور حول الحرب الايرانية العراقية، بل انه جواب للتاريخ وللاجيال القادمة التي لم تعاصر محنة الاسلام في هذه البلاد.. ((الرجاء الانتباه لهذه الفقرة المهمة جدا)) ...

 

لقد اراد الخميني وبذل قصارى الجهد لتنصيب متهم بالعمالة لإسرائيل والأجنبي، لاينتمي إلى ايران بصلة، رئيسا لجمهورية ايران، لانه كان مجاهرا بعدائه للعراق، ويبارك الحرب معها، بل هو من اشد المتحمسين له ...  كان هذا هو جلال الفارسي، الافغاني المولد، والذي هاجر إلى ايران في سن الشباب وحصل على الجنسية الايرانية ثم انتمى إلى الخميني وجماعته، وجاء إلى العراق عندما كان الخميني لاجئا، فتعرف عن طريق الخميني على أجهزة الدولة العراقية التي كانت تحميه، فزودته الحكومة العراقية بجواز سفر عراقي وبمساعدات مالية عندما غادر العراق إلى لبنان، غير ان الفارسي لم يلبث كثيرا في لبنان، فقد داهمت الشرطة اللبنانية داره وقبضت عليه بتهمة التجسس لاسرائيل، وعثرت الشرطة في داره على مخطط للحدود اللبنانية الاسرائيلية، واستطاع الفارسي الفرار إلى سوريا ونشرت الصحف اللبنانية هذا النبأ باسهاب واطناب.

 

ودخل الفارسي إلى العراق بعد ذلك ليعيش فيه الا ان الحكومة العراقية رفضت ايوائه بعد التهمة الموجهة اليه وسحبت منه جواز السفر العراقي وارغمته على مغادرة العراق، فعاد إلى سوريا ليعيش فيها بعض الوقت، والتحق بالخميني في باريس ليعود معه إلى ايران، وبدأ الفارسي في ايران حملاته ضد العراق من الاذاعة الفارسية، ومنذ الايام الاولى لنجاح الثورة، عرف نفسه بانه سيكون الرجل المفضل لدى الخميني في هذا المضمار، وعندما أمر الخميني بتعيينه رئيسا للجمهورية رشحه الحزب الجمهوري وصرف الملايين لفوزه في انتخابات الرئاسة، غير ان الرياح جرت على غير ما كان الخميني يشتهيه، فانبرى قوم من المناضلين ضد هذا الترشيح ...

 

لقد كنت انا اول من كشف هذا السر، لان الرجل عندما كان في العراق صارحني بأحواله وفصله ونسبه، واردت اعلان الخبر في الصحف فمنعني اصدقاء مخلصون وطلبوا مني ان لا ادخل المعمعة بنفسي حتى لا أثير الخميني وجماعته فيتحمسون للرجل اشد التحمس، وسوف لايجدي الامر شيئا، ولذلك اخذوا على عاتقهم كشف السر للجماهير الايرانية، وكان نجاحهم باهرا وعظيما في مهمتهم، فبين عشية وضحاها عرف الشعب الايراني ان الخميني وحزبه يريدون تنصيب رجل اجنبي عليه كأول رئيس لجمهوريته، كما انهم قرأوا في الصحف نص البيان الرسمي الصادر من الاحوال المدنية الذي كان يقول ان الرجل مولود في افغانستان، وانه حصل على الجنسية الايرانية بعد ان هاجر اليها وبلغ سن الرشد ...  وهكذا منع هذا الشخص من خوض انتخابات الرئاسة بنص الدستور الايراني الذي كان يقول ان رئيس الجمهورية يجب ان يكون مولودا في ايران ومن اب ايراني، ودحر الحزب الجمهوري والخميني معا وولوا الادبار ...  لقد اشرت في مقدمة هذا الفصل إلى محادثاتي مع الخميني، وها انا اختم الفصل بكشف تلك المحادثات لنبدأ فصلا آخر من فصول الكتاب بأذن الله ...

 

لقد دام اللقاء ساعة، تحدثت معه بصراحة بالغة وفي شتى المواضيع، وكان بيت القصيد في المحادثات العلاقات الايرانية العراقية، فقلت له: اذا كنت مغتاظا من الخروج من العراق، فان ذلك قد مهد لك من الاتصال بالصحافة العالمية، وهو الأمر الذي لم تستطع ان تفعله في النجف، اذن كان خروجك من العراق لمصلحة الثورة الايرانية..

 

ان الحكومة العراقية قدمت لك ولحاشيتك من العون طيلة 15 عاما ما لم تقدمه اية حكومة اخرى في العالم لللاجئين السياسيين، وانت اليوم في سدة الحكم في ايران ما تزال محتاجا إلى مساعدة العراق، فاذا كنت تريد بناء ايران، فلا تعادي الجيران، ولا سيما اقربهم إلى ايران، ثم دعني اقول لك ما عدا مما بدا!! ان رسائلك الموجهة إلى المسؤولين العراقيين لم يجف حبرها بعد، وها انت الذي كنت تختمها بالدعاء والتوفيق والنصر لحكومة العراق رئيسا وشعبا اليوم يسمع منك العراق ما يناقض ما قلته وخطته بيمينك في الامس!! ان هذا التناقض في القول والعمل قد يصدر من ممتهن السياسة البحتة ولاعجب ولا غرو، اما من زعيم ديني، فأمر يحير العقل ويربك النفس!!

 

كان جوابه: ماذا فعلت حتى تقول لي هذا الكلام؟؟

 

فعددت له الكثير من الممارسات العدائية التي مارستها الجمهورية الفتية ضد العراق، بما فيها البرقية الجوابية للرئيس العراقي احمد حسن البكر، وما تضمنتها من جفوة وقسوة في الكلام ... 

 

فقال: كانت نصيحة!!! (صار ابن اللقطاء يريد أن يقدم نصيحة لإبن الشرف والحسب والنسب)

 

فكان جوابي، ولكن كان من الأولى بك أن ترد التحية باحسن منها او مثلها، كما تقول الآية الكريمة، ولا ترد بالكلام الجارح ...  ثم.. اعلم أن الجار ما من صداقته بد ... 

 

فقال: وزراء خارجية البلدين يتحدثان بينهما لحسم المشاكل، وانا انتظر التقرير من وزير خارجية ايران ...

 

فقلت: ان مايدور في اروقة وزارة خارجيتكم تضييع للوقت وتبديد للامال، وانت تعرف هذا جيدا، انا اضمن لك اذا قبلت اقتراحي ان يكون العراق نصيرا لايران وعونا وسندا وظهيرا لها في حاضرها ومستقبله ...  ثم عرجت بعد ذلك على الاشاعة التي كانت تدور رحاها في ايران، من انه ينوي ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ... 

 

فقلت له حول هذا الموضوع: حصلت الهند على استقلالها وبنفوسها البالغة 600 مليون هندوسي ومسلم بفضل مهاتما غاندي، ودحرت اعظم امبراطورية عرفها تاريخ الانسان، وبعد ان استقلت الهند، ارتفع غاندي عن قبول أي منصب، بل كان مقامه اشمخ من ان يعرض عليه منصب ومقام وانصرف إلى رسالته الاساسية، وهي التوحيد بين مختلف القوميات في الهند لبناء الهند الجديد، والتاريخ خلد غاندي لانه اسس اكبر دولة ديموقراطية في التاريخ الحديث ولم يغتنم منها جلد شعيرة!!!.. انك لو بقيت على وسادتك كمرشد للثورة، وزعيم روحي للامة، ولم تطلب لجهادك جزاءا ولا شكورا فان رؤساء الجمهورية سيصطفون على بابك وستدخل في التاريخ من اوسع ابوابه!!

 

فقال: كلا، لم ارشح نفسي للرئاسة، ولا اريد جزاءا ولا شكور ...

 

ومع ان الرجل التزم بكلامه هذا وامتنع عن ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، الا انه رشح نفسه للولاية المطلقة والامامة العظمى ونال ما اراد، فقد جعل نفسه بنص الدستور الجديد حاكما بامر الله على العباد والبلاد يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد، وهكذا جعل من الدستور الايراني اضحوكة وسخرية وهراء وعبثا تضحك الثكلى منه ...  ولولا ان التاريخ قد يكشف للاجيال القادمة التزوير الذي اقر في ظله هذا الدستور المهين للانسان والانسانية واهانة كرامة الامة الايرانية في حاضرها ومستقبلها لكانت الاجيال القادمة تلعن في اناء الليل واطراف النار آباءا وامهاتا واجدادا وجداتا اقرت العبودية والرق والذلة لشعب باسره، ونصبت عليه ولاة طغاة جناة جفاة في رداء الاسلام ولبوس الدين لا يفقهون من الحق شيئا ولا يجدون اليه سبيل ...

 

إبن الخميني يقول : ذاكرة ابي لا شيء، انا السيد والسيد انا.. وعلى ايران السلام ...

 

لقد خرجت من عند هذا الرجل وقد لمحت فيه آثار الارهاق والنسيان وعدم الاتزان في التفكير، بما في ذلك روح اجرامية نمت وترعرعت لم نكن نعرفها من قبل ...  ورأيت ابنه احمد في قارعة الطريق وكانت من الاسئلة التي وجهتها اليه كيف ذاكرة ابيك فقال : لاشيء، ثم اضاف قائلا: انا السيد والسيد انا، وقلت انا اتنفس الصعداء، وعلى ايران السلام وعلى الاسلام في ايران السلام ...  ولاحمد هذا من العمر 28 عاما، اما مبلغه من الثقافة فهو خريج المتوسطة!!!

 

وفي مشهد الرضا عليه السلام، التقيت بالامام شريعتمداري، فأعرب لي عن اهتمامه البالغ بالعلاقات بين العراق وايران، وقال انه يتمنى من كل قلبه ان تسود العلاقات الاخوية الصادقة وحسن الجوار بين البلدين، ولو كان بوسعه العمل، لفعل كل ما اوتي من قوة وجهد في هذا السبيل الذي فيه رضا الله ورضا رسوله ومصلحة الاسلام والمسلمين ...

 

الخميني يهدد بقطع يد بازركان ...

 

وفي طهران زارني السيد داريوش فروهر، وزير العمل في دولة بازركان، ورئيس حزب الامة، ليخبرني بحديث مخيب للامال، حيث قال الوزير داريوش: ان مجلس الوزراء برئاسة بازركان بحث مقترحاتكم للتقارب مع العراق وفتح صفحة جديدة في العلاقات مزدهرة ونافعة، وكان بازركان متحمسا للفكرة اشد التحمس، ويورد الدليل تلو الدليل لمصلحة التقارب والتعاون مع الجيران ولا سيما العراق، واكثر الوزراء كانوا متحمسين ايضا، واتخذ مجلس الوزراء بعض القرارات المناسبة لمثل هذه الخطوة ... 

 

إلا انه لم يمض يومين على تلك المحادثات واتخاذ القرارات حتى طلبني الخميني إلى قم على عجل، وعندما بلغت مجلسه لم يمهلني الكلام، بل بدا الحديث بغضب انفعالي وقال لي : بلغ بازركان أنه بلغني تحمسك في التقارب مع حكومة العراق، فوالله لو مددت يدك إلى الرئيس العراقي صدام حسين لقطعتها!!

 

واختم هذا الفصل بسرد حديثين متناقضين سمعتهما من بني صدر، احدهما قبل رئاسته، والاخر بعدها، كي اثبت مدى توغل الخميني في اشعال الحرب ضد العراق ومسئوليته الكاملة عن هذه الحرب امام الله والتاريخ، لقد قال لي بني صدر قبل ان ينتخب رئيسا للجمهورية: هل رأيت كيف ان الخونة لم ينتصحوا بنصحك عندما نصحتهم في التقارب مع العراق، فلماذا هذا العداء ونحن بحاجة ماسة إلى الاصدقاء لبناء بلادنا وحل مشاكلنا الداخلية، ولكنهم يريدون تحطيم ايران.

 

ودارت الدوائر، واصبح بني صدر رئيسا لإيران، وذلك بعد شهر من إدلائه بهذا الكلام، واذا به يفاجئني في اول لقاء معه في داره بقوله: لابد لنا من محاربة العراق!!! ومع انني عرفت فورا ان هذا الكلام انما هو من ايحاء الخميني، وهو مرغم على الادلاء به، الا انني خرجت من طوري واجبته بلهجة قاسية: ان جيشك لايستطيع العبور من قصبة سنندج منذ عام، فكيف تريد ان تحارب اقوى دول المنطقة؟؟ ثم اضفت وما عدا مما بدا!!!

 

فطأطأ الرجل رأسه ولم ينبس بكلام ...  وهكذا خطط الخميني لحرب الأحقاد ...  فكانت ...

 

أقول ...

 

منذ فترة طويلة، أو منذ بداية العدوان الايراني الخميني المجوسي على العراق، وأنا أستغرب مقولة إلى الآن تكرر في الصحف والفضائيات في مناسباتها، وهي كلمة الحرب العراقية الايرانية، والتي أيضا مع الأسف يكررها بعض إخواننا الكتاب في البصرة والمنصور وغيرهما، وهم كتاب وطنيون بالمناسبة ولايشك بهم، لكن مع هذا، أظن أنه علينا الانتباه لهذه الجملة وشطبها من قواميسنا، واستبدالها بكلمة العدوان الايراني على العراق أو الحرب الإيرانية العراقية، كدلالة على أن الخميني الفارسي هو من بدأ الحرب والعدوان علينا ولسنا نحن، وأنا والله شخصيا أعيب على من يكرر هذه الجملة، وأرجوه ثم أرجوه أن يستبدلها، لأن هذا تاريخ، ولايجب أن يزور، ويجب على الأجيال الحالية والقادمة أن تعرف جيدا أن الذي الخميني هو الذي بدأ العدوان الفعلي يوم الرابع من إيلول سبتمبر عام 1980، هذا ولن نتحدث عما سبق ذلك العدوان من شحن طائفي وعدوان إعلامي وعدوان عسكري آخر من قصف لقرى حدودية وغارات بالطيران وتفجيرات و ... و ... و ...  

 

إذا كان الخميني شخصا شريرا نبت منبت سوء، وأخلاقه وضيعة منحطة، أبت نفسه الحقيرة إلا أن يفاخذ طفلة عمرها خمس سنوات، فإن الشعب العراقي (والقيادة العراقية في ذلك الوقت) شعب شهم أبي، أخلاقه عالية، لايرضى العدوان على أحد ولا يرضى لأحد أن يعتدي عليه.. وكم كان شاعرنا صفي الدين الحلي صادقا حين قال:

 

 

سَلِ الرّماحَ العَوالـي عـن معالينـا
واستشهدِ البيضَ هل خابَ الرّجا فينا

وسائلي العُرْبَ والأتراكَ مـا فَعَلَـتْ
فـي أرضِ قَبـرِ عُبَيـدِ اللَّـهِ أيدينـا

لمّـا سعَينـا فمـا رقّـتْ عزائمُنـا
عَمّـا نَـرومُ ولا خابَـتْ مَساعينـا

يا يومَ وَقعَـة ِ زوراءِ العـراق وقَـد
دِنّا الأعادي كمـا كانـوا يدينُونـا

بِضُمّـرٍ مـا رَبَطنـاهـا مُسَـوَّمَـة ً
إلاّ لنَغـزوُ بهـا مَـن بـاتَ يَغزُونـا

قومٌ إذا استخصموا كانـوا فراعنـة ً
يوماً وإن حُكّمـوا كانـوا موازينـا

تَدَرّعوا العَقلَ جِلبابـاً فـإنْ حمِيـتْ
نارُ الوَغَـى خِلتَهُـمْ فيهـا مَجانينـا

إذا ادّعَوا جـاءتِ الدّنيـا مُصَدِّقَـة ً
وإن دَعـوا قالـتِ الأيّـامِ : آمينـا

إنّ الزرازيـرَ لمّـا قــامَ قائمُـهـا
تَوَهّمَـتْ أنّهـا صـارَتْ شَواهينـا

ظنّتْ تأنّي البُزاة ِ الشُّهبِ عن جـزَعٍ
ومـا دَرَتْ أنّـه قـد كـانَ تَهوينـا

ذلّـوا بأسيافِنـا طــولَ الـزّمـانِ
فمُذْ تحكّموا أظهروا أحقادَهـم فينـا

لم يغنِهِمْ مالُنا عـن نَهبـش أنفُسِنـا
كأنّهـمْ فـي أمـانٍ مـن تقاضينـا

أخلوا المَساجدَ من أشياخنـا وبَغـوا
حتـى حَمَلنـا فأخلَينـا الدّواوينـا

ثمّ انثنينـا وقـد ظلّـتْ صوارِمُنـا
تَميـسُ عُجبـاً ويَهتَـزُّ القَنـا لِينـا

وللدّمـاءِ علـى أثوابِـنـا عـلَـقٌ
بنَشرِهِ عـن عَبيـرِ المِسـكِ يُغنينـا

فيَا لهـا دعـوة فـي الأرضِ سائـرة ٌ
قد أصبحتْ في فـمِ الأيـامِ تلقينـا

إنّـا لَقَـوْمٌ أبَـتْ أخلاقُنـا شَرفـاً
أن نبتَدي بالأذى من ليـسَ يوذينـا

بِيـضٌ صَنائِعُنـا سـودٌ وقائِعُـنـا
خِضـرٌ مَرابعُنـا حُمـرٌ مَواضِيـنـا

لا يَظهَرُ العَجزُ منّـا دونَ نَيـلِ مُنـى ً
ولـو رأينـا المَنايـا فـي أمانيـنـا

مـا أعزتنـا فراميـنٌ نصـولُ بهـا
إلاّ جعلـنـا مواضيـنـا فراميـنـا

إذا جرينا إلـى سبـقِ العُلـى طلقـاً
إنْ لـم نكُـنْ سُبّقـاً كُنّـا مُصَلّينـا

كم من عدوِّ لنَـا أمسَـى بسطوتِـهِ
يُبدي الخُضوعَ لنا خَتـلاً وتَسكينـا

كالصِّلّ يظهـرُ لينـاً عنـدَ ملمسـهِ
حتى يُصادِفَ فـي الأعضـاءِ تَمكينـا

يطوي لنا الغدرَ في نصـحٍ يشيـرُ بـه
ويمزجُ السـمّ فـي شهـدٍ ويسقينـا

وقد نَغُـضّ ونُغضـي عـن قَبائحِـه
ولـم يكُـنْ عَجَـزاً عَنـه تَغاضينـا

لكنْ ترَكنـاه إذْ بِتنـا علـى ثقَة
إنْ الأمـيـرَ يُكافـيـهِ فيَكفيـنـا

 

أنا فقط أريد أن أكرر أن الكتاب مهم جدا، وحسنا تفعل قناة صفا الفضائية، التي بدأت بتغيير مسمى (الحرب ...  الايرانية) ...  الى مسمى الحرب الايرانية العراقية، ثم أتبعها المذيع محمد صابر (أكثر من مرة بل ودائما) بمقولة يوم بدأت إيران حربها على العراق وليس العراق هو الذي بدأ كما أشيع يومه ...  هذا عدا عن أن الدكتور طه الدليمي قدم الوثائق الدامغة والأدلة القاطعة (التي عرضتها شبكة البصرة بدراسة الاستاذ سعد داود قرياقوس المشهورة) التي تثبت أن الفرس هم من بدأ العدوان على العراق ...

 

يتبع ...

 

 

د. صباح محمد سعيد الراوي

الخليج عربي وسيبقى عربيا

خليج الشهيدين السعيدين عمر بن الخطاب وصدام حسين

 

 





الجمعة٠٧ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥/ تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. صباح محمد سعيد الراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة