شبكة ذي قار
عـاجـل










ما هو سر هذه الزيارات المكوكية التي يقوم بها عملاء العملية السياسية في العراق إلي دول الجوار من طهران لدمشق للسعودية وأخيرا إلي القاهرة العاصمة المصرية في هذا التوقيت والذي لم يستثني عميلا دون آخر وعار علي من يستقبل هؤلاء العملاء إستقبال الفاتحين في الوقت الذي يغلقون أبوابهم أمام من يقاوم الإحتلال ، الجميع بدون أستثناء قاموا بهذه الجولات من الهاشمي إلي المالكي رئيس المنطقة الخضراء إلي العلاوي إلي زعطوط الحوزة إلي قادة ميلشيات بدر الطائفية ، وكل هذا يهدف الوصول إلي تشكيل حكومة تأخرت كثيراً ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا جاءت كل هذه الزيارات التي يقوم بها لصوص بغداد إلي هذه العواصم و التي يتحمل الشعب العراقي كل نفقاتها من وفود حكومية و غير حكومية من طيران وإقامة وغيرها من عائد سرقات البترول وثروات العراق التي تقوم بها هذه العصابات لإنفاقهم علي هذه الزيارات المكوكية علي طريقة هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ؟ وللإجابة علي هذا التساؤل علينا العودة إلي الوراء قليلا وبالتحديد بعد التاسع من نيسان 2003 وعقب الغزو والإحتلال الذي أدخل العراق في كهف مظلم بغيض قام علي تأسيسه الصهيوني بول بريمر تحت مسمي العملية السياسية التي أُسسها على قواعد المحاصصة الطائفية البغيضة والتي لم يكن لها وجود في عهد نظام الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين ، نعم ربما يكون هناك أخطاء للنظام ولكن لم تكن هناك طائفية وخراب ودمار لكل مقومات الدولة التي أصبحت بأيدي الإحتلال والعملاء الدولة الأفسد في العالم ، والمتتبع للشأن العراقي بعد الاحتلال يلاحظ ظهور أحزاب وتيارات وجماعات مسلحة شكلت نوعا ما خارطة العراق السياسية والعسكرية الفاشلة والمتناحرة فيما بينها وتمنع من إقامة كيان لدولة ذات سيادة ،

 

لقد وصلت العملية السياسية برئاسة المالكي المملوك وجميع الحكومات المملوكة السابقة إلي طريق مسدود علي الرغم من كل الدعم السياسي والعسكري واللوجستي الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ من أجل إنجاح المشروع ألاحتلالي لبلاد الرافدين والذي كان يشكل بروفة عرض لاحتلال بلدان عربية أخري بالطريقة العسكرية التقليدية ومع ذلك فان المأزق السياسي في العراق يزداد إنغلاقا يوما بعد يوم ،ولعل من أهم أسباب الفشل الذي تشهده الساحة العراقية والعملية السياسية اليوم هو سيطرة العملاء الذين جاءوا علي ظهر الدبابات الأمريكية على مقدرات البلاد إبتداءًاً من مجلس الحكم إلى المالكي مروراً بعلاوي والجعفري والتي لم تستطع كل تلك الحكومات العميلة المتعاقبة من فهم الكيمياء العراقية التي قال عنها الرئيس الشهيد صدام حسين انه لايستطيع أحد فك رموز هذه الكيمياء إلا العراقيون أنفسهم أما العملاء والخونة فأنهم فشلوا في فك طلاسم هذا الشعب لأنهم مستعرقين وليسوا عراقيين ،

 

وبالعودة للسؤال الذي تم طرحه عن سر هذه الزيارات المكوكية التي يقوم بها عملاء العراق إلي دول الجوار ومنهم من كان في حالة عداء شخصي مع هذه الدول وعلي رأس هؤلاء المالكي الذي كان يناصب سوريا العداء في وقت سابق علي هذه الزيارة والتي وجه اليها اتهامات كثيرة محملاً مسئوليتها عن التدخل في الشأن العراقي الداخلي فما الذي تغير اليوم ؟ وللإجابة عن هذا التساؤل نقول دعكم من تحليلات كتاب فنادق الخمس نجوم كما أسماهم المجاهد والمناضل أحمد هنانو دبوس في مقالاته الوطنية وتحليلاته السياسية والذي يتلخص في أن الإحتلال الأمريكي اليوم يعيش المأزق في كل من أفغانستان والعراق بل و عاجزون عن البقاء وعاجزون عن الرحيل في آن واحد وقد قالها الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي عنان منذ سنوات وقبل أن يغادر عمله كأمين عام ، فالمشروع الأمريكي وعمليته السياسية في العراق تعيش حالة من التخبط وتبشر بانهيار المشروع الاستعماري وتحمل في طياتها رسالة للمقاومة بان ساعة الإنتصار قد أقتربت من نهايتها ولم يبق للاحتلال الأمريكي وعملائه المستعرقين إلا اللعب في الوقت الضائع وعليهم بالأستعداد للرحيل وترك الشعب العراقي يحدد مصيره بنفسه بعيداً عن لغة الإرهاب والإغتيالات وقطع الرؤؤس ،

 

إذن الهدف من إستجداء وطرق الأبواب علي مختلف العواصم العربية هو إنقاذ سمعة وكرامة الإمبراطورية الأمريكية التي مرغت أنفها المقاومة العراقية في التراب العراقي العربي وباتت تبحث عن إيجاد مخرج مناسب من المستنقع العراقي مع الحفاظ علي ماء الوجه إن أمكن لفشلها في أبسط قواعد اللعبة السياسية مع هؤلاء العملاء وتشكيل حكومة تمثل الغطاء الشرعي للاحتلال وذلك لتغير قواعد اللعب في العراق وظهور لاعبين آخرين علي الساحة فخرج العملاء من طوع الإحتلال كل منهم يبحث عن مصالحه الخاصة ومشروعه الذي يرتبط به ، فهذا هو المالكي الذي راهنت عليه أمريكا لاستمراره في حكومة من جديد لكي يبُعد ألد أعدائها في العراق من السلطة أما إيران اللاعب الأساسي في العراق فإنها تنظر للمالكي علي اعتبار انه رجلها القوي الذي يدافع عن مصالحها ولم يُحرك له جفن علي نفوذها المتزايد في العراق رغم الضغوط الأمريكية عليه ،

 

فالمالكي لا يستطيع أن يمسك بالأوضاع في البلاد بدون أمريكا ولا يستطيع السيطرة علي الوضع من غير إعتماده علي الجيش الأمريكي وفي ذات الوقت المالكي لا يستطيع أيضا أن يتخلى عن دعمه ورعايته للمليشيات الإجرامية التي ترعاها إيران لخدمة مصالحها هناك والتي بدون هذه المليشيات لا تصمد حكومة الدمى لانها سوف تفقد قاعدتها الإجرامية فلكل من اللاعبين علي أرض الرافدين له إستراتجيته التي تنطلق من مواقف مصالح خاصة ، ومن الاستحالة لأمريكا تحقيق النصر بالعراق فقد خسرت الحرب ولهذا تسعي إلي من يُخرجها من ورطتها ولا تترك ورائها إيران تجني ثمرة الغزو والإحتلال التي قامت بها وكلفها الكثير من النفقات العسكرية والأرواح من جنودها و لكن يبدو أنها تحاول التعلق بالقشة الأخيرة التي تتشبث بها الإدارة والدولة المهزومة في إيجاد موضع من جديد وتثبيت أقدامها وأقدام عملائها فباتت تدفع بهم إلي هذه الدول ربما للاستجداء او لحمل رسائل من الإدارة بإيجاد حلول والمساعدة في هذه الورطة وألا سوف تترك العراق والعرب فريسة لإيران وهذا باطل يراد به باطل وذلك لان أمريكا تتخبط ألان تخبطا رهيبا إلي الدرجة التي تستجدي هي دولا صنفتها من قبل بدول محور الشر ، لقد تلاشت أحلام الغزاة وانكسرت غطرستهم وأنهار مشروعهم وضاقت أمامهم الخيارات إلي حد مغازلة إيران وسوريا عن طريق إيفاد العملاء في رحلات مكوكية بعد أن كانت قبل أيام أو سنوات تفبرك الذرائع لهذه البلدان والتي لم تتوقف يوما عن كيل الأتهامات بدعم المنظمات الإرهابية وعدم ضبط الحدود مع العراق الذي يسمح بعبور المقاتلين والإرهابيين إلي داخل العراق،وبالنسبة لإيران فالصراع يحتدم يوما بعد يوم حول سياسات إيران النووية وتدخلها في العراق وتهديدها للكيان الصهيوني ومع ذلك لم تتوقف محاولات واشنطن من استجداء إيران ولكن لا يأتي علي حساب تضحياتها من أجل غزو العراق والسيطرة علي ثرواته وبرعاية الصهيونية في المنطقة و التي تقف بالأساس وراء أحتلال العراق ، وأخيرا لن تنجح الخطط الأمريكية مجددا في البقاء طويلا في العراق ولن يغني أستجداء الدول المجاورة والغيرمجاورة في تقديم طوق النجاة للإدارة الأمريكية وإيجاد مخرج لهذه الورطة لان ببساطة المقاومة العراقية هي فقط من يملك قرار العقد والحل وتشكيل الحكومات. 
 

 

 





السبت٠٨ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الـــوعــي العــربي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة