شبكة ذي قار
عـاجـل










1.  غياب النموذج في المجتمع: ان محاربة النماذج السياسية المؤثرة والشخصيات الفكرية الدينية والسياسية وملاحقتها بحجة محاربة الارهاب، جعل كثير من الشباب يتجه الى هذا الفهم المنحرف عن قيم الدين واحكامه، لان الحكام وعلماء الدين والاباء والاساتذة وحتى مسؤولي الاحزاب وحركات التحرر صار اهتمامهم بالمظاهر والمال كبيرا وتشكل مباهج ومغريات الدنيا اساسا في تعاملهم، هذا ادى الى نمو انماط من السلوك الردئ في وسط الشباب في المجتمعات الشرقية، وصار المال هو الهدف، وهذا ينمي روح الانحراف والجريمة والسعي المنحرف للكسب، وبالتالي غياب قيم ومثل الدين والمجتمع القائمة على الفضيلة والزهد والقناعة والتزام الحق والعدل.

 

2.  تنمية الغلو والتطرف دون حساب لآثاره المستقبليه: وهذا ليس محصورا بالمسلمين فقط بل بكل الرسالات وكان الاستعمار والغرب أول من استخدمه في حروبه، وانتشر بحيث وصل الغلو والمذهبية للمسلمين، وصار الاختلاف في الاحكام بين العلماء المسلمين في بعض المسائل والفروض مدعاة للخلاف والبغضاء، وسببا من اسباب الفرقة والتطرف وظهور الفكر التكفيري المنحرف، وتضخيم دور اشخاص تابعين وتصويرهم للمسلمين الجاهلين بتفاصيل وتاريخ الاسلام على انهم المراجع الاساسيين في الدين، وهذه جريمة بحق الدين، أعتبرها تصل لحد الكفر لاني التقيت بمسلمين التقاهم قبلي من يدعون انهم علماء او دعاة يعتبرون بعض المتأخرين من المصلحين! - ان جاز عليهم القول- بمستوى الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، بل يعتبروهم افضل من صحابة الرسول، أهذا الذي قال فيه النبي الذي لا ينطق عن الهوى الاختلاف في أمتي رحمة؟ نعم هو هكذا - ما دام لا يمس الأساسيات – وهو فسحة للمسلم ان يختار الحكم الاخف والاسهل، ولكن ان تحولوه الى نقمة وفرقة وسبب للشقاق وتمزيق جمع المسلمين، فهذه هي الفتنة التي لعن موقظها يا علماء الدين، وهي سبب تكفير المسلمين لبعضهم، فعلى من يفعلها وزرها ووزر من عمل بها الى يوم الدين والحساب.

 

3.   التركة الاستعمارية وتأثيرها:  لقد ترك الاستعمار الغربي للوطن العربي تركة ثقيلة كانت سببا في تأخرهم وانحطاط نهضتهم، كتفشي الأمية في المجتمع العربي والمجتمعات الاسلامية والشرقية عموما، ولا أعني عدم القراءة والكتابة فقط ، بل الامية الثقافية والاجتماعية والسياسية والدينية والاقتصادية، نتيجة الاعلام المضلل والمنحرف ضد القيم النبيلة في المجتمعات المؤمنة، وتلك القيم هي اهم المعارف الخلقية والاجتماعية، وصمام امان الفرد والمجتمع وحصنه المنيع من كل انحراف، وظهور ثقافات ومناهج منحرفة اجتماعيا ودينيا من خلال التبني لاجتهادات كان وراء ظهورها الااعلام الغربي ومفكريه ،لخدمة اهداف وغايات مناقضة للدين واحكامه.

 

4.   الحرب الاستعمارية على الدين وقيمه: أدى القصور في التربية والمعرفية الدينية ، والسبب الاول تجزئة الوطن العربي، وابعاد العرب عن المسلمين، وانحسار العرب عن دورهم في تعليم اصول الدين وعلومه، كونهم الاقدر بحكم ان القرآن والسنة النبوية الشريفة بلغتهم، مما اتاح ظهور فهم خاطيء عند كثير من المسلمين لاحكاتم وفقه الاسلام والمسيحية، خصوصا عند الدول والشعوب التي لا تجيد لغة القرآن وصار اي انسان يتمكن ان يعلمهم ما يريد باسم الدين، فان كان يريد به الدنيا وغايات اخرى قادر ان يعلمهم ما يريد، وهذا الذي اعنيه في كثير من كتاباتي بأن العرب عليهم حساب أخطائهم وأخطاء انحراف المسلمين من غير العرب يوم الدين.

 

5.  غياب الحوار الديني خصوصا في أوساط الشباب: ان غياب الصراحة والحوار واللقاء بين كبار العلماء والمجتمع المسلم وخاصة الشباب حتى امسى ان تقابل رئيس دولة أسهل على المسلم من مقابلة المرجع الاعلى في مذهبه، وصار هناك من يتحدث باسمهم وهناك من يحجب الناس عنهم ولهم حمايات وحرس وخدم، ونسوا ان رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم كان يخطب الناس بنفسه ويعضهم ويبين لهم دينهم، فتحول من يدعون انهم علماء الى حكام ووجهاء سلطة وتجار باسم الدين، فكثر المتحدثون باسم الدين وزاد الخلط بين الغث والسمين، وتسبب ذلك في انحراف كثير من المسلمين، وصار المسلم يحس انه مجرد متبع لا يسمع رأيه ولا يصحح خطأه فدب الوهن في اهتمام الناس بدينهم أو اجتهدوا وفق فهمهم، فجاءت المفاهيم الخاطئة والبعيدة عن حقيقة احكام الدين.

 

6.  الدكتاتورية والفاصل بين الحاكم والشعب: هذا يجعل الملتزمين دينيا والمتطرفين في افكارهم للاسباب التي ذكرناها انفا يكفروا الانظمة ويناهضوها ويعتبروها خارجة عن الدين وتابعة لملة الكفر والاستعمار فيجتهدوا بان حربها ليس جائزا فقط بل واجبا شرعيا.

 

7.  المال العربي والاسلامي واستثماره في الغرب: استثمار رؤوس الاموال العربية والاسلامية خارج الوطن العربي والاسلامي أو تجميدها في بنوك الغرب، كرؤوس اموال ميتة غير متحركة اي بلا ارباح حتى مصرفية، مما يعني تشغيلها لصالحهم اقتصاديا، وتوظيف عائداتها لخدمة مخططاتهم ودولهم، جعل كثير من الشباب العربي والمسلم يعتبر الأنظمة كافرة ومعادية،فلو وظفت تلك الاموال لكانت قادرة على احداث تغير كبير في جميع الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، بل وحتى الدينية في العالم الاسلامي ودول الشرق عموما خاصة في اسيا وافريقيا، ولو حسبنا خسارة الدول الغنية (نتيجة صادرات النفط والغاز) خلال الازمة المالية ووزعناها على فقراء المسلمين لاغنتهم، وجعلت لكل منهم مصلحة يعيش منها، ولو حسبنا ارباحها البنكية السنوية بالحد الادنى لعرفنا ان تحصيلها واستثمارها في مكافحة الفقر في العالم الاسلامي أو البشري عموما، ولو وظفت في العمل الانساني لقدم خدمة للدين والعرب وقضاياهم اكبر من كل ما يفعله الدعاة والخطباء.

 

8.  الفقر والجوع والبطالة: إن تدني الموارد المالية في معظم اقطار الوطن العربي ومعظم دول العالم الاسلامي، سبب مشاكل اجتماعية وجوعا بين معظم الناس، ادى الى انخفاض مستوى معيشة العائلة والفرد، وتفشي البطالة، وضعف التنمية وتعثرها في المجتمع ، واهتزاز ثقة المواطن بنظام الحكم والدولة، وعدم الاطمئنان للمستقبل ، وانتشار مظاهر الفساد الوظيفي والسياسي والأخلاقي في الانظمة، أحد أهم مسببات نمو التطرف وتصاعد العنف نتيجة الاحباط واليأس والمعانات بين الشباب في المجتمعات الشرقية خصوصا، جعل المجتمع رافضا لانظمة حكمه ومناهضا لها، خصوصا وبعضها يدعي انه نظام حكم اسلامي، فبدأ الشباب يعاملها ويعتبرها منافقة بل خارجة عن الدين وموالية للغرب الكافر الذي يحميها.

 

9.  موقف الانظمة والحكومات من الدين: مخالفة الانظمة الحاكمة في الوطن العربي والدول الاسلامية للشرع الديني في كل شيء، وليس في احكام قد تحتاج الى اجتهاد واستيعاب لظروف المجتمع والعالم، وهذا ليس خروجا على الدين لان السابقون عملوا واقروا بعض حالات مشابهة، مثل عدم قطع يد السارق عام الرمادة، وكان خيرة الصحابة احياء موجودين ولم يعترضوا او يعتبروها مخالفة لحكم القرآن، وان تلك الانظمة تحكم بما يلائم حكامها، كما يجرى في بعض الاقطار العربية أو الاسلامية والتي تدعي ان حكامها خدم الاسلام أو امراء للمؤمنين او انها دولا نظامها ومنهجها اسلامي وليس سياسي وضعي، وهي لا تخدع الا نفسها والجهلة من المسلمين، وهذا يجعل الشباب من المسلمين اللذين يتطلعوا للتغير والاصلاح ان يبحثوا عن طرق أخرى قد تكون مناهضة فكريا للدين كما هي الشيوعية والعلمانية وغيرها من النظريات.

 

10.  غياب الحوار الديني خصوصا مع الشباب: ان غياب الصراحة والحوار واللقاء بين كبار العلماء والمجتمع المسلم وخاصة الشباب حتى امسى ان تقابل رئيس دولة أسهل على المسلم من مقابلة المرجع الاعلى في مذهبه، وصار هناك من يتحدث باسمهم وهناك من يحجب الناس عنهم ولهم حمايات وحرس وخدم، ونسوا ان رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم كان يخطب الناس بنفسه ويعضهم ويبين لهم دينهم، فتحول من يدعون انهم علماء الى حكام ووجهاء سلطة وتجار باسم الدين، فكثر المتحدثون باسم الدين وزاد الخلط بين الغث والسمين، وتسبب ذلك في انحراف كثير من المسلمين، وصار المسلم يحس انه مجرد متبع لا يسمع رأيه ولا يصحح خطأه فدب الوهن في اهتمام الناس بدينهم أو اجتهدوا وفق فهمهم، فجاءت المفاهيم الخاطئة والبعيدة عن حقيقة احكام الدين.

 

11.  موقف الانظمة والحكومات من الدين: مخالفة الانظمة الحاكمة في الوطن العربي والدول الاسلامية للشرع الديني في كل شيء، وليس في احكام قد تحتاج الى اجتهاد واستيعاب لظروف المجتمع والعالم، وهذا ليس خروجا على الدين لان السابقون عملوا واقروا بعض حالات مشابهة، مثل عدم قطع يد السارق عام الرمادة، وكان خيرة الصحابة احياء موجودين ولم يعترضوا او يعتبروها مخالفة لحكم القرآن، وان تلك الانظمة تحكم بما يلائم حكامها، كما يجرى في بعض الاقطار العربية أو الاسلامية والتي تدعي ان حكامها خدم الاسلام أو امراء للمؤمنين او انها دولا نظامها ومنهجها اسلامي وليس سياسي وضعي، وهي لا تخدع الا نفسها والجهلة من المسلمين، وهذا يجعل الشباب من المسلمين اللذين يتطلعوا للتغير والاصلاح ان يبحثوا عن طرق أخرى قد تكون مناهضة فكريا للدين كما هي الشيوعية والعلمانية وغيرها من النظريات.

 

12.  غياب النموذج في المجتمع أو تغيبه: ان محاربة النماذج السياسية المؤثرة والشخصيات الفكرية الدينية والسياسية وملاحقتها بحجة محاربة الارهاب، جعل كثير من الشباب يتجه الى هذا الفهم المنحرف عن قيم الدين واحكامه، لان الحكام وعلماء الدين والاباء والاساتذة وحتى مسؤولي الاحزاب وحركات التحرر صار اهتمامهم بالمظاهر والمال كبيرا وتشكل مباهج ومغريات الدنيا اساسا في تعاملهم، هذا ادى الى نمو انماط من السلوك الردئ في وسط الشباب في المجتمعات الشرقية، وصار المال هو الهدف، وهذا ينمي روح الانحراف والجريمة والسعي المنحرف للكسب، وبالتالي غياب قيم ومثل الدين والمجتمع القائمة على الفضيلة والزهد والقناعة والتزام الحق والعدل.

 

13.  القصور في التربية الدينية : المؤسف أن العرب والمسلمين قد ضعف التزامهم الديني وقلت متابعة الوالدين والمجتمع لتعلم الابناء مناسك دينهم واحكامه فترة طويلة بحكم عوامل عديدة اكثرها تاثيرا تفشي امية في المجتمعات العربية واسلامية منذ سقوط الدولية العربية الاسلامية في العهد الثاني من الخلافة العباسية وغزو المغول التتر بلاد الاسلام واحتلال بغداد عاصمة الخلافة ومن ثم الغزو الاوربي لبلادنا.

 

14.  عدم قبول الرأي الآخر : انعدم تصدي رجال الدين للفرقة وبوادر الخلاف وتعدد موالات العلماء للحكام بعد ضعف الدولة المركزية وتعدد الدويلات وتناحر الحكام فيما بينهم من أجل السلطة جعلهم يلزموا المسلمين باتباع مذهب الحاكم، نعم ان واحدا من اهم اسباب الفرقة هو تشتت رجال الدين وترسيخ قيم الفرقة حتى بات البعض منهم يرفض رأي الاخر رغم أنه يسنده للقرآن والسنة النبوية لا لشيء الا لارضاء الحاكم.

 

يتبع لطفا ...

 

 





الاحد٠٩ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة