شبكة ذي قار
عـاجـل










بدءا اود ان اشير الى سوق الوراقين في السراي ببغداد قبل 700 عام وكيف كان يعج بباعة الكتب والمجلدات منها ماهو قيّم ونفيس كان غالي الثمن ومحدود الاعداد
حالما يطرح في دكاكين الورّاقين سرعان ماينفذ فيعجز القارىء الحصول على نسخة منه والامثله كثيره ككتاب الف ليله وليله وكليله ودمنه والبخلاء والتجار والنساء للجاحظ واللسان لابن منظور ومقدمة ابن خلدون والاغاني للاصفهاني ودواوين الشعراء والمعلقات وكثير غيرها  ... وهناك كتب ومطبوعات بخسة الثمن فجّه وركيكه ومنبوذه لايقبل عليها القارىء او يستسيغها فيرفضها جملة وتفصيلا قيمتها بخسه تباع بالهراج كما يسمّى او بدانق واحد لا أكثر كانت ضعيفة التداول يغطيها الغبار ومهمله لركاكة اسلوب كتّابها وانعدام الذوق الفني والادبي.


سوق الوراقين كان زمانا لكنه اليوم مكانا شاخصا ببغداد عاصمة الثقافه في كل الازمنه حتى عام 2003 بعد ان سرق البغاة الزمان والمكان .فاصبح اليوم محلا لعرض البضاعة الايرانيه والامريكيه والمستورده ليصبح سوق السراي ( سوق هرج ) ثاني في بغداد بغداد كانت عاصمة العباسيين قادت الثقافه الى مشارق الارض ومغاربها لتعم وتشمل الاصقاع حتى الصين وبلاد السند واقاصي اوروبا و ومجاهيل افريقيا كما اشيع آنذاك .


بعدها اندثر سوق الوراقين وتهدمت دكاكينهم وتبعثرت كتبهم وصار (( اصطبلا )) بفعل الفاعلين كما يحدث تماما في بلدي اليوم في عصر العولمه والديمقراطيه الرشيده وسعادة العراقيين .


لكل زمان رجاله ولكل حيّ وزقاق رموزه ولكل مكان جماله ورونقه وابهته حيث الطيبون للطيبات والخبيثون للخبيثات والطيور على اشكالها تقع .


هنا لانريد ان نستعرض كل ماضينا حتى لانملّ من طرح الامثله والعناوين بدءا باحراق مكتباتنا ورمي الكتب والنفائس في دجله بعد ان تحول ماءه الى ازرق  ...  مرورا بزمان الاشرار يوم طوت سنابك خيولهم حضارتنا وارثنا حيث خيول الفرس والتتار وطرابيش العثمانيين  ...  وهاهي اليوم العمامات المستورده خصيصا لاتمام تدمير ماتبقى من احياء بلدي فهل نحن بانتظار صبغة جديده لمياه الفراتين حيث سترمى ما تبقى من مخطوطاتنا في المياه ليبعث من جديد تراث العلقمي وعمر الخيام ورستم وعبدة النار من الزرادشت ؟
ماذا يخفي لنا الزمن الصعب ؟


اخوتي القراء :
المواقع الفضائيه وشبكات الانترنيت ملأت فضاءنا بدكاكين الوراقين وانتشرت بكثافة الجراد عندما يغزو الحقول والذباب عندما يهجم على قطع الحلوى  ...  اصبحت كمحلات ( الشربت ) وبسطيات ( الخرده وباعة شعر البنات )  ... من كل فجّ عميق فضائيات ومواقع اضعف من نسيج العنكبوت حالما تتعرض لهبوب ريح عصفت بها وهشمتها فتطير اشلاءها لتصبح منسيه وفي خبر كان .

 

ما اكثر المواقع الهزيله والركيكه والهشه والتي يسميها العراقيون ب ( الخرده ) تعمل بلا نظام وبلا اهداف ولا شخصيه تقف عليها!!! مجرد شخابيط على الحائط  ... فلو احصينا عدد الفضائيات التي دخلت بلدنا منذ الاحتلال الغاشم والاهوج لضاعت علينا الحسبه فنبدا احصاءها من جديد كم موقع انترنيت جاء مع المحتل لكن سرعان ما ذاب كفصوص الملح واختفى لهزالته وضعف ادائه بينما المواقع الوطنيه والمخلصه للبلد والشعب تعمّر وتدوم لانها تسخر لخدمة الوطن فهناك الكثير منها يعمل كخلية النحل وهذه المواقع ليست بغريبه على القراء لان المتابع ذو الحس الوطني يميّز بين الاسود والابيض وبين الليل والنهار وبين الاعمى والبصير وبين العماله والوطنيه .


نقول لاصحاب الدكاكين الضيّقه والفضائيات الرخيصه :
آن الاوان ان تغلقوا محلاتكم لانها لاتسد نفقاتكم وانتم على شفى الافلاس والهزيمه واستهجان مجتمعاتكم (( ماكو معاميل )) ... كفوا عن هذه الخزعبلات واغلقوا منافذ العماله لانكم انتم لسان حال المحتل والغازي  ... وهو راحل تاركا كل شىء للتاريخ فان لم تسرعوا للحاق به سيتخلّى عنكم شئتم ام ابيتم بعدما يستنفذ كل مصالحه معكم ننصحكم باغلاق المواقع الخبيثه والمتآمره على ابناء العراق وان غدا لناظره قريب

 

 





الاثنين١٠ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ججو متي موميكا نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة