شبكة ذي قار
عـاجـل










جاء في التحليل الأولي لحكومة إيرانية عن التفجير الأخير الذي جرى أثناء الإستعراض العسكري في ذكرى الحرب بين العراق وإيران، أن التفجير كان ورائه الأمريكان والموساد الصهيوني، وأضاف والبعثيين؟؟!!!، هذا لا يعني أن البعثيين فعلا ورائه، بل يعني لذوي الألباب من المحللين والمفكرين والسياسين العرب ما هي رؤية النظام الأيراني للبرنامج العربي ولقومي الحضاري الذي يمثله البعث، ويكشف آخر ورقة توت يحاول النظام الإيراني اخفاء عورته ورائها في إمكانية العودة للقاء مع الأمة العربية بكاملها بعد أن تعرت حقيقة أسس تعامله مع العرب، ويكشف بلا لبس عن معنى العلاقات التي يقيمها النظام الإيراني مع منظمات وأنظمة عربية وطبيعتها المصلحية التكتيكية، وينبه الجميع على أن تلك العلاقات ما هي إلا إستثمارا للتردي السياسي في الوطن العربي والفراغ الذي تعيشه الساحة العربية، ومحاولة إستغلال ذلك من قبل النظام الإيراني لمد نفوذه وخلق بؤر له يستطيع تحريكها وقت ما يشاء، ويكشف بشكل واضح ما يجري في العراق، وطبيعة الكتل المحالفو والمرتبطة بنظام إيران، فهل يعي العرب ذلك بهذا الشكل؟


إن هذا الربط الغبي بين حزب البعث العربي الإشتراكي وبين أمريما وربيبتها الصهيونية لا يؤثر على الحزب ومنهجه وحقيقة معاداته للإمبريالية والصهيونية، ولا يمكن للنظام الإيراني التي تدل كل وقائع الفعل اليومي على طبيعة العلاقة الضبابية بين النظام الإيراني وأمريكا والكيان الصهيوني، بشكل أكثر منذ العدوان الأمريكي على العراق عام 1991ولحد اليوم، بل هو كشف حقيقي لطبيعة العلاقة بينهما، فلا يعني وجود علاقات غير طبيعة بين حلفاء على انهما متعادين بل قد تكون محاولة لكسب فائدة أكبر أو وجود شكوك بين المتحالفين، وإلا إذا كان كل ما يحدث بين طرفين متعاونين أو متحالفين من إختراقات يعني عداء، فماذا يفسر البعض المضلل بالعداء بين النظام الإيراني وامريكا والصهيونية من كشف عدة جواسيس صهاينة في أمريكا؟؟؟ هل الكيان الصهيوني وأمريكا خصمان؟


هذا غباء سلطهم الله على انفسهم ليفضحوا حقيقتهم، وإلا ما هي أوجه الربط بين البعث من طرف والقوى الكردية الإيرانية المناهضة للنظام هناك؟ وما هو وجه الربط بين البعث من طرف وأمريكا والكيان الصهيوني؟ البعث يناهض الإمبريالية ولا يعترف بالكيان الصهيوني ويعتبره الخطر الحقيقي على السلم والأمن الدوليين والعدو الأول لعروبة والإسلام والمسيحية بل كل الإنسانية منذ مرحلته التأسيسية في أربعينيات القرن الماضي، ويخوض حرباَ مباشرة معهما على الأقل بشكل مباشر منذ غزو العراق، ألا يستسخف السياسي الذي وضع ذلك التحليل ويندم لأنه أخطأ خطئا تاريخيا وكشف بلا وعي ودراية عن حقيقة النظام و منهجه المعادي للعرب والعروبة، وكشف بالدليل طبيعة تدخله في العراق وغاياته منها؟


فدور نظام حكام إيران الحاليين في دعم ومعاونة و‘سناد قوى الغزو لديار الإسلام أكبر وأوضح من يحتاج الى تبيان وكشف، ولا أريد فضح ما سلطهم الله به على أنفسهم فأعلنوا هم أن لهم الفضل والدور الكبير الذي لولاه لما تمكنت أمريكا من دخول وإحتلال العراق وأفغانستان، وما تبني إيران لما يسموه تنظيم القاعدة ودولة العراق الإسلامية وزج مليشيا كلها ذات مرجعية وقيادات وتمويل ومنهجية فارسية، وجعلتها عدديدة لإستيعاب أكبر عدد وتضليلهم بأنها ليست موحدة المنشأ والتكوين والغايات وهو نوع من العمل المخابراتي المدروس، وزادت فأضافة لخدمة الإحتلال بزج فيلق فارسي له أهدافه الأقليمية ولكنه جزء من قوة الإحتلال في حركته وممارساته وفاعليته وعمله، فكان موجها لتصفية كادر الحزب وكفاءات العراق وقادة الجيش وتجنيد المرتزقة وتعميق الفتنة الطائفية، وهي المنهج الرئيسي في إستراتيجية المحتل الأمريكي البريطاني الصهيوني، فصارت رابعا لهم، بل تقدمت في درجة الجهد والعدد القتالي لتكون القوة الثانية بعد أمريكا كجيش وشركات عقود من المرتزقة إن لم تكن بسمتواها العددي ولكن تتفوق قوات أمريكا بأنها تملك الطائرات والدروع على أرض العراق.


وما كشفته السنوات السبعة المنصرمة في مجمل حركة القتال بين الشعب العراقي وقوات الإحتلال يكشف عن طبيعة التحالف الإيراني مع الإحتلال الأمريكي البريطاني الصهيوني، ومنه تآمرها في إجهاض أي توجه مقاوم في جنوب وغرب العراق حتى بات العالم يتصور أن نصف سكان العراق متعايشين ومرحبين بالإحتلال، ومنها دور إيران وتأثيرها وجهدها في إحتواء وتدجين جيش المهدي وتصفية كل كادر الحزب في محافظات الجنوب والفرات وبغداد وديالى من قبل أتباعها وقواتها، ولا يخفى على الناس علاقتها مع الحزبين العميليين في شمال العراق ودعمها لتصفية كادر الحزب وقادة الجيش في محافظات التأميم ونينوى وصلاح الدين وديالى، وهم أي مرشد إيران وقادتها يعرفوا بالتفصيل ما هي علاقة وعمق العلاقة بين طلباني وبرزاني والكيان الصهيوني، وما هو المنهج الذي يعملوا به ومن يخطط لهم ويوجههم ويمولهم، فهم شركاء للأمريكان والبريطانيون في إحتلال وقتل وتدمير العراق وشركاء للصهاينة في تنفيذ مخطط تقسيم العراق وتقوية الوجود والمنهج الصهيوني في منطقة الحكم الذاتي، فمن الشريك لهؤلاء يا حكام الجمهورية الإسلامية ومرشدها في أيران، أنتم أم البعثيون؟؟؟


لا أريد أن كاتباَ معيدا للإستدلال على حقائق واضحة وصارت معروفة ومكشوفة، فأجلس أسطر الصفحات عن أدلة باتت معروفة عن طبيعة العلاقة بين المنهجين الإمبريالي والصهيوني والإيراني، وإلتقائهما وخدمة كل منهما للآخر فالعبرة بالدلالة، والناس قادرين على البحث عن التفاصيل وهو أكثر من أن تعد وتحصى وأكبر من أن تزوق وتزور وتخفى، فمن كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بحجر.

 

 





الثلاثاء١١ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة