شبكة ذي قار
عـاجـل










1.  الطائفية وتنميتها كنقاط اختلاف: ان ما ورد في النقطة السابقة يؤشر أن التعصب الطائفي سببه تعدد مصادر الافتاء والانقطاع بين رجال الدين، وعدم اعتماد الحوار بين اصحاب الافتاء، وتمسك كل منهم برأيه وفتواه واعتباره حجة لا يمكن اعتماد غيرها ادى الى نمو وترسيخ المذهبية المنحرفة، ولو كان عمل مراجع الافتاء سليما فلا ضير ولا ضرر فيه ولكان تعدد في الرؤى والاحكام تنهل من منهل واحد وللمسلم الخيار في اتباع ما يراه مناسبا.

 

2.  التعصب الحزبي (الطائفي): تحول الافتاء نتيجة لارتباطه بالحكام الى عمل سياسي وتحزب، فصار كل مذهب يعتبر المذهب الآخر مخلا في بعض الاحكام، وصل في أحيان كثيرة الى حد التحفظ ولا أقول التكفير بين اتباع مذهب ومذهب، حتى غدى البعض يعتبر زواج الحنفي من المرأة الشافعية والعكس مكروه، ولا أريد أن أقول غير جائز، وبهذا تحولت المذاهب الى احزاب وملل، ولم يتصدى لها رجال الافتاء والمراجع بشكل صحيح، ولو عدنا للسنة فان أحد الصحابة عاب يوما على آخر بأنه عبد، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وقال: أنها عصبية جاهلية، فأين علمائنا ومراجعنا من هذا التعامل العظيم، وكلنا يعرف موقف الرسول مع الصحابي زيد حين قتل محاربا بعد قتله جماعة من المسلمين واثناء قتاله مع زيد نطق الشهادة، لكن سيف زيد وغضبه كانا أقرب لعنقه، فبررها زيد بأن الكافر نطقها خوفا، فقال له رسولنا الكريم (هلا شققت عن قلبه) وكررها بغضب.

 

3.  التناقض بين القول والفعل: ان تناقض رجال الدين والافتاء والاحزاب الدينية في حقيقة التوجه في تقريب وجهات النظر، التي تولدت بعد عام 80هـ وازدادت خطورة في القرن الثالث الهجري، والعمل على لم شمل الأمة عموما وتقويض أسباب الفرقة والخلاف لم يكن جديا بل كان عبارة عن مناظرات بينهم كل يدافع عن وجة نظره ويؤكدها دون عمل فعلي وجاد من أجل ما دعى له القرآن والسنة النبوية الشريفة.

 

4.  تبدل الخلق الديني ورجاله: تحول الغالبية العظمى من رجال الدين وبحكم علاقاتهم بالحكام الى أغنياء واثرياء، وبات واحدا من سمات رجال الدين الغنى وامتلاك الاموال والاطيان والعقارات، وصار كل منهم يسعى لبقاء ما يعتبره نعمة، وذلك خلق مراكز نفوذ واستقطاب لهم، فمنذ قرون ترك رجال الدين ومن يقولوا انهم مراجع وعلماء الأمة الزهد والجهاد والواجبات التي امر بها الله ورسوله، فصار المرجع الأعلى لا يخطب الناس ولا يقيم الصلاة بالناس بل جعل له وكلاء وممثلين حتى في المدينة التي يقيم فيها. ولم يستنوا بسنة رسول الله الذي كان يخطب الناس ويأم صلاتهم حتى في يوم وفاته، حين أحس أنه أفضل دخل المسجد وتراجع الصحابي الجليل أبي بكر للوراء ضننامنه أن الرسول سيصلي بالناس فاشار له الحبيب المصطفى أن أكمل.

 

5.  اهمال رجال الدين الامور العامة: برزت في العصر الحديث والحاضر أمورا لم تكن موجودة في عصر الاسلام الأول، وتلك الامور مؤثرة في المجتمع كالاحزاب والرياضة والسياحة والزواج المختلط ونظريات فكرية وسياسية وغير ذلك، لم يكلف علمائنا الحالين أنفسهم مناقشتها ووضع اجابات لها، بل ان اكثرهم وقف منها موقف المتفرج، وبعضهم أفتى بالاطلاق كل من تحزب خان، في حين نجدهم يمالؤون الاحزاب وخاصة الاحزاب التي تتخذ الدين غطاءا ولها علاقة بهم وتقلد افتائهم.

 

6.  رجال الدين مع السلطة والحاكم: تأويل رجال الدين لاعمال وأفعال منكرة يقوم بها الحكام ويبرروها ويضفوا عليها شرعية دينية، كالحكم بالوراثة والعلاقات مع أعداء الله ودينه وعباده، بل راح الغالبية منهم يشرع لاباحة واقرار منكرات واعمال تناقض احكام الدين ويجوزها شرعيا، كما جرى بالاستعانة بجيوش الكفر على العراق عند اجتياح الكويت، وكما كان موقف مراجع المذهب الجعفري في العراق من الغزو والاحتلال، هذه الأمور جعلت كثيرا من الناس وخاصة الشباب يلجؤا لاحد امرين، الأول التطرف واعتماد الفهم الشخصي للنصوص، وهذا خطر طالما تحدث عنه المفتون لا لأنهم يخافوا على الدين وأحكامه بل خوفا على مواقعهم ومكاسبهم، والثاني الابتعاد عن الدين والتزام ما يسموه العلمانية وهي بابا للكفر والالحاد.

 

7.   تفشي الأمية الدينية : للاسف لقد تفشت الامية في مجتمعاتنا بشكل كبير، وليس المقصود الامية الابجدية فقط على خطرتها، لكن الامية الثقافية وضعف التوجه للعلم والمعرفة وصارت شواغل الحياة وتفاهات الأمور تستفطب الشباب أكثر من المسألة المعرفية والفكرية والدينية، وهذه مسؤولية كبيرة تتطلب جهد الخيرين وفي مقدمتهم من يعتبروا انفسهم رجال الدين والاعلم باحكامه وتفسيره، هذا جعل المجتمع العربي بل وعموم المجتمع الاسلامي وبالاخص الشباب يلتجؤا الى تيارات فكرية وتوجهات دنيوية، وعززت ضعف الأيمان وهذا ما يتحملة الجميع حكومات واحزاب ومرجعيات وأفراد.

 

8.  غياب المكتبة الاسلامية الموحدة والمفكرين والمثقفين: أين هي المكتبة الدينية التي تدعوا للتوحيد والتقريب، وتبيان مخاطر التعصب والتي تشرح للمسلم البسيط احكام دينه دون مذهبية وتعصب وغلو في حكم أو فتوى فلان أو فلان من التابعين، بل نجد العكس حتى في مواقع المراجع والعلماء المشهورين، أنا عمري 60عاما لم أعرف سوى العلامة المرحوم محمد حسين فضل الله والدكتور محمد عمارة دعاة حقيقيين لوحدة الأمة العربية وتوحيد المسلمين.

 

9.  الاعلام العربي والاسلامي: ودوره فيالتصدي للحملة المضادة، وهنا الطامة الكبرى والساحة الأخطر والأكثر تهديدا للاسلام خاصة بتطور وسائل النشر والاعلام كالانترنيت والفضائيات، يضاف لها دعم وتمويل أعداء الله ورسله لها، ولذذلك نجدها تنتشر لا تقل.

 

10.  دورائمة المساجد والدعاة: كل من حفظ مجموعات آيات وأحاديث يعتمد كخطيب وامام مسجد، وهذا عمل غير صحيح، فقد دخلت مساجدا وحسينيات ودور عبادة وجدت فيها من دعوات الغلو والطائفية والمذهبية ما جعلني أعتزل الذهاب للمساجد وأعبد الله وفق ما عرفته من الدين.

 

11.  عدم تربية الأجيال وفق التشريع الاسلامي : الاسلام هذا الدين العظيم الذي يدعوا للتعددية وليس يقرها فقط بل يعتبرها أمرا ربانيا في تكوين المجتمع وتعدده، والذي يدعوا للحوار والسلام والتسامح وقبول الآخر والتعايش بين الاقوام والقبائل والشعوب، نجد من يربي الناس عموما على عكس فضائل وقيم الدين. المطلوب أن يسعى المسلمون بل الكتابيون جميعا وخصوصا في الأمة العربية الى تنشيط الدعوة إلى تطبيق شرع اللّه واحترام كل موحد ودعوة غير الموحدين بالحسنى والكلمة الطيبة والسلوك والنموذج ليهتدي.فأين قول النبي: (اتق اللّه حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)

 

12.   غياب المؤسسات التعليمية المتخصصة: اين دور المؤسسات التعليمية والعلمية في توحيد المجتمع، مثلا جامعة الأزهر والجامعات والمدارس الدينية المماثلة في العراق والسعودية وغيرها من الاقطار العربية والدول الاسلامية في اسيا وافريقيا وما موقف جمعية علماء الاسلام ومنظمة المؤتمر الاسلامي من مناهجها وتوحيد رؤيتها وتبيان كل التشريعات والاحكام لجميع المذاهب ولا خوف من التعددوتوضيح الأمر للمسلمين بأن الاختلاف في الأحكام لا يعني الاختلاف في العقائد، وان المسلم مخيرا في اختيار ما يقنعه ليش شرطا أن يحصر جملة اعماله بمذهب محدد بل كلها صحيحة وجائزة شرعا.

 

13.   غياب المؤسسات الإسلامية الإقليمية والدولية الرسمية: كم يخصص اهل الاديان حتى غير الموحدين للعمل الاعلامي والتوضيحي وحتى التبشيري وكم الجمعيات التي تعمل في العالم، لماذا في الوطن العربي لا توجد وحتى في العالم الاسلامي، وعندما تكون هناك مثل هذه الجمعيات فهي سرية وفردية ومذهبية ومتابعة من قبل الدول الاستعمارية، لانها تعتبرها غير شرعية بل وارهابية، ولعدم دعمها من النظام الرسمي العربي يعاملوها بأنها منظمات خطيرة لا تختلف عن المافيا، بل قد يكون حربها متقدما على عصابات الارهاب والمخدرات والسوق السوداء وتجارة الرذيلة.  

 

14.  غياب الحوار الهادف مع العرب غير المسلمين: لم أجد من يخاطب العرب غير المسلمين والجميع موحدين والحمد لله، فثاني أكبر ديانة في الأمة العربية هي المسيحية،اللهم الا الدكتور محمد عمارة والسيد محمد حسين فضل الله، علينا أن نوضح لأخواننا وبني قومنا من العرب وحتى الآخرين حتى خارج وطننا وقومنا، أن غرض الاستعمار ودوله واداراته هو تنفيذ مخططاتهم ومصالحهم، وليس الدين ولا يعنيهم الدين بكل رسالاته، بل ان خطرهم يشملنا جميعا بكل مذاهبنا ودياناتنا

 

أليس من واجبنا وفرضا علينا شرعا أن نقدم النصح للعرب غير المسلمين ونطلب نصحهم، والتاريخ العربي الاسلامي مليء بالشواهد، وننبه ونوضح للجميع مسلمين بمذاهبهم وطوائفهم والنصارى بطوائفهم، وكذلك بالنسبة للاقليات الغير عربية في مجتمعنا، وعموم المجتمعات الاسلامية، بل لكل البشرية،كوننا أمة الرسالات المكلفة ربانيا بنقل رسالات وشرائع دين الله لهم، علينا أن ننبه ونوضح كل خلق الله عن حقيقة الامبريالية ومخاطر استغلالها لهم في تنفيذ منهجها الشرير فالمؤسسات الامبريالية والادارات الناتجةعنها لا يهمها شأن أحد بل تريد تجنيد من تستطيع لاهدافها، هذه مسؤلية العرب، فالعرب قبل غيرهم مسؤلين عن توضيح ذلك لعموم المسلمين كون الكتاب والسنة بلغتهم كمسلمين وكون رسالة نبي الله عيسى منا أننتقلت للغرب ونحن أعرف بها منهم، وهذا الذي اعنيه في كتاباتي دائما، بأن العرب سيسألون يوم القيامة عن أنفسهم، وعن من أنحرف من الأعاجم.

 

 





الاربعاء١٢ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة