شبكة ذي قار
عـاجـل










أهمية هذا الفصل لا تقل أبدا عن أهمية القسم الذي سبقه ..  عراق الشهيد صدام حسين ورجاله كانوا يحذرون مرارا وتكرارا، سواء بشكل علني وتصريح واضح، أو بشكل ضمني، أن هناك تحالف وثيق ما بين الصهاينة والصفويين عبر التاريخ ..  وكم تعجبني هذه التسمية التي أطلقها استاذنا صلاح المختار يوما ما في أحد مقالاته ..  مكعب الصاد الاجرامي .. . الصهيوني ..  الصفوي .. . الصليبي .. . وهنا، عندما نقول كلمة صليبي فإننا حتما لانقصد إخواننا النصارى أبد ..  بل، الله وحده يعلم، أن حذاء رجل نصراني شهم مثل أبوزياد، يساوي بالنسبة لنا رأس الخميني والخامنئي وكل هذه العمامات الفاسقة الصفوية الفاجرة التي لا تمت إلى الاسلام بصلة ..

 

وحين كان اخواننا الكتاب الوطنيون يحذرون دائما من تحالف وثيق ما بين الصفوية والصهيونية كانت الإتهامات تأتيهم من كل حدب وصوب مطلقة عليهم مختلف التسميات ..  ورغم كل ما حل بالامة العربية من ويلات ومصائب بسب الصهاينة والصفويين مجتمعين، إلا أنه لازال هناك من لايريد أن يقتنع بهذه النظرية ..  وهي أن التزاوج الذي تم ما بين هؤلاء الثلاثة (مكعب الصاد) لم تنفصم عراه بمجيء خميني ورحيل شاه ..  صحيح ذهبت القبعات، لكن جاءت العمائم لتحل محلها وليس لتلغيه ..  ذهب نظام الشاه، لكن النظام الذي حل محله سار على نهجه، في كل شيء ..  كل شيء يخطر على البال ..  الشاه كان علنيا بصداقته وتحالفه مع الصهاينة، جاء هؤلاء وجعلوها سرية، فحسب زعمهم أن الذي يرتدي العمامة لايجب أن يعلن تحالفه مع الذي يرتدي القلنسوة، ذرا للرماد في عيون العرب ..

 

وهذا الفصل، سيبين حقيقة العلاقة الوثيقة التي تمت ما بين خميني والصهاينة برعاية أمريكية .. . وأنهم إذا اختلفوا على شيء، فإنهم اختلفوا على طريقة ذبح العرب ..  ليس إل ..  وطريقة نهب أموالهم وتخويفهم من شيء م ..

 

يبدأ الدكتور موسى الفصل بهذه الآية الكريمة وهذا العنوان ..

 

(وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُون (سورة هود)

 

النظام الايراني واسرائيل ..

 

اسرائيل تعرف جيدا ان عدوها الاول والاخير هو العرب، واقوى الدول العربية هي اقوى اعدائها، اما ايران فكانت منذ قيام دولة اسرائيل صديقا حميما سواء في عهد الشاه او بعد سقوطه، واسرائيل على علم ويقين ان تصريحات الخميني وسائر زمرته من احتلال القدس والحرب مع الكيان الصهيوني هي للاستهلاك المحلي ومزايدات سياسية داخلية وخارجية.

 

لقد ثبت هذا عندما زودت اسرائيل ايران بقطع الغيار والاسلحة لاستعمالها في العدوان ضد العراق، ولقد حاولت الزمرة الخمينية الحاكمة اخفاء هذه الفضيحة الكبرى وحاول الخميني نفسه ان يدخل الميدان وكذب الخبر مرات وكرات، الا ان الفضيحة كانت اكبر من ان تخفى.

 

ان المخطط المشؤوم االذي نفذته ايران بالتعاون مع اسرائيل يعطي مؤشرات خطيرة هي ابعد بكثير من التعاون الاقتصادي والسياسي بين الجمهورية الايرانية والكيان الصهيوني، ان المتتبع لاحداث المنطقة يعرف بوضوح ان اسرائيل لاتستطيع العيش في المنطقة الا اذا ضعفت الدول العربية التي تهدد كيانها التوسعي، فقوة الدول العربية تعني ضعف اسرائيل، وقد جاءت احداث لبنان الدامية وما استهلكته من اسلحة الدول العربية، وخروج مصر عن الحظيرة العربية سببا في تضعيف دول المواجهة مع اسرائيل، وبالطبع مصدر قوة كبيرة لها، ولكن يبدو ان خروج مصر من الحظيرة العربية واحداث لبنان التي لازالت تستهلك السلاح والجهد العربي (في ذلك الوقت) لم يعط البعد اللازم لاقناع العرب بالوصول إلى حل سلمي مع اسرائيل ..

 

اضعاف الدول العربية قوة لاسرائيل ..

 

وكانت اقوى الدول العربية الرافضة لمعاهدة كامب ديفيد هي العراق، الذي قاد الدول العربية في رفض الحلول الاستسلامية، وبما انه كان أقوى دول المواجهة عسكريا وبشريا وكان يقود السياسة العربية الرافضة للحل الاستسلامي الذي اتبعه الرئيس المصري انور السادات فكان لا بد من تضعيف العراق عسكريا بأي ثمن، ومهما كلف الأمر، وبطريقة لا تثير مخاوف دول المجابهة الاخرى، فلذلك كما قلت في فصل (رفض الصلح) من هذا الكتاب، ان العدوان الايراني على العراق كان من ضمن التخطيط الاساسي لدعم الكيان الصهيوني، فضعف اقوى دول المجابهة عسكريا هو في صالح اسرائيل وفي صالح الحل السلمي، أي تسليم العرب للأمر الواقع .. 

 

أني لا اعتقد ان توقيت ضم الجولان وجعل القدس القديمة عاصمة أبدية لإسرائيل في هذا الوقت كان امرا اعتباطيا، فقد استغلت اسرائيل العدوان الايراني على العراقي لتتوسع في الاراضي العربية كما تريد وبلا رادع ومانع ..  فإستمرار ايران في عدوانها على العراق، ورفضها للصلح هو مخطط صهيوني استعماري اوضح من الشمس في رابعة النهار، ان في ضعف العراق تكمن قوة اسرائيل، وضعف العراق ضعف العرب، وضعف العرب قوة اسرائيل ايض ..  (انتبهوا أيها القراء رجاء لهذه الفقرة الهامة جدا جدا) ..

 

مائة مليون دولار من السلاح والعتاد في غضون 3 أشهر ..

 

ان العالم سخر بما يسمعه من الخميني والخمينيون حول عدائهم لإسرائيل، وإعتبره نوعا من الهذيان السياسي، واسرائيل ترى تعاونها وصداقتها مع النظام في ايران فرصة ذهبية لابد وان تستغلها في سبيل مآربها، وهذا ما يعتقده الضالعون في شؤون السياسة ..  ولقد نشرت بعض الصحف ان الاسلحة وقطع الغيار التي باعتها اسرائيل لايران تجاوزت مائة مليون دولارا!! كما ان خبراء اسرائيليين وصلوا ايران لتدريب حرس الثورة على استعمال تلك الاسلحة!!

 

وبعد كل هذا فلتقر عين السيد ياسر عرفات ومنظمة فتح في تعاطفهم مع الزمرة الخمينية في ايران، صحيح ان شهر العسل بين ايران والفلسطينيين قد انتهى وصحيح ان ايران اغلقت مكتب فتح في خرمشهر، وصبرت عليه المنظمة على مضض .. . لكن السؤال الاساسي هو كيف تصبر منظمة فتح على تعاون ايران مع اسرائيل عسكريا والذي ادى ويؤدي إلى تضعيف العراق عسكريا؟؟!! أي تضعيف المقاومة وتضعيف جبهة الصمود وتضعيف العرب في آخر المطاف، اذا كانت الكلمات فقط تقنع منظمة فتح فنحن لا نلومهم فهل الكلام المعسول الذي اطلقه الخميني وزمرته ضد اسرائيل قد يضمن النصر للعرب؟؟ وهنيئا لهم إذا ما اعتقدوا ذلك!!، واما اذا كانت هناك من سياسة حكيمة لتفريق الصديق من العدو، فان ايران الخميني تلعب اليوم اعظم الادوار الهدامة في مأساة العرب الكبرى ..  فلسطين .. .

 

الدول العربية التي تؤجج نار الحرب الايرانية العراقية (يخربون بيوتهم بايديهم) ..

 

ان الجسور الممدودة بين ياسر عرفات والزمرة الخمينية الحاكمة في ايران حتى وإن انقطعت، فان ايران ستستمر في طريقها لتدمير العرب واضعافهم، ولكن آن لصاحب الحق ان يقول كلمته ..  اما الدول العربية التي تواكب النظام الايراني في مسيرته الشائنة فانما تشارك في هدم نفسها وكيانها وشعوبها بعمد او جهل، ولاول مرة يحدث مثل هذا الخطأ الجسيم في تقييم العلاقات العربية الخمينية .. . ان تأييد حافظ الاسد للزمرة الخمينية الحاكمة في ايران انما هو تأييد لبيغن واسرائيل، وفي الحقيقة والواقع هدم لسوريا وامة العرب جميعا والاسلام .. !! (انتبهوا يا حكام سوريا لما يقوله لكم شخص إيراني وليس عربي !!!) ..

 

كما ان الاموال التي ينفقها الاخ القذافي على النظام الحاكم في ايران انما تضاف إلى ارصدة اسرائيل بعد تحوير صغير في الشيكات والتواقيع .. .

 

لابد من التذكير هنا – مع الأسف الشديد جدا – أن سوريا حافظ أسد زودت إيران بأسلحة في عدوانها على العراق ..  ناهيك عن الشحن الذي كان النظام السوري يعبأ مواطنيه فيه ضد القيادة العراقية في ذلك الوقت، والادعاء بين الفينة والاخرى أن العراق يرسل السيارات المفخخة إلى سوريا وأنه يدعم جماعة الاخوان المسلمين التي كانت تقاتل الحكومة السورية في ذلك الوقت ..  وقد أثبتت الايام عدم صحة شيء من هذا القبيل إطلاق ..  كما لن ننسى أن حافظ أسد منح جوازات سفر سورية لكل هذه الشرذمة الصفوية المتسلطة على رقاب الشعب العراقي حالي ..  ابتدأءا من الهالك نوري ألى ابن صاحبة الراية صولاغ وبعض من آل الزنيم وغيرهم من تلك الاسماء المجوسية المنكرة .. .

 

كذلك علينا هنا عدم نسيان موقف رجولي لزعيم عربي راحل هو الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، الذي قام من مقعده يريد ضرب السفير الليبي في تونس قائلا له بحدة وعصبية: أتضرب بغداد بصواريخكم أيها الـ  .. 

 

ولا نقول بعد هذا إلا آه ثم آه من حرقة الآه التي تخرج من قلوبنا بحسرة ولوعة وألم .. .

 

كل جندي يقتل في جبهات القتال الايرانية العراقية احياء لجندي في اسرائيل ..

 

واذا كانت الدول الاستعمارية الكبرى تساعد اسرائيل ضد العرب بالمال والسلاح، فان الجمهورية الخمينية تساعد اسرائيل بالمال والسلاح والدم، ان قتل كل جندي في جبهة الحرب الايرانية العراقية لهو حياة لجندي اسرائيلي واقف بالمرصاد للجبهة العربية ..

 

مقايضة السلاح بالنفط ..

 

لقد ثبت لإسرائيل ان ايران سوق رائج مربح، إن كان في ظل التاج أو العمامة التي خلفته، وهي صديق لا غنى عنه، فالبضائع الاستهلاكية الاسرائيلية التي إستوردتها ايران في عهد العمائم، والنفط الذي تستورده اسرائيل من ايران وفي ظل نفس العهد، صار اضعافا مضاعفة عما كان عليه الحال في عهد الشاه، والتعاون الايراني في ظل الخميني وزمرته تجاوز تعاون الصديق مع صديقه، ليصبح تعاون الحليف مع حليفه، فمتى كان الشاه يشترى الاسلحة ويستورد قطع الغيار من اسرائيل كما فعلت الدولة الخمينية؟؟ غير ان الشاه كان شجاعا في التصريح بعلاقته مع اسرائيل، والخميني وزمرته الحاكمة جبناء اذلاء،  ..  لقد كانوا: قَوم اشتَروا الضَّلالة بِالهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارتَهُم وَكانوا مِن الخَاسِرين .. .

 

(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (سورة البقرة) ..

 

الارهاب باسم الله ..

 

لم تكن هذه اول مرة يرهب المرهبون باسم الله امة من الامم على وجه الارض، فالارهاب باسم العقيدة له تاريخ طويل يبدأ من عصر البداوة، أي منذ اراد الانسان القوي ان يرغم الانسان الضعيف على قبول عقيدته، وما تاريخ الاضطهادات الدينية الا نموذجا صارخا للارهاب باسم الله والعقيدة.

 

يعود تاريخ الارهاب الديني إلى عشرين قرن خلت ..

 

قد يعتبر عهد السيطرة الرومانية على المسيحيين الاوائل من الصور القاتمة للارهاب الديني حيث كانت السلطة الوثنية ترمي المسيحيين امام الوحوش المفترسة احياء، وكان الجمع الحاضر يهلهل ويصفق ويعربد وكأنه ينظر إلى اروع صور الحياة، وبعد ان دخلت اوربا في المسيحية شهدت اسبانيا في القرون الوسطى ارهابا من طراز آخر، حيث بدأت محاكم التفتيش تعمل ليل نهار لتمييز غير المسيحيين من المسيحيين حتى يعاقبوا عقابا شديدا، وسواء في عهد السلطة الرومانية التي اضطهدت المسيحيين او في عهد محاكم التفتيش التي اضطهدت غير المسيحيين كانت السيوف تقطع رقاب الناس باسم الله .. . فالسلطة الوثنية كانت تقتل غير الوثنيين للتقرب إلى الآلهة، والسلطة المسيحية المتمثلة في محاكم التفتيش كانت تقتل غير المسيحيين للتقرب إلى الله، وها هو اليوم يخضع العالم لارهاب ثالث يقتل المسلمين وغير المسلمين فيه على السواء باسم الله وولاية الفقيه، انه هو الارهاب المتحكم في رقاب الامة الايرانية المسكية ..

 

محاكم التفتيش تتجدد في ايران ..

 

وكما كان حراس الامبراطور كاليكولا يداهمون البيوت الامنة للعثور على رجل يقيم طقوسا مسيحية حتى يساق إلى المقصلة، وكما كان حراس محاكم التفتيش يداهمون بيوتا للعثور على رجل يقيم طقوسا دينية غير مسيحية حتى يساق إلى الموت، فإن حرس الثورة الايرانية يداهمون بيوتا للعثور على رجل يقيم طقوسا لايرضى بها امامهم ومرشد ثورتهم حتى يساق إلى محاكم الثورة وينال جزائه العادل .. 

 

والارهابيون مجرمون بنص القرآن الكريم ..

 

ان الارهاب الديني اذا ما اتخذته الدولة نظاما متبعا في شؤون البلاد لاصبح ذلك البلد جحيما لايطاق، كما هي الحالة في ظل حكم الارهابيين الحاكمين باسم الله في ايران، ولاشك ان النظام الارهابي اذا اصبح سياسة الدولة الحاكمة، فان تلك الدولة واجهزتها تنقلب إلى قتلة ارهابيين يملأون الدنيا منكرا وفسادا، والاثار المترتبة على وجود دولة ارهابية تتجاوز حدود تلك الدولة ومصالح شعبها، بل تهدد بالخطر كل الدول المجاورة والبعيدة على السواء ..

 

فمكافحة الدولة الارهابية من الصعوبة بمكان لما تتمتع بها من امكانيات مادية وبشرية وسفارات مصونة في الخارج مما يسهل عليها القيام بالعمل الارهابي ضد الافراد او الحكومات على السواء، فلذلك فاني اعلن للعالم واخص بالذكر دول المنطقة ان النظام الحاكم في ايران اخطر لهذه الدول من الشيوعية او من أي غزو اجنبي، وان هذا النظام اذا قدر له البقاء، فسيملأ المنطقة نارا وعدوانا وشرا وفساد .. ((وبالفعل ملأ الوطن العربي كل هذه الشرور ..  وصارت دولة الفرس دولة السموم ودولة الريح الصفراء السامة القادمة من الشرق!!) ..

 

لقد استطاع الخميني تربية جيل ارهابي على شاكلته، ولذلك اني لم اتعجب عندما سمعت من جلاد الثورة الخلخالي، ان الخميني قال له: انه يرى فيه امتداد لنفسه!! وقلد الخميني الارهابيين الذين رباهم مناصب رفيعة حتى يكونوا مطلقي العنان في اصدار الشر والفساد إلى الداخل والخارج على حد سواء ..  وقد صبغ الارهاب باسم الدين والعقيدة ليعطي بعدا خطيرا لنجاح العمل الارهابي، كما طعمه بالطائفية البغيضة في كثير من الاحيان ..

 

الارهاب رمز الخمينية وامتداد لها في القرن العشرين ..

 

والارهاب المتبع في داخل البلاد، والذي يعاني منه الشعب الامرين، ليعتبر من اكبر الدعائم لحفظ النظام القائم، وفي الوقت نفسه طغيان مخيف وتجديد للعهود البربرية والوحشية في تاريخ الانسان، وكل هذا يحدث باسم الله الرحمن الرحيم وباسم الاسلام وباسم رسوله الذي ارسله الله رحمة للعالمين .. . لقد وصل الاستهتار بقيم الانسان في ظل الدولة الخمينية ان رجالا من الحرس الثوري يدخلون البيوت الامنة في اثناء الليل ويفتشون كل مكان فيها فاذا لم يجدوا ما يريبهم طلبوا من اهل الدار اقامة الصلوة امامهم، فان لم يفعلوا فيساقون إلى مقر اللجان الثورية بتهمة الفاسق الذي لايعرف صلاته واحكام دينه ليجرى عليهم الحد (التعذيب الجسدي)!!! وفيما المنساقون إلى محاكم اللجان الثورية يلاقون العذاب، ينهب الحرس الثوري بيوت الفساق (على حد تعبيرهم) من غال ورخيص، وهكذا تحدث الويلات في ظل نظام ارهابي يكون فيها حامي البلاد حراميه .. . (ثم يأتينا من يتفلسف علينا، ويريد أن يجعل من نفسه إستاذ ومحلل سياسي، وكاتب صحفي، وإعلامي، يتشدق بسخف القول وتفاهته ونفاقه ..  إن إيران دولة لديها حس إسلامي صادق!!! وأنه ينتقدها لهذا!!!)

 

ان الفاشية والنازية خير من النظام الارهابي الديني الف مرة ومرة، لان الامة في النظام النازي او الفاشي اذا لم تستطع التحرك السياسي وهي محرومة من ابداء الرأي الا انها حرة في حياتها الخاصة ومعتقداتها الدينية في كل مكان وزمان، ولم يحدث قط ان عناصر تابعين أو استخبارات ادولف هتلر دخلوا إلى البيوت الآمنة في اناء الليل ليعتقلوا اصحابها بسبب اقامة حفلة دعي اليها الاقرباء والاصدقاء، او بسبب حفلة مختلطة دعي اليها الرجال والنساء كما فعل الحرس الثوري في ايران، ولذلك فان فقدان الحرية السياسية احسن بكثير من فقدان الحريتين والذي يجعل من الحياة نارا يتلظى ..

 

نداء إلى حكام المنطقة وزعماء الاسلام ..

 

اختم هذا الفصل بخطاب اوجهه إلى دول المنطقة واقول لهم بصراحة تامة، ان الخمينية كارهاب سياسي وفكري لاتتورع عن القيام باية جريمة في سبيل مأربها داخل ايران وخارجها والارهاب عندما يصبح سياسة الدولة الحاكمة تهدد المنطقة كما كانت النازية تهدد اوربا قبل الحرب الكونية الثانية، فان الحرب الايرانية العراقية التي لم يستطع المخلصون اطفائها حتى الان بسبب رفض مرشد النظام الارهابي لوقف سيل الدماء، وما احدثته مرتزقة الخميني في البحرين من شر وفساد، والتعاون مع اسرئيل لاضعاف الدول العربية وقتل ابنائها كلها شواهد اكيدة على الارهاب الذي يتبعه الخميني في المنطقة ومع الجيران .. . ولذلك فان دول المنطقة اليوم امام خطر عظيم يهدد كيانها وشعوبها، وأكرر مرة ثانية القول، ان النظام الارهابي في ايران اذا قدر له النجاح (لاسمح الله) في مآربه التوسعية الداعية إلى (حكومة الفقيه) فانه سيجعل من المنطقة جحيما لايطاق ليس على انظمتها فحسب، بل على شعوبها ايض ..  

 

ولذلك فان واجب الدين والعقل والاخلاص لبلادهم يملي عليهم ان يتحدوا لدفع هذا الوباء الفكري البغيض، وهذا الخطر العظيم الذي يهدد القريب والداني، وان يعلموا ان دوام النظام الخميني في ايران يهدد سلامة البلاد المجاورة لأن الخمينية تهدد المنطقة كفكرة تستطيع استقطاب الناس لانها قبرت قبل ان تشهد النور كما قلنا في مكان آخر، بل لان سياسة الدولة اصبحت هي الارهاب المعزز بكل الامكانيات المتاحة وانها هي التي ستجعل من المنطقة نارا وجحيما، ولا اقصد بالخمينية شخص الخميني فقط، لان المشكلة تجاوزت الفرد الواحد واصبحت هناك مجموعة جمعهم الخميني من هنا وهناك ليكونوا امتداد لحكومته ولمدرسته الارهابية، ولذلك لم يفطن العالم بمغزى كلام الخميني عندما قال بعد مقتل 78شخصا من اهم اركان دولته في انفجار مقر الحزب الجمهوري: "ان ايران اكثر بلاد العالم استقرارا ولا تضعضع هذه الاغتيالات الجماعية نظامه"، نعم لم يفطن الناس إلى كلام هذا الشخص ..  بل حملوا كلامه بمحمل الهذيان .. 

 

الزمرة الحاكمة في ايران التقطت من الشوارع ..

 

ولكن الحقيقة التي اراد الخميني بيانها بطريقته هو ان الزمرة الحاكمة في ايران لم تمثل النخبة الحكيمة والصفوة المختارة من الحاكمين الذين يتوقف عليهم ازدهار البلاد وسعادة الشعب، بل انهم زمرة التقطهم من الشوارع لا يتصفون بموهبة او علم او اخلاق او فطنة فاذا حلت بهم اقدارا تعيسة فقد يأت بمثلهم من الشوارع ايضا كما فعل من قبل .. .

 

ولذلك لا يهم النظام الحاكم ان يغتال رئيس الجمهورية واركان نظامه الف مرة في كل يوم اذا كان الشاغر يملىء من الشوارع والأزقة كما تملأ دلاء المياه من المستنقعات ..

 

ان مسؤولية حكام المنطقة امام الله وشعوبهم والتاريخ والاجيال القادمة هو ان يدرأوا هذا الخطر العظيم عن المنطقة وشعوبها، والواجب عليهم ان يتحدوا كما اتحد الحلفاء ضد المحور، وأملي عظيم ان يكون لندائي صداه الحقيقي في قلوب الحاكمين في هذه المنطقة الحساسة من الارض، وذلك قبل ان يندموا على ما فرطوا فيه حيث لاينفع الندم ولات حين مناص ..  ((انتبهوا لهذه العبارة الهامة جد ..  حيث العرب – وبعد فوات الأوان -  ندموا ندامة الكسعي على التفريط بعراق الشهيد صدام حسين، الذي كان حارسا أمينا للبوابة الشرقية للأمة العربية بوجه الخمينية الصفوية الكسروية العدوانية الحقيرة .. )) ..

 

خطر الارهاب يهدد المنطقة بالانفجار لانه يستغل السذج من الناس عبر حدوده وممتلكاته ..

 

ولكي اضع النقاط على الحروف، واثبت بالبرهان الدامغ مدى خطر النظام الارهابي على المجتمع اود ان اقول، الارهاب دائما يعتمد على السذج الغفل من الناس والذين نفوسهم تواقة لعمل الشر بدافع عقيدي، ولذلك نرى ان الارهابيين الدينيين يجازفون بحياتهم في سبيل الموت والوصول إلى الجنة، وتاريخ الاسلام مليء بالنكبات التي حلت به بسبب الارهابيين الدينيين، ولعل ابشع صورة من صور الارهاب في تاريخ الاسلام هو مقتل الامام علي عليه السلام على يد ارهابي متطرف من الخوارج هو المجوسي الفارسي بن ملجم، وعندما ضرب الامام بسيفه المسموم وهو في الصلاة كبر ابن ملجم فرحا مستبشرا لمقتل واحد من العشرة المبشرين بالجنة على يده .. 

 

لذا، فإن التفكير الارهابي يجعل من الانسان وحشا كاسرا في قرارة نفسه، ولكن يجعل مظهره مظهر الابرار الصالحين ..  (أي يرتدي العباءة والعمامة السوداء ويترك لحيته تطول ويحمل السبحة بيده ويضرب على جبينه بعضا من الكحل كي يظهر بمظهر كثير الصلاة والتهجد ..  كحال الكثير من المعممين الفاسدين الحقرءا هذه الأيام!!!) ..  ان حرس الثورة الخمينية في ايران عندما يجهزون على مئات الناس يكبرون، واصوات التكبير تعلو على دوي الطلقات التي يطلقونها لقتل الابرياء من ابناء وطنهم ودينهم، وهم فرحون مستبشرون بما قدر الله لهم من قتل (المفسدين في الارض) على حد تعبير امامهم .. (كما فعلت الزمرة الخمينية الصفوية الحقيرة التي هاجمت مقرات الحزب ومخازن التموين ودوائر الدولة الحكومية في أحداث عام 1991  ..  حين أقاموا ما يسمى بالمحاكم ..  فقد كانوا يقطعون أيدي وأرجل الشرفاء من رجالات العراق وهم يكبرون ويهللون .. . وكما فعلت فيما بعد ميليشيا جيش المخزي التابعة للمنغولي ابن المتعة والعهر والزنا مقتدى النجس ..  حيث يبدأون قطع الرؤوس والأيدي للشرفاء من أبناء العراق بمقولة: اللهم صلي على  .. . بالطريقة الفارسية المجوسية البغيضة ..  مع تهليل وتكبير .. ) ..

 

ان التاريخ يحدثنا ان الخوارج الذين شهروا السيف في وجه الامام علي، كانوا في الليل صافون اقدامهم يرتلون القرآن ترتيلا، وفي النهار كانوا يريدون التقرب إلى الله بقتل علي واصحابه ..

 

هذه الصورة البشعة من التخلف الفكري تكفي لاعطاء صورة واضحة المعالم عن اخطار الارهاب الديني باسم الاسلام، ولاسيما في مجتمع لم يبلغ مرحلة النضج الفكري بسبب تفشي الامية بين افراده، وفي عصر مثل هذا العصر، حيث الضغط الاجتماعي والاقتصادي والتطلع إلى حياة افضل يسيطر على عقول الشباب وهم لايجدونه "ويراد الفتى كيما يضر وينفع"، فالإنزلاق إلى هاوية المبادئ الخطرة الهدامة اصبح سهلا يسيرا، لاسيما اذا كان هذا الانزلاق يملأ الفراغ النفسي ويمني صاحبه بحور عين وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيه ..

 

الإسلام ينهى عن الارهاب ..

 

والاسلام حرم الارهاب وجعله ممقوتا ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن الارهاب والقتل الغيلة (اي القتل الغدر) ..  ومؤرخو الاسلام يؤرخون باجلال واكبار واعجاب موقف مسلم بن عقيل بن ابي طالب سفير الامام الحسين إلى الكوفة، الذي كان يستطيع ان يغير موازين القوى لصالحه بإغتياله لابن زياد في دار هاني بن عروة، ولكنه ابى ذلك قائلا " نحن من اهل بيت لانغدر " ثم استبسل في القتال حتى الشهادة، والغدر والغيلة تلازمان العمل الارهابي ..  ولا ارهاب بلاغدر ..

 

 

 

د. صباح محمد سعيد الراوي

الخليج عربي وسيبقى عربيا

خليج الشهيدين السعيدين عمر بن الخطاب وصدام حسين

 

 





الاربعاء١٢ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. صباح محمد سعيد الراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة