شبكة ذي قار
عـاجـل










مررن سبع سنوات عجاف ونيف بكل ما حملته من اثقال تميد لها الجبال ولكن في ذات الوقت انبرى لها رجال من طراز خاص وهم ابطال المقاومة العراقية النشامى بشتى مشاربهم الوطنية والقومية والاسلامية فكانوا لها ليتحملوا على كاهلهم كل ما حملت تلك السنون من المفاجأت والاسرار المحسوب منها وغير المحسوب سلفا لكثرة الغث والرث الذي احتوته وجاءت به هذه الازمنة اللعينة  .. لقد تهاوت قمم وارتقت وديان وتلال وسفوح فسمت وتم تعويض ما هدمته او اهتز الكثير من الاعالي فكان توازن الطبيعة وكان سر ديمومتنا نحن العراقيين ان كتب الله لنا ان لا نندثر ونصبح اخبارا من محتويات التاريخ  ..


جاء الغزو البغيض ورمانا ورمى بلادنا بكل اثقاله الجرمية المدمرة وبكل خبث وتخطيط مسبق ومحكم كما هم ارادوه وكما هم اعتقدوه وصطفت الجيوش اللاهثة الاحتلالية من كل اصقاع الدنيا كي تحتل العراق وتدمره وتخربه وتجعله اثرا بعد عين وهو الهدف الاساس في الحملة الانكلواميريكية –الصهيونية-المجوسية-الكويتية الباغية وكل حسب ما يستطيع من مساهمة سواءا بالفكر والتخطيط او بالدهاء او بالسلاح او بالجنود او بالمال او بتسهيل حركة المحتل الغازي  .. حصل كل هذا ونحن العراقيون نراقب عن كثب ما يجري وما يدب ويهب في بلادنا من عواصف ومن استباحة يقف عندها العقل البشري ,فلا العراق دولة عظمى ولا هو قارة كي تتوجه اليه كل تلك الالة الجهنمية العاتية وكل هذا الكم من المرتزقة الاشرار ..


صورة مفجعة اطلقنا لها لحانا حزنا على وطن وخوفا على شعب وتحسبا لوجودنا فما كان منا الا ان توجهنا بكل قدرنا المكتوب وبلباسنا الشعبي الى ميادين القتال الشعبية لنترك بيوتنا جانبا ونغادر اهلنا الى حيث المجهول وبكل انفة وعنفوان وغضب الرجال ودون ابطاء كي لا يتنفس العدو بهدوء ويعتقد انه انتصر وأن ارض العراق جدباء من رجالها واهلها ملاك الارض واصحابها الاصليين المدافعين عنها كونها ملك صرف لهم لا لعدوهم من قريب او بعيد؟؟؟!!!


لا مجال للتفكير ولا برهة من الزمن لحساب الربح والخسارة ولا الاخذ بالحسبان الحياة او الموت فكلاهما سيان طالما ان كل شئ في بلادنا انتهك ودمر وتم تخريبه عن قصد بقوة العدو المحتل الذي جاء من بعيد وبتعاون الجيران الاشرار الذين تعاضدوا معه علينا وعلى ارضنا وعلى وجودنا وعلى حقنا الشرعي والقانوني والعرفي بالعيش بسلام في بيتنا الذي هو العراق ..


الصورة تلك لم تفاجئنا بشئ لكن كانت انظارنا تمتد الى اهلنا من العراقيين من الشمال الى الجنوب بغض النظر عن الاثن والدين والطائفة كون الكل مواطنون عراقيون وعليه ومن باب الطبيعي ان يصطف الجميع في خانة الرافضين للاحتلال والمدافعين عن حياض الوطن وبشراسة العراقي المعروفة عندما تدق صروف الزمن اسفينها في شرفه الرفيع عند ذاك يشمر عن ساعديه ليقول بخن بخن حاملا سلاحه حاله حال اخوته من سكان البلاد المغضوب عليها بفعل الاعداء وبفعل المخططات الاجرامية التي صاغتها كل القوى التي تامرت علينا ومن أي حدب جاءت ومن أي صوب؟؟؟!!!


اندفع البعض الى سوح الوغى وجلس البعض الاخر مأخوذا بالمشهد الرهيب منتظرا ما ستألوا اليه الاحداث في بداية الامر لتردده ولعدم او فقدان الرؤية والقرار لديه فما زال يراقب وما زال ينتظر وما زال مسكونا بعالم الحسابات وتقدير مواقف الاخرين وردود افعالهم في ارض الجحيم؟؟؟هؤلاء الصامتون منهم من التحق بركب المقاومة لاحقا خوفا ورعبا من لعنة التاريخ وغضب الله ان تخلف عن واجب الجهاد من اجل تحرير الارض والعرض والدفاع عن الدين والمبادئ السامية والصنو الاخر خان بميله الى المحتل ليرتضي لنفسه ان يسجل عميلا جاسوسا مقابل ما يتقاضاه من السحت الحرام ثمن خيانة الاهل والمواطنة والدين والصنو الاخر تطرف في خيانته لغاية في نفسه فارتضى ان يقاتل المجاهدين حاله حال المحتل بل اشد وطأة علينا واحقر وأجرم وهم ما يسمون انفسهم بالاحزاب التي تشكلت من قبل المحتل البغيض ومن قبل القوى الجارة خذلها الله وهي ايران البغي والحقد والنار  .. احزاب وميليشيات قاتلتنا شر قتال وارتضت لنفسها ان تكون في مقدمة الذين حاربوا وطاردوا اهل الحق وهم رجال المقاومة الذين هم تاج العراق الابدي .. فكان حزب الدعوة العميل والمجلس الاعلى وفيلق بدر وجيش المهدي والحزب الاسلامي والبيش مركة وبكل تشكيلاتهم المعادية لنا نحن الذين قاتلنا الاحتلال واهله ..


كل ساهم وبطش بنا مستعينا بالمحتل الغازي الذي اعطاهم الضوء الاخضر لتطهيرنا من الوجود حين صور لهم اننا عبارة عن قتلة مجرمين فجرنا الاسواق وحرقنا المؤسسات وسرقنا البنوك وفخخنا السيارات والمركبات وقطعنا الرؤوس وهم يعرفون هم وسيدهم الكافر اننا لم ولن نفعل تلك الاعمال الباغية الشريرة لا لشئ الا لان مدرستنا القتالية الاكاديمية التي دربتنا هي ان تحمل بندقيتك وتقاتل عدوك بكل شرف الرجال وقيمهم .. اما القتلة والسفاحين ومفجري السيارات ومفخخيها وناسفين العمارات والمنازل على رؤوس العراقيين وقاتلي كادر العراق المتقدم فهم ذاتهم المحتل ومن جاء به وتحت مسميات اطلقها عليهم وعرفناهم بتشخيص دقيق وبالوثائق الدامغة ..


ان اخطر فصيل قاتلنا وعاث بالارض فسادا وافسادا وبشكل منظم لانه عارف باهلنا هو جيش المهدي البغيض الذي وصلت افعاله الاجرامية الى حدود لا تطاق وليس لها مثيل في التاريخ فاستحق ان يدخل كتاب (كنس)في الارقام القياسية في انتهاكات حقوق الانسان وازهاق العدد الاكبر في أي حرب اهلية قامت في أي بلد وبشهادة التاريخ القديم والقريب .. لقد قتل ومثل جيش المهدي بالاف العراقيين وهجر الملايين من اهلنا ومن خيرة العراقيين واستحوذ على ممتلكاتهم بالقوة فاجبرهم على الرحيل حفاة عراة دون ادنى وازع من ظمير .. لقد جابت مليشيات جيش المهدي مدننا واحيائنا وخاصة في بغداد لتقتل هذا وتذبح ذاك وتهجر الاخر وتعتدي على شرف العراقيين  .. بل تطرفت اعمالهم الشريرة الى حرق بعض العراقيين ومثال على ذلك ابو عمر المشهداني الذي تم حرقه في فرنه الخاص لصناعة الخبز قوت العراقيين,كما تطرف في جرائمه ليطبخ امام وخطيب احدى جوامع مدينة الشعب بالقدر المغلي حتى اذاب لحمه عن عظامه  .. واضاف في جرائمه الانسانية ضدنا الى ان حمل احدهم طفلا من مدينة الحرية لينحره كذبيحة في احدى فواتحهم والفاعل عبارة عن قصاب من اهالي الحرية واهلنا هناك يعرفونه .. ومشهد لا اخلاقي اخر لهؤلاء المجرمين الزناة الموغلين في اعمالهم الشريرة ان اغتصبوا امرأة عراقية امام زوجها المشدود على شجرة في بيته ومن ثم اعدموه ؟؟؟!!! تلك امثلة بسيطة بل غيض من فيض فعلها جيش المهدي بأهلنا العراقيين سكنة البلاد الاصليين واهلها الابطال الميامين الذين قاوموا الاحتلال ومن تبعه من شذاذ الافاق القتلة واللصوص وسراق البنوك والمنازل وحارقي الدوائر والمؤسسات وناهبي محتوياتها وكأنهم ليسوا عراقيين وليس هذا هو بلدهم (وربما ليس بلدهم لان كل افعالهم تدل على انهم ليسوا بعراقيين فكرا وفعلا) ..


جيش المهدي منتشر اليوم وخاصة في بغداد بشكل منظم وعلى شكل خلايا ذات واجبات محددة وذات مسؤولية هرمية لا كما يصور البعض انهم عبارة عن همج ومليشيات غبية لا تعرف ماذا تفعل  .. انهم اخطر تشكيل في العراق مهيأ بشكل منظم لاي حرب اهليية قد تحصل من خلال الواجب الملقى على عاتقه من قبل قيادته الفارسية الصفوية في قم وطهران .. من هنا ننبه اهلنا وخاصة في بغداد الى ان هذا التشكيل هو الاخطر علينا وعلى مستقبل العراق العروبي  .. جيش المهدي هو بمثابة حزب الله الايراني في العراق وله نفس الواجبات ومنوطة به ذات المهمات ومن يقول انه حارب المحتل بدافع الوطنية فهو واهم لانه حارب المحتل لصالح ايران فكان رأس الحربة الفارسية في العراق التي قالت لاميريكا ان ايران كقوة موجودة في بغداد وعليك يا اميريكا ان تتقاسمي كعكة العراق معها بسلام وعلى حساب اهل البلاد الاصليين من خلال اجتثاثهم بالجملة من ارض العراق اما بالموت الجماعي المعلن وغير المعلن او بالتهجير القسري كي يضحي العراق ضيعة متقدمة فارسية صفوية ضد أي عدو لايران ومن ناحية اخرى ان يصبح العراق رأس الحربة القوية ومنطلق المد الفارسي المجوسي باتجاه بلاد العرب ..


من هنا جاء تحالف المالكي مع تلك القوة المنظمة التي هي جيش المهدي وكونها من سكنة العراق ومنتشرة فيه وخاصة في العاصمة بغداد اذن لا بد من التحالف معها وبتوجيه ايراني استعدادا للطوارئ وضربا لاي تحرك يستهدف الوجود الفارسي في حكم العراق وعلى رأسهم المالكي الايراني الاصل والهوى والفكر والتكوين يساعده في مهمته القادمة ان اضطر عليها كل من فيلق القدس الايراني وفيلق بدر وقوات الحكومة العسكرية الخاصة بأمرة المالكي التي تطوق بغداد بحكم كونه القائد العام للقوات المسلحة .. اذن في حالة خسارة المالكي التي هي خسارة ايران لا نستبعد قيام المالكي بالانقلاب العسكري مستعينا بجيش المهدي وبمليشياته التي انظوت تحت مظلة الجيش الحكومي مضافا اليها قوات فيلق بدر المليشياوية وبأدارة ايرانية من فيلق القدس بحتة ..


تلك هي لعبة المالكي الخطرة التي خطاها بالتوحد مع جيش المهدي كي يقول للعراقيين وخاصة من سكنة بغداد انظروا كيف انا امتلك تلكم القوة الاخطر والاجرم من العراقيين الطائفيين الصفويين وتساندني في مهمتي الجارة القبيحة ايران,فيا عراقيين لا تتحارشوا بي وبكرسي الحكم والا فمصيركم ومصير بغداد هو الدمار الشامل بشرا وبنية .. كما يجب ان ننبه هنا ان لا خلاف ولا اختلاف بين كل التشكيلات الصفوية التي جاءت مع الاحتلال سواءا كانت مجلس اعلى او جيش المهدي او حزب الدعوة او فيلق بدر او حتى حزب الفضيلة فهذا الاتلاف متفق على مصير واحد وان اختلف على الساحة السياسية بهدف جس النبض للطرف الاخر من ناحية ومن ناحية اخرى بهدف التغلغل في كل اوساط وتشكيلات العراقيين للوقوف على افكارهم ومخططاتهم ومواقفهم ومن ثم تخطيط ما وجب تخطيطه للحيطة والحذر والاستعداد للاتي في الايام القادمة ..


ان املنا كل املنا في قوة اهلنا من قوات المقاومة العراقية البطلة التي دحرت الاحتلال الاميريكي وجيوش الدول الاخرى التي جاءت معه بل ووقفت بالمرصاد ضد كل العملاء الداخليين والخارجيين .. وعليه فنحن واثقون ان تلك القوات الشرسة بسلاحها وبرجالها الابطال وبفكرها الاستخباري المقتدر والموروث لهي قادرة على لجم أي مؤامرة غادرة تستهدفنا كقوة مقاومة وطنية وقومية واسلامية ذات خبرة عالية بمخططات الاعداء بل ومدربة بحكمة واقتدار على ادارة الصراع مع أي عدو يبغي الاجهاز عليها او التورط معها وما النصر الا من عند الله القوي الحكيم ..

 

 





الاثنين١٧ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الوليد العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة