شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد الحكم السياسي الجائر على الاستاذ طارق عزيز  .. من بقي من قادة ورجال العراق العظام من لم تلفق له تهم باطله ومن لم يشمل بأحكام حاقده من قبل عملاء المحتل وتحديدا من حزب الدعوه والاحزاب العميله المماثله التي سلطلها المحتل في عراق مابعد عام 2003؟؟

ولماذا هذا التوقيت الذي يأتي بعد ان هتك الستر الامريكي الواهن عن جزء يسير من فضائح وجرائم هؤلاء العملاء ضد ابناء العراق الاشم ؟؟

 

بدءا  ..  لابد من الاقرار ان كل الوطنيين العراقيين الشرفاء وعلى رأسهم ابرز رجالات وقادة العراق في مرحلة ماقبل الاحتلال في عام 2003 مطلوبون من قبل سلطة الاحتلال واذنابهم ممن نصبوا على رأس السلطه في العراق والذي لا يمت اغلبهم بأية صلات للعراق ولا للعروبه ولا للاسلام الحنيف ,انهم دعاة احقاد صفراء ينفذون اجندة اجرامية بالانتقام وتصفية كل من وقف بوجه عدوان ايران وسياسة حكام طهران التوسعيه على حساب العراق والامه العربية والمنطقه عموما ,وهي سياسة مفضوحه تمارس بشكل يومي على الساحة العراقية منذ الاحتلال في نيسان عام 2003 حيث جرت عمليات تصفية للقادة والضباط والطيارين والجنود العراقيين الذين تصدوا لعدوان ايران على العراق في الفترة (1980-1988)ومازال (فيلق القدس الايراني )بقيادة قاسم سليماني وعملائه في العراق مستمرون في مطاردة وتصفية كل عراقي وطني شريف وتحت غطاء اميركي لقوات الاحتلال ,فأذا كان المقاتل العراقي البسيط مطلوبا فكيف هو الحال مع الاستاذ طارق عزيز .. وهو احد ابرز السياسيين والدبلوماسيين والمفكرين ليس على المستويين العراقي والعربي حسب وانما على المستوى العالمي والذي عرف برجولته وشجاعته ووطنيته في الدفاع عن العراق والامة العربية والانسانية جمعاء وبالذات عندما كان يقود الدبلوماسية العراقية أبان حرب الثمان سنوات الايرانية ضد العراق اذ شهدت برجولته وشجاعته كل المحافل الدولية والعربية والاقليمية ,وكثيرا ما كان يفحم الايرانيين بمنطقه الواثق وحججه الدامغه وعراقيته وعروبته الاصيله ليس في كتاباته وتصريحاته ولقاءاته مع وسائل الاعلام فقط وانما في اللقاءات والمفاوضات المباشرة بدءا من اول لقاء (غير مباشر  .. بواسطة الامين العام للامم المتحده ديكولار)الذي عقد في جنيف في نيسان عام 1989 مع الوفد الايراني برئاسة (علي اكبر ولايتي)وزير خارجية ايران انذاك والمستشار السياسي ل (خامنيئني)اليوم ,وكذلك في اللقاء الشهير مع الرئيس الايراني هاشمي رفسنجاني بعد زيارة اول وفد عراقي برئاسة الاستاذ طارق عزيز الى طهران في 991990حيث بدا الانزعاج واضحا على رفسنجاني الذي جوبهت اشاراته الخفيه والصفراء بالتهديد برد الاستاذ طارق القوي والمناسب فصعق رفسنجاني الذي ظن -واهما-بأن العراق المحاصر والمهدد بعدوان بشع يمكن ان يهتز ويضعف امام ملالي ايران ,وهذا الموقف العراقي المبدئي والشجاع قد تأكد للعالم اجمع في لقاء الاستاذ طارق عزيز مع (جيمس بيكر )وزير الخارجيه الامريكي قبيل عدوان عام 1991 على العراق .

 

الحكم :انتقام ومحاولة بائسة للتغطية على الجرائم المفضوحة

فلا غرابة اليوم ان ينتقم الايرانيون وعملاؤهم في العراق من الاستاذ طارق عزيز بشكل خاص وقادة ورجال العراق الاصلاء بتلفيق تهم واهية كتهمة (مشاركته في قرار اعدام التجار) في بغداد في العام 1993وتهمة تدخله في (خطب صلاة الجمعه !؟)واللتين حكم عليه فيهما بالسجن (15 سنة)وللأمانة التأريخية كان الاستاذ طارق عزيز عند صدور قرار اعدام التجار في نيويورك اما اتهامه بالتدخل في (خطب صلاة الجمعه)فهي اضحوكة لايصدقها اي احد كما هي التهمه الجديدة التي حكم عليه فيها بالاعدام حول اعدامات صدرت بحق عناصر من حزب الدعوة في الثمانينات لقيامهم بأعمال اجرامية  .. اذ لا صلة للاستاذ طارق عزيز بمثل هذه الامور وبالذات الشؤون الامنية فهو - كما معروف للجميع - مسؤول عن قطاع الثقافة والاعلام والسياسة الخارجية في عراق ماقبل الاحتلال ,فضلا عن انه كان احد الذين استهدفهم حزب الدعوة في حادث الجامعة المستنصرية في نيسان عام 1980 اذ قتل وجرح العشرات من الطلبة الابرياء وكسرت ذراع الاستاذ طارق عزيز ومازالت بعض شظايا القنابل في ساقيه الى اليوم .

 

وحزب الدعوة الذي يقود السلطة في العراق اليوم تحت مظلة امريكية وبدعم وتدخل ايراني سافر هو حزب اسس في ايران ونشط اجراميا ضد ابناء العراق مباشرة بعد تولي الملالي بقيادة خميني السلطة في ايران عام 1979 .. وهو الحزب المسؤول عن العديد من العمليات الاجرامية والاغتيالات للمسؤولين وكبار الضباط وهو مايتفاخر به حزب الدعوة اليوم ويقيمون مناسبات احتفائيه بذلك وجرائمهم لم تتوقف على العراقيين كما هي اطماع اسيادهم التوسعية والتي امتدت الى المحيط العربي اذ قاموا في الثمانينات بعملية فاشلة لاغتيال امير الكويت السابق ومنفذ العملية معروف وهو احد قادة حزب الدعوة وكان عضوا في البرلمان العراقي السابق وحزب الدعوة هو الذي نفذ مايسمى بعملية (الدجيل)لاغتيال الرئيس الشهيد صدام حسين في ثمانينيات القرن الماضي ,والعراقيون لا ينسون ما حل بأكثر من (10)محافظات في جنوب ووسط العراق أبان العدوان الثلاثيني على العراق عام 1991 ,حيث قام حزب الدعوة والاحزاب المماثلة وبدعم من القوات والحرس الثوري الايراني باستباحة هذه المحافظات وتدميرها وقتل الالاف من العراقيين بينهم قادة ومسؤولون وضباط كبار وعلماء وابرياء كثيرون  .. ومايجري في العراق منذ الاحتلال عام 2003 من عمليات انتقام حاقده وتصفيات دموية على يد حزب الدعوة وامثاله والتي فضحت القليل منها من قبل موقع( ويكليكس)وبالذات تورط رئيس الحزب نوري المالكي بالعديد من عمليات القتل والتعذيب خير واقرب دليل على اجرامية هذا الحزب وحقد قادته وتنفيذه لاجندة نظام حاقد على كل الشرفاء والوطنيين من ابناء العراق .

 

ثمن الوطنية والرجولة

لقد عجلوا في اصدار هذا الحكم ضد الاستاذ طارق عزيز ورفاقه الاخريين في محاولة بائسة للتغطية على افتضاح امرهم وعلى يد مؤسسة امريكيةغربيه فتحت نافذة بسيطه جدا في الحجاب الامريكي المكثف للتستر على عملاء واشنطن في العراق اذ وهموا  .. ان قرارا كهذا سيغطي على قضية رأي عام كبيرة كشف جزء منها ويكليكس .

 

فالاستاذ طارق عزيز,ككل العراقيين الشرفاء يدفع ثمن وطنيته وايمانه ومبدئيته ودفاعه الرجولي عن العراق والامة العربية ,نعم  .. حكم الاعدام .. هو ثمن وفائه لمبادئه واخلاصه للعراق ولرفاقه فلم يهن او يضعف امام اغراءات ومساومات المحتل وعملائه رغم كبر سنه وكثرة امراضه فلابد من ايجاد تهمه للتخلص منه وامثاله في زمن الطغيان الاميركي البشع ووسط سبات عربي مذل واذعان عالمي مفشجع.  

 

تطاول القاع حتى استقعرت قمم                  واستأسد الغي حتى استنوق الرشد

 

الغرابة هذا السكوت العربي المطبق ازاء رجل نذر نفسه للامة وقضاياها المصيرية وهو امر مخجل وخطير لان من هم في سدة الحكم اليوم ومهما اناخوا رؤوسهم في امام العم سام وحاخامات صهيون فأن الدور سيطالهم حتما اذ لا امان ولا مصداقية للامريكان تجاه اي منهم  والشواهد على ذلك كثيرة ثم اين هو الشعب العربي؟ اين هي الاحزاب الوطنية ؟واين منظمات حقوق الانسان ؟اين الفاتيكان واين العالم الغربي؟ ازاء ما يجري في العراق بشكل عام ومايحصل لرجاله الوطنيين المخلصين امثال الاستاذ طارق عزيز ؟ .. انها مسؤولية الجميع وان التاريخ يسجل كل شئ .ان الاستاذ طارق عزيز مفخرة لكل العراقيين والعرب ومن تشرف بمعرفته عن قرب عرف فيه الانسان والقائد العربي والسياسي والمفكر الذي تمنى رؤساء عديدون منهم -وامامنا- الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران .. ان يكون احد اصدقاء الاستاذ طارق عزيز ودعاه في اجازته الصيفيه ضيفا يتطارح معه في امور ثقافية عامة .

 

والاستاذ طارق عزيز هو الدبلوماسي والسياسي الذي اعترف بكفاءته وحنكته وتميزه الاعداء قبل الاصدقاء واتذكر  .. ان اول لقاء للاستاذ طارق عزيز في نيويورك بعد عدوان 1991 مع عدد من الباحثين في معهد نيويورك للدراسات الاستراتيجية بعد استقبال استفزازي وهجوم شديد امتصه الاستاذ بهدوئه وكياسته وقوة دفاعه عن قضيته مما اثر في الحاضرين الذين اثنوا عليه وانتهى اللقاء بأن اصطحبه رئيس المعهد حتى الباب الخارجي احتراما وتقديرا له ,وحتى وزيرة خارجية امريكا (مادلين اولبرايت) عندما كانت في التسعينات ممثلة امريكا لدى مجلس الامن ورغم عدائها للعراق لم تخف اعجابها واحترامها بالاستاذ طارق بعد كل لقاء عاصف معها.

 

سيذكر الخيرون والمنصفون والوطنيون والعروبيون الاستاذ طارق عزيز رمزا للرجولة والوطنية والاخلاص للعراق والوفاء للقيم والمبادئ العربية المجيدة .

 

دكتور سامي سعدون - بلغراد

٢٦ / تشرين الاول / ٢٠١٠

 

 





الثلاثاء١٨ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب دكتور سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة