شبكة ذي قار
عـاجـل










مهما بالغنا في رفع سقف المكابرة السياسيَّة، وأسرفنا في التنظير والاجتهاد، تبقى خيارات الحركة الوطنيَّة المناهضة للاحتلال محدودة مرحليًّا، ومحصورة في خيارين متتامَّين لا ثالث لهما.


الأوَّل: التمسَّك بثوابت الوطن والمقاومة، ورفع وتائر مقاومة الاحتلال، ورفض تبعاته، وأوَّلها عمليَّته السياسيَّة، والتصدِّي للمواقف المائعة والمتخاذلة وإحباطها.
الثاني: المثابرة على إنجاز وحدة جبهات المقاومة وفصائلها، وتأسيس الجبهة الوطنيَّة المناهضة للاحتلال على أسس راسخة مستمدَّة من ثوابت الوطن ومتطلَّبات التحرير.


أهمِّيَّة الخيارالثاني، تنبع من كون توحيد جبهات المقاومة، وتأسيس الجبهة الوطنيَّة، يشكِّلان ضرورة لازمة لتسريع النصر ودحرالاحتلال واسترداد السيادة وإنهاء معاناة شعبنا. هذه "الضرورة" تحتِّم على جميع الأحزاب والقوى والشخصيَّات المناهضة للاحتلال تسخير كامل إمكانيَّاتها لتحقيق هذا الهدف، والتعامل معه كـ "أولويَّة وطنيَّة" تتقدَّم على جميع المهام الوطنيَّة المرحليَّة الأخرى.


كيف يمكن إنجاز هذه الضرورة الوطنيَّة؟ وما هي سبل تحقيق وحدة فصائل المقاومة، وتأسيس الجبهة الوطنية الشاملة المناهضة للاحتلال؟ دعونا نتوقَّف أوَّلاً إزاء موضوع وحدة جبهات المقاومة وفصائلها.


شكَّل توحيد جبهات المقاومة وفصائلها هاجسًا مقلقًا لغالبيَّة القوى والشخصيَّات الوطنيَّة المناهضة للاحتلال، لأهميَّة الوحدة وتبعاتها الإيجابيَّة المباشرة على زخم الجهد المقاوم وفعَّاليَّته. لا جدال في إنَّ وحدة المقاومة من شأنها إذا ما تحقَّقت أن تغيِّر معادلة الصراع لصالح شعبنا وقواه الوطنيَّة، وتعزِّز قدراته، وتعجِّل نهاية كارثة الاحتلال وتبعاته.


المرحلة المنصرمة، شهدت مساعي جادَّة لتوحيد فصائل المقاومة، نجح بعضها في دمج مجموعة من الفصائل المقاومة في إطار تنظيميٍّ موحَّد. لعلَّ أبرز تلك النجاحات وأكثرها أهميَّة يكمن في قيام جبهة الجهاد والتغيير، وانطلاق جبهة الجهاد والتحرير التي تطوَّرت لاحقًا إلى جبهة "الجهاد والتحرير والخلاص الوطني" إثر انضمام جبهة الخلاص الوطني، بالإضافة إلى تشكيل المجلس السياسي للمقاومة العراقيَّة.


انبثاق التشكيلات المذكورة، حقَّق بلا شكٍّ نقلة إيجابيَّة مهمَّة، وشكَّل ردًّا جدِّيًّا على مخطَّطات تجزئة المقاومة، وتشظية القوى المناهضة للاحتلال، لكن مساعي التوحيد، للأسف، لم تتطوَّر ولم تنتقل من مرحلة توحيد الفصائل المتطابقة فكريًّا وعقائديًا إلى الوحدة الشاملة لجبهات المقاومة وفصائلها.


إلى جانب المساعي العمليَّة التي أثمرت عن تشكيل الجبهات المشار إليها، قدَّم عدد من الكتَّاب والسياسيِّين مساهمات نظريَّة تناولت موضوع وحدة المقاومة. المساهمات المقدَّمة، تضمَّنت طروحات تباينت في أهدافها ومقترباتها، غير أنَّ بعضها اقتصر على المطالبة بتحقيق وحدة المقاومة، وتبيان ضروراتها دون تقديم أفكار ومقترحات محدَّدة عن سياقات تحقيقها. في حين قدَّمت الأخرى أفكارًا ومقترحات مسهبة عن آليَّات تحقيق وحدة فصائل المقاومة.


هذه المساهمات مع أهمِّيَّة ما تضمَّنته من أفكار ومقترحات، لم تفلح في تحقيق أهدافها، ولم توفَّق في دفع قادة جبهات المقاومة وفصائلها إلى توحيد جهودهم، لإغفالها بديهيَّة أنَّ المهام الوطنيَّة الكبرى لا تحقِّقها "الوصفات النظريَّة الجاهزة"، وأنَّ مصير أيِّ مشروع سياسي مآله الفشل ما لم يهِّئ المناخ الملائم للنجاح وشروطه؟


إنَّ مسار تحقيق وحدة الفصائل واضح المعالم والتضاريس. وآليَّات الوصول إلى تنظيم مقاوم موحَّد مشخصَّة، والمقترب بسيط وخال من التعقيد، والأخوة قادة الفصائل ومرجعيَّاتهم السياسية يعون أكثر من غيرهم سبل تحقيق وحدة تنظيماتهم.


إنجازهذا الحلم الوطني المنشود، دون التقليل من مصاعب المهمَّة وتحديَّاتها، لا يتطلَّب تنظيرًا سياسيًّا، ولا عقد مؤتمرات متخصِّصة أو إعداد دراسات أو بحوث، ولا مقالات وخطب. جلُّ ما نحتاجه لتحقيق هذا الهدف، توفرالعزيمة وصلابة الإرادة وصدق التعامل، وتجاوز الفكر الفئوي، وترجيح المصلحة الجمعيَّة، والثقة في نوايا الشريك الوطني والتزامه.


وحدة الفصائل، تتحقَّق عندما يُدرك الأخوة قادة الفصائل ومرجعيَّاتهم السياسية حقيقة أنَّ شريك الجهاد، بعثيًّا كان، وطنيًّا قوميًّا أم إسلاميًّا مع الفروقات السياسيَّة والعقائدية، يبقى الأقرب إليهم ولأهدافهم. وعندما يعون أنَّ مهام التحرير، تتطلَّب مستلزمات وإمكانات بشريَّة وعسكريَّة وماليَّة لا طاقة لأيِّ فصيل بها منفردًا، وأنَّ أيَّ فصيل مهما تعاظمت قدراته السياسيَّة وفعَّاليَّته العسكريَّة، يبقى عاجزًا عن حسم الصراع، وتحقيق النصر واسترداد السيادة بمفرده. وحدة المقاومة ليست تمرينًا فكريًّا أو خيارًا بين خيارات عديدة، بل الخيار الوطني الوحيد الوحيد المتاح لشعبنا وقواه الوطنيَّة.


آليَّة تحقيق وحدة المقاومة مشخَّصة. المنطق الفكري والعقلاني، يقضي التركيز أوَّلاً على توفيرالمناخ الملائم، والأرضيَّة الصلبة لبدء حوار إيجابيٍّ بين الأطراف المعنيَّة، والعمل لاحقًا على تحقيق الائتلاف التنظيمي والسياسي للجبهات الأكبر، ومن ثمَّ الانتقال لضمِّ الفصائل الأخرى تباعًا، وصولاً إلى الوحدة التنظيميَّة الشاملة.


ماذا عن تأسيس الجبهة الوطنيَّة المناهضة للاحتلال ؟


لا شكَّ في أنَّ توحيد جبهات المقاومة وفصائلها من شأنه أن يسهم في توحيد التنظيمات السياسيَّة وتأسيس الجبهة الوطنيَّة الشاملة المجابهة للاحتلال.


قبل الاستطراد في تناول هذا الجانب، نرى من المهمِّ تثبيت أنَّ دعوتنا إلى تأسيس تجمُّع سياسيٍّ وطنيٍّ يضمُّ غالبيَّة القوى والشخصيَّات المناهضة للاحتلال، لا تتضمَّن، بأيِّ شكل أو صورة: مقترحًا لتأسيس مرجعيَّة سياسيَّة وطنيَّة موازية لمرجعيَّة المقاومة أو بديل عنها. ولا تمثِّل دعوة لتشكيل ما يُطلق عليه بعضهم خطلاً "المقاومة السياسيَّة" أو "الجناح السياسي للمقاومة". تنصبُّ دعوتنا على تشكيل جبهة سياسيَّة وطنيَّة رافضة للاحتلال وداعمة للمقاومة وليس رديفًا سياسيًّا له.


مقابرالتاريخ وسجلاَّته، تعجُّ في رفات قوى سياسيَّة عجزت عن تحقيق أهداف شعوبها، نتيجة تشظِّيها، لا سيَّما في مراحل الصراع الوطني الأصعب كالتي يمرُّ بها شعبنا حاليًّا. هذه الحقيقة التاريخيَّة ليست خافية عن قادة القوى السياسيَّة العراقيَّة الرافضة للاحتلال. فقد شخَّص غالبيَّتهم قيام الجبهة الوطنيَّة العريضة كأحد أهمِّ أولويَّات العمل الوطني المقاوم وضروراته، وسعوا مع صعوبة المهمَّة وحجم التحديات إلى تأسيسها، لكنَّهم، للأسف، فشلوا في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي.


المرحلة المنصرمة، شهدت عدَّة محاولات لتشكيل إطار سياسيٍّ جامع لكلِّ القوى الوطنيَّة الرافضة للاحتلال. جميع تلك المحاولات، أخفقت في تحقيق أهدافها لأسباب عديدة، نورد أهَّمها دون سرد حيثيَّات تلك المحاولات أو خلفيَّاتها:


1. ارتباك أهداف تلك المساعي وتخبُّطها. غالبيَّة ما قُدِّم من محاولات، انطلق من طموحات تأسيس مرجعيَّة سياسيَّة موازية لمرجعيَّة المقاومة الوطنيَّة العراقيَّة، أو رديفٍ لها بذريعة "الحاجة" لوجود جناح سياسي للمقاومة.


2. تغلُّب عناصرالنرجسيَّة والطموحات الشخصيَّة على الأهداف الوطنيَّة. جانب كبير ممَّا قُدِّم من محاولات، وُلِد من رحم أحلام عرَّابيها وهوسهم في لعب أدوار تاريخيَّة، وعقد الزعامة والرئاسة والقيادة.


3. التأثيرات الدوليَّة والإقليميَّة وسعي بعض الحكومات الإقليميَّة إلى السيطرة على قرارات المقاومة من خلال تغذية نزعات الانشقاق والتشرذم، وإعاقة جهود توحيد القوى السياسية العراقيَّة.


4. إشراك عناصر مشبوهة، سبق لها المساهمة بشكلٍّ فعَّال في تسويق احتلال العراق وتدمير قدرات شعبه لسنوات، لكنَّها عادت وغيَّرت اتِّجاه بوصلتها بعد أن خابت آمالها في الحصول على مواقع مهمَّة في حكومة الاحتلال.


تأسيس الجبهة الوطنيَّة المناهضة للاحتلال، وإن كان هدفًا تكتنف تحقيقه صعوبات وتحدِّيات جدِّيَّة، يبقى هدفًا قابلاً للتحقيق إذا ما هيِّئت شروط النجاح ومستلزماته. وإذا اعتمدت مقتربات عمليَّة، وتفادى المعنيِّون العجالة وحرق المراحل، وهجروا النهج الإقصائي، وتخلَّوا عن عقد الزعامة والقيادة، واستوعبوا إخفاقات التجارب السابقة وأسبابها.


لن نملي تصوُّراتنا عن آليَّات تأسيس الجبهة الوطنيَّة، ولن نطرح مقترحات تقليديَّة وأفكارًا مفصَّلة كتلك التي قدَّمها عدد من الكتَّاب والسياسيِّين، بل سنتبنَّى مقتربًا مختلفًا قائمًا على العمليَّة والبساطة. تحديدًا، نقترح أن يتمَّ تأسيس الجبهة السياسيَّة على مرحلتين. الأولى: يتمَّ فيها، بالتشاور مع قيادات جبهات المقاومة وفصائلها وموافقتهم، عقد اجتماع تشاوريٍّ تمهيديٍّ مصغَّر، يشارك فيه ممثِّلو القوى السياسيَّة الفاعلة، بالإضافة إلى عدد من الشخصيَّات المستقلَّة المشهود لها بالوطنيَّة ومناهضة الاحتلال. المهمَّة الإساسيَّة لهذا الاجتماع، تتلخَّص في مراجعة التجربة الوطنيَّة المناهضة للاحتلال وتقويمها، وإعداد مسوَّدة ورقة عمل تأسيس الجبهة الوطنيَّة، ومسوَّدة ميثاقها وهيكلها التنظيمي على أسس واضحة مستمدَّة من أهداف المقاومة ومستلزمات التحرير، بالإضافة إلى تشكيل لجنة تحضيريَّة، تُناط بها مهام الإعداد لعقد المؤتمرالوطني العام. أمَّا المرحلة الثانية، فيتمُّ فيها عقد المؤتمرالوطني العام، والإعلان عن تأسيس الجبهة الوطنيَّة وانتخاب قيادتها وتشكيلاتها وتحديد برنامجها.


قد يرى نفرٌ في ما طرحناه بساطة مفرطة، وهم على صواب. ما دفعنا لتبنِّي هذا المقترب، إيماننا وقناعتنا في عدم جدوى إملاء أفكار جاهزة وإعادة طرح مقترحات مطروقة. المشكلة، لا تكمن في جهل قادة العمل الوطني المناهض للاحتلال آليَّات تأسيس الجبهة، ولا في شحَّة الأفكار والمقترحات المرحلة المنصرمة لا سيَّما بعد مؤتمر بيروت 2005، شهدت عددًا من المبادرات والمقترحات والمؤتمرات التي رفعت يافطة "وحدة الصف وتأسيس الجبهة الوطنيَّة"، الاَّ ان جميعها بدون استثناء عجزت عن استقطاب اهتمام جميع الأطراف المعنيَّة، وفشلت في تحقيق أهدافها.


ثمَّة ملاحظة، نرى ضرورة في تثبيتها. بعض ما قُدِّم من دعوات توحيد القوى السياسيَّة العراقيَّة المناهضة للاحتلال تضمَّنت إملاء شروط مسبقة على طرف وطني مقاوم ذي دور أساس في نضال شعبنا ضدَّ الاحتلال وعملائه. دون أن نصادر حقَّ أصحاب تلك الدعوات في طرح ما يرتأونه، نودُّ أن نذكِّرهم بأنَّه لا وجود لمن يملك حقَّ فرض شروط مسبقة على أيِّ طرف وطنيٍّ سياسيٍّ مقاوم، لا سيَّما على حزب البعث العربي الاشتراكي، بصرف النظر عن موقعه وتاريخه السياسي.


لقد راهنت الإدارة الأمريكيَّة ومؤسَّساتها وحلفاؤها وما يزالون على عوامل تجزئة شعب العراق وتفرقته، وتشظِّي القوى الوطنيَّة المتصديَّة للاحتلال ضمانة أساسيَّة لتكريس الاحتلال وإنجاحه. فسعوا إلى إثارة الانقسامات الدينيَّة والطائفيَّة والعرقيَّة وتغذيتها، وعملوا على إعاقة وحدة شعب العراق واستمرارحالة التشظِّي والتفرقة وصولاً لتحقيق غايتين مركزيَّتن. الأولى، الهيمنة على متغيِّرات الصراع ومعادلاته، والثانية، إجهاض الفعل السياسي التعبوي المقاوم.


الردُّ الفاعل والحاسم على مراهنة سلطة الاحتلال، يكمن في رهاننا على وحدة الشعب وقواه الوطنيَّة المقاومة خيارًا وحيدًا لتحرير شعبنا. المطلوب من القوى والشخصيَّات الوطنيَّة المناهضة للاحتلال اليوم التخلِّي عن قيود الماضي، وتجاوز المعوقات والارتقاء بقضيَّتنا الوطنيَّة إلى مستوى يتلائم مع مستوى قضيَّة شعبنا العادلة وتضحياته، والعمل بجدٍّ وحرص ومسؤوليَّة على تأسيس الجبهة الوطنيَّة. لا نجد ما نختم به هذه المساهمة، أفضل مما سبق أن قدَّمناه في الجزء الاول:


"الحقيقة التاريخيَّة التي لا يمكن دحضها، هي أنَّ ما من شعب مجزَّء، نجح في استرداد سيادته. وما من حركة سياسيَّة وطنيَّة متشظِّية أفلحت في تحقيق أهدافها. وما من مقاومة مسلَّحة متنافرة، ألحقت الهزيمة بالقوَّة المحتلَّة.


انطلاقًا من هذه الحقائق التاريخيَّة، فإنَّ وحدة الحركة الوطنيَّة المناهضة للاحتلال، وأكثر تحديدًا وحدة فصائل المقاومة الوطنيَّة العراقيَّة ضرورة لازمة لتسريع النصر ودحرالاحتلال واسترداد السيادة وإنهاء معاناة شعبنا.


هذه المهام بالغة الصعوبة لن تتحقَّق بشكل ناجز دون إطباق جناحي العراق على المحتلِّين، كما نوَّه الشهيد الخالد صدَّام حسين. فهزيمة الاحتلال في غياب وحدة فصائل المقاومة، أوعلى أقل تقدير اتِّفاقها على منهاج سياسي وعسكري، ستكون مكلفة وطويلة. كما أنَّ حركتنا الوطنيَّة المناهضة للاحتلال، تبقى عُرضة لرياح الخلافات والصراعات والتشرذم، وعاجزة عن تحقيق أهدفها دون تأسيس الجبهة الوطنيَّة الشاملة المجابهة للاحتلال."

 

 

 للاطلاع على الاجزاء السابقة :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

1. خطوات لإنجاز وحدة فصائل المقاومة الوطنيَّة العراقيَّة

2. خطوات لانجاز وحدة فصائل المقاومة الوطنية العراقية - الضرورات الاستراتيجية لوحدة فصائل المقاومة

3. خطوات لانجاز وحدة فصائل المقاومة الوطنية العراقية - معوقات وحدة فصائل المقاومة
 

 





الاحد٢٣ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣١ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد داود قرياقوس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة