شبكة ذي قار
عـاجـل










ان احد أهم إشكالات المواطن العربي هو سوء فهمه لمصطلحات سياسية واقتصادية جديدة طرأت في العصر الجديد المعاصر خصوصا في زمن القطب الاوحد وتفرد الصهيونية والامبريالية الغربية بمقدرات العالم ,  فالملاحظ أن المواطن العربي تشبث بهذه المصطلحات في كل جوانب حياته الاجتماعية والسياسية وربما حتى الاقتصادية، لتعطي انطباعاً مزيفاً بحداثتها وعصريتها، ولكن عند ممارستها لمضامين هذه المصطلحات يكتشف المراقب أن المواطن العربي بالذات يعاني من قصور فاضح في فهم محتواها والمعنى الحقيقي لها. فهي تمارس معنى افتراضي يخرج إلى حدود الأوهام والخيال للمعاني الحقيقية لهذه المصطلحات. فلا الحرية، بتشعباتها المختلفة وحدودها ومبادئها، تبدو ذات معنى واضح في أذهان هؤلاء، ولا الديمقراطية وآلياتها المفترضةفهناك مصطلحات نستوردها يوميا من دون ان نعرف معانيها ودلالاتها الدقيقة ونتداولها وتجري عادة على السنتنا واقلامنا.

 

فالفهم الخاطئ لمصطلح ما لا بد ان يقود الى بناء فكري وجمالي هش سرعان ما ينهار لكن بعد ان يكون قد ترك آثاره العميقة في النفس والذهن وانتج مقولات وتصورات فكرية وثقافية زائفة لانها تستند الى مصطلحات زائفة هي ايضا قامت على فهم خاطئ  ,  وبما ان الاعلام هو أحد المكونات الرئيسة للصراعات ما بين الامم وما بين النظريات والايديولوجيات ,  الا انه لايحسم الصراع  ولكنه يسوّق مواقف أطراف الصراع ويجلب لهم الدعم الخارجي والداخلي  ,  وقد وعت الصهيونية العالمية وادركت  دور الإعلام بكافة أنواعه المقروء والمسموع والمرئي  فعملت على السيطرة على هذا الإعلام في عالمنا العربي واستطاعت  ( وللاسف الشديد )  من غسل دماغ الانسان العربي في كثير من القضايا  ,  وايصاله الى حالة من اليأس فالسياسة الاعلامية الصهيونية زرعت في العقول تقبل فكرة اغتصاب فلسطين وإقامة كيانها عليها، من خلال عملية تضبيب العقول بوسائل الاعلام واطلاق وايجاد تسميات ومصطلحات معينة و مدروسة بدقة متناهية  و تعميمها وتكريسها وترسيخها ادت في المحصلة النهائية الى تغيير الثوابت والمسلمات لدى الناس  ,  ساهم في ذلك وبشكل كبير الدور يلعبه الإعلام العربي المشبوه ليتعود المواطن العربي على تقبل تلك المصطلحات والمفاهيم كأمر طبيعي، مزيفاً حقيقة الاستعمار الصهيوني وحقوق شعبن ..  وهو في تزييفه لوعي العربي باستخدامه المصطلحات والمفاهيم المضللة والمشوهة للنضال العربي والاسلامي وحقوقه، إنما يخدم الصهيونية والإمبريالية الأمريكي.

 

ويلاحظ ان البعض من المهتمين بالقضايا السياسية يتداولون  ( بشكل مقصود او بشكل عفوي )  مصطلحات سياسية بشكل مشوه ومنفر على عكس معناها الحقيقي خصوص ,  لذلك فأنه بات من الضرورة أن ننتبه الى مسألة توضيح المصطلح وصياغة الخبر وهو في الواقع جبهة من جبهات الصراع  ,  فالاستخدام الواعي للمصطلح إعلاميا ً يسهم بشكل كبير في خلق صورة إيجابية أو سلبية لأحد طرفي الصراع وبالتالي يمكن أستغلال الرأي العام وتظليله في الوقوف مع هذا الطرف أو ذاك ,  لأن غرس  المصطلح السياسي في العقول من شأنه ان يجعلُه أمراً مستساغاً ومقبولا وبالتالي اعترافا ضمنيا للحالة او للكينونة التي من اجلها وضع المصطلح، فتطبيع العقول والآذان والوجدان مع الأفكار نظرياً سابق على التطبيع العملي فمجرد تداول هذه المصطلحات هو اعتراف رسمي بالخضوع والذل والركوع تحت اقدام الصهاينة ومن هذا المنطلق نقول إن تطبيع العقل والأذن والوجدان العربي مع المصطلحات الدخيلة المبتكرة اصلا من قبل العدو الصهيوني يمثل تمهيد للاعتراف به.

ولا شك أن هذه المصطلحات المسمومة والمنتقاة بعناية من قبل جهات مشبوهة دخلت كل بيت ، وفي آذان كل سامع عبر وسائل الإعلام المختلفة ، وللأسف فقد اعتدنا سماعها ، ونكررها على ألسنتنا من غير قصد ، ولكننا مع الإصرار على العودة إلى المصطلحات الصحيحة، والتحذير من المقاصد الخبيثثة والمشبوهة فإننا يقينا سنعتاد المسميات والمصطلحات الصحيحة التي تلتزم بالثوابت الإسلامية والعربية الأصيلة.

 

أود التنبيه في ادناه إلى بعض من المصطلحات الدارجة  ( على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر )  ، وفيها توضيح الصواب والخط ..

 

1 ـ  مصطلح  ( دولة اسرائيل )   ..  وهو مصطلح او تسمية خاطئة تطلق على دويلة الصهاينة ,  فأطلاق     مصطلح  دولة إسرائيل  على الكيان الغاصب لارض فلسطين، اعتراف بدولتهم وسيادتهم على أرض فلسطين ، وحقهم في الوجود على تلك الأرض المغتصبة ، وفي ذلك تطبيع للمواطن العربي والمسلم على تقبل الكيان المعتدي ليصبح جزءاً في منظومة المنطقة العربية والإسلامية، واعتبارها دولة لها سيادتها وقانونها واحترامها ، لتعويد العقل العربي والإسلامي على قبول طمس اسم فلسطين ومحو رسمها من خريطة العالم  ,  وان التسمية الصحيحة اوالمصطلح الصحيح هو  ( دويلة الكيان الصهيوني )  .

 

2 ـ  مصطلح  (  الانتفاضة الشعبانية )   ..  في اشارة الى الاعمال الغوغائية والاجرامية التي قام بها حفنةمن اللصوص وقطاع الطرق  ( الذين خانوا العراق من المنتمين لفيلق بدر وحزب الدعوة التابعين الى ايران العمامة الصفوية بمشاركة عصابات الحزبين الكرديين )  ,  بعد توقف اطلاق النار للعدوان الثلاثيني الغاشم على العراق عام 1991م  وقام هؤلاء بحرق مؤسسات الدولة من الدوائر والمستشفيات وقتل المدنيين الابرياء واغتاب النساء  ,  تماما كما يجري الان في عراقنا المحتل وعلى ايدي نفس العصابات المجرمة التي تعيث فسادا بالعراق وبشعبه ,  وان التسمية الصحيحة هي  (  اعمال الشغب والغوغاء ) .

 

3 ـ  مصطلح  ( ارض الميعاد )   .. فقد استخدم  الصهاينة أسطورة أرض الميعاد لتأجيج الحماسة الدينية لدي اليهود للانتقال إلى فلسطين انطلاقا من الادعاءات التوراتية التي حرفتها أيديهم ، والتي ترى أن أرض فلسطين ملك لليهود وحدهم، وهدف اليهود من إطلاق هذا المسمى أرض الميعاد  لتحاشي استخدام مصطلح أرض فلسطين الذي ينسف ادعاءاتهم من أساسها بما يحمله من دلالات على الوجود الإسلامي في فلسطين ،ولإقناع العالم بشرعية الوجود اليهودي على أرض فلسطين ,  والتسمية الصحيحة هي  (  ارض فلسطين ) .

 

4 ـ  مصطلح  ( حائط المبكى )  ..  وهو الحائط الذي يقع في الجزء الجنوبي الغربي من جدار المسجد الأقصى المبارك ، ويطلق عليه اليهود حائط المبكى حيث زعموا أنه الجزء المتبقي من الهيكل المزعوم  وتأخذ طقوسهم وصلواتهم عنده طابع العويل والنواح على الأمجاد المزعومة . وكان تجمع اليهود حتى عام 1519م قريبا من السور الشرقي للمسجد الأقصى قرب بوابة الرحمة ثم تحولوا إلى السور الغربي  والثابت شرعا وقانونا بأن حائط البراق جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك ,  والتسمية الصحيحة هي  (  حائط البراق )  .

 

5 ـ  مصطلح  ( فرق الحماية الامنية )   ..  وهي ميليشات مرتزقة تعاقدت معها ادارة الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي لتمارس عمليات القتل والتنكيل بالشعب العراقي وهذه الميليشيا هي جيش ال ـ   ( بلاك ووتر )  ,  وهي شركة مشبوهة  ..  تمتلك من العتاد مالا تمتلكه دول كثيرة مجتمعة وتسيطر علي مراكز صناعة القرار في أمريكا ، ويعمل بها قتله مأجورون جلهم من المساجين والمجرمين الخطرين يقومون باعمال تخريبية لم تأمر بها أى شريعة  ..  حيث اتفقت معهم ادارة الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي على اخضاع مدينه الفلوجة الباسلة بعد فشلهم في مواجهة المقاومة العراقية ، فقام فرسان مالطا بأوامر من شركة  بلاك ووتر بإرتكاب أبشع جرائم حرب تفوق جرائم أجدادهم إبان الحروب الصليبية ,  والتسمية الصحيحة هي  (  فرق الموت الامريكية ) .

 

6 ـ  مصطلح  ( الارهاب والعنف الاسلامي )  ..  بهذا المصطلح يصف الاعلام الغربي المسيحي المتصهين مقاومة الاحتلال الامريكي في العراق والاحتلال الصهيوني لفلسطين المحتلة لنزع صفة الشرعية عن المقاومة العراقية والفلسطينية ,  ولابعاد الحاضن الرئيسي لهاتين المقاومتين وهما شعبي العراق و فلسطين و شيطنة المقاومة من خلال تهييج الاعلام العالمي واطلاق تسمية الارهاب الاسلامي لتنحية الاسلام و تغييب موضوعة الجهاد من واقع الامة العربية المسلمة واخماد كل صوت ينادي بالجهاد ,  والتسمية الصحيحة هي  ( الجهاد ومقاومة الاحتلال ) .

 

7 ـ  مصطلح  (  الهولوكوست )  ..  من القضايا التي أحسن الإعلام اليهودي استغلالها لابتزاز الشعوب والدول الأوربية  ( محرقة الهولوكوست الكبرى )  حيث يزعمون أن هتلر والنازية قد قاما بإعدام ستة ملايين يهودي بغرف الغاز حرقاً ، لغرس عقدة الإحساس بالذنب لدى شعوب العالم وقادتهم ،وليستمر استثمار ملف المحرقة للأجيال اليهودية القادمة ، ونجحوا بذلك في كسب تعاطف العالم مع كيانهم الغاصب لأرض فلسطين ، واستغلت للتغطية على المذابح وأشكال الإبادة والممارسات التي يرتكبها اليهود الغاصبين لأرض فلسطين ,  التسمية الصحيحة هي  ( خرافة المحرقة النازية ) .

 

8 ـ  مصطلح  ( عرب اسرائيل )  .. مصطلح أطلقه الاعلام الصهيوني على الفلسطينيين في المناطق التي أحتلتها في عام 1948م لتعطي إنطباعا ً للمتلقي أن هؤلاء أقلية قومية ضمن الدولة الاسرائيلية وأستخدم هذا المصطلح بعد ذلك في الاعلام العربي والأسلامي  ,  والصواب ان نطلق عليهم  ( فلسطينيوا 1948 )

 

9 ـ  مصطلح  ( الشرق الاوسط )  ..  هذا المصطلح جاء كمقدمة ضرورية للتعايش مع الصهاينة ، ولإفساح مكان للكيان الصهيوني في المنطقة العربية الإسلامية ، وذلك للإقرار أن يكون الصهاينة عضواً في جسم الدول العربية والأمة الإسلامية ، مما يعطي الصهاينة صفات الجوار ووحدة المصير ومشاركة القرار، لتكييف المواطن العربي المسلم على تقبل الكيان المعتدي، والصواب أن نطلق على هذه المنطقة  المشرق الإسلامي ، أو العالم العربي، أو المنطقة العربية الإسلامية .

 

10 ـ  مصطلح  ( التطبيع )  ..  مصطلح الغرض منه ابراز تذويب العداء للصهيونية وكيانها المغتصب لأرض فلسطين ، ولإجراء عملية تغيير في نفسية المواطن العربي لتتواءم وتتعايش وتتقبل الكيان الصهيوني كجزء طبيعي مع حفاظ الصهاينة بمشروعهم العدواني ،والتسليم بالكيان الصهيوني كحقيقة قائمة والاستسلام لإرادته ومخططاته ، ولهذا أصبحت مصطلحات السلام والتعايش مع اليهود مصطلحات تتكرر على مسامعنا ويشدو بها الإعلام صباح مساء . والصواب ان نطلق على هذا المصطلح ب ـ   (  الاستسلام ) .

 

11 ـ  مصطلح  ( النزاع الفلسطيني الاسرائيلي )  ..  يعمل الإعلام الصهيوني المشبوه على إطلاق هكذا مصطلح للتخفيف من حدة الصراع والحرب القائمة على أرض فلسطين ، وتضييق الأمر بمسألة نزاع ليفهم العالم على أن المشكلة ضئيلة يمكن حلها على طاولة المفاوضات والتي ضاعت فيها ما تبقى من قضية فلسطين ، وتم ابدال الحقائق والخرائط ، فبعد أن كانت حرب وجهاد وصراع بين العرب والصهاينة ، أصبح صراعاً بين حكومة السلطة الفلسطينية و دويلة الكيان الصهيوني , وتم تهميش الدور العربي والاسلامي والصواب هو مصطلح  ( الحرب العربية الاسلامية ضد الصهاينة )  .

 

12 ـ  مصطلح  ( الحكومة العراقية المنتخبة )  وكذلك مصطلح  ( البرلمان العراقي المنتخب )  ..  مصطلحين خبيثين الغرض منهما تمويه وخداع العالم بأسره الى ان الشعب العراقي حر الارادة وانتخب حكومة وبرلمان وطنيين مستقلين يمتلكان قرارهما السيادي بعيدا عن الاملاءات الخارجية  وفي حقيقة الامر ان هذه الحكومة وهذا البرلمان  تشكلا بأمر من ادارة الاحتلال الصهيوامريكي والاحتلال الايراني والتسمية الصحيحة هي  ( حكومة الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي )  و  ( برلمان الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي ) .

 

13 ـ  مصلح  ( التعددية السياسية في العراق الجديد )  .. مصطلح جديد ظهر الى الوجود بعد الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي للعراق لغرض خداع الناس بوجود قوى سياسية مشروعة متعددة القوى والآراء السياسية تمتلك قرارها السيادي الخاص بها وتملك استقلاليته ,  لكن الحقبقة هي مغايرة تماما لان ما يوجد بالعراق عبارة عن زمر من الخونة والجواسيس واللصوص يأتمرون باوامر من ايران او من دويلة الكيان الصهيوني ومن قبل دول اخرى يحكمون العراق تحت ظل كونهما احزاب سياسية ,  والتسمية الصحيحة هي  (  التبعية السياسية لاحزاب السلطة الموالية للاجنبي في العراق المحتل ) .

 

يستخدم المواطن العربي في كثير من الأحيان مصطلحات رنانة حول كثير من المفاهيم المرتبطة بالحالة السياسية الراهنة للوضع العربي اجمالا وللاحتلال الصهيوني لفلسطين والاحتلال الامريكي الصهيوصفوي للعراق بصورة خاصة، ويذهب به الحال أحيانا أخرى إلى ممارستها بشكل خاطئ يسيء لها.وهو في ذلك إما أن يكون معتمدا على فهم خاطئ لمحتواها ومعناها الحقيقيين أو متعمدا لمحاولة التعبير عن شيء في نفس يعقوب. ومن هنا فإن الفهم الخاطئ لمفهوم هذه المصطلحات الساسية يقود إلى ممارسة خاطئة ومغايرة للمعنى الحقيقي ,  فهل نستطيع ككتاب وكمثقفين وكأكاديميين أن ننقل لابناء شعبنا المفهوم الصحيح والمغزى الصحيح لمصطلحات اوجدتها الصهيونية والامبريالية ونكون لهم القدوة في هذا المجال؟. في الختام اتمنى ان ننتبه الى ما نسمعه من مصطلحات وان نفهم الغرض من اطلاق تسمية معينة بذاتها لنفهم المغزى الحقيقي  كي لا نقع في مطبات نحن في غنى عنها وكي نمنع اجيالنا القادمة من الوقوع في عمليات غسيل دماغي مدروسة من قبل الصهيونية والامبريالية الغربية وان نعمل على توعية فكرية لهذه المصطلحات وان نعمل على اطلاق التسميات الصحيحة والمناسبة لها.


عاش العراق حرا عربيل موحدا ابد الدهر

عاشت المقاومة العراقية بجميع فصائلها وبجميع صنوفها وبجميع مسمياتها

المجد والخلود لشهداء العراق وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكبر صدام حسين رحمه الله

الحرية لاسرانا في سجون الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي

 

 





الاثنين٢٤ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠١/ تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل ابراهيم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة